تمرد عاشق
وتمددت واضعة رأسها على ساقيه... نظر إليها شعر حينها بنخر داخل عظامه بالكامل فكيف لها أن تتحمل كل هذا الۏجع... كيف لها وهو لم يتحمل
رفع يديه ووضعها على خصلاتها
تحدثت قائلة بصوتا باكي
أنا أسفة حبيبي... مكنتش أعرف ان كل دا هيحصل
رفع يديه مره آخرى ممسدا على خصلاتها... عندما وجد انتفاخ عينيها وتورم وجهها
دا قدر ومكتوب ياغزل... وإن شاءالله ربنا هيوقف معانا في مصيبتنا ثم أكمل مستطردا
كل اللي يجيبه ربنا كويس... الحمد لله في السراء والضراء... اعتدلت وضمته بكل قوتها
عيط ياجواد... نزل ۏجع قلبك ياحبيبي في دموعك
حاوطها بذراعيها وضمھا بكل قوته
لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك وأنهارت حصونه كلها وتحدث بصوتا حزينا
غزل أنا حاسس إن روحي بتنسحب مني... حبيبتي مش عارف دلوقتي حالتها إيه... أنا عاجز ياغزل... ثم أكمل مستطردا
لما كنتي بتغيبي عني كنت بعرف هوصلك علشان التتبع بتاع سلسالك بس دي مالحقتش أفرح بيها علشان أفكر انهم هيؤذوني فيها من صغرهم
حصل اللي مكنتش عامل حسابه...
شهقت شهقات متتالية بأحضانه عندما تسلل الړعب إلى قلبها بفقدانها للابد
حاوطت وجهه وأنسدلت دموعها بغزارة
جواد أنا بمۏت... عايزة بنتي... أنا عايزة بنتي ياجواد مش هرتاح غير لما اشوف بنتي بلاش ضعفك دا..حبيبي أنا عارفة إنك هترجعها ...
أغمض عيناه قهرا لشعوره بالعجز
ضمھا لحضنه وأردف
هرجعها ياقلبي... وعد مني ههد الدنيا وارجعها..
نظرت بعينان تغشاها الدموع
أنا واثقة فيك أوي ياجواد.. واثقة فيك اكتر مابثق في نفسي... فوق دا كله واثقة في قدرة ربنا
اللهم لا أعتراض على قدرك يارب
قاطعهما رنين هاتفه
وقف بعيدا عنها ببعض الخطوات
ايوة ياباسم... فيه جديد
أجابه باسم
وزعنا الصور على المطارات المنياءات ياجواد.. وزي ماقولت البنت خرجت من مصر... كاميرا المطار رصدتها
اللي خطڤها كان مرتب لكل حاجة... دي ناس إيدهم واصلة
أحس بوخزة مؤلمة شقت صدره لنصفين.. واحتراق قلبه بالكامل
يعني إيه ياباسم... يعني بنتي كدا خلاص..إزاي خرجت من المطار... طيب سافرت لأي بلد
قالها بدموع تزرف من عيناه بقوة...
مسحها بسرعة... محاولا الثبات أمام زوجته... اقتربت غزل منه
جواد فيه جديد
هز رأسه بالنفي.. عندما عجز عن الحديث
ظل مواليها ظهره لبعض اللحظات حتى سيطر على نفسه.. ثم استدار يرسم ابتسامة باهتة
حبيبتي لازم أروح أشوف هعمل إيه
وقفت أمامه حتى أصطدمت بوجهه القريب جدا ونظرت له
أنا عندي يقين بالله إنك هترجعلي بنتنا.. مش كدا ياحبيبي... مش إنت هتهد الدنيا وترجعها زي ماكنت بتعمل معايا
قبل جبينها مغمضا عيناه
وعد مني هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أرجعها... قالها ثم غادر... قابله سيف الذي وصل للتو من تركيا هو وزوجته وابنته
جواد فيه أخبار جديدة
ربت على كتف اخيه
ربك يسهل ونلاقيها إن شاءالله
روح عند بابا في المستشفى وأنا هحصلك على هناك... وإتصل بصهيب خليه مايفرقش بابا وماما خالص...
مرت عدة أيام والوضع كما هو..
سافر جواد إلى البلد التي اختطفت ابنته بها وعدة محاولات من السفارة والمخابرات ولكن لم يتم العثور عليها
خرجت من شرودها... على صوت جنى
انطي غزل ممكن اتكلم معاكي شوية
أزالت عبراتها وأشارت بيديها
تعالي ياجنجونة..دلفت تجلس بمقابلتها تمسح دموعها
كنت عارفة أن انك بټعيطيجاسر قابلني تحت وكان متعصب اوي
مسدت غزل على خصلاتها
معلش متزعليش منه أنت عارفة اليوم دا بيكون صعب على الكل..رسمت ابتسامة مردفة
انا مش زعلانة منه انا زعلانة عليه تعرفي أول مرة النهاردة ازعل منه شوفي بعد السنين دي كلها انادي عليه ميردش ويقولي روحي شوفي عملتي ايه
ضمتها غزل وهي تضحك عليها
شكل ابن عمك غيران من العريس ولا ايه ياجنجونة..رفعت حاجبها وأردفت
لا دا هو وعز اتجننوا تعرفي عز عمل كدا بردو وقالي هقطع رقبتك
احتضنت ذراع غزل
وحياتك ياانطي انا معرفوش دا مجرد واحد وقف وقالي عايز اقابل باباكي خدي ميعاد جيت قولت لماما الكلمتين دول بس
رفعت ذقنها ونظرت لمقلتيها متسائلة بمغذى
جنى انا عارفة انك اقرب واحدة لجاسر وفيه حاجات كتير بتفكرني بطفولتي عشان كدا عايزة أسالك سؤال ووعد هيكون بينا
جاسر زي عز مش كدا..قطبت جبينها متسائلة
مش فاهمة معنى كلامك ياطنط تقصدي ايه
نهضت غزل تنظر إلى الحديقة تتذكر طفولتهم فاستدارت إليها
يعني شعورك مع جاسر نفس شعورك مع عز ياحبيبتي وياريت محدش يعرف بكلامنا دا
اقتربت جنى ووضعت رأسها بأحضان غزل
انا بحبهم هم الاتنين اوي بس بتكسف من أبيه اوس جواد ابن عمتو بس جاسر وعز لا بتكلم معاهم كاني بتكلم مع نفسي ليه هو فيه مشكلة
قبلت غزل جبينها ثم رفعت وجهها تحتضنه
طيب وجاسر مش كلمك في أي حاجة يعني كلمك مثلا أنه معجب ببنت بما أنه خلص الشرطة ودا سن طبيعي للجواز
قفزت فوق الفراش وأشارت بيديها
وترجعي تقولي عليا فتنهة انسي ياانطي مش هقولك
ظلت غزل تراقب رد فعلها فاقتربت تلكزه بكتفها
دا ايه الهدوء دا طيب مش عايزة اعرف يافتنة هانم كنت عايزة اتأكد
نهضت ترتدي حذاىها
معرفش مالكم النهاردة ياآل جواد الالفي بس مش مشكلة المهم كنت عايزة اجيب حاجة لحضرة الضابط فعيد ميلاده ومهما يعمل لازم نحتفل به
دققت النظر بها فأردفت
برافو عليكي حبيبتى هو دا ال اقدر عليكي فيه بس فيه طلب كمان ممكن اطلبه من بنتي الحلوة
طبعا ياانطي حضرتك تؤمري
لو جيتي في يوم حسيت بإحساس تاني اتجاه جاسر تعالي وقوليلي ياجنى
شعرت برجفة تسري بجسدها فاهتز جسدها وتحدثت بشفتين مرتجفتين
تقصدي ايه ياطنط قصدك اني ممكن احب جاسر..قالتها بعيون شاردة تحركت غزل إليها ثم رفعت ذقنها
قلوبنا مش عليها سلطان ياحبيبتي جاسر راجل واكيد بكرة يقابل ال تحبه ويحبها
هزت رأسها رافضة حديثها وتحدثت سريعا
جاسر اخويا ومستحيل افكر فيه غير كدا ياطنط وعشان تطمني هو فيه واحدة معجبة بيها بس اعجاب معرفش هيتحول لحب ولا لا
ضمت غزل كفيها
وانت زعلانة ليه طيب
ترقرقت عيناها بالدموع
عشان حضرتك خاېفة انا وجاسر نحب بعض بس هو اخويا عمري ماشفته غير كدا
ضمتها غزل لاحضانها بقوة تربت على ظهرها
لا ياحبيبتي مش دا قصدي
هزت رأسها متجهة للخارج
استني ياجنى ولكن قاطعها رنين هاتفها أجابت غزل وعيناها على جنى التي تحركت مغادرة سريعا
أيوة حبيبي... إنت في الطريق
أجابها جواد
غزل إجهزي هعدي عليكي نروح إسكندرية... نقضي اليوم دا عند ريان... إتصل عازمنا على جمبري ياستي
ضحكت بهدوء على أفعال ريان
لسة ريان زي ماهو والسمك والبحر
اجابته بهدوء
ماليش نفس ياجود مش عايزة أخرج ولا أسافر في أي مكان
قاطعها بصوت مرتجف بعض الشئ رغم غصته من ذكريات ذلك اليوم إلا أنه أشفق عليها كثيرا.. فهي الأم.. شهور مؤلم وحزين لديها من فقدانها لقرة عينيها
علشان خاطر جود حبيبك هتجهزي ونروح نغير جو... أنا محتاج أغير جو فعلا... ومفيش غير البحر
أغلقت الهاتف بعدما شعرت بحالته
تمام ياحبيبي... هستناك
ضحك بصوته الرجولي
زوزو متنسيش بدلة الرقص... وحشني رقصك ياعمري
قهقهت عليه بصوتها الانثوي
ياااه ياجود لسة فاكرة... دا أنا نسيت الحركات.. ظل يضحك بصوتا صاخب
إجهزي بس وأنا هفكرك ياحبي
أغلقت الهاتف