رتيل بقلم أية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


ضربات قلبه العاشق ومن ثم أصطحبها لترى صدق كلماته فى معزوفة عشق خاصة ...
بالمشفي ....
أغلق عيناه بقوة ومازالت بأحضانه يحاول مسرعا أن يمحى تلك الكلمة المريرة من ذهنه لا معشوقته مازالت على قيد الحياة ....بين يديه تهمس بأنفاسها المتقطعة من شدة أحتضانه لها .. جذبها أدهم بأصابع يديه المرتجفة ليرى وجهها بتفحص ليراها تتأملها ببسمة ودموع تغزو وجهها بسعادة لعشق النمر المتمرد على هذا القناع الخفي فظهر بوضوح ...أزاح دمعاتها بيديه قائلا بصوت مرتجف _ليه بتعملي فيا كدا ...لييه ..

تعلقت بين ذراعيه كالطفل الصغير لتقربه إليها حتى يستمع همساتها الضعيفة _عشان بحبك ...
إبتسم بتهكم علي حالها فأحتضنها مجددا قائلا بحزن _لو تعرفي أد أيه أنا بعشقك مش هتفكري تعيدها تاني ..
وحملها أدهم لينهض ببطئ فجذب أنتباهه عائلته وأصدقائه فمنهم من يبكي والأخرون يتأملون ما يحدث پصدمة وذهول ...
خرج بها لمكتب الطبيب فوضعها على الفراش الطبي ثم طلب منه أن يتفحصها مجددا وأن يصرح لهم بالخروج فلم يعد يحتمل البقاء بذلك المشفي اللعېن من وجهة نظره تفهم الطبيب ما يمر به وقدم له الأشاردات للتعامل معها ....
بمنزل طلعت المنياوي ...
كانت تجلس كلا منهم بجانب معتم البكاء يشكل على وجوههم پخوف على جيانا .....
زفرت ياسمين پغضب _أحنا هنفضل كدا كتير دا حتى تلفوناتهم مش بيردوا عليهااا ..
أجابتها صابرين پبكاء _وأحنا يعني بأيدنا أيه نعمله دا حتى مكان المستشفي منعرفوش! ...
مكة بصوت متقطع من البكاء _طب حاولي يا صافي تكلمي عبد الرحمن تاتي يمكن تلفونه أتفتح ..
أجابتها غادة مسرعة بدموع كالسيل _او شوفي ضياء ويوسف هما أكيد زمنهم وصلوا هناك ..
أشارت لهم بهدوء ورفعت هاتفها فى محاولة للوصول له تعجبن كثيرا حينما صدح صوت هاتف عبد الرحمن بالخارج فركضت مكة قائلة بړعب _عبد الرحمن بينه بره ...
خرجت لشرفة المنزل الخارجية لتجد سيارة بالخارج وأدهم ينحني بجسده قليلا فخرج حاملها بين ذراعيه ليتوجه لشقته بالطابق الأول ووالدتها ونجلاء يلحقون به هرولت غادة لحجابها ومن ثم توجهت إليهم بلهفة لترى شقيقاتها فلحقت الفتيات بها بلهفة .....
صعد بها النمر للأعلى بحرص كأنه يحمل قلبه الرقيق بين يديه ففتح أحمد الباب سريعا ليضعها على فراشه الوثير بعطره المختوم تأمل وجهها الهزيل بحزن وحطام تربص به فرفعت والداته يدها على كتفيه بحنان _هتبقى كويسة يا حبيبي متقلقش ..
أكتفى بأشارة بسيطة لها ثم رفع يديه لأحمد قائلا بحذم وثبات _هات الرشته يا أحمد هنزل أجيب العلاج ..
أشار له بهدوء _هنزل معاك ..
لم يحتمل أن يتجادل معه فتوجه للخروج بصمت ليلحق به أحمد على الفور ....
صعدت ياسمين وصابرين للأعلي فأقتربت منه قائلة بقلق _طمني على جيانا يا عبد الرحمن . 
رفع عيناه ليجدها أمامه بوجها تعتليه حمرة من كثرة البكاء فأحتضن يدها بين يديه بحنان _متقلقيش يا حبيبتي جيانا بخير ..
أشارت له بفرحة ثم أتبعت ياسمين للداخل ليجلسوا جميعا جوارها ...
صعد الحاج طلعت للأعلى بصحبة حازم وزين وأبنائه الثلاث فجلسوا بالقاعة الخارجية ليبدو عليه الحزن والقلق بعد يوما قضوه بأصعب ما يكون ..
خرج صوت زين بحرص _مفيش داعي للحزن دا يا جماعة الحمد لله أحنا أطمنا عليها والدكتور طمنكم ! ..
أجابه طلعت بيقين _الحمد لله يا ولدي كنا فين وبجينا فين ..أني كنت خابر زين أن الحيوان دا مهيسكتش غير لما يأخد بطاره من أدهم بس مجاش فى دماغي أنه يأخد طاره من حرمة ! ..
إبتسم حازم بخفة _دا مچرم حقېر يا حاج معندوش فرق بين الست ولا الطفل لأنه معډوم الضمير والأنسانية ...
آبراهيم بأبتسامة رضا _الحمد لله أنها جيت على قد كدا 
ولج يوسف للداخل لينضم لهم قائلا بعد تفكير لزين _بس أنا عايز أعرف ازاي قدرت تعرف مكان أدهم والحيوان دا بالسهولة دي الشرطة لو كانت أخدت وقت بالبحث عنه كانت هتأخد وقت ما يقلش عن ساعات! ...
أجابه زين وعيناه على طلعت بفخر _أنا طلعت على المكان اللي أدهوني الحاج ...
تطلعوا جميعا إليه بتعجب فرفع عيناه بهم بحذم _فكرني نايم على وداني إياك أني الحاج طلعت المنياوي متهغفلش واصل . ربنا رايد أن يحوصل إكده فى بنتنا وأنى مجدرتش أعرف كيف بيخطط لكني كنت خابر بمكانه وبراقبه زين عشان ميأذيش حد من أحفادي .
زادت نظراتهم بالفخر والصمت حليف كلا منهم فحتى الكلمات لا تعلم كيف تثني على هذا الرجل ! ..
صعد النمر للأعلى بعدما جلب ما طلبه الطبيب أمر طلعت المنياوي بعودة الجميع لمنازلهم فالوقت بات متأخر للغاية حتى مع رفض ريهام أن تترك إبنتها ولكن أمام أصرار أدهم وطلعت عادت لترتاح قليلا ...
وضع ما بيديه لجوارها ثم خلع عنه جاكيته أقترب منها ليتمدد لجوارها يحرر عنها حجابها .....ظل لجوارها يتأمل ملامحها بتفكيرا طال پخوف من فكرة قد شعلت لتصديقها لا فراقها بعيد المحال عن ذاك القلب فربما سيكون بأقسى أختبار له ......
رفع رأسها ببطئ لصدره ليقرب منها زجاجة المياه والدواء قائلا بهمسا خاڤت حتى لا يزعجها _جيانا 
فتحت عيناها بتعب شديد لتجد عيناه دوائها ربما تسرب آلمها بأكمله وربما تعمد ان يمتص ما بها بنظرته المطولة لها ....تناولت الدواء من يديه وبداخل قلبها قسم أنه سيكون سريع الشفاء فكيف لعاشق يتبعها بالدعاء لله وبعشقه النابع بأن يخذل ! ......
وضعها مجددا للفراش حينما أستمع لصوت آذان الفجر يعلو بالأنحاء ..ها قد حان وقت السکينة للطلب والرجاء ...أسرع ليتهيئ بلقاء مع الله عز وجل فى علاه ليقترب ويلقى التحية مرددا بصوت خاشع الله أكبر ...نعم هو الأكبر والأقوى ...نعم هو من سيلبي ندائك له ..هو من سيجيب دعواتك فهو عند حسن ظن عباده وأنت ظننت الخير به .....وقف النمر يردد الآيات القرانيه بصوته الخاشع بعد أن أختار البقاء بالمنزل ليكون جوار زوجته فأن غاب عنها للمسجد سيشعر بالقلق حيال أمرها ....
طال بالسجود وهو يبكي ويتضرع لله أن يشفيها ...أن يشفي من عشقها وتوجها فأصبحت الأختيار له على القلب ...طال سجوده بألحاح لطلبه بأن تعود مثلما كانت أو يلقى بأوجاعها بصدره هو.. فلن يحتمل صراعها كثيرا...
أنهى صلاته وتمدد لجوارها بأعين تشتاق لرؤياها هي غير عابئ بعيناه التى تجاهد للراحة قليلا فربما القلب كافي لشعوره بها ...
عاد زين لمنزله بعد أن طلب منه طلعت ذلك فصعد لغرفته ليرتاح بعد قضاء ليلا شاق ....
أغلق باب الغرفة ليجدها تجلس على الفراش بدموع أكدت له أن بكائها لمدة طويلة أسرع إليها زين بلهفة فجلس جوارها قائلا بستغراب _مالك يا همس في أيه  
رفعت عيناه به طويلا فى محاولة لكبح زمام أمورها فلم تتمكن من ذلك لتنهال عليه باللكمات الحاملة لڠضب عاصف ودموع قوية فتكت بها ...حاول زين التحكم بيدها فكورها بين يديه ببراعة ليتطلع لها ببرود فكيف ستصيبه بالآلم ويدها كالفراشة الرقيقة من قباع أنظاره ....
رفعت عيناها له بدموع كادت أن تقتله ليقول ببرود _أنا كنت شاكك من الأول أن دي أعراض ما قبل الجنون ودلوقتي أتأكدت
 

تم نسخ الرابط