تمرد عاشق
ربى ووضعت يديها على فمها
معقولة يعني بابا مكنش بيحبك
هزت رأسها برفض وتحدثت
بالعكس ياقلبي كان بيحبني أوي فوق ماتتخيلي لكن فيه حاجات مينفعش نعملها لمجرد أننا بنحب بعض.. الوقت دا بابا كان ضابط وله اسمه ومركزه.. وطبعا هو اللي مربيني مع أن بابا كان عايش وجاسر.. الله يرحمهم لكن بطبع شغل بابا كان دايما مسافر وجاسر كان صغير فروحت قعدت عند جدو حسين.. باباكي كان كبير يعني تقولي اتناشر سنة وأنا لسة شهرين... طبعا تيتا نجاة كان معاها صهيب ومليكة وكان سيف صغير بالنسبة إن سيف أصغر واحد.. كان بيني وبينه تلات سنين بس.. فالمسؤلية كانت كبيرة عليها
تنهدت وذهبت لذكرياتها الجميلة
بابا جبلي مربية لكن جواد رفض إنها تقربلي وكان هو اللي بيهتم بكل طلباتي
ابتسمت ونظرت لأبنتها
تعرفي كان بيحميني كمان لحد ماوصلت خمس سنوات ويمكن أكتر كمان... مسدت على خصلاتها وتابعت حديثها وابتسمت
كنت بقوله يابابا تخيلي قالتها بضحكة..
وكبرت لحد مابقيت إنسة وهو دخل الشرطة وبرضو اهتمامته بغزل بتكبر.. وبقى محاصرني... انسدلت دمعة غائرة
وأكملت حديثها وذكرياتها التي تشبه قطرات الندى مع شروق الشمس تذهب وتصبح سرابا..
اتجهت بنظرها لأبنتها
جدتي وجدي قالوا ماينفعش تنادية بجود بس... ضحكت بصوت هادي
اصلي ماكنتش بقوله غير جود وبس ولما كبرت وعرفت إنه مش بابايا.. قالتها بحزن دفين... عارفة ياروبي باباكي دا مش مجرد جوزي وبس لو قالولي اديله كلمة هقولهم هو الحياة ومن غيره ماليش حياة
امسكت ربى يديها وقبلتها
ربنا يخليكم لبعض ياحبيتي ممكن تكمليلي حكاية الجميلة وحضرة الضابط
قبلت جبينها وبدأت تقص عليها
كنت في إعدادي وهو كان خلص الشرطة... الوقت دا مكنتش شوفته بقالي أكتر من تلات شهور... هو بعد بسبب عمله الجديد اللي طبعا بتوزع في محافظات تانية... وجدتي ماټت كمان... كنت حاسة إني وحيدة أوي مع إن مليكة وصهيب مكنوش بيسبوني خالص..
عمك صهيب دا كان حكاية لوحده كنت بحبه أوي...كان بيفهمني من نظرة المهم
رفعت نظرها لأبنتها وأكملت
لكن هو غير.. كنت صغيرة معرفش يعني إيه حب... اللي اعرفه انه وحشني أوي.. أوي.. كتير عليا شهر فتخيلي تلات شهور كنت أنام طول الوقت علشان محسش أنه مش موجود... لحد ماجه اليوم دا اللي فعلا عرفت أد إيه انه أغلى شخص في حياتي
نظرت لأبنتها
ممكن تعملي إيه والشخص اللي حبيته بيقولك بنتي الحلوة..قابلته يومها وفرحة الدنيا مش سيعاني...أول مرة ياروبي أحس بحضن أبوكي انه مش أخويا ولا أبويا اليوم دا
تبسمت بحب وضمت إبنتها لأحضانها وأكملت
حضنه الوقت دا غير أي حضڼ...سمعت دقات قلبه اللي بيحاول يخفيها عن الناس كلها...عيني جت في عينه وأحاديث كتير مخبية بس كالعادة بيهرب منها...ماهو وقتها كانوا هيقولوا دا خدها ورباها واتجوزها وطبعا مركزه كان حساس مع بعض مشاكل في عيلتي... وطبعا جواد علشان يرحم قلبه المتمرد راح خطب غيري وكانت بتيجي عندنا... تخيلي كم الألم اللي ماما اتحملته...
تعملي إيه وحبيبك قدامك ماسك بأيد واحدة تانية... وبيشوفها بعيونه غيرك.. دقاته ليها لوحدها
وضعت يديها على قلبها وأكملت
أنا اتمنيت أموت وأرتاح ولا إني احس بالۏجع دا كله... أغمضت عيناها وذكريات أمامها كأنها كانت بالأمس
مكنتش أعرف ربنا كريم وبيحبني اوي... وجمع حب السنين دي كلها في قلبه علشان لما نتجمع مايبخلهوش عليا
ضيقت ربى عيناها وتسائلت
يعني رجعتيله وحبتيه مع أنه فكر في غيرك يامامي
ابتسمت غزل ورفعت يديها وقبلتها
لأني عارفة أنه بيحبني عمل كدا..عمل كدا علشان يحمي غزل ويحمي نفسه...دا مكنش مجرد حب...دا كان مجرد عشق بغرام حاجة مقدرش أوصفها وزي ماقولت هو كان بالنسبالي الحياة...واللي مرينا بيه
كله ضاع من مجرد حضڼ واحد منه... مجرد لما بيضحك قدامي كدا بيهون عليا كل حاجة
اوعي تفكري يابنتي إنك مش محظوظة بالعكس ياقلبي... زيزو
بيحبك أوي
اللي عايزة افهمه لك أن عز غير بابا كمان
عز جه لباباكي بعد ماخلص الجامعة وقاله أنا بحب ربى ياعمي بس مستنيها لما تخلص جامعتها...ولو ينفع نرتبط دلوقتي معنديش مانع... بابا شاف الأفضل إنك تخلصي حتى لو سنتين جامعة... علشان كلية الطب سنينها كتير غير عايزة إهتمام
رفعت ذقنها ونظرت إليها
وهو اللي خلاكي تدخلي الجامعة اللي إنت فيها بابا كان رافض الجامعة البريطانية دي خالص ... لولا تدخل عز حبيبتي.. وأكملت ناصحة
روبي حبيبة مامي بلاش اندفاعك والله عز بيحبك هو عمل كدا علشان باباكي قبل أي حاجة... مضحاش بيكي ياقلبي
وضعت رأسها في حضڼ والدتها وبكت
وجعلي قلبي أوي ياماما وأنا النهاردة وجعته أوي أوي يامامي وعمره ماهيسامحني
أخرجتها من حضنها ونظرت لمقلتيها مردفة
ليه عملتي إيه وقولتي إيه
اغمضت عيناها وقصت ماحدث
مسحت دموعها بهدوء رغم حزنها من حديث ابنتها
طيب ليه ياماما كدا.. استفدتي إيه أهو إنت تعبانة وياترى هو حالته إيه كمان..
ربت على يديها
هو بيحبك وهينسى إن شاءالله الأيام دوا لجروحنا حبيبتي... بلاش تصطدم به حاليا
بفيلا صهيب
اتجه سريعا لغرفته وهو ينهج كالذي انقطعت انفاسه من كثرة سباقاته التي قطعها...إزداد الۏجع بداخله حتى تشكلت غصة مريرة جعله عاجزا عن التنفس
نزل بساقيه على أرضية الغرفة ودموعه تنسدل بقوة رافضا ماصار قلبا وقالبا... لم يتحمل الضغط على قلبه اكثر من ذلك... بصعوبة كمم صړاخ قلبه الذي كان ينتفض ڠضبا وألما من كلاماتها التي دبحته بنصل سکين بارد
فانتفض من مكانه ثم مسح دموعه بقوة وڼصب عوده واقفا متجها لمرحاض غرفته وحديث فقط يلكمه بقوة
كفاية ضعف متخليش قلبك يتحكم فيك
اتجه سريعا وقام بأخذ حماما بارد كي يطفئ لهيب صدره... تمنى لو يشق صدره ويخلع قلبه من جسده ويدوس عليه بأقصى ضغط حتى يخلص من ضعفه
كلماتها تصم آذنيه
لكم مرآة الحمام وهو ينظر لأنعكاس صورته
فوق لنفسك متكنش ضعيف... دوس على قلبك ماتخلهوش يتحكم فيك... كفاية إهانة
مسح وجهه بكفيه الذي يسيل بدمائه يقاوم غضبه وشرارة عيناه الغاضبة.. انهى كلماته ينظر لنفسه بتحدي... نظر لدماء يديه وهو يبتسم بسخرية
ياريت قلبي ېنزف كدا ويريحني
أمام فيلا طارق
توقف جانبا متجها بجسده إليها
غنى بصيلي... رفعت نظرها إليه
أمسك يديها واضعا إياها بين راحتيه ثم قبلها... رجفة أصابتها لأول مرة تشعر بذاك الشعور ورغم ذلك نظرت إليه وتحدثت
إنت اتجوزتني علشان عمو جواد مش كدا...كنت مفكر اني بنته التايهة...دققت النظر لعيناه وتمنت أن ېكذب إحساسها فأكملت
بنته حبيبتك...بنته كانت حبيبتك مش كدا
قهقه عليها وأردف
إنت مچنونة والله أول ماشوفتك قولت البت دي مچنونة... تعرفي غنى مخطۏفة وهي عندها أد إيه ياهبلة خمس سنين.. وأنا كنت اتناشر يعني كنا ولاد لسة
هزت رأسها برفض وأردفت
اللي يشوفك أول ماشفتني مايقولش كدا يابيجاد... نظراتك ليا وقتها بتدل إنك بدور على حبيبك
رفع حاجبه وأردف بسخرية
والحلوة إيه اللي عرفها بتدوير الحبيب
تبسمت رغم حزنها من حركاته وتحدثت
بيجاد إنت كنت متجوزني لهدف مفكرني