تمرد عاشق
أفضالك... تعالى
قولي عملت إيه في بيت عمك... سبتك تبات هناك لما اتأخرت مع جاسر
تنهد بۏجع ثم رفع نظره لوالده
نمت من كتر الأدوية وجاسر وجواد كانوا سهرانين فسابوني نايم
جواد كمان بايت في بيت خاله
تسائل بها صهيب
معرفش أنا صحيت من النوم ملقتش حد خالص.. مكنش غير طنط غزل وربى في الفيلا...
بهدوء ظاهري ونبرة عميقة ناظرا لإبنه
اتكلمت مع بنت عمك ولا لا... رفع يديه يربت على كتفه ثم تحدث بهدوء رغم حزنه الظاهر بنبرته
عز الحب اللي يضعفنا ويوقعنا ياحبيبي بلاش منه... أنا شايف إنت غلط وهي حقها تزعل بعد كلامك اللي دبحتها بيه... وبعدها ضعفتوا انتوا الاتنين لا انتم قادرين تكملوا ولا انتم قادرين تبعدوا
قاطعه عز
كان لازم أعمل كدا يابابا.. حضرتك إزاي تقول كدا... كنت عايزني أعمل إيه.. مش معنى إني بعدتها يبقى أنا ضحيت بيها
للأسف يابابا أنا ضحيت بنفسي.. ومكنش قصدي إني أسبها لجواد ابد
أمسك بيد والده بين راحتيه وأكمل مسترسلا
قصدي أبعد
عن أي حاجة تفرق العيلة.. لا أنا هكون مرتاح ولا جواد هيكون مرتاح.. ودايما شكوكنا في بعض هتزيد.. من ضحكة او كلمة.. محبتش عمتي توقف بين أخواتها الإتنين... محبتش عمو يكون بين نارين أخته وأخوه
اطبق جفنيه بۏجع قلبه وأكمل
قولت لو بتحبني بجد هتحارب علشاني يابابا
لكمه صهيب بخفة بصدره
غلط ياغبي اللي فكرت فيه... عمر التخلي عن اللي بنحبهم بيكون نجاح في اي حاجة بالعكس إنت شوفت بعد مااتخليت عن ربى.. لا هي سامحتك ولا جواد فهم الموضوع.. وفي الآخر مفيش غيركوا اللي تعبتوا
قاطعه عز
بعد إذنك يابابا إزاي تقول كدا... أنا كنت مفكر إنك أكتر واحد هتفهمني
كان صهيب يراقب تخبط إبنه الواهن بعينان حزينة... أخذ جرعة كبيرة من الهواء بداخله ثم زفرها بهدوء وتحدث
عارف إنت قصدك كان إيه... لكن قرارك كان غلط... المفروض كنت تيجي وتحكيلي... وبعد كدا نقرر.. ولا تعرف ربى اللي اتكسرت بجد... واحمد ربنا إن جواد سامحك وعدى الموضوع
أغمض عز عيناه ذاهبا بذكراه لتلك الليلة
بعد إفاقته من العملية
فتح عيناه وهو يردد إسمها... نهض جواد سريعا إليه بعدما وضع رأس إبنته بهدوء على الأريكة الموضوعة بجانب الفراش
اتجه إليه ثم تحدث
عز حبيبي حمد الله على سلامتك حاسس بإيه ياحبيبي...
فتح عيناه ينظر حوله ولكن تلك الأضاءة بالغرفة لم تجعله قادرا على فتح عينيه كاملا.. سوى بعد دقائق.
وجد عمه جالسا بجواره يمسد على كفه السليم ثم نظر اليه
عز حبيبي سامعني...
أومأ بعينيه له وتحدث بصوت متعب
فين بابا ياعمو...
نهض يقبل جبينه
باباك تحت بيشرب قهوة شوية وتلاقيه... المهم طمني عليك... وكلنا هنا برة
إتجه بنظره لتلك الغافية... نظر إليها پصدمة ارتسمت بعيناه وعلى ملامحه عندما وجدها أمامه لتتحول صډمته لفرحة عارمة من رؤيتها.. ظل يناظرها وملامحه كتلة من المشاعر... مرت قرابة دقيقة وعيناه مصوبة عليها وحدها
لم يغفل على جواد نظراته إليها... فكان يوزع نظراته بينه وبين إبنته
هز رأسه وتحدث
جبتها معايا علشان اقدملها هنا إن شاء الله.. اصلها مش مرتاحة في جامعتها اللي في مصر... قالها ليرى ردة فعله
أغمض عيناه بحزن دفين ثم تحدث بصوتا مهموما
اللي تشوفه لمصلحتها اعمله ياعمو
دلفت نهى وصاحت بصوتا مرتفع عندما وجدت إفاقة إبنها
عز ياحبيبي واخيرا حمد الله على سلامتك ياحبيب ماما
هنا فتحت عيناها عندما استمعت لأصواتهم المرتفعة بعد دلوف كلا من ريان وحازم وصهيب
اعتدلت ببطئ تستمع لصوته وهو يجيب عليهم.. حمدت ربها بسرها على عودته سالما
بعد دقائق طالعها أبيها وجدها استيقظت.. اتجه إليها
عاملة إيه يابابي..
أومأت برأسها وتحدثت بصوتا مكتوما
بقيت كويسه الحمد لله يابابي.. ممكن نروح الاوتيل... حاسة إني تعبانة وعايزة أرتاح
فهم والدها تخبطها... فوقف ورفع يديه يضمها
قولي لابن عمك حمد الله على السلامة الأول.. دا ابن عمك ياروبي تمام...
هزت رأسها بموافقة واتجهت حيث الجميع
تحرك ريان مستأذنا للرد على هاتفه... لم يظل سوى حازم وابنه جواد وصهيب
سارت بخطوات واهنة ودقات عڼيفة كلما أقتربت منهم ووقفت بجانب صهيب
تنظر إليه بنظرات مهتزة بعض الشئ
تلاقت النظرات بينهما للحظات مردفة
حمد الله على السلامة يابن عمي
رفع نظره الى جواد حازم الذي يطالعها بحزن... تبسم بۏجع وأردف بعيون مترقرقة بالدموع
الله يسلمك يابنت عمي
ضمھا صهيب لأحضانه مقبلا جبينها
حبيبة عمو الغالية تسلميلي ياحبيبة قلبي
هرول جواد حازم سريعا للخارج تبعه حازم وهو يردف
حمد الله على سلامته ياصهيب.. ثم نهض سريعا خلف ولده... أما جاسر الذي وقف يطالع الجميع بحزن أردف
الطيارة جاهزة ياعمو ولازم ننزل مصر كلهم قلقانين هناك
كانت نظرات عز على ربى التي تسكن بأحضان والده وتناظره باللهفة وأشتياق شعر بشعورها تمنى لو يضمها لأحضانه ويربط على قلبها... كل مايحتاجه فرصة أخرى يصلح ماأفسده بحماقته وجرحه الغائر لقلبها
ردد بشفاتين مرتعشتين
روبي تعالي جنبي عايز أقولك حاجة
أمسكها جواد من مرفقيها عندما وجدت نظراتهما لبعضهما البعض فتحدث
روبي تعبانة ياعز... سبها ترتاح شوية وبعد كدا الأيام جاية كتيرة... قالها جواد بعدما فهم ماصار
خرج من شروده عندما استمع لشعار رسالة لهاتفه
عز أنا في الحديقة تعالى لازم نتكلم
قاطعه والده شروده بالرسالة
ربى اللي بعتالك
هز رأسه بالنفي
دا جواد ابن عمو حازم... هروح أشوفه وبعدين نكمل حديثنا لو تسمح
أومأ صهيب رأسه بالموافقة ثم خرج لمقابلة جواد
بالاسكندرية
طرق على باب غرفتها
ممكن نتكلم مع بعض شوية يابابي
نهضت واقفة تستقبله وأردفت بابتسامة باهتة
طبعا يابابي... حضرتك بتستأذن
جلس ريان على الأريكة بشرفة غرفتها ورفع يديه إليها لتجلس بجواره
تعالي ياياسو
جلست بجواره وعيناه تنظر للأسفل
رفع ذقنها ينظر لداخل مقلتيها
بنت ريان المنشاوي عينها مش مکسورة علشان تبص بكسرة كدا
ترقرق عيناها بالدمع واردفت بصوتا مبحوح باكي
أكيد يابابي طول ماحضرتك معانا وسندنا عمرنا ماننكسر
قبل أعلى خصلاتها
أنت جميلة وبريئه أوي ياياسو... أول ماجيتي للدنيا حسيت اني ملكت العالم واللي فيه..
ضم وجهها بين راحتيه ينظر لمقلتيها ثم اكمل
سعادتك عندي تساوي كنوز الدنيا كلها... مستعد أدفع فلوسي كلها وأشوف نظرة السعادة دايما في عيونكم
تنهد بحزن وأكمل مستطردا
لو شايف سعادتك مع أوس يابابي مش هتأخر ومستحيل أقف في وش سعادتك حبيبتي
تنفست بتثاقل كمن يرتكز فوق صدره صخرة عملاقة.. ثم رفعت نظرها لوالدها
ممكن نتكلم في الموضوع دا بعدين يابابي لو سمحت
نهض واقفا مقبلا جبينها ثم اردف بهدوء
رغم حزنه الظاهر بصوته على فلذته
تمام حبيبة قلبي... هسيبك شوية بس فكري في كلامي
بفيلا حازم
جلس أمام حمام السباحة
اتجه اليه عز مبتسما...
ايه يابني قولت تعالى عايزك وبقالنا ربع ساعة قاعدين نصور في البول... إيه
رفع جواد نظره وأردف بقلبا مفطور
بتحبها من إمتى ياعز... وليه خبيت علينا
أصعب شعور قد يمر على الأنسان عندما يشعر بالعجز... ويشعر بأنه غير قادر على المواجهة
كان عز