دقة قلب بقلم مروة حمد ومنى عبدالعزيز
مضايق كده وهى جنبى آمال انت يايوسف يابنى حاسس بايه
بعد صعود يوسف إلى شقته أخذ ينظر بحزن حوله فلقد أضحت مظلمه بارده لا حياة فيها ليفك عقده رابطه عنقه بإهمال يتوجه لغرفته ينظر أمامه لتلك الغرفه يشتاق كثيرا لصاحبتها التى كانت تضيئها بابتسامتها يجلس على فراشه وهو يمرر يده مكان جلوسها كيف كانت تعقد قدميها تستمع له وهو يخبرها بادق تفاصيل يومه دون ملل منها على النقيض كان يرى لمعه اعيونها وحماسها الشديد وتفاعلها معه وهو يتحدث ليتهند بحزن لم يعد قادر علي هذا الفراق لتاتيه على باله فكرة يقف سريعا من مكانه يذهب للخزانه ويقوم بتغيير ملابسه ويهبط بسرعه لاسفل مرة أخرى ولكن بحاله غير حالته التى صعد عليها لتقابله عمته ايه
رايح فين يايوسف يابنى فى الوقت ده
ليجيبها يوسف بصوت يملاءه الشجن رايح لمراتى
ليدخل الغرفه يستند على الباب بظهره بعد غلقه يتأملها وهى نائمه متكوره على نفسها لطالما اتخذت هذة الوضعية عندما تشعر بالحزن ليستلقى بجانبها يمد يده يسحبها إليه لتعتدل باتجاهه تضع رأسها فى عنقه ټشتم رائحته
رحاب بنعاس يوسف تعرف انى كنت لسه بحلم بيك
يوسف بشجن وياترى حلمتى ايه
رحاب مغمضه العينين حلمت انى فى حضنك نايمه على صوت دقات قلبك
منه لايوجد مسافه بينهما يكاد يمسك نجومها بيده ليله لاقمر فيها ولكن النجوم تضئ سمائها تجذبه لمعتها تذكره بلمعه لعيون شغلته منذ الليلة الماضية ليتردد صدى أخر كلماتها فى أذنيه ومع كل مرة يشعر بنغزات فى قلبه هو بالأساس لايعرف كيف وصل لهنا هو فقط هرب بسيارته بعد رحيلها يسير فى الطرقات بلاهواده حتى استقر به الحال هنا يضع يده على قلبه يتنهد بعمق عده تنهيدات متتاليه تجرحه كسكاكين بقلبه ليحدث نفسه ياترى تقصد ايه بكلامها أول مرة اشوف نظرة احتقار غريبة في عيونها وايه الكلام ال قالته قدام البقف ال كان واقف ده ليتسطح على ظهره ولازال نظره معلق لأعلى يحدث النجوم عينيها كنت لما بشوفها الاقى فيها نور بيخلينى دائما عايز اشوفه واشوف صورتى جواها ليضحك ضحكه صغيره ياما وقفتها فى الشمس علشان اشوف اللمعه اوضح وياما اخدنا ضربه شمس بسبب الموضوع ده لعبها كله كان معايا انا وملاك لتمر زكرياتهم سويا منذ الطفولة وكأنها شريط سينمائى ظل على
جلسته فتره طويله ذهب خلالها فى نوم عميق كانت تلك العيون وصاحبتها بطله أحلامه وكأنها أقسمت الا ترحمه حتى فى نومه لم يشعر بمرور الوقت لم يفق الا على الالم يشتد في صدره ويتناثر العرق على وجه بشده يشعر بالبروده تجتاح جسده يرى بزوغ الفجر حوله ليعتدل فى جلسته يشعر بدوار شديدليتحامل على نفسه صاعدا سيارته يفتح زجاجه الماء يبلل شفتاه وينطلق بالسيارة سريعا قاصدا منزله
يستيقظ ذلك العاشق لزوجته من نومه بعدما رن تنبيه الهاتف بجانبه بصوت منخفض ليزيح خصلات شعرها يقبل جبهتها ليتفتح عينيها تبتسم له
يوسف انا لازم ارجع اوضتى دلوقتى قبل ما ماما تيجى
لتزم شفتيها بتزمر كالاطفال ليلتقطهم بين أصابعه يحدثها كأنها طفله صغيرة
يوسف احنا قولنا ايه هاجى لما هى تطلع واطلع قبل ماهى تيجى مش عايزين قمص
رحاب مش هفطر من غيرك
وانا مش هتاخر عليكى ليقبلها برقه ويرحل مسرعا يتلفت حوله حتى وصل لشقته لم يعلم برؤيه جده له
بينماالأخرى استيقظت مبكرا جدا تجهز نفسها لتنزل سريعا للمطبخ تقوم بإعداد مااشتهته كنتها بمهاره عاليه فهى ماهرة للغليةفيما يخص الطهى لتضعه على أطباق وبجانبه العسل الابيض والجبن لتدخل الغرفه وهى تتحدث
رحاب ريرى حبيبتى يالا قوومى بقا شوفى انا عملتلك الفطير ال طلبتيه سخن اهو وبناره لتضع ماتحمله على الطاولة جانبها وتذهب لفتح الستائر وهى تتحدث واضح أن انهارده هيبقى يوم جميل الهوا حلو اوى ومنعش لتستدير لها تجده قد اعتدلت فى جلستها
رحاب صباح الخير يااانطى
آمال صباحك رضا ياحبيبتى يالا بقا جهزتلك الفطار إللى طلبتيه يالا علشان ميعاد ادويتك
رحاب وهى تبتلع ريقها بصعوبه تسلم ايدك اكيد هيكون جنان كالعاده بس ممكن استنى يوسف هنفطر سوا
آمالازاى ولو اتاخر فى ميعاد للدواء ماينفعش يتأخر
لتبتسم رحاب كالبلهاء وهى تنظر خلف تلك الواقفه تحدثهالتنظر آمال إلى ماتنظر عليه لتجد يوسف يقف ببسمه وقد تجهز بالكامل
يوسف صباح الخير يااامى ليقبل رأسها ويذهب لزوجته صباح الخير ياحبيبتى ليجلس بجانبها وهى يحاوطها بزراعه وينظر لوالدته
يوسف ماتقلقيش مافيش تأخير ولاحاجه بس الله ينور عليكى ياامى ريحه الفطير ماليه البيت ليتناول الاطباق ويبدأ بإطعام زوجته تحت استغراب علياء الشديد
بينما بالاعلى جالسه على فراشها تعيد قراءة تلك الكلمات التى أرسلها زوجها مرة تلو الأخرى هى كذبت على جدها بخصوص تواجده مع صديق مريض ولكن ايمكن أن تتحول الكذبة الى حقيقه يخبرها بانشغاله مع أحد أصدقائه ليومين كاملين فى مدينه اخرى والاتقلق عليه وأنه هو من سيهاتفها لكى يطمئن عليهم لم تذق طعما للنوم تشعر بتقلص امعاءها بشده وثقل غريب على قلبها تشعر بالضيق وكان هناك من يمسك بعنقها لتستغفر ربها سريعا تدعو أن تكون الأمور بخير لتذهب لإيقاظ أبناءها والهبوط لتناول الإفطار
فى الشقه الخاصه بعامر ومريم تقف أمامه تعدل من وضع رابطه عنقه وجنتيها متورده من الخجل فزوجها يمطرها بكلمات لم تسمعها منه قبلا تشعر وكأنها عروس جديد تغزله بها جددت عشقها له من جديد لتزيد لمعه عينيها وتتسع ابتسامتها وهى تتذكر مااخبرها به عن خالد وملاك قلبها يحدثها أن ابنها سيعود من جديدلاحضانها قريبا
عامر وقد لاحظ شرودها
ممكن اعرف قلبى انا سرحان فيه
مريم فرحانه فرحانه اوى ياعامر
مريم بضحكه كان نفسى اكون موجوده بس فؤاد ده كارثه
عامر فعلا عندك حق بس تعالى هنا وانا ماليش نصيب فى فرحتك دى ولا ايه
مريم بهمس جانب أذنه
انت الفرحه كلها ياعامر
ليرقص قلبا طربا على تلك الكلمات ليكلمها بهمس هو الآخر انا بقول لسه بدرى على الفطار ليحملها بين يديه وسط ضحكاتها يعوض كلامنهم ليالى جفاء طوال مرت عليهم يشتاق أحدهم للآخر وهو بجواره
وذلك العنيد يستيقظ على أحد يدفع به برقه وصوت يحادثه
كفايه كده نوم هتتاخر يالا قوم
ليفتح عينيه يجدها تقف بجانب الفراش ليبدأ بالتحدث
لتباغته هى بسرعه صباح النور الحمام جاهز وهدومك كمان
ليهز رأسه