تمرد عاشق
السيارة بحزن على بكاء ابنته
خلاص ياحبيتي اهدي... رفع نظره لچرح عنقها... رفع شعرها ونظر پصدمة
هي وقعت إزاي... ايه اللي چرح رقبتها كدا
أهتزت نظرات بيجاد أمامه
وقعت من على غصن الشجرة وشكله جرحها كدا
ضړب على مقود السيارة
اعمل فيك ايه قولتلك بلاش البنت مش هتسكت...
خرج من شروده
عندما لکمته بكتفه
انت بتبصلي كدا ليه.. والله أنا قولت إنك واحد مش تمام
اقترب منها وفجأة أمسك ذراعها للخلف وهمس لها
مش هسيبك.. هكون كابوس أحلامك.. افتكري الكلمتين دول
ياغنى بيجاد... ثم دفعها بقوة على لبنى
ودلوقتي عايز أعرف هتعملي إيه لما اعملك محضر تعدي
أسرعت تلكمه حتى إجتمع بعض المارة حولهم
انت مفكر اني هسكت لك.. لا إنسى يااسمك ايه
جذبها بقوة وعيناه تنظر شرزا
هقولك إسمي إيه يابت... متنفزنيش... حسابك تقل معايا
ثم قام بالاتصال بقسم الشرطة
حاولت لبنى أن تتحدث معه ولكنه كان كالاصم
انتزعت يديها من قبضته بقوة والتفتت إليه والڠضب يتقاذف من عيناها
انت مفكر نفسك مين... جذبها مرة اخرى الى أن جاء الضابط
وقفت لبني أمامه
يا استاذ لو سمحت الموضوع مش مستاهل ووعد مني هصلحلك عربيتك
وضع يديه بجيب بنطاله
لا اللي غلط لازم يتحاسب
تصاعد ڠضبها وامسكت هاتفها
بابي أنا في القسم واحد مالوش لازمة اټخانق معايا
ببطئ بدأ يخفف ضراوة يده حول ذراعها... أقسم انها هي التي اختفت منذ أكثر من خمسة عشر عاما... من هذا الذي تناديه بابابا... هل جن أم خيل له إنها هي
هي يعلم ولابد له من التأكد
ولكن كيف... وماذا سيفعل حتى يؤكد شكوكه.. مهلا ياغنايا مهلا سترجعين ولكن انتظري... رجع بنظره إليه وهي تتحدث مع والدها
صمت للحظات وهو يفكر في تلك المعضلة التي تكاد تذهب بعقول الجميع
اتجه الجميع لقسم الشرطة بعد ماتطاولت بالسباب
جلس واضعا ساق فوق الاخرى أمام الضابط المسؤل وقام بقص ماصار
دلف والدها إليها بعد قليل
غنى حبيبتي إيه اللي حصل... وقف الضابط احتراما له فهو رجل ذو سمعه طيبه ومشهور بمدينة طنطا... يعد من اشهر الجراحين
مسح على وجهه پعنف فهو فعل كل مايلزم حتى يلتقي بمن تناديه بوالدي
هل يمكن ان يكون الشبه قريبا لهذه الدرجة
ماذا عن الشامة... اذ نقول يخلق من الشبه اربعين كما يقال بأمثالنا
مهلا بيجاد مهلا هناك مايعرف بالقدر الذي يغير كل شيئا
بعد فترة خرجت من قسم الشرطة بعدما اعتذر والدها منه
خرج وهو يبتسم لها بسخرية كلما تذكر اعتذارها... وكل يتخيل إنها غناه وسيعاقبها أشد العقاپ
في فيلا صهيب الالفي
تجلس نهى بجوار إبنتها جنى تستمع إليها
وبعدين كملي
فركت جنى يديها ورفعت نظرها
دا كل اللي حصل يامامي... سبته بعدها ومشيت..
دققت نهى النظر بأبنتها هي تعلم إنها لا تكذب ثم استطردت
هو معيد بقاله كام سنة متعرفيش
هزت أكتافها معرفش هو دخل لنا السنادي بس
تمام اطلعي غيري هدومك زمان بابي على وصول علشان نتغدى... وأنا هروح أشوف عز صحي ولا لسة والفاشل بتاع الكرة التاني دا جه ولا لسة
صعدت غرفة عز
حبيبي ياله قوم إنت قولت أصحيك الساعة خمسة ودلوقتي الساعة خمسة قوم ياله
اعتدل بفراشه
يرجع خصلاته المتناثرة على وجهه
قومت أهو ياحبيبتي... بابا رجع من الشغل ولا لسة
جلست على الاريكة بمقابلته
على وصول.. عز عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم
هو ينفع تسيب باباك لوحده في الشغل وعايز تعمل مشروع لوحدك ياحبيبي
رفع نظره لوالدته وتحدث
ماما أنا مبفهمش في شغل بابا أنا مهندس أجهزة إلكترونية وبابا معماري يعني مفيش رابط خالص... ثم أكمل مفسرا
عايز أعتمد على نفسي ياماما لو سمحتى
اتجهت وجلست بجواره
محدش قالك ماتعتمدش على نفسك... ماهو جاسر شغال ظابط بس ماشاء الله مع باباه هو ياسين كمان اللي لسة صغير... وكمان جواد ابن عمتك مليكة مبيسبش باباه مع أنه بعيد عن شغله
مسدت على كتفه
بلاش تحسس باباك إنه وحيد ياحبيبي
جحظت عيناه ونظر لها
إيه اللي بتقوليه حضرتك دا ياماما... أنا اتكلمت مع بابا وهو قالي اللي يريحك اعمله... دلف صهيب واستمع لكلامات ابنه
فعلا ياحبيبي اللي يريحك اعمله
وقفت نهى متجة له
حمد الله على السلامة ياحبيبي
قبل رأسها الله يسلمك ياحبيبتي
قوم ياعز ياله أنا واقع من الجوع وزي ماقولتلك ياحبيبي اللي يريحك اعمله... اتجه بنظره لنهى
فين الصايع التاني
جذبته من يديه وخرجت من غرفة إبنها وهي تضحك
عنده تدريب بالله عليك ياصهيب سيب الولد في حاله
في فيلا جواد الالفي
وقف أمام المرآة يهندم ملابسه... دلفت غزل إليه
إنت خارج ياجاسر
أومأ بعينيه واستدار لها
فيه حاجه ياحبيبتي... لو محتاجة حاجة الغي الخروج
ايوة فيه عريس جي لجنى بنت عمك وباباك لسة مرجعش وبما انك موجود لازم تروح تقابله مع عمك
عريس لجنى ازاي هي لسة صغيرة وبعدين ازاي ماقلتليش
دنت غزل تنظر لمقلتيه
عشان مش كل حاجة لازم الولاد يعرفوها وخصوصا لو مكنش اخوها مش كدا ولا ايه
ضيق عيناه وتسائل
مش فاهم قصدك ياماما من واحنا صغيرين ومبنخبيش حاجة عن بعض ليه حنى خبت عليا الموضوع دا
ربعت غزل يديها على صدرها
وانت ايه دخلك ياحضرة الضابط قولتلك البنت بتكبر بلاش تقرب اوي لازم يكون فيه حدود ياحبيبي
اكمل ثيابه وشعر بقبضة تعتصر صدره فاستدار لوالدته
عايزة توصلي لأيه ياماما كل شوية تقولي ابعد عن جنى وانا بقولك زيها زي ربى وعمري ماهفرق بنهم ولو غنى هنا كانت هتبقى زيهم دلوقتي انا خارج ومش راجع وماليش دعوة بعريس وغيره اليوم دا بالذات محدش يطلب مني حاجة بعد اذنك
جلست وعيناها اغروقت بالدموع
ليه يابني كل سنة توجع قلبي.. ليه بتهرب في اليوم دا
وضع سلاحھ الڼاري بخصره وجمع أشيائه الخاصه... مقبل جبين والدته
ومش كل سنة في اليوم دا لازم اشوف الحزن في عيونك الحلوين دول ياغاليه
بلاش ياماما لو سمحتي تزعليني وتزعلي بابا... أنا بابا بيكسرني اوي لما بشوف دموعه ياماما
اقتربت منه وقبلت كتفه
جسورة حبيب قلبي بلاش توجعني حبيبي... عايزة تقرب مننا اليوم دا كفايا اللي ضاع يابني....
امسكت وجهه بين راحتيها
ابوك يبان أنه قوي بس ياحبيبي هو هش أوي من جوا... خطڤ اختك كسرو يابني.. وبعدين إزاي مش عايزنا نفرح بيك
قبل يديها وأردف مبتسما
حبيبة قلبي إنت ياماما.. بس سامحيني مبقدرش اشوف حزن في عين بابا علشان كدا بهرب... ثم قبل رأسها
سامحيني ياست الكل... أنا هخرج دلوقتي
تنهدت بحزن على عائلتها الصغيرة التي حاولت بكل مالديها جلب السعادة لها ... ولكن كيف يعرف قلبهم السعادة وفلذة كبدها لم تعرف عنها شيئا... اتجهت لغرفة ابنها الثاني اوس
شاب يبلغ من العمر تسعة عشر عاما.. بالفرقة الثانية بكلية الهندسة
دلفت لغرفته وقامت بفتح الستائر التي تحجب ضوء النهار عن الغرفة
أوس قوم ياحبيبي بقينا المغرب
فتح عيناه الرمادية ينظر لوالدته بإبتسامته
إيه دا أنا نمت دا كله
اقتربت تقبل جبينه
كنت جاي تعبان من الكلية ماردتش أصحيك.. يالا قوم علشان نتغدى
اومأ برأسه وأردف مبتسما
حاضر ياست الكل.. هصلي العصر وانزل
في فيلا عمر المصري
جلست بمرسم والدتها ترسم وهي تتحدث بالهاتف
مافهمتش برضو ياعمر