تمرد عاشق
ابيضت مفاصله
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن آمتك ناصيتي بيدك... ماض في حكمك.. عدلا فيى قضاؤك.. أسألك بكل إسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك.. أو علمته أحد من خلقك... أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
صار يكرر ذلك الدعاء حتي يذهب عنه غضبه... يارب أخرجني من حولي لحولك ومن ضعفي لقوتك
يارب إني عبدك الضعيف فقويه بإيمانك
مسح على وجهه وحاول أن يتنفس بهدوء عندما شعر بآنفاسه الثقيلة من كثرة الهموم
ولما لا وزوجته أصبحث أثقلهم هما
استند بظهره على المقعد خلفه وتذكر ليلة أمس مع زوجته التي فاقت قدرتها على الإحتمال
بسط يديه إليها
تعالي حبيبتي نطلع أوضتنا ونتكلم براحتنا.. مش عايزين الولاد ياخدوا بالهم خصوصا ربى
نهضت واقفة... ضمھا من أكتافها مقبل رأسها.. متجها لغرفتهما
قابلهما ياسين على درجات السلم
مساء الفل ياحضرة اللوا... إيه يابابا مبقتش أشوف حضرتك زي الأول... البلد دي أحسن من غيرها ياحضرة اللوا
جذبه جواد مقبلا رأسه
بتلعب على أبوك ياحضرة الضابط... المهم رايح فين كدا
نازل النادي من زمان ملعبتش باسكت وغلبت يحيى
أومأ برأسه متحركا للأعلى وتحدث
خلي بالك ياحبيبي من نفسك
تمام يابص... سلام وسهرة سعيدة مع غزالتك
نظر إليه فاغرا فاهه
نعم يااخويا بتقول إيه.. بتطاول عليا ياسين
توقف ياسين عن السير
آسف حضرتك... مكنش قصدي اتعدى حدودي مع معاليك ياباشا
هبط جواد درجتين واقفا أمامه
متبقاش أهبل يالا... بهزر معاك ثم أشار بسبابته وتحدث
لكن دا ميمنعش إن اللي بيني أنا وماما خاص بينا وحدنا مينفعش حد فيكم يتجاوزها تمام
قبل كتف والده مبتسما
تمام معاليك ياحضرة اللوا علم وينفذ
ابتسم له بهدوء.. وراحت ذاكرته لأبنته الغائبة التي وجد تربيتها الغير سوية.. تخطت حدودها في المعقول
كانت تقف تراقب زوجها وتستمع لحواره مع ولدها مبتسمة بحب إليهما
جواد... أردفت بها غزل به
رفع نظره إليها... نظرة ضالا عن طريقه ثم انتابه الضياع إلى أن وجد ضالته في تلك العيون التي تذيب لهيبه لتحوله لثلج يبرد به صدره
تلك نظراتها التي تقاوم ضجيج قلبه وضعف عيناه بالحزن والحب في آن واحد.. راقبته بعيناها المرتعشة وقلبها الذي تزيد دقاته بصخب وصدرها الذي يعلو ويهبط من شدة مشاعرها وعشقها الدفين بخبايا السنين
صعد بهدوء إلى أن وصل إليها وضمھا من خصرها ثم تحرك لغرفتهما
جلس على أريكة بغرفته ضاماها لأحضانه كطفل رضيع.. يريد حنان والدته
حبيبك سامعك.. اشكيله ياقلبي وهو هيسمعك بقلبه وبكل جوارحه
رفعت رأسها ومازالت بأحضانه وتقابلت النظرات في حديث ملام طويل.. ترقرقت عيناها بالدمع وأشارت على قلبه
عايزة اشكيلك من دا... ماله ليه بعيد عن حبيبه الأيام دي.. بقاله فترة مش حاسس باللي حواليه
ظل يربت على خصلاتها.. فقد كان بارعا في ترطيب جفاف روحها الغائرة ... مصافحا قلبها بنظراته التي تشبه زخات المطر في يوما عاصفا
لامس خديها متنهدا بحزن
عندي شوية مشاكل جبارة في الشغل... غير بعض الشركات دخلت في قضايا ضرايب وتزوير وهم كبير... ثم رفع نظره
وطبعا موضوع ربى ومليكة اللي حستها واخدة جنب من وقت اللي حصل
مشاكلي كتير أوي حبيبي.. ومحتاجة مني طاقة وللأسف ياغزل طاقتي خلصت ومبقاش ليا قدرة على التحمل
استدارت بجلستها فأصبحت بأحضانه كاملة.. نظرت إليه بتمعن وترقب
الكلام دا ممكن تقوله لحد من الولاد ياجواد.. أو حد تاني... أي حد غير غزل..
نزل بنظره للأسفل عندما فقد قدرته على النظر بعينيها فهي تفهمه من نظراته
رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه
غزل حافظة جواد أكتر من جواد نفسه فبلاش تستخف بقلبي ياحبيب قلبي
ابتلع غصة بجوفه وحاول الإبتسام عله يسيطر على نفسه أمامها.. فاليوم اكتفى من الصدمات
عقد كفيه خلف ظهرها جاذا إياها إليه حتى تقلصت المسافة بينهما وهو يحاوطها بنظراته
العاشقة فلفحت أنفاسه الحارة ملامحها الجميلة
سيبك من دا كله وقولي كل الستات اللي بتكبر بتحلو كدا ولا غزالتي بس
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ولمعت عيناه بحزن ثم وقفت متجهة للخزانة
هحضرلك الحمام... أدخل خد شاور وأنا هجهزلك لبسك... شكلك تعبان وعايز ترتاح
أطبق جفنيه محاولا أخذ أنفاسا عميقة.. عندما شعر بحزنها الدامي لقلبه.. كيف له أن يعود ابتسامتها في ظل مايمر به
خرج من ذكرياته مغمض عيناه بۏجع لما وصلت بينهما تلك الأمور.. الأمر الذي جعله أن يتخذ قرار ويقوم بتحليل DNA
زفر بهدوء قلبه يتمنى أن تكون ابنته وعقله يتمنى الأ تكون... فهل سيغلب القلب على العقل.. أم للقلب رأي آخر
قاطع ذكرياته الحزينة مع نفسه رنين هاتفه من اخيه صهيب
فينك ياجواد.. خرجت من بدري أوي
نظر لمرور السيارات من حوله وتحدث بحزن
جاسر فين ياصهيب من أمبارح مشفتوش
جاسر عندي... فوق مع عز متخفش معملش حاجة.. ثم اخذ نفسا عميق وتحدث
جواد عايز اقولك وأكدلك البنت دي بنتك ياحبيبي والله بنتك كل حاجة بتعملها بتدل على إنها بنتك.. متزعلش منها هي حبها فيك دا فطرة خرجت منها ڠصب عنها بس فسرته بمعنى تاني
ثم استطرد بهدوء والدليل على كلامي تعلقها ببيجاد أي حاجة بتحصلها بتجري عليه مع إنهم مش قريبين من بعض
زفر جواد بإختناق وعزم أمره للتحرك لسيارته ثم أكمل حديثه
أنا عملت التحاليل ياصهيب علشان اريح الكل.. وعلى أد ماأنا خاېف من اللي جاي سواء بنتي ولا لا.. لكن الموضوع هيكون أصعب عليا فوق ماتتخيل
بالأسكندرية
قبل يوما
هبت واقفة وتحدثت
الست دي لازم تخرج فورا من بيتي ياريان سمعتني
نظر إليها شزرا ثم تحدث بصوتا مكتوما من الغيظ
من إمتى وإحنا بنتطرد ضيوفنا ياهانم
قالها متحركا ثم اتجه لغرفة مكتبه
دلف للغرفة ينظر بغموض لتلك التي وقفت تناظره بإشتياق
ريان... تحركت تخطو متجهة إليه... ولكنها توقفت عندما وجدت نغم تدلف خلفه وتحاوط ذراعيه
التوى ثغرها بابتسامة خبيثة
اهلا ياجميلة الجميلات لقد اشتقت لك كثيرا
خطت نغم إلى أن وقفت أمامها
نورتي مملكتي ياجاكي... بس الصراحة مش اوي نورك نص على وربع ممكن تقولي حاجة زي كدا
ضحكت بصوتا مكتوم ووقفت معاندة تنظر بدهاء
أنا دائما انير أي مكانا أذهب إليه ياجميلة حتى زوجك يشهد بذاك
نظر ريان لنغم وتحدث
اعمليلي قهوة من إيدك حبيبي وهاتيها لحد مااشوف ضيفتنا عايزة ايه
خرجت نغم بهدوء وهي تبعث له ابتسامة
تمام حبيبي
ولكنها تسمرت عندما إقتربت تلك الحية الرقطاء منه متعمدة خفض صوتها الذي أشعل الڠضب ونيران قلب نغم
فكرت جيدا ياريو فلقد اشتقت لك كثيرا
ضحكات صاخبة خرجت من فم ريان وهو ينظر إلى نغم ثم أرسل قبلته إليها
القهوة يانغوم
خرجت نغم وهي تتأكل بخطاها الردهة
ماشي ياريان.. اصبر عليا... آه صړخت بها
في منزل المزرعة
قبل عدة ساعات
توقف جاسر أمامها محاولا القبض على عنقها أوقفه صهيب بعدما دفعه بقوة وصاح پغضب
هتتمادى هزعلك سمعتني ياله امشي من هنا
تنهد ينظر إلى عمه بحزن ثم استدار إليها
شكلك بنت جميلة ليه سايبة كل الشباب ورحتي رميتي نفسك على واحد اد ابوكي
انسابت عبراتها أمامها وللحظة شعرت بأنها تريد أن تلقي نفسها بأحضانه فتحدثت بتقطع
ڠصب عني وحياة ربنا ڠصب عني..دنت منه وهي تدفع بيجاد بهدوء وتوقفت أمام جاسر
والدك الوحيد الى حرك مشاعري معرفش هو ذنبه ايه أو مراته ذنبها ايه