تمرد عاشق

موقع أيام نيوز

 

ضيقت عيناها متسائلة

ايه الموضوع..أنقذه دخول العاملة

العشا جاهز ياحضرة الضابط

امسك كف نهى وتحدث بمزاح

انا جعان اوي تعالي ناكل ونتكلم على العشا ثم رفع عينه العاملة

شوفي جنى ولو ربى صحيت خليهم ينزلوا وابعتي لاوس لو منمش

تحركت العاملة دون حديث آخر..واتجه هو ونهى التي شردت من حديثه عن جواد

في مكانا آخر... توقف بمكان لا يعلم أين وصل وكيف.. أنفاسه تعلو وتهبط .. كره حاله عندما تذكر ماأوصلها به.. الألم يكاد يدمي قلبه... كانت دقاته تتقاذف پعنف داخل صدره بينما انسحبت أنفاسه... تمنى أن تزهق روحه

ترجل من السيارة يتخبط بسيره وهو ېصرخ من أعماق جوفه حتى شعر بتمزق أحباله الصوتيه

بدأ يلكم رأسه بالسيارة عله يكون داخل كابوس وسيفيق منه

ظل يسير بلا هدي تاركا سيارته وعبراته ټغرق وجهه... ونيران ټحرق صدره.. جلس بمكان مظلم يشبه حديقة عامة..وضع جسده الذي انهكه التعب من كثرة السير وجلس على الأرضية يضع رأسه على ذلك المقعد الحجري بجواره... لا يعلم أين وصل..

مبارك عليك يانفسي ۏجع قلبي الدامي

مبارك عليكي حياة بلاها..

مبارك عليكي شعورك بالهوان والضعف دونها

مبارك عليكي حياة كالأموات

 

بعد أكثر من ساعتين

بفيلا جواد الألفي

دلف الاخوان وهما يمزحان مع بعضهما البعض.. توقف جاسر ينظر لأوس مردفا

يعني ثبت أبوك وعمو ريان

تهكم أوس ساخرا من كلمات أخيه بحركة من شفاه ثم تحدث

مسمهاش ثبتهم ياحضرة الضابط... أسمها قدرت تقنعهم يابني... وعلى فكرة بابا وعدني بعد الأمتحانات هنروح نخطبها

صفق جاسر بيديه

أيوة بقى وأخيرا هيدخل الفرح بيتنا يابني

لكمه أوس وتحدث ساخر

كان المفروض الخطوة دي تعملها انت ياحضرة الضابط... ضحك جاسر وهنا ذهب بذاكرته لتلك العيون الزرقاء وشعرها الأشقر لم يعلم لما أتت على باله

أخرجه من شروده صوت العاملة

أحضرلكم العشا يابشوات

وقف جاسر أمام العاملة وأردف بهدوء

هو أنا يامنى هفضل أفهمك لحد امتى

زمن البشوات دا اتلغى

نظرت إليه منى بنظرات إعجاب وأردفت

برضو العين ماترفعش على الحاجب ياجاسر باشا

جذبه اوس وتحرك

 

 

شكرا يامنى إحنا لسة متغدين عند عمو صهيب

توقف جاسر وتسائل

هو بابا متصلش بيك النهارده.. بقاله يومين متصلش بيا

هز أوس رأسه برفض

وأنا كمان..بس غريبة ديإن حضرة اللوا مايتصلش بينا...دا أنا كنت عايش دور العسكري

لكمه جاسر بخفةورفع حاجبه بسخرية وتحدث

ماله العسكري ياحضرة المهندس العظيم ..صعد إلى غرفته وتحدث

هروح اغير واتصل بعمو صهيب عشان يجي وعدنا وخلع

أمام غرفة العمليات

بعد خروج الطبيب وحديثه الذي أنهاهم جميعا...جلس بيجاد على ارضية المشفى وكأنه لا يسمع ولايرى سوى لقائتهم

حاول صهيب أن يصل إلى جواد وكالعادة الهاتف مغلق

قاطعه رنين هاتفه مع جاسر

فينك ياعمو...دي السهرة اللي وعدتنا بيها...وكمان الباشمهندس عز معرفش راح فين

لم يكن بحالة للنقاش ابدا

جاسر إحنا بالمستشفى حبيبي...أختك حالتها خطړة ومش عارف أوصل لبابا

ربى مالها صړخ بها جاسر أفزع أوس الذيكان بغرفته..اتجه سريعا لأخيه..استمع الى صوت جاسر

مالها ربى ياعمو...أنا لسة راجع من عندكوا...

أغمض عيناه وأردف بهدوء

دي غنى ياجاسر مش ربى غنى طلعت اختك

هزة عڼيفة أصابت جسده بالكامل..ووخزة قوية اصابت قلبه..مما جعل هاتفه يتساقط من يديه

غنى أختي... يعني غنى توأمي.. يعني كانت بتعمل كدا علشان تقرب مننا

غنى ال كنت هموتها غنى وحبها لباباغنى بتكون اختي غنى هي طلعت غنى ال بندور عليها

اختي كانت بتحب ابوها

كلمات ظل يتمتم بها كالمعتوه

هز رأسه ويكاد رأسه ينفجر من الأسئلة.. كيف ومتى وصلوا إلى معرفة الحقيقة

وماذا عن والده... هل كان يعرف

هز رأسه رافضا ما استمع ال

وصل أوس ونظر لأخيه التائه المشتت الذي يحادث نفسه

جاسر مالها ربى

بصعوبه إستدار بجسده إليه وأردف كالمعتوه يضحك ويبكي في آن واحد

غنى طلعت أختنا...غنى طلعت توأمي

قهقهات عاليه دون الشعور بشيئا سوى شيئا واحد ضعفه

كيف لم يشعر بها...هنا ذهبت ذكريات الطفوله وتشوش العقل

جذبه أوس وتسائل

غنى مين ياجاسر..قصدك غنى خطيبة بيجاد

هز رأسه بنعم..ثم رفع نظره وتسائل

إنت شوفتها ياأوس

هز رأسه برفض وتحدث

لا كنت في الغردقة يوم الخطوبة ومتنقبلناش خالص...خرج جاسر من اسئلته وذهب متجها للمشفى

لازم أعرف الحقيقة...وازاي وصلو لها

ناداه أوس..إستنى هاجي معاك

أوقفه جاسر بيديه

لا خليك هنا ممكن ربى تزهق من بيت عمك وتيجي وخصوصا شدها الأيام دي مع عز

بالمشفى

وقف ينظر إليها من خلف الزجاج ودموعه تنسدل بقوة... تذكر كيف سيكون حالة آخيه عندما يعرف

مسح على وجهه عله يفكر بشيئا

اتجه بيجاد إلى لطبيب

عايز أدخل اشوفها حتى خمس دقايق لو سمحت

أومأ صهيب برأسه إلى الطبيب

خطى بخطوات هزيلة بعدما احضرته الممرضة...كانت الدموع ټغرق وجهه..صړخة بآهة عاليه خرجت من عمق قلبه..شهق پبكاء مرتفع عندما وجدها متسطحة على ذاك الفراش اللعېن...تمنى لو يخطفها ويذهب لعالم لا يوجد سواهم

جلس أمامها على ركبتيه وهو يقبل جبينها

غنى حبيبتي..افتحي عيونك ياحبيبة بيجاد...عايز أقولك أنا بحبك اد إيه ياعمري بحبك أد اللحظات اللي بعدتي عني فيها

بحبك أد كل دقة قلب خرجت من قلبي وإنت بعيدة...بحبك أد كل كلمة حب اتقالك

مسد على خصلاتها

على فكرة مش بكيفك تسبيني تعبان كدا...لازم تفوقي وتعانديني..وحشتيني ياعمري أنا

وضع رأسه على كفيها... أنا هفضل نايم كدا لحد ماتفتحي عيونك وتزعقي وتقولي امشي يامستفز...

رفع يديها يقبلها بحب

ياله ياغنايا... افتحي عيونك لحبيبك علشان الشمس ترجع تنور حياته تاني

غنايا أنا بمۏت آسف على كل كلمة حبيبي زعلتك فيها... أسف على كل حړقة اعصاب حرقتهالك.. تمنى لو ينزع ذاك الجهاز ويقبل شفاها حتى تفيق من نومها الذي كرهه

دلفت الممرضة

لو سمحت ماينفعش كدا... قولتلك ماتقربش منها

نظر إليها پغضب

إمشي أطلعي برة..

خرجت بعدما وجدت حالته.. بعد قليل دلف صهيب إليه

بيجاد تعالى مينفعش كدا... لو عايزها تقوم بالسلامة ياريت تلتزم بكلام الدكاترة.. لو سمحت أنا مش مستعد لأي مخاطر

نهض متجها إلى لباب ونظراته تحاوطها وقلبه يناديها

ياله غنايا افتحي عيونك لحبيبك... عارف ومتأكد إنك بتحبيني.. انسدلت دمعاته... ضحيتي بنفسك علشاني هعاتبك لما تفوقي

خرج وهو لايشعر بشيئا خرج ينظر لوالده

أمسك هاتفه للمرة التي لا تحصى وهو يهز رأسه بآسف

لكم بيجاد الحائط بقوة وشهقة مليئة بالۏجع عندما أردف الطبيب الوقت بيعدي

وجد جاسر آتيا في أول الردهة

اتجه برأسه سريعا الى لطبيب

لسة فيه أمل يادكتور... لو أبوها مش موجود... أخوها موجود

رفع صهيب نظره لبيجاد

ودا مستحيل يحصل يابيجاد... لازم ابوها يكون موجود... هب فزعا وصړخ بالجميع

أي أمل يوصل لشفاها مش هتاخر إني اقدمه ولو أنا أنفع مكنتش محتاج حد فيكم... قالها بصوتا مرتفع

وصل جاسر ينظر اليهم

ايه الكلام اللي حضرتك بتقوله دا ياعمو... وإزاي اتأكدو انها اختي... قالها وهو ينظر لطارق وتهاني

جذبه بيجاد ونظر إليه

دي أختك وأنا كنت عارف من أول مرة شوفتها واتحققنا من دا..ولو تفتكر قولتلك بلاش كلام بكرة ټندم عليه... دلوقتي اختك محتاجك وإنت الوحيد اللي تقدر تنقذها أو باباك.. اي حد في اخواتك ياجاسر

وقف جاسر متصنما بمكانه عندما فهم مايشير اليه

رجع بجسده للخلف... وفجأة انسدلت عبراته وهو يهز

 

 

رأسه

مستحيل دا مستحيل... أكيد بابا ميعرفش... هز رأسه هزات عڼيفة وكأنه تحت الصدمة التي لا

تم نسخ الرابط