متيم انا

موقع أيام نيوز

كروتتك زي ما عملت معايا ولفتني انا الراجل الكبارة طب والله براوة عليها الست دي.
همت لتصب به جام قهرها ولكن نرجس كانت قد أتت إليه بصنية القهوة لتضايفه قائلة بزوق متعمد.
الشاي يا حج ابو ليلة هو انتوا بتتخانقوا ولا ايه دا حتى النهاردة مينفعش خناق.
بحياء ليس بغريب عن رجل يعرف بالأصول ويعطيها حقها رد أبو ليلة مطرقا برأسه وعينيه في الأرض
ربنا ما يجيب عرايك ولا خناج ويعديها على خير ان شاء الله.
وقفت نرجس تنتظر تفسيرا أوضح ولكن النظرة القاتمة من شهد جعلتها تتحرك على الفور لتستئذن مغادرة بحرج رغم الفضول الذي ېقتلها ثم الټفت شهد إليه بتحفز فسبقها بقوله
من غير كلام ولا رط كتير انتي شايفة المهندس راجل زين ويستاهلك ولا عفش ومينفعكيش
باستنكار جلي وضح من تبدل ملامحها لتهتف بانفعال
يا ابوليلة انا معنديش نقد ع الراجل انا اعتراضي ع الموضوع نفسه مكنش في دماغي خالص حكاية الجواز فجأة الاقيني مخطوبة والنهاردة قراية فاتحتي طب ازاي.....
عشان النصيب.
قالها ليقطع استرسال هذيانها ليتابع بلهجة لينة حنونة
خفي على نفسك يا بت اخوي دي جراية فاتحة مش كتب كتاب وعلى راجل زين يتحط ع الچرح يطيب وامه اطيب منه واخوه جيمه وسيمة عيلة تفخري بيها وتساهليها......
صمت برهة أمام استجداء النظرات من عينيها وهذا الخۏف الذي اكتسى ملامحها ليستطرد بمزيد من اللطف
عيشي فرحتك النهاردة يا بتي وريحي مخك شوية من التفكير يا بت افرحي دي خالتك زبيدة وصبا ما 
جاعدين على حيلهم من امبارح كان هاين عليهم بجوكي من الصبح انا بس اللي منعتهم عشان يجوا العشبة بالمرة.
بعدو أقرب للركض كانت مودة تقطع الرواق في طريقها للذهاب يساعدها جسدها النحيف وطولها المتوسط في السرعة التي كانت تبدوا كالطيران بخفتها حتى خرجت من الفندق لتعتلي سيارة الأجرة التي كانت مصطفة في انتظارها وتنضم مع الأخرى قائلة بلهاث
اتأخرت عليكي
تبسمت ميرنا لتعتدل بجلستها اولا ثم تصدر أمرها للسائق حتى يتحرك قبل أن تجيبها
لا يا غالية
متأخرتيش ولا حاجة انا بس مستغربة النهتان دا كله هو انتي كنتي بتجري
أومأت مودة بهز رأسها وصدرها يصعد وبهبط بتسارع حتى تمكنت من التقاط أنفاسها جيدا لترد
مش جري بس انا كنت سريعة قوي في خروجي بعد ما اتأخرت في الوردية وبصراحة كنت عايزة اللحق قبل أتوبيس الموظفين ما يوصل. 
قصدك قبل البرنسيسة ما تشوفك
قالتها ميرنا بحدة تحدجها بغليل أربكها لترد بمماطلة لم تنطلي عليها
قصدك صبا يعني ليه هو انتي فاكراني جبانة ولا هي ست الأبلة اللي مسكالي العصاية انا بس عشان مش عايزة ازعاج منها ولا صداع.
يا شيخة اممم 
قالتها بتهكم صريح لم تغفل عنه مودة ولكنها تغاضت تتدعي التجاهل لتسألها عن الأهم الان
مقولتليش بقى هتاخديني على فين كدة
إبتسامة سريعة اعتلت ثغر الأخرى لتميل برأسها تقول بثقة
على أكبر مول في البلد كلها يعني كل المحلات هناك 
عشان نشتري كل اللي احنا عاوزينه نخرج من محل ندخل التاني دا غير الڤرجة ع العروض اللي هناك دا انا ههوسك.
بحماس كبير كطفلة توشك على الخروج في رحلة مع أباها هللت تصفق بكفيها مرددة
هاااي ايوة بقى يا أحلى ميرنا ما يحرمني منك 
ولا منك انتي كمان يا قلبي
قالتها بابتسامة تظهر على السطح المودة والطيبة وداخلها تخفي ظلاما من الغموض لا يعرف اخره إلا هي
في طريق ذهابه للمغادرة بعد انتهاء نوبة العمل وقعت عينيه عليها وهي تقطع طريقها من الجهة الأخرى بوجه تبدل عن ملامحها العادية فقد كانت عابسة شاردة في أمر ما جعلها لا تنتبه إليه إلا بعد مدة ليست قليلة من الوقت رغم وقوفه في انتظارها اتجاه أنظارها بالضبط.
بادرها بالسؤال فور أن اقتربت منه
انتي جاية منين يا صبا وفين صاحبتك اللي بتمشي معاها.
تنهدت بثقل تجيبه بحيرة وقلق تغلغل داخلها دون سبب واضح له
صاحبتي مشيت وسابتني انا روحت اسأل عنها في قسمها قالولي انها مخلصة شغلها من نص ساعة اتصلت بيها قالتلي انها في موعد ضروري طب هو إيه قالت انها هتعملي مفاجأة.
مفاجأة!
تلفظ بها متعجبا ليردف وهو يستكمل طريقه معها
طب وانتي ايه اللي مضايقك مش يمكن تكون مفاجأة سعيدة.
أتمنى.
قالتها لتصمت لحظات قبل أن تستطرد بما يقلقها
اللي محيرني انها عرفت تخبي عليا المرة دي مكدبش عليك بس مودة دي أخيب واحدة تعرف تخبي او تكتم سر مكشوفة دايما قدامي.
ظل صامتا بأعين مشبعة بالإعجاب يطالعها صبا المميزة والرائعة دايما لا تتوقف عن ابهاره الأ يكفيها تضخم قلبه بعشق ميؤس منه وقرب منها يهلكه بعذابا لا يجد له حل 
توقف بها أمام السيارة الصغيرة التي امتلكها بكده وعرقه ود أن يعزم عليها لترافقه حتى يوصلها للمنزل أن تشاركه الهواء داخلها فطريقهم واحد فخرج صوته بتردد
صبا لو حاسة نفسك هتضايقي من الرجوع وحدك في اتوبيس الشغل انا ممكن اوصلك.
نفت برأسه تفاجئه الرد
لا ما انا مش هركب الأتوبيس المرة دي اصل طريجي مختلف ابويا وامي سبجوني على خطوبة شهد بنت المرحوم صاحب ابويا وانا اتصلت بأوبر وهحصلهم.
اومأ رأسه بتفهم قبل أن يستدرك وتتغير ملامحه بشراسة قائلا
يعني هتركبي تاكسي مع سواق لوحدك 
أيوة طبعا وفيها ايه دي يعني
قالتها بعفوية قبل أن يفاجئها بعصبيتة
مفيش ركوب مع حد غريب لوحدك اركبي انا هوصلك المكان اللي انتي عايزاه.
ايوة بس انا طريجي غير طريجك.
هغير طريقي وهوصلك المكان اللي انتي عايزاه اخلصي يا صبا 
قالها حازمة مسيطرة لدرجة جعلتها تتحرك على الفور مذعنة لأمره بدون تردد لتستقل المقعد المجاور له في الأمام فجلس هو أيضا يتخذ مقعده خلف عجلة القيادة ولم يشعر بالوضع سوى بعد أن وصلته رائحتها المسکية لينتبه اخيرا لتهوره وقد طغى حضورها على الأجواء من حوله انها بجواره وداخل سيارته حسناءه الفاتنة التي لطالما ابتعد عن محيطها بإرادته انها بالقرب الان أيضا بإرادته بزفرة متعبه تحمحم يخاطبها بعد أن ابتلع ريقه وأنظاره موجهه للأمام يدعي الانشغال بالقيادة
اربطي حزام الأمان عليكي كويس يا صبا.
سمعت لتنفذ ما طلب منها بطاعة صامته ثم الټفت رأسها للطريق من نافذة السيارة بشرود اثار فضوله ليرمقها بنظرة جانبية سريعة قبل أن يعود لقيادته بتأنيب ضميره اليقظ دائما ليتمتم داخله بالإستغفار يناجي العون من الله.
كالأعصار ولج المنزل ليصيح على والده الجالس على مائدة الطعام يتناول وجبة غذائه
قاعد في بيتك وبتاكل كمان طبعا ما انت نايم على ودانك يا حج ومش داري باللي بيحصل. 
توقفت اللقيمة بحلق عابد ليكف عن المضغ متسائلا بحنق
نعم يا روح امك داخل زي زعابيب امشير وبتهلفط بكلام مش مفهوم أنت شارب ولا شامم يالا
لا انا شارب ولا انا شامم انا بس صعبان عليا الهيبة والمرجلة لما يداس عليها وتتعامل زي الغربا.
قالها وتقدم بخطواته ليميل برأسه نحو والده يردف بغليل وحقد يريد بث الفتنة بقلب الرجل
المحروسة اللي بتشكر فيها وفي تربيتها قرطستك وراحت اتخطبت في بيوت الناس من غير ما تعملك اعتبار ولا خاطر وكأنها ملهاش أهل .
ضاق الرجل وفاض به ليهدر به ساخطا بنفاذ صبر
ما تفسر يا بن الهبلة وبطل اللغازك انا معنديش مرارة . 
وقبل أن يهم ابراهيم بالرد سبقت
تم نسخ الرابط