رتيل بقلم أية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


المباركة ....شيخ جوار شاب يافعا لجواره رجلا وصغيره ...تعالت الهتفات بالتكبيرات ليفصلهم عن النساء سنار مرتفع لتشاركهم الفرحة والجزاء ....أنهوا صلاتهم بفرحة لتتبادل كلا منهم السلامات والتحية فتهنئ الجارة جارتها بالعيد وإبنة تلتقى بوالدتها بهذا الحشد العتيق فتقبل يدها بفرحة قائلة كلماتها المتجلجة كل عام وأنت بخير ...نعم تلك هى الجملة المتبادلة بين الجميع بمحبة ليعفو المرء عما سلف خطيئة الأخر ليفرح معه بفرحة العيد ....

وسط هذا الحشد العتيق كانت عائلة المنياوي تجتمع بعد الصلاة تجلس النساء معا بالمصلى الخاص بالسيدات ...جلست الفتيات يتبادلان المباركات بسعادة وكلا منهن تتآلق بجلباب أسود فضفاض بسيط ووجها خالى من التجميل فجمله معمق من القلب ومتآلق بطاعة الله ...
جلست جيانا جوار مكة وياسمين تاركين آمهاتنا تتبادل المباركات والتهنئة مع الجيران وأمهاتهم ...
إبتسمت ياسمين بحزن _رمضان خلص وخلصت معاه فرحتنا ...
مكة بتأييد _الشهر دا قصير جدا الواحد مش بيلحق يتمتع به ...
جيانا بمرح _ونقول كل سنة وأنتم طيبين وعيد مبارك عليكم جميعا ..
إبتسمن بسعادة لتقطعهم مكة بحماس _أه قولي عيد القفش دانا أيدى بتأكلني من الصبح هروح أفترس أدهومي والواد ضياء وبعدين ولاد عمك والله المستعان بقا ..
تعالت ضحكات ياسمين بعدم تصديق _يا بنتي حرام عليك راعى سنك يا ماما بقيتي عروسة عيب تطلبي المديوع هما هيعطوكي بدون ما تطلبي ..
تعالت ضحكات جيانا قائلة بعد تفكير _طب أستنى حتى لما تغيرى وتلبسي هدوم العيد وننزل نعيد على جدك والعصابة الكبيرة وبعدين نصطاد الباقي تحت 
تطلعت لها ياسمين پصدمة لټنفجر من الضحك قائلة بسخرية _دا عيد القفش يا سوسو ..
غامت عين ياسمين على من تجلس جوار والدتها بصمت فأسرعت بالحديث الجادي _مالها غادة يا جيانا بقالها كام يوم مش مظبوطة حتى النهاردة مش جيت صلت جانبنا ولا قعدت معانا 
تطلعت جيانا لما تطلع له ياسمين قائلة بحزن _حاولت أعرف منها أيه الا حصل مقدرتش كل الا فهمته أن فى مشكلة بينها وبين ضياء والغريبة أنها كانت دايما بتحكيلي المرادي محتفظة بالاسباب لنفسها ..
مكة بستغراب _ضياء ! بس أنا شايفاه طبيعي ! ..
ياسمين بحزن _طب أيه الا ممكن يزعلها دي الوحيدة فينا الا كانت بتفرح جدا بالعيد حتى جاية الصلاة بالعباية القديمة مش لبست الا كانت جايباها معانا للصلاة !!..
مكة بتفكير _تعالوا نروح نقعد معاها ..
أشارت لها بالموافقة ثم حملن كلا منهم سجادة الصلاة الخاصة بهم وتوجهن إليها لتجلس ياسمين لجوارها وجيانا ليسارها ومكة أمامها مباشرة ...
نغزتها ياسمين بمرح _أيه يا لمعي حد يقفل التقفيلة دي فى العيد ! ...
جيانا _تلاقيها بس عايزة تنام 
مكة بسخرية _وأنت الصادقة دا أثر فرحتها بعدم الأستيقاظ للسحور ..
بقيت ملامحها كما هى فقط تحاول جاهدة رسم البسمة حتى لا يحزن لأجلها ...
قطعت جيانا الحديث بجدية وحزن_مالك يا غادة  
لمعت عيناها بالدموع فهى بحاجة للبكاء بصوت مسموع ...بحاجة الحديث لشقيقتها ...بحاجة سماع معنفتهم لها للصواب ...بحاجة سماع نصائحهم لها لعلها تنجو مما به ...
خرج صوتها الباكي قائلة بصعوبة بالحديث _ضياء فسخ الخطوبة ..
صعقټ كلا منهم ليخرج صوت ياسمين پصدمة _أيه الا بتقوليه دا مش معقول ! ..
جيانا بحزن _طب ليه يعمل كدا 
غادة بتوتر _لو أتكلمت دلوقتي هكون مش أتعلمت من الا حصل ...
علمت ياسمين وجيانا ما تود غادة قوله فتحاولت نظرات جيانا للڠضب من شقيقتها بعدما أخبرتها كثيرا أن تبتعد عن تلك الفتيات ولكن لم تستمع لها ...
قطعت مكة الصمت قائلة بهدوء _بصي يا غادة أنا معرفش أيه الا حصل بس الا أقدر أقولهولك أن ضياء مستحيل يبعد عنك وفسخ الخطوبة دا مجرد ضړبة صغيرة منه عشان يفوقك لكن هو لو حابب يفسخ بجد كان كل الا فى البيت عرف وأولهم جدك ..
ياسمين بأقتناع _مكة معاها حق... أنت لو شايفة نفسك غلطانه يا مكة أعتذري الأعتذار مش حرام ولا عيب بالعكس أما بقا لو هو الا غلطان فأوعى تقلي من نفسك أنت غالية وهتفضلي كدا على طول ..
أرتمت بأحضانها تبكى بشدة قائلة بصوت متقطع _أنا الا على طول بكون غلطانة يا ياسمين ..
رتبت على كتفيها بحزن ېمزق قلبها حتى لمعت عين جيانا بالدموع فقالت بهدوء يخالف حزنها _طب خلاص متزعليش مدام عرفتي غلطك ربنا مش هيسيبك يا غادة ..
بالقرب منهم أسندت نجلاء والدتها حتى نهضت عن الأرض حاملة سجادتها قائلة بأبتسامة هادئة _أشوفك بليل بقا وأنا جاية أعيد عليكي ..
قبلت يدها قائلة بفرحة _ربنا ما يحرمني من دخلتك عليا ياررب ..
ربتت هنية على رأسها قائلة برضا _ربنا يسعدك يا بنتي ياررب ويهدي سرك ويفرحك بعيالك يارب ..
وغادرت هنية مع جيرانها لتنهى كلا من ريهام وسلوي حديثها مع أهلها ثم تجتمع للعودة للمنزل ...أشارت ريهام للفتيات فأقتربن منها وغادرن للمنزل ...
بالجانب الأخر ...
كان يقف الحاج طلعت المنياوي وسط الرجال يتبادل المباركات بأبتسامة رضا ...على جواره يقف أبناءه وبالقرب منه أحفاده ...
عبد الرحمن بأبتسامة هادئة _عيد مبارك عليك يا نمر ..
إبتسم أدهم وهو يعدل جلبابه الأبيض المنسدل على جسده بتناسق جعله منبع للوسامة _علينا وعليك يا حاج عبده ..
تعالت ضحكاته فوضع يديه على عنق جلبابه الأبيض بغرور _ومش أي حاج ياض 
أدهم بسخرية _ طب حاسب لتوقع ...
رمقه پغضب قائلا بتأكيد _من نحية الوقوع ففي وقوع النهاردة ولا هيكفيني 2000ج مدايع دا كفايا عليا بنات العيلة ..
تعالت ضحكات النمر قائلا ببعض الشماتة _للأسف نسيت تضيف مراتك على القايمة ومتنساش أنها بتكون أزيد من الكل ..
تسلل الحزن لوجهه فألتزم الصمت ضيق النمر عيناه بغموض _ندمان 
أجابه بهدوء _مندمتش على حاجة عملتها قبل كداا عشان أندن دلوقتي ...
تطلع له بغموض ليزفر پغضب قائلا بستسلام _أنا مش قادر أفهمها ولا أفهم نفسي يا أدهم مش عارف البنت دي عاملة فيا أيه مش هكدب عليك أنا لو وافقت على الجوازة دي كان بدافع أني أساعد زين وأنتقم منها على الا عملته معايا بس لقيت نفسي ضايع لا عارف أكون كدا ولا كدا ! ..
إبتسم النمر وتابعه إلي أن أنهى حديثه ليخرج صوته الثابث _عشان حبيتها يا عبد الرحمن . 
صدم ولم يتمكن من الحديث أو مجادلته فشعر بتحجر الكلمات على شفتيه وهو يرى إبتسامة النمر المؤكدة لحديثه ...
على بعد ليس بكبير عنهم تعالت ضحكات زين قائلا بعدم تصديق _أنت مصېبة يا أحمد مش معقول . 
لوى فمه بأذدراء _ولا مصېبة ولا حاجة ياخويا عشان تعيش وسط الوحوش دول لازم تستعرض عضلاتك 
زين بضحكة رجولية جذابة _مش خاېف جدك يعرف أنك أحد أفراد الماڤيا العظيمة ..
أستدار بړعب يتفحص مكان طلعت المنياوي قائلا پغضب _متروح تفضحنا أحسن ..
كبت ضحكاته مشيرا بيديه على الصمت ليكمل أحمد بسخرية _الا يعرف يعرف يا عم هى مۏتة واحدة وقبر واحد .
أتى من خلفه غامزا بعيناه لزين فتقبل الأمر ليضع يديه فجأة على كتفي أحمد الذي خر فازعا فتعالت ضحكات يوسف وزين فقال بسخرية _أيه يا أنعام القپر ضيق !
 

تم نسخ الرابط