رتيل بقلم أية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


ففتحت عيناها تبحث عنه پخوف من رؤية الضباب الأسود المحاط بها خرجت من الغرفة سريعا قائلة پخوف _أحمد ...أحمد ...
عادت نوبة السعال أكثر لتجده يخرج من المطبخ قائلا بفخر _صباح الخير يا قلبي ...
لم تستطيع الحديث فقط تسعل بقوة ليسرع بأحضار المياه لها قائلا بأبتسامة واسعة _حضرتك فطار ملوكي ...
صعقټ مما أستمعت إليه فولجت معه للداخل لتتصنم محلها حينما رات المطبخ بحالة لا يرثي لها وعلى الطاولة المخصصة للطعام قطعتين من الباذنجان المحروق والبيض الأسود بفعل ما حدث بالداخل فبترت الكلمات لتصبح بلا رجعة و نظرات كافيلة ببث ما بداخلها تجاهه ولكن ما عليها فعله !! ...

رفع يديه يعبث بخصلات شعره المتمردة على عيناه قائلا بحرج _دا الا عرفت أعمله ...
حاولت كثيرا أن تظل ثابتة وبالكاد أستطاعت ليخرج صوتها الحنون ببسمة صادقة _كفايا أنك فكرت بس تعملي أكل دي لوحدها أسعدتتي أوي ...
بقى كما هو يتأمل عيناها بعشق ....خصلات شعرها البنية بعدما تركتها بحرية فهو الآن نصفها الخاص ...حلم يحاول أستيعابها ليجذبها برفق لتجلس على المقعد ويجذب الأخر ليجلس أمامها محتضنا يدها بين يديه _هعيش حياتي كلها أحاول أسعدك بس ..
رفعت عيناها له بعدم تصديق لكلمات سلسلت من ماس ....بقيت هكذا طويلا ليخرج صوتها المرتبك _بجد يا أحمد 
رفع يديه ببسمة تتحل وجهه بنجاح قائلا بهمس _بجد يا قلب أحمد ..
هنا صيحات القلب تعالت بالهتفات فأقترب منها كالمهوس لينغمر وجهها بحمرة الخجل فأسرعت بالوقوف لتتحدث بلهفة وهى تعيد خصلات شعرها بأرتباك _طيب أنا هنضف المطبخ وأعمل فطار تاني ...
لمعت عيناه بالمكر ليرسم بسمة بسيطة وهو يجذب الأطباق _معنديش مانع أساعدك ..
صاحت بسخرية غامضة _لاا كتر ألف خيرك أنا الا هعمل الأكل ..
لم يتمالك زمام أموره فتعالت ضحكاته الرجولية الفتاكة قائلا بصعوبة _عندك حق بعد الا عملته متدخلنيش المطبخ 20 سنه ..
ثم أقترب منها قائلا بمكر _أنا يا ستي هقف ساكت مش هعمل حاجة ...
رمقته بنظرات شك فكبت ضحكاته وحمل الأطباق قائلا بعد تفكير _أمممم ممكن أغسل الأطباق أنا ..
وبالفعل ولج للمطبخ وشرع بتنظيف الأطباق بصعوبة لا بأس بها وهى مازالت متصنمة محلها لتسرع إليه ...
أغلقت ياسمين الصنبور قائلة بتردد _لا يا أحمد أنا هغسل وهعمل كل حاجة ..
وجذبت المقعد قائلة بهدوء _أقعد أنت بس وأنا هظبط الدنيا ..
رفع يديه على معصمها قائلا بثبات لعلمه ما يجول بخاطرها _بلاش تفكير رجعي يا ياسمين ..الرسول صلي الله عليه وسلم ..
قاطعته سريعا _عليه أفضل الصلاة والسلام ..
باشر حديثه _كان بيساعد زوجاته دا مش شيء خاطئ او عيب بالعكس أنك تخدي رسول الله قضوة ليك فدا بيزيد من رجولة الراجل مش بيقللها! ...
ثم إبتسم بمرح _ثم أني مش هساعدك على طول أنا ماشي بمبدأ الا عمل حاجة يشيل حمولها وأنا الا خربت الدنيا هنا ... وجذب الأطباق قائلا بغرور مصطنع _ متقلقيش مش هكسر حاجة ..
إبتسمت بسعادة وشرعت بأعداد الطعام تاركت عيناها تختطف نظرات فائضة بالعشق له ...
ولجت المطبخ بخجل ووجها متورد بشدة تحاول أن تبقى أطول وقت ممكن بالداخل فربما ستحظي بدقائق النجأة بعيدا عنه ....جلست على المقعد تتذكر نظراته ....كلماته....همساته....فشعرت بأنها على وشك الأنضمام لعداد الأموات ..حتى وجهها لم تشعر بنيران الخجل تنبعث منه كالبركان ....
زفرت جيانا پغضب وهى تحاول أن يترك القلب تذكره فتحظى بالسکينة لوهلات وزعت نظراتها بالمكان قليلا فأبتسمت لتوصلها لحلا يرضيها لتسرع بحمل الأطباق النظيفة لتعيد ترتبيهم من جديد فحينها سيترك القلب ذكراه ....لا تعلم بأنه أنغمس بالأوصال! ...
أستند بجسده الرياضي على الحائط مربعا يديه أمام صدره ببسمة زادت من ثباته أضعاف وعين تشبه لقبه كثيرا فتجعله مزيج خاص بين الحدة والغموض ....بين الآمان والخۏف....الڠضب والهدوء ....ربما من يقف أمامه يقسم بأنه يرى شفرات غامضة يصعب معرفة رموزها ...نعم هكذا هو النمر ! ...
كفت يدها عن تنظيف الأطباق وتخشبت قدماها محلها لينبض القلب بقوة كمن يلاحق الفرار من شبح ما لترفع عيناها پصدمة أن تستدير فلماذا عليها ذلك وقلبها يشعر بوجوده ! ....رائحة عطره الخاص كافيلة بأخبارها بأنه بالمكان ذاته ! ...
إبتلعت ريقها بأرتباك فجاهدت أن تستدير ولكن بقيت كما هى لتسرع بفتح الصنبور وتكمل ما بداته حتى تهرب من حالتها المزرية ...
لوي فمه بسخرية على ما تفعله حوريته فأستقام بوقفته وأقترب منها بضعة خطوات لتنسال البرودة جسدها والنيران وجهها بأن واحد !!! ..
بقي قريبا منها ليخرج صوته الساخر _ممكن أعرف بتعملي أيه ..
إبتلعت ريقها بأرتباك وهى تجاهد بالحديث _زي مأنت شايف بنضف المطبخ ...
رفع يديه يحك جبهته كمحاولة للتحكم بذاته لينهي ما به حينما جذبها سريعا لتبقي أمام عيناه الهالكة قائلا بثبات بعد فترة من الصمت _الا شايفه أنك بتحاولي تهربي مني ..
رفعت عيناها بصعوبة فحاولت سحبهما بشتي الطرق التى باتت بالفشل بقيت أمامه ساكنة تتطلع له بشرود ...عيناها متعلقة به ....طالت اللحظات بالتأمل ...ثواني ....دقائق وربما لساعات ...تعمد البقاء ثابت فهو أيضا يرغب التطلع لعيناها الساحرة مثلما ترغب هي بتأمله ...رأي بنهاية الأمر فرصة عظيمة للتحدث معها فربما سيتمكن من توضيح الأمر لها ! ...
رفع أدهم أطراف أنامله على وجهها ليقربها إليها فيعاونها على العودة لأرض واقعه صعقټ بشدة حينما أفاقت على حقبقة تأمله فحاولت كالمعتاد الفرار ولكن تلك المرة لم تتمكن حينما قال بهدوء _عايزك جانبي على طول يا جيانا ..
ضيقت عيناها بستغراب _بس أنا جانبك ! ..
إبتسم بخبث فحملها بين ذراعيه وهى پصدمة من أمرها ليخرج بها لطاولة الطعام بالخارج فجلس على المقعد ليجذبها على قدميه قائلا بنظرات تفيضها وسخرية تلحقه _جانبي ! ..أعتقد أجابة مخادعة ..أنت على طول بتحاولي تهربي مني كأني شبح هيقبض روحك ! ..
تسلل الڠضب لوجهها لتزفر بتلقائية غاضبة _هعملك أيه يعني مأنت الا كل شوية تبصيلي وأنا بتوتر من نظراتك وعي......
بترت كلماتها حينما رأت بسمة جانبية تطوف بوجهه لتفق على ما تفوهت به ليقترب بوجهه هامسا بخبث _ مالها نظراتي ..كملي ..
تلون وجهها كثيرا فلم تجد سوى الأختباء بداخل أحضانه لتتعال ضحكاته فجذب الشطائر ليطعمها بذاته وهى بين ذراعيه تتمسك به بخجل ...
بفيلا زين ...
فتحت عيناها بأبتسامة رقيقة لتجد الفراش فارغ أستندت بجسدها على الوسادة لتفتح عيناها ببطئ فترة تلك الكلمات المحفلة على ورقة صغيرة مطوية لجورها ...
جذبت همس الورقة بلهفة لتجد كلماته تزينها بعشق ..
بأنتظارك تحت متتأخريش.
إبتسمت بهيام لتنهض سريعا عن فراشها وتركض للنافذة بلهفة لتراه يقف بالحديقة يرتب الطاولة رفع وجهه للأعلي ليجد حوريته تزين شرفة غرفته خلع عنه نظارته السوداء بنظرة مطولة لها تلك الفاتنة التي تنجح بأسر قلبه على الدوام ...
أشارت له بسعادة ثم ولجت تستعد للهبوط بينما أكتفي هو بتراقبها بعشق حتى صارت أمام عيناه ...
همس بأبتسامة مرحة _صباح الخير ...
جذب المقعد مشيرا لها بالجلوس _صباح النور والجمال على أجمل همس بالدنيا ..
جلست على المقعد فأعاده للأمام قائلة بخجل _كل دا ليا ..
جلس مقابل
 

تم نسخ الرابط