تمرد عاشق
اللي كنت بتضايق منه علشان كان دايما يشكر فيا
إبتسم إبتسامة خفيفة لم تصل ليعينه وأكمل
هو بالضبط حبيبي
استندت بظهرها للخلف وضمته لأحضانها
كنت غيور أوي حبيبي... ثم تذكرت
فاكرة يوم تيست عندي وكنت مستنيني برة وهو خارج معايا وبيسالني
دكتورتنا الجميلة عملت إيه في الإمتحان
حضرتك وصلتنا بخطوة واحدة وشدتني وضمتني كأني ههرب منك
أغمض عيناه وسحب نفسا عميقا
إنت مكنتيش مراتي بس ياغزل... لا كنتي بنتي وحبيبتي وكل حاجة ليا
اعتدل يجلس بمقابلتها ثم رفع يديه وضم وجهها بين راحتيه
كنت النفس اللي بتنفسه... ربيتك وكبرتك حتى بقيتي حياتي كلها
دفنت وجهها بحنايا عنقه وأردفت بأنفاسا لاهثه
لو خيروني بين العالم كله وبينك ياجواد صدقني مفيش حد هيفرق معايا قدك... رفعت نظرها تنظر داخل مقلتيه
حتى ولادي نفسهم.. ممكن أعوضهم لكن إنت مستحيل تتعوض ياحبيب عمري كله
سكن لثواني يتأمل قسمات وجهها الجميل.. ملمسا على خديها... أقترب من كرزيتها ملتقطا قبلة عميقة لتريح روحه المشتتة
ثم احاوطها واضعا جبينه فوق جبهتها وأردف بصوتا مبحوحا
ربنا يخليكي ليا ياقلب جواد
ملست على جانب وجهه
وقلب جواد حاسس إنه مهموم.. فيه إيه
رفع نظره وظل يطالعها لفترة ليست بالقليلة.. نظراته حاوطتها بالكامل حتى تمركزت على عيناها وغابت ذاكرته لتلك العيون التي رأها منذ قليل...
عيناها... شفتاها... أغمض عيناه ساحبا نفسا ثقيلا عندما شعر بتثاقل تنفسه كمن ارتكز فوق صدره صخرة عملاقة بحجم الكون... حاول تمالك أعصابه والسيطرة على نفسه حتى لايشعرها بشيئا.. ولكن كيف يغيب عن عقلها بل قلبها تغيره الذي أدمى قلبها
إحتوت كفه بين راحتيها تقول بهدوء رغم حزنها من مظهره
جواد مش هفضل أسأل كتير... مالك ياحبيبي... وليه بتبصلي كدا كأنك بتصورني أو أول مرة تشوفني فيها
بإبتسامة مشرقه اصطنعها بمنتهى المهارة استرسل
يعني لما حبيبي يوحشني وعايز أفضل أبصله كتير علشان بيوحشني وهو في حضڼي أبقى غلطان
رغم إنها غير مقتنعة بحديثه... إلا أنها هبت متجه للمطبخ دون حديث لإعداد وجبة
هب سريعا خلفها... ثم حملها متجها لغرفتهما... ضحكت وأردفت من بين ضحكاتها
جواد عايزة أعملك حاجة تاكلها
ډفن وجهه بعنقها
جود حبيبك مش عايز حاجة غير إنه ينام في حضڼ حبيبه وبس... دا أكلي...
ورغم ماأردف به من كلمات حب وغرام إلا أنه وصل لفراشهما وتسطح ضامما إياها لأحضانه
عايز آنام ومقومش غير لما أشبع نوم
مطت شفتاها بحزن ونظرت للأسفل وتحدثت بنبرة هادئة
نام ياحبيبي وأنا جنبك... كأنه كان يتنظر منها تلك الكلمات ليغفو غافلا عن نبرتها الحزينة التي ظهرت بصوتها... ظلت بجواره تمسد على خصلاته... ويقينا بداخلها إنه ليس بخير
ياترى مخبي عليا إيه ياجواد
بفيلا الألفي
جلست أمام البيانو تحاول أن تخرج حزنها بالعزف عليه... أقترب جاسر مقبلا رأسها
عاملتي إيه حبيبتي النهاردة في الجامعة
إستدارت تبتسم إليه
الحمدلله.. اتعرفت على الدكاترة وكمان بعض البنات
جلس بجوارها وتحدث بإستحسان وإشادة
أختي جميلة وأي حد يتعرف عليها هيحبها كمان
تبسمت له بخفة
علشان بتحبني بس ياجسورة.. فبتقول كدا... لكن فيه ناس مبيحبونيش
أجابها بنبرة صارمة لا تقبل المجادلة
اللي ميحبش ربى ميستهلش
يتصاحب ياقلبي
وضعت رأسها على كتف أخوها وتحدثت
عادي ياجاسر مش مطلوب من حد يحبني... يعني أخدت إيه من اللي حبوني
مسد على خصلاتها عندما علم مايورق روحها ثم ضغط على رقم ما وظل يتحدث إليها
مش عايزة تكلمي الولد ياسين... وحشنا من ساعة ماراح الكلية
وحشني كمان مش هو توأمي أهو بس بحسك إنت اقرب مني عنه
هنا تذكر غاليته التي اختطفها القدر
ظل يمسد على خصلاتها وأردف
كان نفسي أشوف توأمي دي هتكون شبهي زيك إنت وياسين ولا شبه الولد أوس
قبض قلبها بحزنا على آخيها فتحدثت حتى تخرج حزنه
اكيد تلاقيها حلوة زيك ياجسورة..
نظرت اليه وتحدثت بسعادة
أنا فرحانة أوي علشان أوس الوحيد اللي مالوش توأم... ثم تذكرت شيئا
هو فعلا جاسر كان معاه أخ وماټ
تنهد بحزن ثم أجابها
للأسف أوس كان معاه بنت زي القمر كدا وأسمها ربى برضو
توسعت عيناها
قول والله...
أومأ برأسه وأكمل بحزن
ماما بعد خطڤ غنى تعبت جدا... وبابا كمان.. بابا سافر يدور عليها... في الوقت دا كان عمرهم شهور... فجأة تعبت وهي مع تيتا... وطبعا ماما يعتبر مكنتش حاسة بحاجة
قطبت جبينها وتسائلت
وتعبها دا مۏتها
جالها كورونا حبيبتي... واتحجزت وكان عندها مشاكل في القلب أصلا...
اختنق حلقه بغصة بكاء وأردف
بابا كان مسافر يدور على بنته المخطۏفة... رجع لاقى بنته السليمة مېتة
أنا مستحيل أنسى اليوم دا ابدا ياربى
ماما بعد مافاقت من غنى لقيت بنتها التانية ضاعت من بين إيديها... تفتكري حالتها هتكون إيه غير إنها مش حاسة بحاجة غير ان بناتها الاتنين مش موجودين في حضنها
خرجت من جوفه تنهيدة حزينة
بابا بقى اللي اتكسر بجد ياروبى... فضل قافل على نفسه أكتر من شهر.. كل اللي كان بيعمله ياخدني أنا وأوس في حضنه وينام وبس.. لولا عمو ريان جالنا مرة وشاف حالته... أخده وسافر كام يوم كدا وبعدها رجع جواد الالفي شكلا بس
طيب وماما عملت إيه
قالتها ربى بشفتين مرتعشتين
جف حلقه وأكمل
على أد مابابا كان تعبان بس مكنش بيسيب ماما خالص... وعمو صهيب كمان.. أو بالأصح العيلة كلها كانت بتحاول تقويها
فجأة أردف متسائلا
مش عايزة تكلمي عز ياربى
أرتبكت واستدارت للبيانو مرة أخرى وبدأت تعزف بأصابع مرتعشة
لمس كتفها وناظرها
ربى كلمي عز... مش هقولك غير كلمي أبن عمك.. ثم أكمل بنبرة حزينة
فيه حاجات إنت متعرفهاش
قاطعته عندما هبت واقفة
الموضوع معدش يهمني ياجاسر...
ثم تحركت لغرفتها وقلبها يأن ۏجعا لإشتياقها له.. بعد مغادرتها نظر لهاتفه
اكيد سمعت أهو.. أعذرها ياعز.. سيبها شوية تنسى مع إني معرفش إيه اللي حصل خلاها تتحول كدا
على الجانب الآخر
تنهد عز بحزن
سيبها براحتها ياجاسر... بنفس نبرته التي جعلها هادئة بعض الشئ
أنا أستاهل اللي بتعمله... المهم فيه موضوع عايزك فيه... فيه بنت إسمها روزين من الجيزة هبعتلك التفاصيل اتأكدلي منها
مين روزين دي ياعز... تسائل بها جاسر
كان ينظر للجهازه المحمول ينظر لصورتها يمرر أصابعه على وجهها
دي بنت هنا قابلتها في الفندق اللي حجزت فيه قبل ماأوصل لعمو ريان
وإتعرفنا على بعض... عرفت إنها هنا في انجلترا بقالها كذا سنة وعايزة تعمل مشروع وأقترحت عليا المشاركة
زفر جاسر بضيق من تسرعه
ودا يديلك الأمان إنك تشاركها... وبعدين إنت محتاج حد يشاركك...تعالى هنا إنت خلاص ناوي تستقر ولا إيه إنت قولت هشوف الشركة وترجع
قاطعه عز
أنا بقولك مجرد إقتراح ياجاسر... وصل أوس إلى إخيه وجلس بجواره حتى ينهي حديثه
بابا وماما فين ياجاسر
لفت إنتباه جاسر صوته الحزين فاردف متسائلا
مالك ياأوس... فيه حاجة مزعلاك
ڼصب عوده وخطى ببطئ يترنح لغرفته دون حديثه
ظلت نظرات جاسر عليه حتى إختفى.. وقف متحركا إليه
بفيلا المنشاوي