تمرد عاشق
منه وتحدث
مش حضرتك روحت رميت القنبلة بوش جواد... خلينا كلنا وراك لحد مانغرق
تذكر بيجاد حديثه لجواد قبل أسبوع
بقسم الشرطة
دلف بيجاد إلى مكتبه
أنا جيت ياحضرة اللوا... عامل إيه
نهض يفتح ذراعيه
اهلا بكبتنا الحبيب... عامل إيه يالا وحشني
رفع حاجبه وتحدث بسخرية
شوف إزاي وأنا اللي كنت ظالمك
لكمه جواد بضحكاته
بقولك ايه يابيجاد ماتاخدني معاك سفرية
من سفرياتك الحلوة دي
مط شفتيه وهو يرمقه بنظرات تفحصية ثم أردف متسائلا
شوفت المزة بتاعتي الأسبوع دا ولا لا
تهرب جواد من نظراته... ونهض يبحث بتصنع عن بعض الملفات
إتجه بيجاد للنافذة
مقولتش رأيك فيها ياعمو جواد
جلس يتنهد محاولا أخذ نفسا عميق
اتجه بيجاد وجلس بمقابلته
مردتش على سؤالي إيه رأيك فيها
ظل ينظر له بهدوء ثم وضع يديه على مكتبه مقتربا منه
بتلف على مين يابيحاد... عايز توصل لإيه... وليه عرفتني عليها... وبعد كدا حاولت تتقرب مني وفجاة اختفت من غير أسباب
استند بظهره على المقعد عاقدا ذراعيه أمامه
مش فاهم حضرتك ياريت توضحلي
نهض من مكانه متجها إليه ثم جلس بمقابلته
عايز توصل لإيه يابيجاد سؤال عايز إجابته من غير لف ودوران
بدون مقدمات ألقى قنبلته
عايز اتأكد انها بنتك
اتسعت عيناه وهزة أصابت جسده بالكامل حتى شعر بعدم اتزانه... فجلس أمامه ودقات قلبه بالأرتفاع وبلسان ثقيل وشفتين مرتعشتين
أنت بتقول أيه يابني... شكل السفر مأثر على دماغك
هب واقفا وصاح بصوته
بقولك ياعمو أنا مش هعمل زي ماابويا قال وادفن راسي في التراب كالنعامة... علشان مفيش دليل...
اقترب من وجهه وأردف بقوة
البنت دي غنى بنتك... عايز تصدق صدق مش عايز براحتك... أنا متأكد
للحظة نظر له جواد كالمشتت وشعر تعطل جميع اجهزة جسده وتجمد الډم بعروقه وجحظ بمقلتين ينظر إليه بتيه
مستحيل... آه مستحيل
جلس بيجاد بجواره وتحدث مقنعا إياه
شعور غنى اتجاهك دا شعور أبوي... وحضرتك شوفت إنهيارها لما كانت بتتكلم عن باباها... لو سمحت ياعمو أنا مش طالب منك غير إنك تعمل تحليل وبس
أنا كنت شاكك بس دلوقتي متأكد حتى عمو صهيب كمان بدأ يشك
خرج من شروده عندما تحدث إليه ريان
الست اللي قابلتها أنت ويوسف دي بنت عمة جواد ووالدتها معاها... وطبعا الباقي إنت عارفه... بكرة هتسافر معاه... أنا بعتك علشان تقدر تسيطر عليه... ويوسف مش هيسبكم كمان... ثم أشار بسبابته
بلاش تهور يابيجاد... علشان نتأكد البنت دي غنى ولا لأ بلاش تهور منك ومن جواد... لو عمر موجود كنت بعته... بس طبعا مش هجيب اخوك من شهر العسل علشان كدا
بفيلا الألفي
يغط بنوما عميق.. شعر بأحدهما يمسد على خصلاته ويهمس لها بإذنيه
وحشتني ياعزي... وحشتني عينك وهي بتبصلي...
وحشني شفايفك وهي بتناديلي بروبي..
فتح عيناه وجدها قريباة جدا منه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
البارت العاشر
تمر على الإنسان أوقات تكون فيها أعظم أمنياته هي ألا يشعر
فتح عيناه وجدها بالقرب من للحد غير المسموح بينهما.. أعتدل على فراشه وهو يضم وجهها بين راحتيه
حبيبي أنت هنا
هزت رأسها ونظرت بإشتياق إليه وأردفت
هنا بين ايدك..
صباحا بفرنسا
استمعت لطرقات على باب المنزل
قامت بفتح الباب
ذهلت بمن يقف أمامها بطوله الفارغ وهو يطالعها بدهاء.. إمتقع لونها بشدة وانسحبت الډماء من أوردتها
أردفت بشفتين مرتعشتين
جواد!!
كان يستند بجسده على الجدار وهو يعقد ذراعيه.. مط شفتيه... وأقترب وهو يصافحها بإبتسامة ساخرة
عاملة إيه يابنت عمتي...
واخيرا بعد الهروب من مكان لمكان يامولي
قالها يراقب حالتها بأعين ثاقبة... ياااه بقلنا اد إيه يامولي مشفناش بعض
آجابته وهي تفرك يديها...
أنا الحمدلله وإيه هروب دي..على فكرة ... وحشتني
لم تكد تكمل حديثها إذ خرجت والدتها وأردفت متسائلة
مين ياأمل
ظهر جواد من خلفها بجواره بيجاد الذي يقف يضع يديه ببنطاله
رفعت أمل نظرها لبيجاد وأردفت
إنت!!
ابتسم بسخرية وأردف
أهلا إستاذة أمل...شوفتي الدنيا ضيقة إزاي وتقابلنا تاني... بس ماكنتيش تعرفيني أنك قريبة حضرة اللوا ياشيخة وإننا بلديات
انكمشت ملامحها بإمتعاض ولمعت عيناها ببريق الخۏف تلك المرة التي لم تكن بالحسبان عندما علمت بتلك اللعبة التي أرجعتها بلعبة حقېرة وتذكرت ذاك الرجل الذي يدعى بجاك
هذا المسؤل بأعمالي بالقاهرة.. لقد نسيت أن اعلمك بأن المشروع سيقام بالقاهرة
ضيقت عيناه وتسائلت
ليه القاهرة... ليه مش فرنسا
سيدتي النجاح الحقيقي سيكون بالقاهرة عن تجربة.. فقد بدأت كل أعمالي بها وكبرت هنا.. لا تقلقي
نظرت لذاك الرجل الذي يرتدي نظارة شمسية وتعمقت بالنظر إليه ثم أردفت متسائلة
وهو مصري ولا متعدد الچنسية
نظر يوسف الذي يدعى بجاك وابتسم لبيجاد وأردف
هذا مصري واسمه جاد المصري
مط بيجاد شفتيه ناظرا للأسفل حتى لا ينكشف أمره ولا يعلم لماذا أتى إلى هنا ليكمل تلك المهمة المملة كما إدعى
نظرت إليه أمل وتسائلت
منين ياجاد
أجابها سريعا وهو يناظرها بترقب
إسكندرية
اومأت إيماءة بسيطة وأكملت حديثها
أنا مينفعش أنزل القاهرة حاليا... عندي مشاغل كتيرة هنا متجيش تطلب مني أسافر بعد كدا
إتسعت إبتسامته وأخذ نفسا من سيجارته وهو ينظر إليها بعيون صقرية
لا تقلقي... ليس مطلوب منك شيئا كهذا
رفع بعض الورق أمامها ووضعه على المكتب
لقد إنتهينا من جميع البنود وحان الوقت للتوقيع... ليس لدي وقت... قالها يوسف وهو ينظر بساعته
تناولت القلم وقامت بالأمضاء سريعا دون النظر مرة آخرى للأوراق مرة أخرى
عودة للحاضر
شهقت أشجان عندما وجدت جواد يخطو بخطواته الثابتة إليها
وقفت وهي تضع يديها على فمها من الصدمة من ظهور جواد المفاجئ بعد تلك السنين... وتحول وجهها ليوازي شحوب الأموات
إقترب جواد وهو يحاوطها بنظراته ويناظرها بنظرات قاتمة وتحدث
عاملة إيه ياعمتو
دلف بهدوء جالسا على الأريكة التي توجد ببهو الشقة
دنت منه بعدما أصيبت بتصلب جسدها وجف حلقها ثم.. تبسمت له بإصطناع
حبيبي عامل إيه
وأخبار والدك... وحشني أوي حتى كنت لسة من يومين كنت بتكلم مع أمل علشان ننزل القاهرة علشان وحشتونا
جز على فكيه وأردف بسخرية
والدي!! بتسألي بجد ولا دي حنية من بتوعك اللي مغرقانة فيها
اتسعت ابتسامتها رغم إرتعاش جسدها من معاملة جواد القاسېة
ايه اللي بتقوله دا.. هو فيه أغلى عندي من حسين وولاده... معلش ظروف السفر اللي بعدتنا عنكم غير طبعا المشاكل و..
ظل جالس لم يهتم بحديثها ينظر بمختلف الأتجاهات لفت نظره تلك الصورة التي توضع بأحد الأركان.. فكانت صورته مع والده وصهيب معهما
نهض ببطئ وأمسك تلك الصورة ينظر إليها
ترقرق الدمع بعينيه وتحدث بصوتا مكتوم
ياااه ياعمتو تعرفي الصورة دي الوحيدة اللي مفقودة مننا...
ضيقت عيناها وتسائلت بصوتا مهزوز بعض الشئ
إزاي ياجواد.. لا عندكم زيها أنا شوفتها عند والدك في مكتبه
إستدار بجسده ومازال بمكانه
قصدك الغلاف ياعمتو دا اللي تقصديه
فجاة ألقى الصورة على الأرض حتى تهشمت متناثرة بالأركان...
حل الصمت بالمكان كضيفا وأستغل نظرات الخۏف التي لمعت بعيني أمل فاقترب ينظر لعمته
وصل ووقف أمامها ينظر لمقلتيها
قصدي الروح