رتيل بقلم أية محمد رفعت
المحتويات
....نقلت نظرها لمن تجلس جوارها بوعيد أقترب منها ثم جذب المقعد لتسرع راوية بالخروج بعد أن غمزت لها بطرف عيناها ...
خرج صوته ونظراته كافيلة بنقل تعبيرات وجهه _عايزة تطلجي إياك
إبتلعت ريقها ببعض الړعب _مين الا قال كدا !
رمقها بنظرة ممېتة فأسرعت بالحديث _دا بعد عنك تخريف بنج ...
سليم بمكر _خلاص نتعود عليها عشان المرة الجاية
لم يتمكن من كبت ضحكاته ليقترب منها بنظراته الحاملة لعشق تلك الحمقاء فأنحني قليلا يقبل رأسها قائلا بنبرة حنين _حمدلله علي سلامتك يا جلبي ..
محت بسمته آلمها فأبتسمت بهيام لقربه المطوف بحنين طال لأخر الأمد رفع عيناه الماكرة قائلا بصوت هامس _لساك عايزة تطلقي
صوت ما أنتشاله من دوامة الظلام ففتح عيناه بضعف ليجدها أمامه بفستانها الأبيض الملكي وجهها شاحب قليلا ولكن لم يقلل من جمالها المطبوع بنبض القلب ...
أقترب منه النمر قائلا بلهفة _حمدلله على سلامتك
أكتفى ببسمة بسيطة وأشارة له توحى بعدم قدرته على الحديث ...
فزاع بتأييد _الا تشوفه يا ولدي ...
وأشار لهم جميعا بالخروج لتبقى هى لجواره ....
جلست على المقعد المجاور له ثم تمسكت بيديه والدمع يزول من عيناها بعد أن رأته أمامها قائلة بصعوبة من بين دموعها _أفتكرت أنك بټنتقم مني يا زين
أزاحت دمعها پغضب _وعد أيه ! ...
ثم أقتربت لتجلس مجاور له لتقول بدموع غزيرة _أنا قلبي كان هيقف من الخۏف عليك ....خفت أخسرك ..خفت من الوحدة وغيابك ....خفت أعيش ألم الفراق تاني بس المرادي هيكون أصعب لأنى بعشقك يا زين ...
إبتسمت من وسط دمعاتها لتقبل يديه بأعين منغلقة من أثر الأوجاع ففتح ذراعيه قائلا پألم مصاحب لصوته _تعالى ..
ضغط على يديه بقوة فكتفيه الحاملة للأصابة تألمه بقوة حتى شعرت هى به فأبتعدت عنه على الفور بأبتسامة حب تنقلها له فرغم ألمه الا أنه حاول بأبسط الطرق منحها الأمان حتى تهدأ وتعود البسمة لوجهها ...
تطلع لها ببسمة مجهدة ثم قال بمكر _الفستان جميل عليك ...
نجح فى زرع إبتسامة الخجل على وجهها لتتهرب مجددا من النظر بالعينان ....رفع يديه على يدها التى تفرك على الأخرى بخجل فرفعت عيناها له بأهتمام ليقول بجدية وثبات _هعوضك عن اليوم دا يا همس أخرج من هنا وهتشوفي الليلة الا هعملهالك
وضعت يدها الأخري تحتضن يديه بعشق _مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك يا زين ..
أكتفى ببسمة صغيرة لتبعد يدها بخجل حينما ولج عبد الرحمن ....
أقترب منه بأبتسامة هادئة _أسف للمقاطعة بس دا معاد حقنة المسكن ...
وشمر عن ساعديه فلم تحتمل رؤيته لتخرج سريعا إبتسم زين قائلا بأمتنان _شكرا يا عبده
ألقى بالأبرة بالسلة ونظرات الڠضب تلحقه قائلا بضيق _بتشكرني على أيه أني نجدتك من المۏت ولا لأني أشتركت فى خطتك الفاشلة الا كانت هتوديك للمقاپر ..
إبتسم على طريقته بالحديث ثم قال بهدوء _دا مكنش فى مخططي يا عبد الرحمن كل الا كنت عايزه أن صابرين تشوف حقيقة أمها حتى لو كانت على علم بيها فلازم تخرج عن سكوتها دا ..
رفع يديه على يده قائلا بأبتسامة صغيرة _ونجحت يا زين ..
لم يفهم ما يقوله الا حينما أسترسل حديثه قائلا بهدوء _صابرين جاهزة تشهد وتقدم الأدلة أن والدتها هى الا عملت كدا
تطلع له بستغراب فنهض عن الفراش وفتح باب الغرفة لتدخل سريعا وعيناها تبحث عنه بلهفة حتى وقعت عليه فأنهارت الدمعات لرؤيته هكذا لتسرع بالأقتراب منه تحت نظرات صدماته ...
خرج صوتها الباكي _ليه عملت كدا يا زين
بقى قليلا يتأمل دمعاتها بستغراب ثم رفع عيناه على عبد الرحمن ليجده يبتسم بمكر له ...وضعت عيناها أرضا بحزن _أنا مستهلش كدا ..
هنا تخلت عنه الكلمات ليرمقها بضيق _متقوليش كدا تانى فاهمة ..
رفعت عيناها له بدموع ثم ألقت بذاتها بداخل أحضان أخيها تبكى بلا توقف على ما أرتكبته من جرائم بشعة بحقه ربت على كتفيها بحنان فقالت بضيق مما أرتكبته _رغم كل الا عملته حميتني من المۏت وقدمت نفسك له ! ..أد أيه أنا كنت غبية ..
شدد من أحتضانها قائلا بحنان _لو طولت أحميك من الدنيا كلها مش هتردد ثانية واحدة ...نفسي تفهمي أنك من لحمي ودمي ومستحيل أكرهك بسبب ورث والكلام الفارغ دا ! ..
تطلعت له بحزن ثم جذبت من حقيبتها الشيك الذي قدمه لها لتمزقه بعصبية _فهمت يا زين ..
إبتسم بفرحة تكفى العالم بأكملها حتى عبد الرحمن المراقب لما يحدث إبتسم بسعادة لما يراه لمعت عيناها بوعد وهى بين أحضان أخيها العثور على والدته والتوسل لها للعودة مجددا حتى وأن كان ثمن العودة رحليها ! ...
بالخارج ....
كان يجلس طلعت براحة بعد أن أستعاد زين وعيه نظراته لأحفاده الثلاث بعدما خرج عبد الرحمن ليطمئنهم تحمل الغموض والسكون الذي سيسبق العواصف الهامدة ما علمه منذ ساعات قليلة كافيل بهدم المعابد فوق رؤسهم أخرج فزاع هاتفه ليعلم أن هناك العديد من الأمور بحاجة لتدخل كبير الدهاشنة لذا كان عليه العودة مجددا ليتبعه عمر والأطفال وتبقى الفهد الذي سيشهد على ڠضب طلعت المنياوى المؤجل لما به زين ! ....
ولج حازم للداخل ليطمئن عليه ومعه أدهم ليجدوه أستعاد وعيه كليا ويجلس ببعض الراحة ...
إبتسم زين قائلا بهدوء _مكنش له داعى أنك تفضل لحد الوقت دا يا حازم
رمقه بنظرة ضيق _أنت ناسى أننا أصدقاء ولا أيه
أحمد بمرح _توقع أيه حاجة مدام خارج من البنح ولا أيه يا دكتور
تعالت ضحكات عبد الرحمن ليقول بصعوبة _أنا معاك فى الحتة دي ...
رمقهم بنظرة ضيق ثم قال بسخرية_أنا بقول تخدوا بعضكم وتطلعوا تهونا شوية .
أدهم بنظرات غامضة _وأنا بقول كدا برضو ...
وزعوا نظراتهم بينهم ثم خرج كلا منهم پغضب فتعالت ضحكات حازم بعدم تصديق ....
تذكر زين ما كان يود قوله لحازم فقال بصوت متعب قليلا _أنت تعرف عثمان منين يا حازم
ضيق عيناه بأستغراب ثم قال بزهول _أنت تعرفه ! ..
أكتفى ببسمة صغيرة ليقول بصوت يكاد يكون مسموع _بينا شغل وصلني منه مكالمة قبل الفرح بساعات بيهددني فيها بشكل صريح ومن الواضح كدا أنه عارف بعلاقتي بيك بس الغريبة أنى مش عارف الا بينكم بالظبط ..
زفر
متابعة القراءة