متيم انا
المحتويات
وانتي جاية بصفتك موظفة عند رئيسك صاحب العمل بخصوص مشكلة تخص زميلتك في العمل.
توقف برهة يصله صوت أنفاسها ليتابع بصرامة
قدامك ساعة تحصليني فيها قبل ما امشي واسيب المطعم دا لو عايزة حل لصاحبتك لكن لو مش عايزة انتي حرة أنا مش راجل فاسد ولا سيء السمعة عشان تخافي مني عن أذنك يا صبا.
قالها وأنهى المكالمة ليتركها في تخبطها وقد فاز في هذه الجولة بتكبيلها ونزع الخيارات عنها لتوافق مجبرة فلا مناص من التهرب او التراجع لقد بدأت طريق ومن الواجب أن تنهيه ضړبت بقدمها على الأرض
وايه تاني كمان كملي.
قالها ابراهيم في جلسته مع أمنية على إحدى الكافيهات الشعبية والمنتشرة على كورنيش النيل بكثرة لتتابع له الأخرى بأسلوب يقارب الولولة وهو يستمع بانتباه شديد دون كلل أو ملل
قصدك إيه يا أمنية مش فاهمك
ضړبت بكفتيها على فخذيها مرددة بغباء أعماها عن هيبته الغير مطمئنة
لأ انت فاهم يا ابراهيم يعني متعملهمش عليا دا انت يدوب لبستني الشبكة وكأنها خلصت على كدة مفيش مرة جيبلتي فيها شنطة ولا جزمة ولا بوك حتى مش هدووم بالكوووم كدة مرة واحدة.
عينك زاغت ع البشمهندس ابن الناس يا أمنية ومبقتش انا مالي عينك صح
بوجه انسحبت منه الډماء وقد وعت لنفسها بعد هذا الإسهاب الأحمق منها لتردد نافية على الفور بړعب تخشى رد فعله العڼيف
لا والله يا ابراهيم أنا عمري ما اقصد الكلام ده دا انا بس بقول ع الهدايا ااا أصلها عجبتني بصراحة وبنفس الوقت اضايقت عشان انا الصغيرة يبقى انا الأول بالدلع ده كله مش هي.
يا بت خالتي انا مش غريب عنك انتي عرفاني وعارفة حالي م الأول أينعم ابويا مقتدر بس انا اخري باخد اجرتي زي أي عامل عنده في الدكان يعني هاجي اي بقى جمب البشمهندس خطيب اختك ولا اخوه الظابط ولا والدته اللي عاملة فيها الست المتواضعة وهي راشقة في عيلة تسد عين الشمس
إنت جيبت المعلومات دي منين
سألته وقد اعتراها اندهاش شديد من كم المعلومات التي يلقيها عليها مرة واحدة وبدون تمهيد فجاء رده بنبرة تقارب الإقناع
طبعا سألت عشان اعرف أصلهم وفصلهم ولا انتي فاكراني هعديها كدة ان واحد غريب يدخل على خالتي وبنات خالتي من غير ما اعرف هو مين ولا عيلته ايه
كالعادة وبدون تفكير أو تدقيق صدقت حجته لتردف بغليلها
عشان كدة بقى شايفة نفسها وبتقول يا أرض انهدي ما عليكي قدي طبعا من حقها فضلت تستعبط وتقول انا مش عايزة اتجوز وهي بتنمر ع الجوكر اللي يقش ااه.
خرجت الأخيرة منها بحړقة تعض على قبضتها المضمومة من الغيظ عقب على هيئتها بابتسامة ماكرة
محروقة منها أوي انتي يا أمنية.
ردت موافقة بتحسر
أوي يا ابراهيم أوي اصلك متعرفش هي اتغيرت وبقت ازاي دي بقت مهتمة أوي بنفسها بتحط كريمات ومكياج وتلبس الجديد لو شوفتها النهاردة وهي نازلة الشغل هتصدق كلامي .
شوفتها.
دمدم بها بداخله وبذهنه يعيد الصورة الجديدة لها أو بمعنى أصح تستعيد أمجادها القديمة في الجمال والأناقة التي كانت تتميز بها دونا عن كل فتيات المنطقة الحلم الذي كان يؤرق لياليه طويلا.
سرحت في إيه يا براهيم
قالتها أمنية لينتبه لها فنظر لها بمكر قائلا
في حالكم طبعا يا أمنية اصلي يعني جوازة عليوي زي دي أكيد لازمها جهاز عليوي من اختك ودا طبعا هيكلف أضعاف.
رددت بسخط وقد تلون وجهها بالڠضب
يكلف أضعاف ودي هتجيب منين ان شاءالله ولا هي فالحة بس تعملهم عليا وتقول ان مفيش فلوس لجهازي
مط بشفتيه يردف بفحيح
يبقى لازم تخلي بالك يا أمنية وتبقي عينك على كل قرش داخل أو خارج دي ممكن تشتري عمارة وانتوا بهبلكم مش حاسين.
وقع قلبها تحت قدميها لتصيح بعدم احتمال تخيل الفكرة نفسها
يا نهار اسود يعني ممكن تعملها صح طب انا هعرف ازاي يا ابراهيم
أخرج من فمه دخان كثيف بانتشاء وقد وصل إلى مبتغاه ليردف
انا هقولك يا أمنية هتعملي إيه
وصلت إلى الطابق الثاني من المطعم بعد سؤالها عنه في الأسفل فور ولوجها بداخله لتجد إحدى النادلات تسحبها من يدها بعد أن عرفت عن هويتها ثم تأتي بها إلى هنا في هذه القاعة الفاخرة والمحاطة بالزجاج الشفاف من كل الجهات بإضاءة طبيعية نتيجة الشمس التي تحدها من جميع النواحي ومع برودة المكيف المركزي لتجعل جوا مميزا من الرقي والرفاهية المبالغ فيها وصاحب المطعم جالسا على طاولة مستديرة وحده ارتصت أمامه العديد من الأصناف الخاصة بالمطعم يتابعها بعينيه وهي تقترب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة يطبق على أنفاسها مع هذا الهدوء المريب وخلاء المطعم من الرواد.
السلام عليكم.
القت التحية فور أن وصلت إليه لتجده انتفض واقفا بزوق أجفلها لتمتد كفه إليها بغرض المصافحة قائلا
وعليكم السلام إزيك يا صبا
بفعل طبيعي اضطرت لمبادلته المصافحة مع إحساس بعدم الجدوي لذلك الا تكفي التحية الشفهية
اهلا يا فندم.
قالتها باقتضاب وقد تمكنت من سحب كفها سريعا أدهشه فعلها فابتسم ليجلس ويدعوها
اقعدي يا صبا.
خرج ردها سريعا بانفعال
اقعد فين يا فندم المطعم فاضي.
زاد اتساع ابتسامته وهو يستريح بجلسته على المقعد قائلا بتسلية
فاضي فين يا صبا امال انا قاعد هنا بعمل إيه ولا الجرسونات اللي واقفين ورايا دول شفافين أوي لدرجادي يعني عشان متشوفيهمش
نظرت صبا نحو ما يقصد لعدد من الندلاء فتيات وفتيان واقفين بتأهب لخدمة السلطان المعظم والذي كان يستفزها بعنجهيته وهذا التعالي المبالغ فيه رغم تكرار دعوته بلطف
يا صبا اقعدي هو انتي هتفضلي واقفة
أخرجت كتلة من الهواء محتجزة داخل صدرها لتجلس وتنهي هذا المشوار الثقيل.
انتشى بداخله ليبادره بقوله
اتفضلي بقى افطري معايا
باستنكار اعتلى ملامحها ردت بالرفض محتجة
لا طبعا مينفعش افطر حضرتك افطر انت بألف هنا وشفا.
قابل رفضها بمناكفة قائلا
ومالك بتقوليها وانت متعصبة كدة دا فطار يعني حاجة بسيطة ثم انا كمان محبش اكل لوحدي.
بدت الشراسة تتراقص على صفحة وجهها بشكل زاد من تسليته لترد بانفعال يقارب الفظاظة
يا فندم بقولك مينفعش دي عادة واتعودت عليها أخري كباية شاي بلبن وفيها بسكوتة أكتر من كدة مقدرش.
طب ما هي دي عادة غلط على فكرة يا صبا لازم الفطار يبقى متكامل عشان صحة الفرد.
قالها ببرود كاد
متابعة القراءة