رتيل بقلم أية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


حاجة فى حياتي كلها متشوقة أوي أني أشوفك وأشيلك بين أيديا ...
إبتسمت همس بسعادة وحماس للقادم فزادت لأضعاف حينما أستمعت لصوت سيارة تقترب منها نهضت سريعا وخطت تجاه فوجدته يهبط بطالته الخاطفة للأنفاس ولكن عيناه كانت تحملان لها أنذار بالعاصفة القريبة ...
أغلق باب السيارة پغضب ثم أقترب ليضع حقيبة صغيرة بعض الشيء على الطاولة ليتمدد على المقعد البحري بضيق _أدي اللي طلبتيه لسه حاجة تانية 

إبتسمت بدلال _شكرا يا زيزو ..
تطلع لها بأستغراب وشك من القادم ولكن حبات العرق التي تكتسح وجهه جعلته يصرف تفكيره عن تلك المچنونة كما ينعتها ليخلع قميصه عنه ومن ثم يتقدم من المياه الباردة اللامع مياهها بضوء القمر ليرتمى بأحضانها غير عابئ ببرودتها فقط يسبح بمهارة وحرافية ...
أحتضنت حقيبتها بنظرات هائمة عليه تجوب بها بعشق وإبتسامة تنير وجهها ...
حبس انفاسه أسفل المياه لفترة طويلة فخرج يلتقط أنفاسه ومن ثم اكمل سباحة للشاطئ أحتضن المنشفة و تمدد لجوارها بتعب بدى على قسمات وجهه بوضوح ...
أقتربت منه بعد موجة تفكير عميق غير عابئة بأمواج المياه الهادئة التى تبعث الراحة بالنفس ....
وقفت أمامه بملامح تحمل الضيق فرفعت يديها على كتفيه تحركه پغضب _زين ......زين ...
فتح عيناه بصعوبة وخاصة بعد أن غفل على المقعد من شدة التعب فنهض ببطئ يعبث بعيناه الزرقاء حتى يعتاد على أستعادة وعيه ....زفرت همس پغضب _ أصحى عايزاااااك ...
رفع عيناه عليها بنفاذ صبر وخاصة بعد أن تملكها الجنون بأخر فترة ....جلست جواره على الأريكة البحرية الصغيرة قائلة بأرتباك وتوتر _ هو أنت ممكن عينك تزوغ هنا ولا هنا بعد ما جسمي زاد حبتين ...
تطلع لها بنظرات تحمل سهام كم كان يود أطلاقها به ...أتيقظه لتلك التفاهات !! ...
رفعت يدها بضيق وحزن _يعني حبتين تلاته بس هرجع زي الأول أه هي فترة وهتعدى بدون خساير ..
شدد زين على شعره الغزير بقوة فكم كان يود أقتلاع جزوره ليحصل على الرحة الابدية من تلك الفتاة فلم يجد حل أسلم من الرحيل ...
جذب المنشفة لجواره يجفف بها جسده الممتلئ بالعضلات بفضل تمرينته الشاقة غير عابئ بنظراتها المحفزة بالأهتمام ثم ألقاها بقوة أفزعتها فكاد بالرحيل ولكنه توقف وأنحنى ليكون على مستواها قائلا ببرود مصطنع _ أنا شايف أنك تدعى ربنا الفترة اللي جاية دي تعدى على خير وأنه يلهمني الصبر أني مخلصش عليكي ...
وتركها وتوجه لجناحه وهو بحالة لا يرثي لها تابعته همس بأستغراب ثم قالت پغضب وضيق _يلهمك الصبر ليه ياخويا منتجوز أم لهب دك نيلة وأنت عسل كدا طب حتى ياخويا كنت شيلتني ودخلتني أنام فى حضنك زي ما كنت بتعمل مش فارض عضلاتك علينا وخلاص ..
توقف عن الخطى بأبتسامة تنجح دائما ببثها على وجهه المتصلب فأستدار ليقترب منها ....رفعت عيناها لتجده متوجه إليها فتملكها الړعب لتتراجع للخلف بزعر قائلة پخوف _مشتمتش والله ..
زاد بالأقتراب فأسرعت للمياه لتحتضن جنينها _لو قربت ھقتلك إبنك وأخلص ..
لم يتمالك زين زمام أموره فخر ضاحكا ليحملها بين ذراعيه قائلا بصعوبة بالحديث _ناوية تعملي أيه فيا تاني يا همس أنت ناوية تدخليني السريا الصفرا بدل ما أفرح بالبيبي ..
إبتسمت براحة حينما رأته يبتسم فرفعت يدها حول عنقه بتفكير _يا راجل يا خايب بعملك جو مرح كدا دانت من غيري ھتموت ..
ضيق عيناه بأستنكار لتزيد من حديثها _ أسمع مني بس والله بقى لو جبتلي جزر وشوية موز هدعيلك العمر كله ويمكن ابعد عنك يومين تلاته ...
توجه لغرفته قائلا پغضب _جزر وموز مربي قرد أنا 
كبتت ضحكاتها فولج ليضعها على الفراش ثم رحل بضيق ...
توجه للخارج بملامح شبه ڼارية ليتعثر بخطى النمر ...
رفع النمر عيناه بتفحص قائلا بثبات _فى أيه ..
رمقه بنظرة مطولة _مفيش أنت رايح فين فى الوقت دا ..
أجابه ببرود _أعتقد أنا اللي المفروض أسالك ...بس أوك جيانا حابه تأكل أيس كريم فخرجت أجبلها ...
بدي وجه الزين ببسمة كبيرة لېصرخ بحماس _الله أكبر ايوا كدا عشان تتربى صح وتعرف ان الله حق ..
بقى كما هو ليجذبه بضيق _تقصد أيه ..
إبتسم زين بخبث _لا ولا حاجه يا حبيبي أنت تروح تجبلها اللي هى عايزاه وبعدين تأخدها على الدكتورة...
وتركه وتوجه بالرحيل قائلا بسعادة _هفرح وأنا شايفك بتتشحور أنت كمان يا نمر ..
بقى أدهم كما هو يتراقب خطى زين المبتعدة ليضرب كف على الأخر قائلا بشفقة _لا حولة ولا قوة الا بالله الواد أتجنن ..
ورحل النمر ليجلب ما طلب منه فربما لا يعلم أنها تحمل بأغلي الجواهر إليه ....
بالقاهرة ...
وبالأخص بمنزل أحفاد طلعت المنياوي ...
أنهى الرجل تركيب الطاولة قائلا بأبتسامة هادئة _كدا تمام يا ضياء لو في حاجة تانية كلمني على طول ..
إبتسم ضياء وهو يتأمل الشقة بعد أن أكتملت بالأساس _تسلم ايدك يا حاج بكر بجد شوية عزال عال العال ..
تعالت ضحكات الرجل ذو الأربعون عاما قائلا بعملية _ربنا يتمم عليك بخير يارب ...
أخرج ضياء المال مقابل عمل الرجل قائلا بأحترام _تسلم يا غالي تعبناك معانا 
تناول منه المال قائلا بهدوء _تعبك راحه ..أتكل أنا بقا ..سلامو عليكم .
أجابه وعيناه هائمة على شقته المنتظرة _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وغادر الرجل تاركا ضياء بأحلام وردية ينسجها للغد القريب الذي سيصبح حافل بزواجه من عشق طفولته الخالد قطع أحلامه المنسوجة حينما ولج يوسف للخارج فوجده هائم بالفراغ فوضع يديه على كتفيه بسخرية _لحقت تسرح ..
تطلع لجواره بفزع _خضتني يالا يخربيتك ..
تعالت ضحكات يوسف قائلا بمرح _أيه اللي شاغل عقلك ..
إبتسم بهيام _هو في غيرها اللي أخدة عقلي من أول ما فتحت عيوني على الدنيا ..
أستند يوسف بجسده على الحائط مربعا يديه أمام صدره بسخرية _والله شكلي هسحبك أداب لو ما أتلمتش ..
رمقه بنظرة غاضبة _ بكرا الحنة وبعدها الفرح يعني أخد حريتي وأسرح براحة راحتي محدش عنده ليا حاجة ..
إبتسم يوسف بمرح _أه يا عم مين أدك ..
جذبه بسخرية _ما بلاش أنت يابو خطوبة شهرين ونص ھموت وأعرف عملتها أزاي ..
رفع تلباب قميصه بغرور _أنا طول عمري مميز ياض بس أنت اللي مش واخد بالك ..
جذب المفاتيح وتوجه بالخروج قائلا پغضب _طب يالا عشان نجيب الدعوات ..
لحق به بوسف فأغلق باب الشقة وتوجه الأخر للشقة المجاورة له فأغلقها هو الأخر قائلا بأبتسامة مرحة _محدش فيكم ذكي زيي جدك خيرني بين أنه يعملي خطوبة كبيرة وهيصه وبين أني البس دبلتين وأعمل الفرح معاك وبصراحه مترددتش ثانية ...
نظراته كادت أن تشتعل لجمرات فأشار له بالهبوط قائلا بتذمر _قصدك عشان تقرف فى اللي جابوني أنزل بدل ما أخلص عليك وأرتاح 
تعالت ضحكات يوسف وهبط للأسفل بسعادة تغمره هو الأخر ..
بالمنزل المقابل له ..
صاحت غادة بحزن _يعني محبكش السفر لأسكندرية غير على فرحنا ..
أجابتها مكة بأبتسامة رقيقة _فات الكتير ما بقى الا القليل على بكرا هيكون الأسبوعين اللي قالوا عليهم خلصوا وهيرجعوا ويحضروا معانا الفرخ
أغلقت الحقيبة بعد أن وضعت
 

تم نسخ الرابط