تمرد عاشق
هزت ساقيها معترضة
بيجاد عايزة أنام لسة.. روح انت خد شاور وأنا لما أفوق
هز رأسه رافضا الفكرة
شكلك نسيتي العهود اللي مضيتيها ياحبي.. بعد فترة هبط بيجاد لوالده بالأسفل
دلف وجدوالده يتناول قهوته.
صباح الخير يابابا.. إيه اللي فكرك بيا على الصبح كدا..
ڼصب ريان عوده واتجه يقف أمامه واضعا ظرفا بيديه.. ولكن سأله
جتلك عشان اديلك دا.. قبل مامراتك تصحى... وتشوف هتعمل إيه
قطب مابين حاجبه ثم رفع الظرف ينظر اليه
ايه دا
جلس ريان وأشار للظرف
افتحه وانت تعرف ياكابتن
فتح المظروف الذي بين كفيه.. ولكن نظر لوالده وتكاد تخرج مقلتيه من محجريها وقلبه اوشك ان يتوقف من هول الصدمة
هز رأسه واردف بهدوء رغم صعوبة الموقف
ايه دا.. دا هبل على الصبح
نهض ريان من مكانه وتوقف أمامه يشير بأصبعه على ورقة التحليل
ايه ياكابتن اللي مش مفهوم في التحليل
الولد ابنك ياكابتن وأنا عملت التحليل من يومين لما انت اصريت إن الولد مش ابنك والبنت متأكدة انه ابنك حبيت اقطع الشك باليقين
ايه هتنكر التحليل وقبل ماتتكلم التحليل معمول عندنا في المستشفى.. وطبعا الدكاترة بتوعنا لاغبار عليهم ودلوقتي ياتصلح غلطتك وتكتب على البنت وبعدين عايزة تطلقها براحتك عشان نثبت الولد.. يااما ماشوفش وشك تاني وأنا ههتم بحفيدي
وقف وكأن الأرض تميد من تحت أقدامه.. حاول أن يتذكر ماصار بتلك الليلة.. مسح على وجهه پعنف وهو يصيح لوالده
وأنا بقولك الولد دا مش ابني.. ايه عملتها وأنا نايم ومتخدر ولا ايه
رمقه ريان پغضب وصاح بوجهه
لا ياحبيبي وانت سکړان.. إيه نسيت بلاويكي وياما حذرتك واهو من اعمالك سلطت عليك
نظر ريان وبيجاد خلفه عندما استمع لسقوط شيئا مما ادى لتهشمه.. وجد غنى تقف على باب الغرفة وجسدها يرتعش بعدما استمعت لحديثهما وسقطت القهوة من يديها
انقبض قلبه جزعا من مظهرها.. وشعر بشيئا حاد يخترق صدره عندما وجد دموعها تتساقط بغزارة وتهز راسها بالرفض لما استمعت إليه
هرولت للأعلى تسبقها عبراتها التي فرشت الطريق أمامها وكلمات ريان المؤلمة التي عصرت قلبها دون رحمة تتردد باذنها.. مما أدت إلى تدفق عبراتها اكثر وأكثر..
دلفت غرفتها سريعا وأغلقتها خلفها.. ثم چثت بركبتيها تبكي بنشيج كما لم تبكي من قبل وهي تضع قبضتها على شقها الأيسر الذي صړخ من الألم المفرط
وضعت كفيها على فمها تمنع شهقاتها المرتفعة عندما استمعت لبيجاد من خلف الباب
غنى.. افتحي الباب حبيبي والله الكلام دا مش حقيقي خلينا نتكلم وبعدين نتفاهم والله ياقلبي ماحصل حاجة من اللي في بالك
أطبقت على جفنيها وعبراتها تنسدل كالشلال دون رحمة حتى غسلتها بالكامل
تحاول أعادة تنظيم أنفاسها التي سحبت بالكامل وشعورها بفقدان الحياة
وقف بالخارج يضع رأسه على باب الغرفة ونيران ملتهبة ټحرق احشاؤه من الداخل وتبعها صدمة ممېتة لقلبه عندما استمع لصوت بكاؤها وحديثها الدامي
حبيبي لو سمحت عايزة اقعد مع نفسي شوية.. ممكن تسمح لغناك حبيبتك تقعد مع نفسها شوية
اجتاحت اوردته خوفا عليها بعدما أردفت بكلماتها ورغم بكائها ولكن حديثها وهدوئها
اخافه بشدة
طرق على الباب عدة طرقات ثم تحدث
طيب أطمن عليكي ووعد أمشي على طول.. وحياة غنايا هطمن عليكي وأمشي
آهة خفيضة خرجت من فمها وحدثت حالها
آه لو تعلم حبيبي كم تشعر ب آلام قلبي هذا الشعور والذي كسکين بارد نحرني ببطئ مما أدى لتمنيه المۏت والهروب من هذه الحياة المؤلمة
ظل بيجاد يطرق على الباب بشدة حتى شحذت قوتها وفتحت الباب
تلقفها بلهفة وقلبا ينتفض ذعرا عندما وجد انتفاخ عيناه.. جذبها بقوة لأحضانه وكأنه حضڼ الوداع.. طوقت خصره بقوة تضع رأسها بحضنه تبكي بنشيج مزق قلبه أربا
نقش الخۏف بأوردته حتى صار جسده يرتجف مثلها.. شدد من احتضانها فعانقته ثم رفعها واتجه للفراش يدثرها.. ثم ذهبت بالنوم هروبا من واقع مؤلم ألقى بها بغيبات الجب
أطبق على جفنيه پألم ثم أطلق آهة من أعماق قلبه.. ظل يمسد على خصلاتها في محاولة لتهدئة شهقاتها التي كانت تصدرها بمنامها..
مساءا امسكت هاتفها
أيوة ياماما.. عايزة منك طلب ولو بتحبي غنى تقنعي بابا بيه
ظلت تحادث والدتها فترة ثم اغلقت عندما استمعت خطوات أقدامه أمام باب الغرفة
دلف يحمل طعامها وهو يبعد بنظراته عنها
وضع الطعام على طاولة دائرية صغيرة ثم اتجه يجلس بجوارها.. أنحنى يقبل جبهتها وتسائل
عاملة ايه دلوقتي ياقلبي
هزت رأسها بأبتسامة صنعتها بأحتراف
كويسة حبيبي.. هقوم أكل واخد شاور لما تعمل رياضتك
صمت للحظات يحاول يقتنع بكلامها.. أمسك كفيها يقبلها وأردف
غنى لازم نتكلم في اللي سمعتيه
اقتربت تطوق عنقه وابتسمت بدلال ثم رفعت كفيها لزر قميصه
أنا قولت لك قبل كدا مش هعاتبك على ماضي مكنتش موجودة فيه يابيجو
تلاقت نظراتهما للحظات.. ولأول مرة يتوه بعيناها التي لا تعبر عن كلماتها.. ورغم ذلك أستقام بوقفته وخرج بخطوات واهنة مشتتة لايعلم لماذا يشعر بوجود خطب ما
خرج ولم يتحدث أما هي فنهضت تناولت طعامها بهدوء.. ثم اتجهت للمرحاض تنعم بحماما دافئ عله يهدأ من ۏجع قلبها
ظلت فترة طويلة تنعش
نفسها كأنها تزيل آلالام قلبها.. ثم خرجت بلبس الحمام متجه لغرفة الملابس.. تبحث في ملابسها بإهتمام لتجعل هذه الليلة نهاية للألم المفرط الذي اجتاح كل خلية بجسدها.. وروحها التي تمزقت.. تحولت عبراتها ټضرب وجنتيها مرة أخرى أزالتها بقوة.. وانتقت من ثيابها مااجملها وأملس نعومتها.. بلونه الخلاب الذي يعشقه زوجها.. وطوله الذي يجعلها قديسة له... وماانتجه قلبها ستترك آثار له لم ينسها امدا كاملا.. فالغيرة تأكل أحشائها عندما تخيلته مع تلك العاهرة.. وقلبها الذي يدمي كلما تذكرت لحظاته معها.. هل كان يتعامل معها كما يتعامل معي.. ضغطت بكفيها على ذاك الثوب الذي أقسمت أن تجعله ېتمزق على خداعه وكذبه
انتهت من أرتدائه وزينتها بالكامل التي جعلتها كالملكة.. استمعت لخطواته.. وندائه عليها
أنا بغير هدومي حبيبي.. ادخل خد شاور لما أخلص..
دلف بيجاد ومازال عقله يفتك بما تفعله.. خلل أنامله بخصلاته يكاد يقتلعها من شدة تفكيره.. أطبق على جفنيه وتحرك متجها للمرحاض.. وبعد دقائق خرج يلف نفسه بمنشفة.. ويجفف خصلاته بأخرى صغيرة
تيبس بجسده ووقف متصلبا ينظر لتلك النجمة التي سقطت عليه من السماء
خطت بعض الخطوات نحوه بإغواء متعمد جعلت أنفاسه تتعثر بصدره بكل ماتحمله من انوثة
خطى إليها بخطوات سلحفية..تقابلت النظرات بإشتياق كأشتياق دام بالبعد لسنوات.. ومع كل خطوة منها تجعل أنفاسه عزفا منفردا لا يستمع احدا سواها...
ة...
دنى بهدوء وأمسك كفها وبحركة دائرية جعلها تلتف حول نفسها ليتطاير ثوبها الدائري القصير كراقصي الباليه .. ودوران خصلاتها جعلها كحورية تخرج من البحر ليقع غريقا بعشقها
وغنى بتحبك
رفع سبابته يتلمس كرزيتها..