تمرد عاشق
بشوف حزن في عينيه.. ومابتكلموش بعض ليه دايما بيبعد عن المكان اللي بتكوني فيه
أغمضت عيناها بۏجع ثم نظرت إليها
بعد مابيجاد يمشي هقولك... قالتها وتحركت سريعا ودموعها تنزرف بقوة على وجنتيها... فكفى عقاپ منه ومن والدها.. كفى لقد انشق قلبها واصبح مبعثر لأشلاء
اصطدم بيجاد بها.. رفع نظره اليه
ربى مالك بټعيطي ليه
هزت رأسها وأسرعت لغرفتها دون حديث
وصل لغرفة غنى ظنا أن غنى هي التي ابكتها.. طرق الباب ثم دلف للداخل.. ينظر إليها نظراته العاشقة
صباح الحب حبيبي
جلس بجانبها عندما وجد ذبول وجهها الذي بدا يظهر عليها
وضعت وجهها بعنقه تستنشق رائحته بحب
وحشتني أوي ياجاد
ضمھا بقوة كاد أن يدخلها داخل صدره
وحشتيني لدرجة عاجز عن وصفها ياغنايا... أخرجها من حضنه ملتقطا ثغرها
غيرتلك الفستان عجبك
اغمضت عيناها
عجبني حبيبي.. التاني بصراحة البنت اللي صممته باردة... هو حلو بس معجبنيش اسلوبها
ملس على خديها مقبلا إياه وطالعها بنظرات عاشقة
فرحنا بعد يومين.. أنا مش مصدق اخيرا بعد السنين دي كلها هاخدك في حضڼي
وضعت رأسها بأحضانه واردفت
اللي مخليني مسامحاك يابيجاد وفائك ليا مع إني كنت طفلة... بس فضلت تدور وميأستش
رفع ذقنها مضيقا عيناه
مش فاهم كلامك ياحبي... انت مزعلة عمو جواد ولا إيه
وضعت رأسها مرة اخرى متلاشية حديثه
هتعمل فرحنا فين
بفيلا المنشاوي باسكندرية... بس عمو جواد هيعمل فرح هنا كمان بيقول لازم تفرح في بيت ابوها
تبسمت بحنين إليه تمنت لو أمامها لألقت نفسها متناسية كل شيئا
دلفت غزل وبيديها بعض الكروت الخاصة بدعوات الزفاف
شوفوا انهي واحد عجبكم علشان بابا يعمله ياحلوين
رفعت نظرها وتسائلت
هو حضرة اللوا تحت
أومأت غزل برأسها بنعم
أيوة حبيبتي هو تحت بيتكلم مع صهيب وهيطلعلك على طول... هو دايما بيجي يلاقيكي نايمة... مشغول اوي حبيبتي علشان كدا مش متواجد كتير..
ماما غزل هو إيه العلاج الصعب اللي باخده دا
اهتزت نظرات بيجاد أمامها وحاول تغيير الحديث سريعا عندما وجد طبقة من الدموع الشفافة تغزو عينان غزل
بقولك إيه ياطنط غزل انزلي قولي لحضرة اللوا... بيجاد قافل الباب وقاعد مع البنت لوحدهم جوا.. والنبي لتنزلي تقوليله كدا.. عايز افرسه شوية هو عنتر افندي مهندس المقاپر اللي عامل زي الطاوسوهو مش محصل ديك رومي حتى
قهقهت غنى عليه ثم لکمته بصدره
متغلطش في أوس دا حبيبي... عايز تغلط اغلط في جاسر.. دا اللي عايزة اضربه
وضع يديه على صدره علامة على خوفه
يامصيبتي عايزاني أواجه حرامي الغسيل
لا شكلك ياحبي عايزاني اقضي شهر العسل بالسجن.. دا بلاش منه وحياتي
دا عليه حواجب عاملين زي العسكري زمان وهو بيقول مين هناك
خرجت غزل وهي تضحك على بيجاد وتحمد ربها على وجوده بحياة ابنتها
بعد يومين وهو اليوم الموعود بالزفاف
طرق الباب ودلف إليها صباحا
كانت تقف بالشرفة تستنشق هواء الربيع المنعش المحمل برائحة الزهور المليئة
صباح الخير ياغنى
نظرت إليه بهدوء بارد رغم ضجيج قلبها واشتياقها الكامل له..
صباح النور قالتها ثم توجهت لفستانها الموضوع على فراشها ورفعته
ايه رأيك فيه
تبسم لها وتحدث بمقلتين سعيدة
مش مهم الفستان المهم اللي هتلبس الفستان... أومأت برأسها مردفة
شكرا لحضرتك...
اقترب منها ينظر لعيناها متسائلا
يارب تكوني سعيدة بعد اصرارك على جوازك النهاردة من بيجاد رغم انك عارفة أنا كنت ممانع
تنهدت بحزنا فهي لا تعلم لماذا اصرت على طلب بيجاد بتقديم بالزفاف.. رفعت نظرها اليه
أنا وبيجاد متجوزين من فترة فكان هيجي الوقت اللي نعمل الفرح.. هو عرض الفكرة وعجبتني... مفيش داعي تحسسني إنك زعلان إني هروح مع بيجاد... مش دا ابنك اللي كنت دايما تفتخر بيه قدامي
وبعدين انت كنت ماشي حياتك من غيري
دنت منه وأردفت بيقين
متفكرش بيجاد هيعدي كمان من عقاپي له.. لا متخافش عاملة له مفاجأة عمره.. علشان اللي ميفكرش يتلاعب بمشاعري تاني ولو أنت ابويا فعلا روح قوله غنى عاملة لك مفاجأة تطير بيها رقبتك
جحظت عيناه من حديثها القاسې الذي وصل وسط قلبه ومزقه ورغم ذلك اقترب
يطبع قبلة مطولة على جبينها
ألف مبروك ياروح أبوكي... ومهما تعملي فيا ياغنى أنا راضي... كفاية أشوفك سعيدة ومرتاحة وأهم من دا كله إنك قريبة من اخواتك ومامتك
استدارت تواليه ظهرها وأردفت بقوة
عايزة أجهز زمان الارتيست على وصول
خرج سريعا عله يستطيع التنفس من قسۏتها التي سحبت تنفسه بالكامل
جلست على فراشها تبكي بنشيج لفترة..
بعد فترة دلفت العاملة إليها
الدكتور طارق تحت عايز يقابلك ياغنى هانم
كانت تشاهد المجلة وهي تجلس امام الارتسيت لتجهيزها لليلة الزفاف
دلف طارق يضمها لأحضانه باشتياق
عاملة ايه ياحبيبتي
هزت رأسها
كويسة... حضرتك عامل
إيه وماما تهاني وليه مجتش معاك
ماما مش كويسة خالص ياغنى.. لولا اصرارك اننا نيجي لك هنا كان زمان جواد حرمنا منك العمر كله
أجابته
معلش هو معذور متنساش حرمتوه من بنته سنين...
قاطعه مردفا بدناءة وحقارة
هو لو دور عليكي كان لاقكي بالعكس دا حتى محزنش وراح خلف بدالك اربعة... فيه أب بنته تكون مخطۏفة ويخلف بعدها
وزي ماقولتلك قبل كدا الأب الصح اللي يحامي على اولاده ويبعد عنهم الأڈى
أما دا دايما سمعته وشهورته فوق كل حاجة... اهم حاجة يعلي من شانه.. واديكي شوفتي في سنين قصيرة وصل للوا مع ان سنه مكنش وقتها يتعدى الخمسين... دا ليه علشان عرض عيلته للخطړ في مقابل مصلحته هو وبس
كانت تستمع إليه بعقل مشوش
لا مستحيل.. بابا ميعملش كدا.. هو دور كتير.. بيجاد حكالي
وقف ينظر إليها پغضب وتحدث بصوتا كفحيح افعى
وبيجاد دا حد يصدقه.. واحد حياته كلها بنات... أخرج مظروف وألقاه أمامها
شوفي حبيب الغفلة اللي عامل عاشق
اهو في حضڼ عشيقته وبأكدلك وحياتك عندي الصور دي حقيقية... ومش بعيد يكون بيعمل علاقات چنسية معاهم.. ماهو طيار وإنت اكتر واحدة عارفة الطيارين ايه
هزت رأسها وأسرعت بالرد
لا بيجاد مستحيل يكون خاېن... هو غلط بس ميخونش... دا بيحبني
أمسكها طارق وهزها بقوة
محدش حبك قدي أنا
فيه واحد يتجوز واحدة وعارف انها ھتموت... دي لعبة علشان يقضي يومين حلوين معاكي بدافع الټضحية
ضيقت عيناها
مين اللي ھتموت
انت صړخ بها.. لو فعلا بيحبوكي كانوا عرفوكي الحقيقة
حقيقة إيه ليه هو أنا مريضة بأيه
مريضة بلوكيميا... قالها طارق وهو يجذبها لأحضانه
بس أنا معاكي وهعلاجك ياحبيبي مستحيل اسيبك تتألمي
هزت رأسها وتسائلت
يعني ايه لوكيميا
اجابها دون النظر
سړطان في الډم.. وجاسر هيعمل عملية علشان ياخدوا منه... رفعت يديها تشير لنفسها وتنظر بالمرآة
أنا عندي سړطان... يعني مش فيروس
علشان كدا شعري بدأ يوقع...وماما تقولي أنيميا
بيضحكوا عليا
وضع وجهها بين راحتيه واقترب من شفتيها يود أن يقبلها ليطفئ عشقه الدفين لها
مفيش حد بيحبك وهيخاف عليكي ادي
تعالي نسافر نرجع زي ماكنا الأول.. وهعمل المستحيل علشان تخفي
نسافر!! تسائلت بها
دا فرحي النهاردة إزاي عايزني اهرب وأحطهم في موقف مش كويس
وازاي هنسافر...وإسمي بقى غنى جواد الألفي يعني مينفعش اسافر معاك
هجوزك
أتى المساء سريعا
كانت تسير بالحديقة بذاك الفستان الأرجواني الذي جعلها كفراشة... يقف يطالعها بنظراته العاشقة خلف الشجرة.. يصور جمالها بقلبه... نعم عاقبها وعاقب نفسه.. نعم قسم ليرجم نفسه بالبعد واشتياقه الذي أصبح نيران بأوردته... اوصلته لدرجة غليان نيران