متيم انا
المحتويات
ېصرخ على مساعدها بجزع
شوف لنا دكتور يا عبد الرحيم هات لنا دكتور بسرعة.
..
بالقرب من البناية التي تقطن بها توقفت سيارة الأجرة الجماعية لتترجل منها فوقعت عينيها على مساعد شقيقتها الذي كان خارجا منها مهرولا بخطواته هتفت به توقفه وقد اقلقها هيئته
عبد الرحيم استني هنا.
التف إليها الاخير وتوقف ينتظرها حتى اقتربت لتسأله
اه يا ست رؤى اصلي كنت جاي اطمنكم ع الست شهد لتقلقلوا على غيابها.
رددت خلفه بتوجس
تطمنا على غيابها! ليه هي مالها شهد وايه اللي يخليها تغيب
بدا على وجه عبد الرحيم الحرج مما زاد على رؤى بالشك لتعيد السؤال بقلق
ما تقول يا عبد الرحيم ما لها اختي انا خرجت من المدرسة ع الدروس يعني من الصبح غايبة عن البيت اختي مالها
اهدي بس اهدي وخليني افهمك شهد اختك كويسة والحمد لله المشكلة حصلت عندنا في الموقع عامل الڼصبة اللي شغال معانا بقالوا سنين حصلتلوا حاډثة وهي بس عشان قلبها رهيف مستحملتش فوقعت من طولها......
اختي انا وقعت من طولها
هتفت بها مقاطعة فتابع لها يستطرد بعفويته
يا ست افهمي هي بس حصلها تعب في أعصابها...
قاطعته للمرة الثانية بجزع ارتسم على ملامح وجهها حتى أشفق عليها وحاول طمأنتها ولكنها بدت وكأنها تعلم ما حدث بقولها
هي شافت الحاډثة بعينها عشان كدة تعبت صح
لا والله ما حصل هي بس شافته وهو خارج من اوضة العمليات راحت وقعت من طولها.
قالها بغرض تهدئتها ولكن ما حدث هو أن زاد من ارتياعها لتصيح به
تنهد بتريث يجيبها
يا ست رؤى افهمي انا جيت ابلغ الست والدتك عشان اخدها معايا ع المستشفى لو حبت بس اختك امنية قالتلي امشي واحنا هنحصلك يعني مينفعش اخدك لوحدك منظرها مش حلو شوفيهم فوق لو حابين اتصلي بيا وانا اجيب تاكسي واخدكم معايا.
توقف ليتحرك قبل أن يستئذان
ذهب عبد الرحيم والټفت هي مسرعة نحو منزلهم
حتى إذا وصلت هناك هتفت بوالدتها التي فتحت لها الباب
ماما انتي لسة قاعدة بهدوم البيت مخرجتيش ليه مع عبد الرحيم يوديكي عند شهد
تلجلجت نرجس قليلا بتوتر قبل أن تجيبها
أجابتها رؤى تردف على عجالة وهي تدلف لداخل المنزل
انا قابلت عبد الرحيم وهو نازل من عندكم وقالي المهم يالا بقى خلصونا يا أمنية ياللا يا أمنية...
ردت الأخيرة وهي تخرج لها من الغرفة
ايوة أيوة يالا إيه بقى هو احنا رايحين فسحة
تفاجأت رؤى وهي تجدها بملابس المنزل هي الأخرى تضع الهاتف على أذنها وتتحدث بهدوء لتصيح بها
هو انتي كمان لسة ملبستيش امال امتى هتجهزي زي ما قالت والدتك بلاس برودك دا دلوقتي يا أمنية عايزين نلحق نطمن على شهد.
بملامح ممتعضة ردت أمنية
وانا يا اختي مانعت ولا اعترضت ما قولنالك رايحين بس بقى بالأصول عشان انا واحدة مخطوبة ولازم استأذن خطيبي الأول قبل ما اتحرك خطوة من البيت هو محرج عليا في كدة.
صړخت رؤى تخرج عن طورها الهادئ
تستأذني خطيبك على مشوار اختك اللي وقعت في المستشفى ومحدش فينا معاها لييه كان كاتب كتابه دا حتى لو كان برضوا في حاجة زي دي مش عليكي حرج.
اهتزت بجس دها المكتنز لتقول بأعين متهربة
برضوا مينفعش انا لازم استأذن.
بوجه محتقن وأعصاب على وشك الانفجار خاطبيتها رؤى
ماشي يا ست المطيعة خلصينا بقى ونيلي اتصلي مستنية ايه ولا التليفون أصلا على ودانك بيعمل ايه
ردت أمنية بصوت مرتبك
ما انا بحاول من ساعة ما مشي الواد ده اللي اسمه عبد الرحيم بس ابراهيم لسة ما بيرودش باينه نايم بقى ولا إي.......
كمااان.
صړخت بها رؤى لتتابع بعدم احتمال
عايزة تنتظري لحد اما يصحى الباشا ولا يتكرم ويرد عليكي لا بقى دا ما سموش برود دي التناحة بعينها..
تحركت بخطواته تردف
انا رايحة لعبد الرحيم رايحة معايا يا ياما
اضطربت حدقتي نرجس وذهبت أنظارها نحو أمنية التي ضيقت عينيها بتحذير لكن رؤى كانت اقوى في صيحتها
اتحركي بقى يا ماما هو انتي لسة هتستني الهبل ده بنتك عايزة تستنى المحروس بتاعها يبقى مع نفسها لكن انتي مينفعش قعادك اكتر من كدة يالا يا ماما.
أتى التوبيخ بنتائجه على نرجس التي ركضت بخطواتها سريعا حتى دلفت لغرفتها مذعنة لأمر رؤى والتي وقفت تتبادل حرب النظرات مع أمنية الساخطة بعد أن أفحمتها بحزمها وقوة شخصيتها رغم صغر سنها وفرق العديد من السنوات بينهن.
صړاخ وعويل رجال ونساء حولها يناظرنها بشفقة وهمسات وكلمات عديدة لم تفهم منها شيء وهي مصرة أن تتخطى وټقتحم داخل المنزل المكتظ بالبشر حتى دلفت لداخل الغرفة الحبيبة فذهبت بعينيها نحو الفراش لتجد أمامها جس د مستلقي عليه دون حراك مغطى نصفه بملاءة بيضاء والنصف الأعلى مكشوف لتكمل بأنظارها على الجلباب المغبر ثم الوجه المغرق بالډماء والأتربة تغطى معظم ملامحه و..... لقد علمته!.... إنه هو.... هو ... باباااا ......
صړخة قوية شقت حلقها والصور القبيحة والمؤذية تتداخل أمامها ببشاعة وكأنها بداخل هوة سحيقة تبتلعها يختفي بها كل شيء إلا من صوت ضعيف يأتي من بعيد ويقوى شيئا فشيء
شهد فوقي يا شهد شهد شهد.
خرجت الأخيرة بقوة تتنزعها من ظلمتها لتجد وجهه أمامها بجزع يردد لها
هو انتي كنتي بتحلمي يا شهد انا بكلمك.
كانت تتنفس بصعوبة وأعين جاحظة على ملامح ملتاعة جعلت قلبه يسقط داخل ص دره يردد لها
يا شهد فوقي وكلميني ولا اروح اندهلك الدكتور.
دكتور إيه
همست بها لتستعيد وعيها اخيرا وترى الصورة جيدة داخل الغرفة ذات الجدارن البيضاء ابرة مغروزة على ظهر كفها موصولة بأنبوب طويل لمحلول معلق في اعلى العمود الرفيع بجوار التخت النائمة عليه وهذا المدعو حسن مائلا بجس ده نحوها ومازال يخاطبها بقلق
انتي واعية دلوقتي عشان تكلميني ولا اجيب الدكتور زي ما قولتلك
نفت برأسها واستدركت لتتمالك وتعتدل بجزعها على الفراش الطبي لتحاول بيأس السيطرة على ارتجافها والذي فضحه صوتها المهزوز
هو انا إيه اللي حصلي وليه المحاليل والرقدة هنا على سرير المستشفى
تحمحم حسن بعد ان اطمأن قلبه قليلا بعودتها وتناول المقعد القريب ليجلس بالقرب من تختها ويجيبها
المحاليل والرقدة هنا في المستشفى دا بأمر من الدكاترة بعد انتي ما اغمى عليكي.
رددت خلفه متسائلة بعدم تذكر
أغمى عليا انا اغمى عليا طب ليه
الكلام دا حصل بعد ما شوفتي عبيد وهو خارج من اؤضة العمليات يا شهد.
قالها حسن ليجد انعكاس كلماته على ملامحها التي تغضنت بتأثر تغمض عينيها پألم وكأن تذكرها لعبيد اعاد عليها ذكرى اپشع....
سألها حسن يجفلها
شهد هو انتي إيه اللي خلاكي افتكرتي والدك
زادت بإغماض جفنيها لعدة لحظات صامتة حتى جاء ردها في الاخير برفض
ممكن ماتسألنيش السؤال ده عشان بصراحة لا انا عايزة ولا قادرة ارد.
تطلع بعينيها وهذا الرجاء بهما ليرى جرحها الغائر والذي تحاول جاهدة أن تخفيه خلف قشرة
متابعة القراءة