دقة قلب بقلم مروة حمد ومنى عبدالعزيز
بتكلمينى إلا انا ممكن اجئ وتحصل معركة بينى وبين ابووكى.
انطلقت ضحكاتها العفوية عند ذكره لأبيها لتمر عليها أفعاله من جديد لا تدرى بحال ذلك الولهان وقد قفز من على فراشه صارخا.
لا بقولك ايه انا اصلا على تكه انا فيا ال مكفينى
اسماء بعدما تداركت حالها صمتت بخجل عقدت حاجبيها بدون فهم لمغزى حديثه لتسائل بفضول فطرى.
_قصدك ايه
سمير وهو يعود للاستلقاء على فراشه من جديد واضعا يده على قلبه يمسك الهاتف باليد الأخرى شاردا بها .
_توتو تو يا سوسو دى حاجات ما بتتقلش يا قلبى.
_اللاه انا مش فاهمه ممكن وحدة وحده تقولى قصدك ايه
يبعد الهاتف عن أذنه ناظرا له بريبه هامسا.
ايه يا بو سمره معناه ايه الكلام ده هى فعلا خام ومش فاهمه كلامي ولاا بترسم عليا وابقى كده انا لبست! الالاه الالاه هو انا ازاى مفكرتش فى الحكاية دى من الاول ولا اخدت بالى موافقتها السريعة على الجواز. لا يا سمير متخليش الشيطان يلعب بدماغك ويضيع فرحتك انت شفت بنفسك إلتزامها وعفويتها وكلامها مع صحبتها.
يرد مرة أخرى على حاله ما ده ال مخوفنى وده ال يخليك تتأكد ان الموضوع فى انه .
كلمات قاسېة خرجت من تفكيره وقعت عليها كسهام مخترقه لقلبها الصغير تمزقه سالت بارتجافه تمكنت من أوصالها عما يقصد لم يجبها مستمر بحديثه المهين لشخصها وضعت يدها تكتم فاهها حتى لا يصل له صوت شهقاتها لم تستطع الصمود اكثر لتنهى المحادثه فورا
شاردا مع نفسه لم ينتبه لصوته الهامس الواضح لها ولا لسؤالها عما يقصد لتغلق الهاتف مرتمية على الفراش تبكى باڼهيار.
جسدها ينتفض وهى تسترجع كلماته غصة علقت بحنجرتها تبكى بحړقة على حال قلبها وحالها.
_ هو انا ليه بيحصلى كده ال فضلت سنين فاكره نفسى بحبه طلعت بالنسباله ولا حاجه وال قلبى اتشدله
ولغيت عقلى ووافقت قلبى ووافقت عليه يكون ده تفكيره فيا
لا مش هينفع اسكت على الكلام ده ده هأنى وشك فيا.
أمسكت الهاتف بعصبيه متابعه اتصل عليه واقوله ان ال بيفكر فيه ده مش انا وان انا بنت الخديوى المتربية احسن تربيه.
هزت رأسها پعنف لا لا يا اسماء ميستهلش انى أكلمه حتى ده مفكرش يتصل يعتذر عن الكلام ال فكر فيه بصوت عالى طب اعمل ايه هتجنن لازم ارد لازم أنهى الموضوع ده حالا مش هينفع استمر معاه اكتر من كده سكوتى إثبات اكتر لكلامه وتفكيرهانا لازم اتصرف واتصرف صح.
وقفت بسرعه من على الفراش متمته
ما فيش حل غير بابا
متجهه إلى الخارج تضع يدها على مقبض الباب لتقف فجاءة.
لا يا اسماء المرة دى مش هينفع عادل الخديوى يحلها ولا حتى أخواتي ولا حد من الخديويين عموما انسان مريض بالشكل ده ممكن يستغل الموضوع بطريقة تانية اعمل ايه ايوه هى ماما ما فيش حل قدامى غيرها.
تأخذ نفس عميق تخرجه ببطيء تهدئ دقات قلبها المتعالية تفتح الباب بهدوء وهى تزيح دموعها عينيها التى تتساقط دون توقف.
وعلى الرغم من قصر المسافة ما بين غرفتها وغرفة والدتها التى لا تتعدى المتر الا انها شعرت بثقل كبير على قفصها كمت لو كانت تسير لأميال.
تعصف بها الأفكار وهى تحدث نفسها.
هقولها ايه افتح الموضوع ازاى والاهم ازاى انفرد بيها بعيد عن بابا
تقف أمام غرفة والديها تغمض عينيها تخرج تنهيدة عميقة ترفع يدها تدق على الباب بهدوء ليأتيها الرد سريعا لترتد خطوة إلى الخلف متفاجئة عندما فتح الباب بسرعة وخرج والدها أمامه يتساءل بلهفة.
فى ايه يا اسماء يا حبيبتي أنتى كويسة
تبلع ريقها وهى تجاهد فى رسم ابتسامة.
ماما صاحية
يقترب منها والدها محتضنا وجهها بين كفيه يتساءل پخوف بعدما ارعبته ملامح وجهها الباهتة .
مالك يا حبيبتي انتى تعبانة محتاجة حاجة
اسماء وهى تجاهد فى حجز تلك الدموع التى تهدد بالسقوط واجلاء صوتها وهى تحاول الهرب من حصار عينيه المتفحصة لها بعناية وهى تجاوب بصدق.
محتاجة ماما
تقفز من على الفراش بقلق فور سماعها المخټنق تسرع بخطاها باتجاه الباب لتنتبه إلى ما ترتديه تلتف سريعا تجذب المئزر من على حافة الفراش تضعه فوق جسدها تخفى ما ترتديه وتخرج سريعا متحدثة.
فى ايه يا اسماء
اسماء ناظرة لها وقد فقدت السيطرة على حالها.
محتاجاكى اوى يا ماما
قالتها وهى تضع يدها على فمها عائدة مرة أخرى إلى غرفتها.
لينظرا فى أثرها ثم لبعضهما بتساؤل تنهيه آمال وهى تذهب مسرعة خلفها مغلقة للباب.
يقف ناظرا فى اثرهما يتساءل بينه وبين نفسه.
فى ايه البنت مش طبيعية مش دى اسماء ال كانت بتتكلم وبتضحك من عشر دقائق يا ترى عمل ايه الحيوان ده وصلها للحالة دى
يقف مترددا ايذهب خلفهم يستمع إلى ما يقولون ويعرف ما الأمر ام يظل بمكانه منتظرا
أغمض عينيه بضيق من نفسه محدثا إياها سامحينى يا بنتي ما اتعودتش اتطفل على خصوصياتك بس حالتك دى مش هقدر اقف فى مكاني.
قالها اخر كلمة وهو يخطو باتجاه باب غرفتها يستمع إلى الحديث الدائر بينها وبين والدتها.
بينما فى الداخل فور دخول آمال للغرفة ارتمت اسماء الواقفة بأحضانها مباشرة تبكى بحړقة.
آمال بړعب من حالة ابنتها فى ايه يا اسماء يا بنتي قوليلى مالك يا ماما وقفتي قلبى.
اخرجتها من احضانها وهى تمسكها من كتفيها تنظر لها تحاول أن تستشف ما بها والأخرى لا يخرج منها سوى شهقات مع انتفاضات متتالية بجسدها تحت يدى والدتها اصطكت أسنانها ببعضها من شدتها لتزيح آمال دموعها بيديها تحاول السيطرة على قلبها الهلع تمسك كف يدها تتوجه بها إلى الفراش تجلسها إلى جوارها تريح رأسها على قدمها.
آمال بالراحة يا حبيبيتي قلبى وقع فى رجليا فهمني فى ايه
اسماء من بين دموعها تقص عليها كل ما سمعته.
ضمتها إلى صدرها رابطة على كتفها تشرع بالحديث يوقفها صوت نغمات الهاتف تمسك به واسماء تنظر له.
آمال بحاجب مرفوع هو ده الرقم
تهز اسماء بالإيجاب دون حديث.
تجيب على الاتصال لياتها الصوت
من الجهة الاخرى الو اسماء.
آمال بثبات وقوة معاك آمال ومن غير كلام كتير بكرة الساعة عشرة تقابلني فى نادى.... .
انهت حديثها مع غلق الهاتف دون
اعطاءه فرصة للرد.
ينظر إلى الهاتف بتوتر هو فى ايه وايه حكاية طنط آمال عايزة تقابلني ليه
جلس بحيرة على الفراش يتنهد بحزن ليرتمي بجزعه العلوى على الفراش.
_ليه يا سمير تخلى ذكرى زى دى تضيع عليك فرحتك بالإنسان ال اختارها عقلك قبل قلبك!
صمت لثوانى يسترجع ما حدث منذ دقائق لتتسع عينيه تدريجيا هامسا معقول معقول تكون سمعتني
اغمض عينيه بتعب طالبا الراحة ولكن هيهات فلا تزال تلك الذكرى تلوح امامه كما أنها لو كانت البارحة.
أخرجه من حالته صوت عالى ينادى عليه.
سمير هو انا وصل