رتيل بقلم أية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


فى فهم ما يود قوله _بحبك ..
كلمة مكونة من أربع حروف كانت لها تأثير قوى لتسحب زمام أمورها وتجعلها كالمتخشبة حتى كلماتها الكثيرة تخلت عنها لتصبح فارغة البوح فقط النظرات هى من رأفت بها لتخرج ما تود قوله ..
أما هو فأبتسم قائلا وعيناه تتأمل أسئلتها الغزيرة _بحبك من أول ما حسيت أنك مختلفة عن الصورة الا رسمتها لبنت عاشت برة طول حياتها ..

صمت قليلا ثم أسترسل حديثه للأجابة على ما يشغل خاطرها فيبرع هو بقرائته _لا يا صافي مش لأنك لبستى الحجاب ..أنا منكرش سعادتي لأنى كنت فى ڼار لما بشوف حد بيبص عليك لكن حبي ليك من أول ما ډخلتي بيتنا وشوفتك على طباعك المختلفة ..
تطلعت له بزهول فلاول مرة ينطق بأسمها الغربي ولكنه أبتسم وأكمل حديثه المرح _تقدري تقولي كدا أن الطبيب اللعېن وقع فى غرامك ..
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فتعالت بالسعادة وهو يتراقبها بعشق لينهيه حينما جذبها لتقف أمام عيناه قائلا بعشق متيم وصوت هامس _بفرح لما بشوف بسمتك أعتقد دا سبب كفايا أنك تبتسمي على طول 
تاهت بعيناه فأقسمت على أنها على وشك الجنون هل تشعر ببرودة المياه أم حرارة الشمس المتسلطة عليها !! ..ماذا هناك ..هل هى على ما يرام ! لم تجد أجابة سوى الركض من أمامه لتلوذ بنجاة لقلبها المسكين ...تراقبها ببسمة تجعله ثابت للغاية ومن داخله قلب يطرب برؤياها ! ...
بكت بضعف وآلم يكبل قلبها فيحطمه حتى فمها المكبل لم يقوى على نطق أسمه لتستمد أمانها المعهود فبقيت تتأمل الغرفة بدموع وړعب يسري بأنحاء جسدها لم تجد سوى أن تفعل كما أخبرها به من قبل فأغلقت عيناها بقوة تستمد القوة من كلماته ..
..._لما تحسى أنك محتاجالي غمضي عيونك وتخيلني أدامك وأنا أوعدك قبل ما تفتحيهم هكون أدامك _....
هوت دمعاتها الساخنة على وجهها بلا توقف ففتحت عيناها بلهفة ليتحقق كلماته ولكن أزداد زعرها حينما رأت رجلا يقف أمامها ويتراقبها بسكون ! الظلام الدامس بالغرفة لم يسعفها على التعرف على ملامحه حاولت جاهدة لرؤية وجهه فتعمد البقاء بالظلام طويلا ليبث لها الړعب أكثر فأكثر ...
ليقطعه هو حينما شرع بالأقتراب منها بخطوات بطيئة ټقتلها عن عمد تخطى الظلام ليظهر بطاقة نورا تضئ بخفوت لتظهر ملامحه فتكون الهلاك لها كأنها بچحيم لا تقوى الهرب منه ...لا هى بأبعد من ذلك هى بخيال ربما أو حلما لعين تريد الأفافة منه ! جفت حنجرتها وسحبت الكلمات وتبقت نبض القلب المرتجف سيد الموقف ليقطعهم صوته الغامض _ وحشتينى يا همس ...
صعقټ وهى تحاول الصړاخ بأسم الزين ليكون لها العون ولكن لا تعلم بأن أساطير قلبه الحاملة لرنين الروح قد بدت بمرحلة التمرد لتعلمه بأن معشوقته على حافة الخطړ !.... فربما عليه المحاربة لأجلها وربما عليه المعأناة للفوز بقلبها من جديد ! ....
بالمندارة ...
جلس الكبير فزاع الدهشان بعينان تشعان الڠضب الممېت بأنتظار الخبر القاطع بهلاك ذلك الرجل حتى يتمكن قلبه من الراحة أخيرا جانب من غضبه تجاه أدهم لمخالفة أوامره وأتباع فهد فيما سيقوم به من مجازفة ولكن عليه ذلك ...
ولج سليم للداخل بحزن على ما يحدث فجلس مقابل له بصمت قطعه فزاع حينما قال بحذم _لو جاي أهنة عشان تعطيني عظة فمش هتلاجي غير الڠضب يا سليم ..
وضع عيناه أرضا بحزن ثم قال بهدوء _يا جدي أنت خابر زين أني أجدر أنتقم من الا جتل أبوي بس أني خاېف على ولادي ليكونوا هما الضحېة للتار المړيض ده ..
نهض عن مقعده الخشبي قائلا بسخرية وڠضب _ يبجا تجفل خشمك و تخليك جاعد بالبيت كيف الحرمة وهمل فهد يأخد بتار أبوك 
وتركه وغادر المندارة ليظل هو محله حزين على عدم تمكنه من فهم ما يود قوله كيف يحتمل خسارة أحد أبنائه ! ...
جلس عمر لجواره قائلا بهدوء _متزعلش من كلامه يا سليم أنت عارف أن الا حصل كان صعب عليه خسارة ولاده الأتنين فى وقت واحد كانت صعبة جدا ..
رفع سليم عيناه بحزن _وأني مكنش صعب عليا خسارة أبوي !.
ربت على كتفيه بحزن فأكمل سليم بضيق _يا عمر أني نفسي أنتقم من الا عمل إكده بس خاېف على ولادي ملهمش ذنب فى الا حوصل ولا حتى نادين كيف أحطم قلبها على فراق حد من أولادها ! أنى أتكلمت مع فهد كتير وهو الا رافض يسمعني 
عمر بهدوء _فهد غيرك يا سليم مرتبط بمسؤلية كبيرة ولازم يكون أدها 
أشار برأسه بتفهم _خابر زين يا واد عمي عشان إكده هملته 
كاد عمر الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم جاسم فرفعه ليرى كيف حاله بعد أن ترك الصعيد وتوجه للأسكندرية مع زوجته ..
جلس على المقعد الخارجي بشرود بها يراها تتجسد أمامه بملامح وجهها الرقيق فيغمض عيناه بتردد بسماع صوتها فكيف سيصمد أن سمعه ! سيقطع المسافات ويخالف قوانين طلعت المنياوي لأجل اللقاء بها ..
مزجت ملامحه بالحزن الشديد ليخترقه هالة من الضيق لأشتياقه لها فأزاحت تلك النسمة أوجاعه حينما وجدها تهبط من السيارة لتقف أمامه بفرحة رسمت ببراعة وقف أحمد بزهول مما يرأه هل يعقل أنه قد جن باللقاء بها فأصبح يتوهم رؤياها ! ..
أقتربت منه ياسمين قائلة بفرحة _أحمد ..
رفع عيناه بعدم تصديق فردد بزهول _ياسمين !! بتعملي أيه هنا ! ..
أقتربت بخطاها قائلة ببعض العتاب _مش فرحان 
أسرع بالحديث _فرحان بس ! أنا مش ببطل تفكير بيك ..
إبتسمت بسعادة فأشار لها بالجلوس ليعلم منها كيف أتت لهنا ! ...
ولجت رهف مع الجميع للداخل فأستقبلهم فزاع الدهشان بوقار لا يليق سوى به فصعدت للأعلى للجناح المخصص للسيدات أما جيانا فبقيت محلها تبحث عن أدهم بلهفة اللقاء ولكن سرعان ما تبدل ما بقلبها لحزن حينما علمت بأنه خارج المنزل منذ وقت طويل ...
بقصر حازم السيوفي ...
بقى بغرفته يحسم أمره بتفكير عميق فهبط للأسفل حينما علم بمغادرة أخيه للعمل ...
جلس على المائدة يتناول طعامه بشرود حتى أخرجه صوت الأقدام التى تقترب منه فلم يرفع عيناه عن طعامه وبسمة الأنتصار والمكر تحوذ به جذبت راتيل المقعد لتجلس جواره قائلة بعد مدة طالت بصمتها وهى تتصنع الخجل _ينفع أقعد أفطر معاك ..
رفع عيناه فى محاولة الثبات قائلا بلهجة مرحة _بس أنت قاعدتي خلاص ..
إبتسمت بدلال جعله يشعر بالتقزز ولكنه حسم أموره بأنقاذ علاقته بأخيه ولو كلف الأمر شرعت بتناول طعامها ونظراتها تراقبه فقالت بأرتباك _هى فين رهف مش شايفها 
أجابها دون النظر إليها _عند والدتها 
ونهض عن مقعده فجذب معطفه وتوجه للخروج هو الأخر لتسرع خلفه قائلة بتوتر _حازم 
أستدار قائلا بهدوء _أيوا 
أقتربت قائلة بخجل مصطنع _كنت حابة أنزل أشتري شوية حاجات وحمزة نزل لو ينفع يعنى تأخدني فى سكتك ..
ضيق عيناه پغضب وهو يكبت بداخله ڠضب سيجردها للچحيم ليتحكم بذاته قائلا بهدوء _أوك ..
سعدت كثيرا وجذبت حقيبتها ولحقت به لا تعلم أنه يعد لها ما سيوقعها بشباك أعدتها لذاتها ..
بجناح سليم ..
صعد للأعلى
 

تم نسخ الرابط