تمرد عاشق
الجميع يجلس يتناول الطعام بصمت قاطع صمتهم عمر عندما رفع نظره لزوجته
مالكم ساكتين ليه
ثم اتجه لبناته وولده
إيه الموضوع مزعلين مامي ليه
مطت ماسة شفتيها وتحدثت لوالدها
مامي زعلانة من سيلا... علشان اتخانقت هي وعمر أبن خالي
ضيق عيناه متسائلا
وسيلا تتخانق مع عمر ليه... مش انتوا خلاص اتفقتوا على كل حاجة... دا خطوبتكم وكتب الكتاب بكرة... مينفعش نأجله.. دا اتأجل كذا مرة... وأنا شايف مالك بقى كويس
زفرت مرام بسأم وتنهدت
عمر عايز يسافر ياخد الدكتوراه من انجلترا... عايز يعمل الفرح بعد أسبوعين وياخدها معاه وسيلا رافضة
أغمض عيناه وسحب نفسا طويلا
سيلا حبيبتي لازم توقفي معاه... مش توقفي ضده هو شايف تعليمه برة هيفيده يبقى أحسن دا لو إنت بتحبيه فعلا وبعدين دا جوزك يبقى تسانديه يابنتي
وضعت محرمة الطعام على المائدة ثم هبت واقفة
آسفة يابابي بس تعبانة وعايزة ارتاح ممكن نتكلم بعدين
في فيلا ريان
نظر لولده بقيلة حيلة ثم أردف
أنا حجزتلك إنت ومالك هتسافر مع عمر.. كملوا تعليمكم برة
قاطعته نغم
إيه اللي بتقوله دا ياريان عايز تبعد التلاتة عني
مسح على وجهه پعنف وحاول أن يهدي من روعه حتى لا يغضب عليها... إلتفت لحمزة
روح على أوضتك بعدين نتحاسب
اومأ له ثم تحرك دون حديث متجها لغرفته
أسرعت تقف أمامه تتحدث پغضب
فيه إيه ياريان اللي شقلب حالك كدا بقيت تقسى على الولاد ليه... وكمان أخدت منهم الكريتيد كارت ليه...
لا أنا ولادي مش هسيبك تتحكم فيهم كدا
قالتها متحركة إتجاه غرفة حمزة
حدجها بنظرة مرعبة وتحدث
سبيني أعرف أربي الولاد يانغم... الولاد بدلعك هضيعيهم
اتسعت عيناها من كلاماته
أنا ياريان هضيع العيال... إنت مش شايف نفسك بقيت بتعاملهم ازاي
ايوة إنت نسيتي إبنك اللي كان ھيموت في لحظة... عايز ابعدهم من الجو دا... ويتعلموا برة افضل.. حمزة سباق الدرجات هيجننه... يمكن لما يبعد يتغير ويعرف مصلحته
عقدت ذراعيها
بس أنا مش موافقة ياريان... حمزة لسة صغير.. دا خمستاشر سنة بس
تحرك مغادرا قبل أن يفقد أعصابه
في فيلا صهيب وخاصة بحديقة الفيلا بحمام السباحة
كان يمارس سباحته بشراسة كأنه يخرج مايؤلم روحه... فكلما تذكر حديث جاسر يشعر بنيران قلبه
ماذا يفعل آلان.. هل يتركها لغيره
ولكن كيف يتركها وعشقها يتسرب بوريده.. وماذا سيكون رد فعل جواد وعمه
أغمض عيناه وحاول أن يتنفس بهدوء عندما شعر بإنقباض صدره
وقف واضعا يديه بجيب بنطاله ينظر لولده.. يعلم مايؤلم روحه ولكن ماذا سيفعل... هل سينصفه القدر
خرج عز يهز جسده حتى تناثرت قطرات الماء حوله... رافعا يديه يرجع خصلاته للخلف... تفاجأ بوجود والده
بابا قالها متفاجأ
واقف كدا ليه... استدار صهيب مواليه ظهره
عايز أعرف ابني الكبير ماله زعلان ليه
تحرك عدة خطوات يحاول إنهاء الحديث
مفيش حاجه ليه بتقول كدا
إقترب صهيب يحاوطه بنظراته
نسيت إن أبوك دكتور نفساني يالا
ابتسم بخفوت
مش عليا ياحضرة الدكتور... عندك فارس وجنى طبق عليهم
ضمھ والده من أكتافه
تعالى نتكلم شوية
بغرفة الرياضة
كان يمارس رياضته المفضله التنس مع إخته ربى... وقف يمسك منشفته ويقوم بإزالة عرقه
نظر لربى التي تحاول أن تأخذ أنفاسها... ولكنها لم تقو... تغير لون بشرتها فجأة وأصبح شحابا كشحوب الأموات
أسرع إليها ورفعها بساعديه القوية عندما وجد جسدها يترنح لتسقط على الأرض
ضمھا لأحضاته وحاول إفاقتها
ربى حبيبتي إيه اللي حصل
اغمضت عيناه عندما شعرت بغمامة سوداء ولم تقو على الحديث
حاولت التحدث.. نزل بجسده عله يسمعها
همست له
أوس متقولش لبابا وماما... خدني على أوضتك.. ثم غابت عن الوعي نهائيا
بغرفة مكتب جواد بمنزله
ينظر لبعض المعلومات التي وصل إليها... بعد محاولات كثيرة وتأكده منها... هب واقفا متجها إلى فيلا صهيب
دلف لداخل الحديقة وجد صهيب يجلس مع عز ... اتجه إليهما متسائلا
فين حسن ياعز... بتلعب من ورا عمك يالا
السابع همسات
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السابع
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
نتشارك الأنفاس
نتقاسم خيوط الشمس
ونهيم من انسجام روحنا
وتذوبين في وأذوب فيك
وندع الشوق يعطى كل ذى حق حقه
حملها اوس سريعا ودلف بها إلى غرفته... قام بتبديل ثيابه سريعا.. ثم قام الإتصال بجنى إبنة عمه
جنى تعاليلي فورا بس متخليش حد ياخد باله
هبت واقفة بعدما كانت تتحدث مع والدتها وركضت للخارج ثم همست له
في إيه ياأوس
اتجه بنظره لأخته وجسده يرتعش خوفا عليها
ربى أغمى عليها ومش عارف أتصرف وهي بهدوم البيت... وماما مش موجودة لسة مرجعتش...
تخطت سريعا مردفة لوالدتها
مامي هروح اشوف ربى عايزة إيه.. ثم تحركت سريعا للخارج.. وجدت جواد يقف مع والدها وعز... أسرعت سريعا لفيلا عمها ولكن التقطتها عين عز
جنى صاح بها عز بصوتا مرتفع مما أدى لإنتباه جواد وصهيب
تسمرت مكانها وظلت تواليه ظهرها
نظر صهيب وتحدث
بتجري كدا ليه ياحبيبتي
استدارت تفرك بيديها ولم تعلم بما تجاوبهما
اقترب عز إليها عندما شعر بوجود خطب ما حينما وجدها تسرع بشعرها لخارج الفيلا دون إرتداء حجابها
نظر إليها بعمق.. حيث كانت نظراته ثاقبة ثم أردف
رايحة فين وبشعرك كدا... تلعثمت بالكلام وأردفت
كنت رايحة أشوف ربى... قالتها دون النظر له
شعر بدقات عڼيفة داخل قفصه الصدري.. نطق اخيرا بصوتا كاد أن يخرج متزنا
قطب جبينه ثم تسائل
رايحة كدا بشعرك.. ولاد عمك هناك دلوقتي... وأكمل مفسرا لسة شايف جاسر... وكمان أوس جاي من فترة
ظلت تفرك يديها وتهرب بنظراتها حتى لا تلتقي بعينيه
ماهو.. ماهو..
دقق النظر بعمق إليها ثم نظر بتمعن وترقب
ماهو إيه إنت بتهتهي ليه... أخيرا رفعت نظرها إليه
يوه ياعز يعني أخلص من جاسر تطلعلي إنت... طيب هو ظابط إنت إيه
رفع حاجبه بسخرية وأردف
إعتبريني ظابط إيقاع ياختي... بتوهي ليه رايحة فين يابت بشعرك دا
قاطعهم إتصال أوس... نظرت للهاتف ثم لأخيها الذي شك بأمرها
جذب الفون سريعا ناظرا إليه... ارتفع ضغط دمه عندما وجده أوس... فتح الخط سريعا
إيه ياجنى ساعة لما تيجي... بقولك ربى ھتموت عايزة أروح المستشفى ولازم حد يغيرلها...اخدها أزاي بالترنج دا
ببطئ بدأ يخفف ضرواة ذراعيه من حول إخته.. عندما إرتجف قلبه بعدما إستمع لحديث عز الذي أثار نيران صدره
مالها ربى ياأوس... قالها بقلب مرتجف قبل لسانه
أرجع عز خصلاته للخلف
جنى قالتلك... صړخ بصوته مما جعل جواد يتجه بنظره إليه
بقولك مالها ربى
إنتفض جواد بجلسته واتجه سريعا يخطو مهرولا لمنزله... لم يرى أمامه سوى تلك الليلة المشؤمة وخطڤ إبنته... لم يشعر بما يدور حوله يتمنى أن يصل إليها خلال خطوة واحدة... دلف سريعا ومازال يسرع
قابله جاسر الذي يحمل كوب قهوته خارجا لحديقة المنزل... ولكن جحظت عيناه من مظهر والده
وقف أمامه وحاول الحديث
بابا مالك بتجري كدا ليه
ابتلع ريقه الجاف قائلا بلهجة خوف وهو يتحرك
اختك فين ياجاسر
تصنم جاسر بوقفته
قصدك مين... صعق من سؤاله...