رتيل بقلم أية محمد رفعت
المحتويات
مدة طالت بالنظرات الساكنة بينهم _أيه سر الزيارة الكريمة دي !
أخفض إبراهيم قدميه والڠضب يكتاظ ملامح وجهه فخرج صوته الشبيه للرعد _إسمعني كويس يا حازم أنا معنديش غالي فى حياتي غير بنتي هى كل حياتي مستعد عشانها أحارب الكون كله ... فصدقني ممكن أنسى القرابة الا بتجمعنا وأقضي عليك وعلى أخوك بذرة قلم
بدا الخۏف على ملامح وجهه فسترسل حازم حديثه بهدوء تحلى به _أنا عارف أن حمزة تصرفاته زادت عن الحد بس مش معناه أنى هسيبك تخلص على أخويا وأنا واقف أتفرج عليك ..
تخل عن المقعد قائلا پغضب _حمزة نهايته هتكون علي ايدي لو مقاليش بنتي فين
أخرج إبراهيم من جيب سرواله ظرف مطوى وألقاه پغضب على الفراش قائلا بعصبية لا مثيل لها _لما تفتح الظرف دا هتعرف وخاليك فاكر كلامي كويس رقبة أخوك قصاد خدش واحد بس ..
أقترب حازم منه قائلا بتفاهم لما يشعر به _متقلقش يا عمي رتيل فى النهاية هى بنت عمي برضاك أو ڠصب عنك وأنا مش هسمح لحمزة يأذيها زي ما عمل معايا
قبض على الصور پغضب وهو يتحدث ببركان مكبوت _حمزة
أما على الجانب الأخر هناك قلب حطم بقوة بعدما حصل على الحياة ....شعر بأستقرار نبض قلبه حينما أخبره الطبيب بأنها على وشك أستعادة وعيها ولكن حدث شيئا ما قلب الموازين لتصبح بمرحلة الخطړ مجددا ..
بغرفة همس ...
ظل زين لجوارها طويلا ولكن لم تستعيد وعيها حتى مع صباح يوم جديد !...
زين بتردد من رؤية ملامح الطبيب _فى أيه يا دكتور
ألتزم الطبيب الصمت قليلا ثم قال بهدوء _للأسف الأنسة همس دخلت فى غيبوبة ومن الواضح أنها مش مؤقتة
صعق زين فردد بثبات فشل بالتحلى به _يعنى أيه
رفع الطبيب يديه على كتفيه بحزن _هى مش محتاجة غير الدعاء مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
أقترب منها زين بخطى متثاقلة فحركها بقوة والدمع يشق طريقه على وجهه _لا يا همس مش هسيبك تعملي فيا كدا ...فاهمة مش هسمحلك تعاقبيني بالقسۏة دي ...
ولجت الممرضة لتحول بينه وبينها سريعا ثم أخرجته من الغرفة برجاء بأن الحالة ستسوء أن بقى بالغرفة ...
خرج زين من غرفتها بأهمال كأنه فقد مذاق الحياة ...الحركة تسرى بجواره وهو بعالم لا يوجد به سواه ...كلمات الطبيب تسقط على مسمعه فجعلته كالمتبلد ..چروحه تتسع بفجوة لا مثيل لها لتخترق أضلاع قلبه فيتردد أمامه مشاهد من قسوته تعلن له موعد الأنتقام أنتقام عاشقة ستخضع لحكم ليعلم كم عانت مما فعله أفواه ....ولكن هل سيقوى على العيش بدونها !!
أما أن هناك مجهول غامض على الأبواب !
بمنزل طلعت المنياوي ....
بقي ساكنا يتأمل أحفاده بنظرات غامضة تسرى بالفخر وهو يرى أمامه رجال ناضجين تضخ عيناهم بالرجولة والعزة ...
خرج صوت محمد ليكسر حاجز الصمت بالقاعة قائلا بأرتباك من طلب إبنه _بس الحاج مقالش أنه عايز يبيع الأرضية
وزع إبراهبم نظراته على والده الهادئ پخوف _مش لازم الحتة دي ممكن تشوفوا حتة تانية قريبة من البيت
تطلع له أدهم بثبات _يا عمي أحنا بنعرض عليه البيع وبالتمن الا هيعرضه للغرب ...وبعدين أنا سمعت من بابا أن جدي كان هيعرضها للبيع فعشان كدا خدنا القرار دا
تعجب إبراهيم مما أستمع إليه فتطلع لأخيه ليشير له بأن ما يخبره به صحيح ...
كاد الأخر الحديث ولكن قطعهم أشارة طلعت ليعم الصمت المكان ......طافت نظراته أحفاده الثلاث مما زرع الأرتباك بقلوب الأباء فقطع حاجز الصمت صوته الغامض _إكده بجيتوا رجالة صوح وجاين تبيعوا جدكم حتة الأرض الا عنديه !
تحدث عبد الرحمن سريعا _لا يا جدي لو حضرتك مكنتش حابب تبيعها أستحالة كنا فاكرنا فيها ..
أكمل احمد بهدوء_أحنا أختارنا الأرض دي لأنها قدام البيت ومش حابين نبعد عنكم ومدام حضرتك مش موافق فهنشوف غيرها من غير زعلك لأنه غالي علينا
إبتسم طلعت قائلا بصوت أزهل الجميع _لا يا ولدي أني مش زعلان واصل ..بالعكس أني حاسس دلوجت أن ولادي جابوا رجالة وعشان إكده الأرض دي هدية مني ليكم ..
قطعه أدهم بضيق _لا يا جدي لو حضرتك محطتش المبلغ الا تحبه مش هنقدر نأخد الأرض ولا نبني عليها حاجة حضرتك تحدد السعر الا يناسبك دي أرضك وتعبك
تطلع محمد پخوف لأبنها أن يبتلع كلماته ولكنه تفاجئ حينما وقف طلعت المنياوى فأبتلع ريقه بهلاك أدهم لا محالة ...
أقترب طلعت من أدهم ليقف أمامه بأبتسامة هادئة ليخرج صوته الساخر _خلاص كبرتك لما جولت عليك راجل فنسيت إني جدك !!
أخفض عيناه بحرج _العفو با جدي بس ..
قطعه حينما رفع يديه ليسترسل حديثه _مش عايز حد إهنه غيره و أحمد وعبد الرحمن
كانت رسالة موضحة لأبنائه الثلاث فتوجهوا للخارج پخوف شديد ..
جلس الجد على الأريكة مشيرا لهم بالجلوس لجواره فأقتربوا منه بزهول من طريقته الغامضة ....جلس أحمد جواره وعلى يمينه جلس عبد الرحمن أما أدهم فجلس على المقعد المقابل له ...
تأملهم طلعت المنياوي قليلا ثم قال بهدوء _زمان أدليت على مصر أني ومرتي كان ساعتها لسه أبوك يا أدهم صغير مكنش لسه معايا مليم أبيض ...أنى وعيت على وش الدنيا لجيت أبوي عنده مزراع فاكهة وأراضي كتير جوي فعشت أنى وأخواتي نخدمه بعيونا التنين لحد ما قرر أنه يخلى كل واحد يعتمد على نفسه ....
صمت قليلا لتحل البسمة وجهه قائلا برضا _كان قرار زين بس متأخر جوي أدليت البندر أنى وجدتك وأشتغلت فيها أي حاجة تخطر على بالكم ...
ثم رفع يديه بتحذير _أي حاجة بس بالحلال بدون ما أغضب ربنا عشان إكده ربنا كرمني من وسعه وأشتريت البيت دى على وش إبني الصغير ..صحيح مجبتش بنات بس هما جابوهم لحد داري تربية وأخلاق تجبرني أكون اب ليهم ...
أستمعوا له بحرص ليكمل بحزن _بعد جوازتهم أتفاجئت بأبوي أنه بعتالنا مرسال أنى وأخواتي أنه خلاص هيقابل وجه كريم ..أدليت على الصعيد وأني حاسس أنى جلبي هيوجف من الخۏف ..وزاد أحساسي لما شوفته على السرير راقد بين الحيا والمۏت ...ساعتها مسألش كل واحد فينا سافر فين وعمل ايه من غيره ..بالعكس جال كلمتين تنين مالهمش تالت ..
رفع طلعت عيناه لأحفاده قائلا بآلم وقوة غامضة _قال دلوجت كل واحد فيكم عرف قيمة الضنا والمال ..دلوجت
متابعة القراءة