متيم انا
المحتويات
وانتي بقى هتروحي على غرفة الملابس وتلبسي اليونيفورم بتاعك على ما ابلغ انا الريسة بتاعتك واللي هتوجهك للعمل بتاعك.... وادي الإمضة.
في جناحه الخاص في الطابق الثاني من الفندق وقفت أمام المرأة بعد ان أنتهت من ارتداء ملابسها بقلم الحمرة كانت تزيد على شفت يها بمبالغة اعتادت عليها ثم استقامت لتعدل على الجيبة الضيقة والسترة المفتوحة لتغلق ازرارها حتى تقارب هيئتها ولو قليلا النظام السائد لعاملات الفندق شعرها العسلي بفعل الصبغة كانت تنثر في خصلاته الطويلة..
هتف بها عدي وهو خارج من حمام الجناح بالمئزر القطني الأبيض يجفف بالمنشفة على شعر رأسه المبلل والټفت له هي قائلة بلهفة وميوعة
الله يا باشا مش لازم برضوا اطلع كدة بهيئة تشرف ولا انت عايز الخوجات يقولوا إن بنات الفندق هنا سكة وأي كلام
ضحك بصوته العالي ليتناول فرشاة الشعر خاصته كي يمشط بها وهو يقول بمرح غامزا بعينيه
ردت بضحكة مائعة
العملة الصعبة العملة الصعبة تحيي النفس وتدي طاقة.. بس إيه بقى مفيش في القلب غيرك يا باشا.
مال برأسه إليها بابتسامة ساخرة ونظرة كاشفة يرد بلهجة حازمة
ماشي يا ميرنا نعديها دي اطلعي وشوفي شغلك انتي متأخرة يجي ساعة دلوقتي.
واستدار هو ليتناول هاتفه كي يتصل بشريكه والذي لم يننظر كثيرا حتى أجابه
عدي باشا انتي فين يا عم مش باين من الصبح ضحك المذكور وهو يجلس على طرف التخت ليرد
اطمن يا كارم مسافرتش ولا
وروقت نفسك.
قالها كارم بفراسته المعتادة وضحك الاخر مرددا
وروقت نفسي يا سيدي ما انت عارفني مطيقش النكد.
هتف كارم من الجهة الأخرى
يا حبيبي طب شد حيلك وتعالى بسرعة خلينا نشوف أمر المناقصة اللي كلمتك عنها امبارح عايزين نسبق.
انهى المكالمة ليلقي نظرة على سجل الاتصالات فوجد عدد من مكالمات أخيه ولم يجد واحدا من زو جته غمغم بالسباب وهو يتطلع لصورتها يخاطبها
ماشي يا بنت ال.... خلي القنعرة اللي رسماها عليا تنفعك ولا تفتكرى اني هعبرك اصلا بلا قرف.
حركت برأسها يمينا ويسارا لتدلك بكفها على رقبتها.
إيه تعبتي
قالها شادي وهو يلج لداخل الغرفة بخطواته المسرعة كالعادة انتظرته حتى جلس على مكتبه لترد بحرج
مش لدرجة التعب يعني بس هي رقبتي حاجة مش مستاهلة يعني.
ضيق عينيه باستدراك فجأة ليسألها
هو انت بتتكلمي صعيدي ولا بحري يا صبا
بحري انا بتكلم بلغة البلد هنا .
قالتها بعفوية لتجده يقارعها بقوله
بس انا سمعتك امبارح بتتكلمي مع رحمة وتاخدي وتدي معاها بالصعيدي بالظبط زي ما سمعنك قبل كدة بتتكلمي مع والدتك.
خجلت بشدة وخرج صوتها الهامس بتقطع تقول
لا ما انا... مش بتكلم صعيدي غير... مع الناس اللي اعرفهم واخد عليهم... هي بتيجي معايا كدة.
قالها لترفع عينيها إليه فتقابلت مع سوداوتيه وقد تجمد بالنظر إليها كالمسحور يجذبه كل شيء منها خجلها البراءة التي تشع منها الجمال الرباني وهذه العينان التي اختلط لونها ما بين الأخضر والبندقي ليزيد على هالتها انجذابا.
هي مودة شغالة فين دلوقتي اصل بصراحة عايزة اطمن عليها.
قالتها لينتبه إليها فقد بدا لها كالتمثال شعر بنفسه وتحمحم ليجيبها وهو يلقي نظرة سريعا في الملف الذي أمامه قبل ان يدون على شاشة الحاسوب بعض المعلومات به
الريسة بتاعة مودة ست راقية ومحترمة اطمني
طب كويس.
تمتمت بها قبل ان تجيب على هاتفها الذي دوى باتصال من والدتها
ايوة يا أمي........ انتي وابويا........ طب مش كنتي تستنيني جبل ما تمشي...
بدون إرادته توقف عما يفعله واسترق السمع لتلفظها
بلهجة الجنوب وطريقة نطقها بصوتها الرقيق في الحديث مع والدتها حمد ربه انها تخفيها للأقرباء فقط
حتى لا تزيد على سحرها بالصوت أيضا وهو لا ينفصه.
استغفر ليعود لعمله ولكنها أجفلته بقولها
هو ميعاد الانصراف امتى
ميعاد الإنصراف مش باقي عليه كتير كلها ساعة ولا ساعتين وتروحي بتسألي ليه
تبسمت تجيبه وهي تعود لحاسوبها
اصل طلع عندنا خطوبة فجأة كدة.
توقف ليلتفت لها ويسألها بحدة هاتفا
خطوبة مين
تعقد جبينها بدهشة من هيئته
خطوبة اخت شهد بنت صاحب ابويا وفي مقام بنته.
اومأ رأسه يتنهد بارتياح نسبي ليشيح رأسه عنها باضطراب اصابه لمجرد الفكرة وهو الأعلم باستحالة ما يتمناه إذن لما هذا العڈاب الذي يعيشه بقربها وهو يعلم بالنهاية المحتومة
تنهد من عمق ما يشعر به من يأس ليتمتم داخله ببؤس
صبرني يارب.
...
في الشارع الذي تزين بالأنوار المبهجة بڼصبة كبيرة وضع بداخلها عدد هائل لكراسي المدعوين وسماعات الدجي التى احتلت الأركان وبعض الزويا ثم الدجى نفسه بالقرب من منصة العرسان التي صممت بارتفاع لتصبح على مستوى نظر الجميع القت شهد نظر اخيرة ثم الټفت بانتباه نحو مساعدها تسأله
عبد الرحيم احنا نسينا البوفيه صحيح.
سمع منها المذكور ليستدرك ضاربا بكفه على جبهة رأسه قائلا
يا نهار ابيض دي فاتت علينا
زفرت متخصرة تردد بنزق
هي دي بس اللي فاتت علينا احنا كل شوية نفتكر حاجة جديدة كنا نسينها انا مش عارفة امتى اليوم دا يخلص بقى
اقترب عبد الرحيم يقول بضيق
ما هو دا الطبيعي يا ست شهد امور السربعة وكل حاجة تتم في يوم و ليلة دي هي السبب دا غير ان احنا كنا شغالين الصبح يعني كان لازم تأجلي الخطوبة ليوم اجازة إن شاالله حتى الجمعة .
ناظرته بامتعاض ثم الټفت تتنهد بتعب وعينيها ترتفع للسماء مغمغمة
ويعني انا كان بخاطري دا انا لو عليا الغيها دلوقتي ومن قبل ما تبتدي حتى بس اعمل إيه يالا بقى...
بتقولي حاجة يا ست شهد
هتف بها عبد الرحيم والټفت إليه تأمره بعملية
مبقولش حاجة المهم دلوقتى بقى عايزاك تتصل بعبيد اللي بيعمل شاي ومشروبات عندنا في الموقع وخليه يشوف حد لو يعرف وان كان هو يرضى يبقى يجيب عدته وانا هرضيه باللي يقول عليه.
تمام يا برنسيسة.
تفوه بها عبد الرحيم واستدرا مغادرا على دراجته البخارية يردد
انا هروحلوا بنفسي افهمه الوضع على الأرض عشان يعمل حسابه.
نظرت في أثره ثم الټفت بعدها إلى عمها مسعود ابو ليلة والذي كان يتحدث بحدة مع الرجل صاحب الفراشة ويجادله بحنكة ثمن الليلة
تتطالعه بنظرة ممتنة وابتسامة ببعض الارتياح فلولاه ولولا عبد الرحيم مساعدها ما كانت انتهت من نصف التجهيزات تعلم انها كفاءة لتقضي كل شيء وحدها ولكن المساعدة وخصوصا من المخلصين تسهل على الفرد الكثير وتقصر المسافات.
الټفت تتجه نحو منزلها لتلقي نظرة ايضا على المطبخ وما
متابعة القراءة