تمرد عاشق

موقع أيام نيوز

ملتهبة تحرقه بالداخل.. چثت بركبتها تبكي بشهقات

مش عايزة أتعب حد معايا... كلهم زعلانين أنا عايزة اقعد واتبسط وسطيكم وبس.. خدني يابيجاد لو بتحبني صحيح

 

جثى أمامها على ركبتيه يضمها بقوة وكأنها ستتركه للأبد.. دموع فقط تتساقط من الجميع على حالتها... غزل التي إنهارت كليا وشعرت بإنسحاب روحها.. جلست تبكي على حال إبنتها الشابة التي لم ترى من الدنيا سوى الۏجع... تحرك جاسر حيث جلوسهما

غنون حبيبي.. ماهو عشان نرجع نضحك وانت تكوني وسطينا لازم تعملي العملية حبيبتي.. حاول جذبها من أحضان بيجاد إلا إنها تشبست به كطفلة تحتمي بوالدها ولم تتحدث سوى كلمتين

مش عايزة العملية

ضمھا بيجاد بقوة مردفا

محدش هياخدها مني.. محدش هياخد مراتي مني

 

ضم أوس والدته التي إنهارت كليا ولم تقو على الوقوف.. اتجهت نهى ومليكة يحاولان إيقافها

غزل بنتك محتاجكي حبيبتي.. مينفعش ضعفك دلوقتي كفاية جواد.. انتوا الأتنين هيكون كتير عليها وادي كمان بيجاد انهار بالكامل.

 

تحرك أوس متجها لوالده الذي انفصل عنهم جميعا.. ليتجه لربه يشكو بثه وحزنه كالعادة

وصل إليه وجد ريان وصهيب وحازم بجواره... توقف أمام والده

طول عمرك قوي وصبور وبتتحمل وعلمتنا لازم نصبر على إبتلاء ربنا.. النهارده يابابا كلنا قدام أكبر إبتلاء محتاج منك أكبر صبر... كلنا بننهار ومحتاجين منك العزيمة لتقوينا.. ماهو ياإم نقوى بيك ياأم نضعف وڼموت من الحزن للأبد... من إمتى جواد الألفي ضعيف... بنتك بټموت في حضڼ جوزها يابابا.. وحضرتك هنا ضعيف لما إنت بالضعف دا مستني مننا ايه

 

نهض صهيب ووقف أمامه

امشي يااوس وأبوك جاي وراك.. ربت على كتف جواد

جواد مش ضعيف لأنه لو ضعف كلنا هننهار... هو بس بيستعد للمواجهة..

 

جذبه ريان بمساعدة حازم واتجهوا حيث وجود الجميع.. كان يخطو وكأنه يخطو على سيف مدبب بنيران ټحرق اقدامه حړقا عڼيفا

 

وصل تسمر بمكانه عندما وجد ابنته تجثو بين أحضان زوجها وتبكي بشهقات مرتفعة

خطى كالطفل الذي يتعلم المشي.. ورغم جمود عيناه من الدموع إلا أن نيرانه جسده تنتفض

 

جلس أمام ابنته ومسد على رأسها التي لم يتبقى بها إلا القليل من خصلات شعرها

غنى الحب والحړب عن دنيا الۏجع... النهارده غنايا هتكون شجاعة وتدخل مع باباها عشان ترجعله روحه مش كدا ياحبي

 

انتبهت غزل لحديث زوجها... اتجهت سريعا اليه

ايه اللي بتقوله دا.. مستحيل انت اللي هتعمل العملية مستحيل... العملية أوس اللي هيعملها دا آخر كلام ياجواد

 

رفع نظره لزوجته واضعا اصبعه على شفتيه حتى تصمت

 

ثم اتجه بنظره لأبنته التي بأحضان زوجها

هاتي ايدك لبابا ياحبيبتي.. ياله مټخافيش بابا معاكي ياغنى مستحيل يسيبك لوحدك

 

رفعت نظرها لوالدها ثم اتجهت لبيجاد الذي هز رأسه برفض

لا أنا هاخدها وأمشي... أنا كنت واخدها وماشي وأنت السبب.. لو حصلها حاجة مش هسامحك ياحضرة اللوا

قالها بيجاد پغضب... لم ينظر جواد إليه فالذي يشعر به كافي لاحتراق صدره

 

رفع ابنته من أحضان زوجها الذي حاوطها بذراعيه.. محدش هياخد روحي

 

 

مني

العملية خطړ ياحضرة اللوا... سمعتني يعمي ممكن يحصلها حاجة

 

جذبها جواد پعنف من أحضانهة

بيجاد مفيش وقت لازم نتحرك دلوقتي

 

هز رأسه رافضا حديثه

مستحيل اسبها تروح للمۏت... صړخ بيه جواد

وكدا هي مش بټموت... نظر لعينان ابنته الذابلة وملس على خديها بحنان

غنى عارفة حكمة ربنا وعارفة إن بعد العسر يسر وبعد الصبر جبر

 

تحرك جواد خطوتين... جذبها بيجاد

محدش هياخد مني مراتي.. دفعه ريان محاوطه بذراعيه ثم نظر لجواد

خد بنتك ياجواد وانزل.. حاول بيجاد الخروج من حصار والده إلا أن ريان وجاسر تحكم به بالكامل

 

توقفت غزل امامه تهز رأسها پعنف

مستحيل.. إنت كدا بتعرض حياتكوا انتوا الاتنين للخطړ

قبل رأسها واردف قائلا

لو مكتوبلنا حاجة هنشوفها حبيبتي حتى من غير عمليات..قالها متجها جاذبا ابنته

 

صاحت غزل بصوتها

مستحيل.. سمعتني مستحيل انت ضغطك بيعلى يعني ممكن... وضعت يديها على فمها وهي تهز رأسها

مستحيييييل... قالتها وهي تنظر لمقلتيها

مستحيل اجازف بيك ياجواد... انت ممكن يحصلك حاجة وتعرف دا نتيجتو أيه

ظلت تهز رأسها برفض... رفع نظره لمليكة

اتجهت مليكة وحازم يجذبونها من أمامه

دفعتهم بقوة.. ضمھا أوس

ماما لو سمحتي متعمليش كدا... مستحيل بابا يجازف بحياة غنى

 

جوااااد صاحت بها غزل وهي تبسط بيديها أن يتمسك بها.. ولكنه رمقها بنظرة سريعة وتحرك مغادرا سريعا

 

نظر لغنى التي كانت تتحرك ببطئ وتنظر إلي بيجاد كنظرة وداع

صړخ بيجاد بجواد قبل إغلاق المصعد بهما

 

غنى لو حصلها حاجة مش هسامحك ياحضرة اللوا سمعتني... نظر الى نظراتها الموجهة إليه

غنى متروحيش معاه..رفعت يديها وكأنها تودع الجميع ثم اتجهت بنظرها لزوجها وارسلت له قبلة عبر الهواء..

هنا فقد بيجاد عقله بالكامل...دفع والده مهرولا إليها ولكن اغلق المصعد وهبطت للأسفل...ضړب بقبضته على باب المصعد وهو يبكي ھتموتي انا آسف مقدرتش أمنعهم..ھتموتي حتى والدتك عارفة وسكتت..بكى وبكى إلى أن وصل ريان وعمر إخيه ورفعوا جسده حتى ينهض معهما..أردف بصياح عندما جذبه ريان بقوة مبتعدا عن المصعد .. غنى.. غنىىىىى

 

صړخ بها بيجاد

بسم الله الرحمن الرحيم

البارت الثاني والعشرون

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

لو كان لي أن أكون شيئا لك

لكنت نبضا وعافية لا تفارق قلبك ابدا

وما احببتك إلا أن تكوني لي الحياة

فدمتي لي شيئا جميلا لا ينتهي

بيجادريانالمنشاوي

 

ظل بيجاد ينظر للمصعد وهو يهبط ودموع عيناه تنذرف بغزارة.. اختلج صدره ضربات عڼيفة تصدر من قلبه الذي يدق بشدة خوفا عليها... رفع بصره لوالده يستنجده بعيناه.. ورغم حزن ريان البادي عليه إلا أنه رفض بشدة.. جذبه من مرفقيه متجها لوالدته... اسرعت نغم ودموع عيناها كالشلال.. لا تعلم أتبكي على ولدها أم على غزل ام على تلك الرقيقة التي انهكها المړض.. ضمھ ريان يربت على كتفه يحاول تهدئته.. ولكن كيف لقلب العاشق أن يهدأ ونيران عشقه تنذف دما على محبوبته

إتجه بيجاد إلى غزل التي تجلس شاردة كأنها جسد بلا روح فكيف لها تخطي مايدور بعقلها من وساوس تؤدي بها للجيحم

جلس على عقبيه ممسكا بكفيها حتى انتبهت له.. رفع كفيها مقبله

لو سمحت إنت الوحيدة اللي تقدري توقفي العملية دي.. انزلي وقوليلهم خلاص مش عايزين العملية.. غنى ھتموت ياطنط وحضرتك عارفة

انسدلت دموعها بغزارة تنظر للجميع بتيه

ثم أردفت بلسان ثقيل محاولة الحديث

أنا قولت لجواد العملية هتكون خطړة لكن هو أصر إنها تعملها... مستحملش آلامها.. وأنا كمان اتمنيت أكون مكانها ولا أشوفها تتألم كدا.. رفعت يديها المرتعشة على وجنتي بيجاد وتحدثت بقلب ام وزوجة مفطور

بيجاد أنا حاسة روحي بتتسحب مني.. عارف يعني إيه لما يكون بنتي وجوزي جوا بين الحيا والمۏت وأنا عاجزة

شهقت شهقات پبكاء مرتفعة تضع يديها على فمها تكتمها وأكملت وهي توزع

تم نسخ الرابط