تمرد عاشق
صادق
اشفقت تاليا كثيرا عليها عندما رأت نبرة الحزن بعينيها فأردفت
أنا مكنتش ناوية أرجع واهد حياته.. لكن مامتي اټوفت من تلات شهور وطبعا اختي اتجوزت في شقة ماما والدنيا قفلت معايا.. الولد بيكبر ومصاريفه بتكتر..
تنهدت بحزن ثم أكملت مستطردة
مينفعش أبوه يكون مليونير وهو يكون محروم.. انا متابعة أخباره اول بأول وعرفت إنك كنتي مريضة لوكيميا.. وعرفت كمان فرصة انجابك ضعيفة غير إنها ممكن تكون منعدمة
أغمضت غنى عيناها پألما وابتعلت غصة بجوفها بصعوبة عندما طعنتها بحديثها الذي شقها لنصفين
حمحمت تاليا معتذرة واكملت بأستبانة
صدقيني مش قصدي خالص ازعلك.. أنا مستعدة اسيب الولد لأبوه وانتوا تربوه
انسدلت دموعها وأكملت
مستعدة أتنازل عن أمومتي في حق إنه يكون في حضڼ ابوه ويراعيه.. لازم ياخد حنان ابوه.. أنا عاشرت بيجاد واعرف اد ايه هو حنين جدا ويستاهل يكون أعظم أب
أعتصرت غنى عيناها بقوة.. عندما شعرت بجمرات ټحرق صدرها ودقات عڼيفة تصفع قلبها من كلماتها التي أدمتها
رفعت غنى عيناها وتحدتث بصوتا حزين
المطلوب مني إيه وبيجاد مش معترف بالولد.. هو متأكد الولد مش ابنه اعذريني
أخرجت تاليا من حقيبتها كيسا صغيرا يوضع به بعض خصيلات من الشعر.. ومدت يديها لغنى
دي عينة من الولد.. شعر لو عايزة ډم معنديش مانع.. هو لسة صغير زي ماانت شايفة.. جوزك عندك خدي عينة منه وحللي براحتك عندك معامل مصر كلها ولو ينفع تبعتيه برة معنديش مشكلة
رفعت يديها المرتعشة وتناولت منها الكيس
الذي أشعرها كأنها تقبض جمرة ملتهبة ټحرق كل أعضائها عندما وجدث ثقة تاليا من نظراتها وحديثها أن الولد ماهو الا ابن زوجها
نهضت تاليا بعدما أدت مهمتها على اتم وجه ثم رفعت نظرها لغنى وتحدثت
وزي ماقولت أنا مستعدة اضحي بسعادتي أني اتنازل عن ابني عشانه وكمان عشان بيجاد يستاهل يكون أب
قالتها وتحركت دون حديث آخر
توقفت غنى بخطوات متمهلة متعثرة متجه للشاطئ ولا تشعر بما حولها.. فقط دموعها التي تنسدل بقوة تغسل وجنتيها بحړقة
چثت على ركبتيها وآهة عالية خرجت من صدرها شقته لنصفين وهي تصرخ وتضم قبضتها لصدرها علها تهدئ من نيرانه المستعيرة.. ظلت فترة كما هي إلى أن وصل بيجاد إليها
غنى قاعدة كدا ليه
ابتسمت تنظر للبحر تبتعد عن أنظاره ثم أجابته
بشوف غروب الشمس.. بحب التحام الطبيعة اوي.. تعرف أنا قعدت معظم حياتي في تركيا ورغم مفيش فيها المظاهر الخلابة زي مصر.. بس كان لازم اروح الأماكن اللي فيها بحر واقعد فترات طويلة كدا عشان اشوف الغروب
جلس بجوارها يجذبها لأحضانه
عارف الكلام دا.. قولتي لي حاجة زي كدا في مرة لما كنا في المزرعة.. عشان كدا حبيت اشتري لك
بيت جنب البحر
اتجهت بنظرها إليه وابتسمت رغم عيناها الحزينة التي مازالت بها أثار الدموع
تعرف أنا بحبك أد إيه يابيجاد.. رغم إننا بقالنا فترة بسيطة متعرفين على بعض
رفع ذقنها يمسح وجنتيها بأنامله ثم تسائل بصوتا حزين ممزوج بالڠضب
كنت بټعيطي ياغنى.. طيب ليه
زفر بحزن وتحدث
مش أحنا اتفقنا الدموع دي لما أموت
القت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج
بيجاد أنا بحبك أوي وعايزاك دايما سعيد حبيبي... أوعدني أنك تعيش سعيد
ضيق عيناه ونظر لمقلتيها
غنى الولد مش ابني الكلام اللي سمعتيه امبارح مش صح.. خليكي واثقة في كلامي لو سمحتي.. والله الولد مش ابني
رفعت يدها تلمس خديه ثم أردفت
اعمل التحليل
هب واقفا ېصرخ بوجهها..
الولد مش ابني عشان اعمل تحاليل.. جثى على ركبتيه وأردف
والله مالمست حد قبلك.. انت كنتي جوايا عشان كدا ماأخدتش خطوة صريحة مع حد.. كل الموضوع شوية لقاءات وتليفونات.. مفيش تعمق في العلاقة
تنهدت بحزن ثم تسائلت
انت حضنتها وبوستها مش دا كلامك يابيجاد
بس مقربتش منها.. غنى مش تجنيني هو انت هتكوني عارفة اكتر مني.. تاليا كويسة منكرش بس مش اللي تخليني اتمادى واعمل علاقة في الحړام..أنا معرفش عملت كدا ليه دا اللي هيجنني
وليه جاية دلوقتي تقولي الولد ابنك.. معرفش هي عايزة توصل لأيه
ضم يديها وقبلها ثم أردف
وحياتك عندي ياحبيبتي الولد مش ابني.. أنا اه عملت حاجات كتيره غلط بس متوصلش للژنا.. دي اكبر معصية.. ازاي اكون كدا
انت شربت خمړة يابيجاد ودي برضو معصية وكبيرة من الكبائر
اخترقت كلماتها أعماقه فأجابها حزينا
انا توبت ياغنى.. ودا كان كام مرة بس.. يعني مكنتش مدمن عليها ولاحاجة.. دول مرتين تلاتة.. يوم رأس السنة ويوم توديع عذوبية صديق ليا.. هو أصر وقتها
والمرة التالتة إمتى يابيجاد... تسائلت بها غنى وهي تنظر لعيناه بقوة مش يمكن لما كنت معاها
إشټعل غضبه فاحتدت نظراته إليها
يوم ماوقفتي قدام أبوكي وقولتي إنك بتحبيه وعملتي قضية أنه اتحرش بيكي.. نسيتي ياهانم.. ولولا وجود جاسر وجواد يوميها صدقيني كنت هموتك
شعرت وكأن دلوا من الماء سقط فوق رأسها في تلك اللحظة فنظرت إليه
أنا كنت مفكرة المشاعر دي مشاعر حب مكنتش أعرف إنها مشاعر أبوية ابدا وكنت متضاربة بينك وبين بابا
استنشقت بعض الهواء ثم زفرته بهدوء وهي تنظرالى البحر
لسة فاكر الموضوع دا.. وبعدين دا ميدكيش الحق انك تسكر يوميها وتضربني
.. كنت عايز احط ڠضبي في أي حاجة.. والحمد لله ان الليلة عدت وعمو صهيب أنقذك من بين أيدي
كنتي مراتي
الفصل السابع والعشرن
لن أنسى إنك اجبرتني أن أرحل عنك.. فمنذ رحيلي وابتعادي اصبحت حياتي والظلام كشيئا واحدا
توقف صهيب أمامها يمسد على خصلاتها
حبيبتي جاسر طلبك للجواز وانا وافقت احتضن وجهها
جنى اسمعي كلام ابوكي انا أكتر واحد خاېف عليكي وانا شايف أن جاسر اكتر واحد هيحافظ عليكي ومتقوليش دا اخويا
تسارعت نبضاتها من كلمات والدها المفاجأة حتي أحست أن والدها استمع الى دقات قلبها تذكرت ابتسامته وكلماتها ومزحاته معها فترقرق الدمع بعيناها وشعرت بانسحاب الأرض من تحت اقدام وغمامة سوداء تحاوطها فهمست بصوت خفيض
وانا مش عايزة غيره يابابا..ثم سقت هاوية بين ذراع والديها جحظت أعين صهيب مما صار فالتقتها يضمها على صدره كطفل رضيع وهروا إلى منزله يصعد بها إلى غرفته..قابله سيف الذي تصنم بوقفته وهو يشير الى أخته
مالها يابابا!!
ابعت طنط غزل بسرعة يافارس خليها تيجي تشوف اختك مالها..هرول فارس للخارج..دلف منزل عمه ېصرخ
طنط غزل..طنط غزل..خرج جواد من غرفة مكتبه
فيه ايه يافارس!
قاطعهم وصول غزل وجاسر الذي فزع على صيحات فارس
جنى أغمى عليها وبابا عايز طنط غزل تكشف عليها..هرولت غزل للخارج بعدما جذب وشاحها..أما ذاك المتصنم الذي توقف يكور قبضته حتى ابيضت ينظر إلى والده بعتاب قائلا
قولتلك يابابا جنى بتحب جواد وهي ال هتتعب في النص وادي النتيجة دلوقتي عمو صهيب ضغط عليها قولي اعمل ايه دلوقتي..اكيد هتكرهني بسببكم
اقترب جواد منه يربت على كتفه قائلا بهدوء
احنا هنعمل ال عمك عايزه وانت فهم جنى بينك وبينهابالعكس ياحبيبي جنى المستفيدة في الأول
جاهد