دقة قلب بقلم مروة حمد ومنى عبدالعزيز
اخويا فى ايه
الطبيب اتفضل معايا بره مينفعش تفضل هنا وانا هفهمك كل حاجه
بعد خروجهم يقف سامر أمامه وعينه على شقيقه لا يفصل بينهم سوى هذا الجدار الزجاجي
سامر بقلق ماله صالح ايه ده كله
الطبيب بعمليه كويس جدا أن حد من عيلته موجود اخو حضرتك محتاج يدخل اوضه العمليات فورا بدون تأخير
سامر يلتفت برأسه للطبيب بعين متسعه ايه عمليات !ليه
الطبيب فى البدايه محتاج اعرف منك تاريخه المرضى
سامر بحزن ده تاريخ طويل من اول ما تولد كان عنده ثقب حجمه كبير بالقلب ووصله شيرانيه الأطباء خطوه في الحضانه لمدة ٤٨ ساعة تحت الملاحظه الدكتور قال إن الوصله الشريانيه رجعت مكانها لكن الثقب سمكه كبير
وللاسف بيخرج هواء علي الرئه فكان لازم تدخل جراحي سريع بالرغم من أنه كان يدوب ايام بس الحمد لله نجحت العمليه بعد ما كان الأطباء بيتوقعوا فشلها ميه في الميه لكن ربنا نجاه والحمد لله عاش بس للاسف من كام سنه عمل قسطرة في القلب . ومن وقتها وهو كويس بس الأطباء وقتها نصحونا بعدم الاجهاد والراحه حتي اتمنع من لعب التنس ال كان بيعشقه وكل فترة كنا بنعمل ايكو علي القلب وكمان صالح كان بيحافظ علي نفسه جدا لا بېدخن ولا بيشرب اي ممنوعات ليضرب جبينه يغمض عينيه پغضب ازاي راح عن بالي !!
الطبيب في حاجه يا استاذ .
سامر لازال ينظر إلي أخيه بعينه من خارج النافذة الزجاجيه
يتذكر تلك الليله وحالة صالح المترنحه وحبيبات العرق التي تسيل منه وعينه الذابله ليلتف سريعا للطبيب
سامر في حاجه حصلت من كام يوم رجع البيت مش طبيعي كان دايخ وعرق كتير وللاسف باين جدا أنه واخد منشطات
الطبيب اوم الطبيب متفهما مقصده الحمد لله مرت علي خير ولازم تفهم أن ربنا نجاه لان حالته ال حكتها وتاريخه المړضي لا يمكن يكون عايش لحد دلوقتي .ليكمل الطبيب كل ال حضرتك قلته ده معناه أن اخو حضرتك مريض قلب منذ الصغر وللاسف القلب تعرض لجلطه وفي صمانين لازم يتغيروا اخوك لازم يدخل عمليات حالا
سامر ومستني إيه حضرتك لو علي الفلوس كل المطلوب اعتبروا ادفع بس حالا يدخل العمليات وانا مستعد لأى حاجه بس بلاش تأخير .
الطبيب تمام حضرتك اتفضل معايا تمضي علي الإقرار في مشكله كمان هي ال اخرتنا فصيله دمه مش متوفرة وده ال خلانا نطلب حد من أهله لان فصيلته Oسالب .
سامر بحزن مغمض عينيه للاسف فصيلتي مختلفه عنه ووالدي مقدرش اتصل بيه واقله الخبر ده فى داخله لايعلم كيف سيصل له من الأساس
لياتيه صوت من خلفه اتفضل يا دكتور جهز للعمليات خلاص الډم اتوفر .
الټفت سامر والطبيب له
ليجدا شخص بزي عسكري يقوم باعدال اكمام قميصه .
لتأتي من خلفه ممرضه تحمل بيدها علبه عصير وأقراص دواء
اتفضل يا افندم القرص ده والعصير عشان ما تحسس بدوخه.
الممرضه للطبيب حضرة الضابط لما عرف أن الحاله محتاجه ډم والفصيله مش متوفرة اتبرع هو پالدم والفصيلة متطابقه .
سامر مقتربا منه مش عارف اشكر حضرتك كام مرة .
الضابط بضحكه تقدرتقول شكرا وخلاص بلاش كام مرة دي
ده واجبي ودين عليا لوالد حضرتك في رقبتي ليوم الدين مهما عملت مش هقدر أوفيه
سامر ينظر له باستغراب لينتبه لحديث الطبيب
الدكتور للممرضه. جهزوا اوضة العمليات .
سامر يقترب من زجاج النافذه ينظر إلي شقيقه بحزن ليربط مساعده على كتفه ماتقلقش ياسامر أن شاء الله هيقوم بالسلامه
سامر ملتفا للطبيب بعد اذنك ممكن ادخل دقيقه واحده اطمن عليه قبل ما يدخل العمليات .
الطبيب اتفضل دقيقه واحده والممرضه هتعقمك وتلبس زي المستشفى
استاذن سامر من الضابط ملحا عليه بعدم الرحيل حتى يخرج. من عند شقيقه .
الضابط متقلقش كده كده مش همشى الا بعد ما أطمن عليه .
ليدخل سامر خلف الممرضه لتعقمه ويتجه الي شقيه الممد علي الفراش يجثوا علي قدميه يقترب ممسكا بيد شقيقه عينه ممتلئه بالدموع يجاهد في امساكها
سامر ياتري ايه ال حصلك يا اخويا حاسس ان قلبي بيتعصر وانا شايفك قدامي كده ياتري حصلك ايه اتوجعت مين كان معاك ولا كنت لوحدك !
صالح انت اتالمت نديت على حد طيب حد سمعك حد كان جنبك
صالح يفتح عينه بنصف فاتحه يرفع يده بالم مبعدا قناع الأوكسجين عنه ويده الأخري تشتد علي يد أخيه
ناديت عليك كتير يا سامر زي العادة طول عمرك انت ال بتلحقني بس المرة دي ملقتكش جنبي قلبي متحملش انادي عليك ومتكونش اول مين ينجدني .
سامر يرفع عينه بلهفه يده ممسكه بيد أخيه والاخري تتلمس ر أس شقيقه بحب صادق
صالح عينه سالت منها الدموع يجاهد في إخراج كلماته يعلوا تنفسه ليحاول سامر وضع القناع علي وجهه أخيه اهدي يا صالح بلاش كلام متتعبش نفسك .
صالح يزيح يد أخيه الممسكه بالقناع سبني اخرج ال جوايا يمكن تكون اخر مرة اتكلم فيها معاك خليني أخرج ال جوايا يمكن
ارتاح .
سامر بلهفه واضحه وعينه تتساقط منها الدموع متقولش كده أن شاءالله هتقوم وتخف وهتقرفنى زى عادتك
صالح ببتسامه باهته مش باين
سامر اوعى تقول كده لينحنى محتضنا شقيقه بلهفه وخوف
صالح ياااه ياسامر انت متعرفش انا كنت محتاج حضنك قد ايه
سامر يعتدل جالسا جواره لم يترك يده وانا علطول موجود عشانك
صالح بقالك كتير بعيد عنى ساعات كتير كنت بتعمد اغلط علشان ألفت نظرك ليا اخدك منى شغلك و كلامك كله بقا حسابات وأرقام حتى كلامنا سوا بقى انتقاد ليا مابقتش الاقى سامر السند بتاعى بقيت على طول مش موجود حتى لو موجود زمان كنت اول أولوياتك حتى بعد ملاك مابقت بينا مع انك كنت دائما معاها وفى صفها لاعمرك جيت عليا ولا عليها من غير ماتقول كنت دايما بتوصلى انى رقم واحد عندك ومهما حصل منى كنت بتيجى تسالنى الاول حصل ايه ياصالح
راح فين ده كله ياسامر !
سامر بدموع لايقوى على الحديث فقط ممسك بيد أخاه مقربها لقلبه ليتابع صالح اى مشكله كانت بتحصل معايا كنت بجرى عليك قبل اى حد عارف انى عنيد وعصبى مشاكلى كتير وكنت بخاف اروح لبابا أو لماما كنت بجيلك وانا مطمئن انك فى ظهرى انت ال علمتنى ازاى امسك غضبى ازاى اخد حقى بالراحه كنت بتصدقنى مهما سمعت عنى حصل ايه غيرك ياسامر
فاكر لما كنت فى ثانوى واخدت انذار من المدرسه وكانوا طالبين استدعاء لولى الامر وقتها انا روحتلك الجامعه مش هنسى لهفتك عليا لما جتنى جرى اول ماشفتنى بتسالنى كعادتك حصل ايه ياصالح اول ما طلعت الانزار من شنطتى وادتهولك مسكت ايدى ومشيت وصاحبك بينادى وبقولك أن سكشن العملى هيبدا شاورتله بايدك راح قالك يابنى ده الدكتور منبه عليه وفى درجات مردتش ومشيت ركبنا العربيه و انت سايق سالتنى الانزار ده سببه ايه !
نزلت راسى ولسه هحكيلك رفعت بايدك وشى وقولتى انا عارفك