تمرد عاشق
عيناها وجدت أباها امامها... انسدلت عبراتها وهي تهمس بإسمه
بابي... رفع يديها مقبلها وتحدث بصوتا أليما لما وصلت إليه إبنته
حبيبة بابي وروح بابي ياياسمينة قلبي
بكت بشهقات واردفت بصوت باكي
سامحني يابابي مقدرتش.. قاطعها ريان واردف
إشش إهدي حبيبة بابي بعدين نتكلم... اتجه لنغم وتحدث
خليكي معاها هشوف الدكتور وراجع
تحرك سريعا للخارج وقلبه يختنق من حالة ابنته... منع دموعه وحاول التماسك..
جلست نغم تمسد على خصلاتها
ياسو حبيبة مامي حاسة بإيه ياقلبي
حاولت ياسمينا أن تأخذ انفاسها التي تشعر بإنسحابها من جسدها وأردفت بصوتا حزينا
قلبي بيوجعني أوي يامامي.. قوليلي أزاي أوقف قلبي من الۏجع يامامي.. إزاي اخليه يرجع لطبيعته تاني..
رفعت نظرها لوالدتها وتساقطت عبراتها
هو الحب صعب اوي كدا يامامي... بيوجع اوي كدا... طب لو مااقدرتش أنساه هفضل موجوعة وتعبانة اوي كدا..
بكت نغم بشهقات على حالة إبنتها... رفعت ياسمينا يدي نغم ووضعتها على صدرها
انا مش قادرة اتنفس يامامي
كان يقف بالخارج يستمع لحديث ابنته الذي شق قلبه لنصفين... دموعها الذي نزلت فوق صدره كقطع زجاج تنحره ببرود ليتملك منه الۏجع... اطبق جفنيه وامسك هاتفه وتحدث
أوس فينك... تعالي المستشفى فورا دلوقتي... ثم اغلق الهاتف دون حديث آخر
بفيلا جواد الألفي
بعد خروج غزل ظهرا من الفيلا... اتجه عز سريعا الى جاسر الذي وصل للتو
جاسر عايز منك خدمة
كان عائدا منهمكا من عمله
فيه إيه ياعز أنا تعبان وعايز السرير بجد
دفعه عز لداخل الفيلا وتحدث
عايز اختك المچنونة ومفيش حد غير الشغالين ومينفعش ادخلها... فهمت
ضيق جاسر عيناه وتسائل
ليه ماما أجازة الشهر دا راحت فين
ربى... ربى صاح بها عز وهو ينظر في مختلف الجهات وأجاب جاسر دون النظر إليه
معرفش أنا كنت جي قالتلي خلي بالك من ربى لحد ماجاسر يجي... حك رأسه وتحدث بسخرية
معرفش ليه بتحسسوني إنها طفلة وهي عايزة قطع رقبتها... إستمع لصوت كعبها وهي تهبط الدرج بخطوات متمهلة بذاك الفستان الأبيض الذي جعلها كملكة متوجه ولما لا وهي ملكة قلبه
اتجه سريعا إليها ثم جذبها من ذراعيها بقوة
ونظر لها شزرا
شغل الهبل بتاع البنات دا مش عايزه.. أصل ورب الكعبة أمنعك من الخروج
براحه ياحبيبي اعصابك ياحلو لتفلت منك
خطى جاسر إلى أن وصل اليهما ثم دفع عز بعيدا عن إخته
اټجننت يلا إيه الهبل اللي بتعمله دا... بتهدد أختي وتمسك إيدها قدامي
عقد عز ذراعيه ونظر إلى المنكمشة في حضڼ اخيها
طب يااخوها اللي عامل فيها حامي الحمى.. قولها كانت مع مين إمبارح بعد الجامعة... ولا مين اللي طول الليل تكلمه
استدرات تضع رأسها في حضڼ جاسر وهي تبتسم بخبث ثم استدارت
حياتي مالكش دعوة بيها.. وبعدين إنت مالك اصلا... عيلة تقول إيه واخواتها هما اللي ليهم الحكم عليها
وصل إليها يجذبها من حجابها من أحضان جاسر
وحياة ربنا ماانا سايبك ياشبر ونص
أحس جاسر بإرتفاع ضغط دمه من افعالهما
ورغم ذلك وقف أمام عز
غلط كمان مش مسموح متنساش نفسك يلا دي بنت جواد الألفي... بتغلط في تربيته واخد بالك
دفعه عز وصړخ بوجهه كأنه يطارد شيطانه
لقد فلت الرمح من القوس وشعر بنيران تخرق صدرها
بقولك إيه بلا جواد بلا صهيب البت اللي وراك دي بتكلم حد طول الليل وديني ماانا سايبك ياربى الكلب بتلعبي بقلبي تمام افتكري إن عز ممكن يسامح في أي حاجة إلا الخېانة
انسدلت دموعها ووقفت أمامه بعد مافقدت سيطرتها على نفسها
بلاش إنت تتكلم عن الخېانة يابن عمي لانك أكبر خاېن... خونت قلبي ودوست عليه... وحياة ۏجع قلبي منك ياعز لأقهرك زي ماقهرتني... واوعى تفكر يوم ماعيط في حضنك هنا في الفيلا وقولتلك مسمحاك يبقى نسيت كسرتك ليا... ربى تسامح آه.. لكن بمبتنساش اللي كسر كبريائها... تقول ايه بنت جواد الألفي
دنت منه واقتربت للحد الغير مسموح ونظرت داخل مقلتيه ثم
هزت رأسها وأردفت بإهانة... وقوفي جنبك دا ابويا علمهولي إمتى اقف مع الضعيف
عملت كدا لما حسيت أد إيه إنك ضعيف وفاقد الحياة فحبيت أخرجك من كبوتك بس ياابن عمي.. ماهو انت ابن عمي برضو
بفيلا صهيب
جلست تتحدث بالهاتف إليه
ايه ياجواد بقالي ساعتين بحاول اتصل بيك وحضرتك مش
هنا
زفر جواد وحاول أن يملأ رئتيه ببعض الأكسجين بعدما شعر بالأختناق
آسف ياجنى كنت مشغول... إيه وصلتي لحاجة... ثم نظر لخاله الذي قاد سيارته متحركا بالمكان واكمل
جنى هستناكي في الكافيه اللي اتقابلنا فيه المرة اللي فاتت بس عرفي مامتك تمام
هزت رأسها بالموافقة
تمام ياجواد صوتك... ماله إنت تعبان
أغمض عيناه وأردف
لما تيجي هقولك على كل حاجة.. ياله انزلي بسرعة ولو مامتك رفضت عرفيني
بالاسكندرية
وصل سريعا للمستشفى بعدما أتصل بعمر وعرف ماأصاب حبيبته
جف حلقه وأرتعدت مفاصله عندما وجد حالة ريان التي تدل على ماأصابها
اتجه ووقف أمام ريان وتحدث بهدوء رغم حزنه الكامن بقلبه
يارب تكون ارتحت كدا ياعمو ريان.. يارب يكون منطقك وعقلك فهمك اللي وصلتله هو الصح... إحنا مش عرايس ماريوت تحركوها زي ماانتوا عايزين..
اختنق من طيف احلامه الذي حاول البعض سرقته ونظر لريان
دنبي إيه... وذنبها إيه... عز كمان ذنبه إيه وربى ذنبها إيه.. اللي بتحاولوا تفهمونا انكم الصح وإحنا الغلط
اقترب ريان وضم وجهه ضاغطا عليه بهدوء وتحدث
ذنبكوا إنكم رجالة أوي ولازم تحافظوا على معنى العيلة... العيلة دي مش مجرد كلمة وخلاص... أنا كان نفسي يبقى عندي أخوات كتيرة بس ربنا ماأردش.. لكن لما قربت منكم يابني وشوفت حبكم وتماسكم محبتش حاجة تافهة زي دي تفرقكم
ابتسم اوس بسخرية
وبناءا على كدا حضرتك فكرت وقولت لا حرام افرق شمل العيلة مش كدا يادكتور قالها أوس پقهر
تحرك ينظر إليه
معرفش إزاي حضرتك تفكر كدا... ياريت جت من واحد جاهل.. هز أوس رأسه برفض واكمل
مش قصدي طبعا الجاهل في التعليم.. أنا أقصد هنا الجاهل بالمشاعر يادكتور... قالها ثم توجه يطرق على الباب وينظر لريان
بعد إذن حضرتك طبعا اعتبرها صديقة وجاية اطمن عليها قالها ثم دلف للداخل بعدما سمحت نغم إليها
دلف ينظر لتلك الغافية على الفراش لا حول لها ولا قوة.. خنجر بطعڼة أصابت قلبه فانسكبت دمعة غائرة عل. وجنتيها
خطى بخطوات متزلزلة كحال قلبه... توقف امام فراشها ونظر لوالدتها
ليه سايبة شعرها كدا... فين حجابها
ابتسمت نغم له واردفت
تنفسها ضعيف.. رفع البونيه الخاص بالمشفى ووضعه على خصلاتها
دا ممنوش حاجة ياطنط لو سمحتي... مينفعش حد غريب يشوفها
فتحت عيناها تنظر إليه بعدما انسدلت دمعاتها ورددت اسمه بشفتيه
أوس حبس أنفاسه داخل صدره ونظر لنغم
حمدالله على سلامتك ياياسو.. ياله فوقي إيه الضعف اللي وصلك لكدا... ثم نزل لمستواها
إنت مفكرة هوافق على كلامك الأهبل دا.. فوقي بس لسة حسابنا قدامنا
بالقاهرة
بالسيارة ضمھا لأحضانه محاوطها بذراع وقاد بذراعه الأخر
إيه رأيك حبيبي ننزل يومين الغردقة ولا نروح إسكندرية عند ريان
سكنت ثواني واضعة راسها بكتفها ودموعها مازالت