متيم انا
المحتويات
الشغل بس دا ميمنعش اني بحب اعمل حاجتي بنفسي والأكل دا بالذات بعمله في اي فرصة اخد فيها اجازة من الشغل.
هلل وجهها فجأة بالفرح ولكنها تمالكت لتذكر التعب وتعد إليه فقالت بمكر
برافوا عليكي طب تصدقي بإيه أنا بقالي سنين مكلتش برا بيتي لا في عزومات ولا خروجات بس وربنا لو انتي لو عزمتني ما هرفص انا عندي رغبة ادوق أكلك نفس ادوق اكل المقاول شهد.
حاضر من عيوني الاتنين ادوقك أكلي في أقرب فرصة بس انتي قومي.
يا حبيبتي تسلملي عيونك.
قالتها مجيدة قبل أن تجفل على اقټحام ابنها للغرفة يحمل على يديه صنية لكوب ساخن وأخرى علبة مشروب غازي بوجه متجهم قائلا
الساقع لشهد والمشروب السخن ليكي يا ماما..
قالها وهو يدنو بالمشروبات نحوهن القت مجيدة نظرة ممتعضة قبل أن تعقب مخاطبة شهد وتشير بي ديدها
استشاط الاخير من الڠضب والإحراج ليهتف بوجه مكفهر
جرا إيه يا ماما دا انا جايبلك الصنية نضيفة وغاسلها بنفسي دي جزاتي يعني
انتقل الحرج إلى شهد لتنهض عن التخت مستغلة انشغال مجيدة مع ابنها وتستأذن بحرج
ردت مجيدة بلهفة
هو انتي لسة لحقتي قعدتي طب حتى اشربي العصير بتاعك.
همت شهد أن تجدد عذرها ولكن حسن كان الأسبق
شهد مش فاضية للقعدة يا ماما دي وراها أشغال ياما هي مش خلاص اطمنت عليكي وانتي بقيتي تمام اهو.
قال الاخيرة بمغزى نحو والدته والتي فهمت عليه فقالت
الحمد لله ربنا يباركلها بنت أصول.
طب سماح المرة دي يا شهد بس بقى لازم تاخدي واجبك دي أول مرة تدخلي بيتنا حتى على الأقل اشربي الساقع.
خالتي والله ....
لا والنعمة ما تخرجي من غير ما تضايفي.
هتفت بيها مجيدة تقاطع شهد بإصرار زاد من حرجها وزاد من احتقان الاخر ليخطف علبة الكنز قائلا
وادي علبة الساقع معلش يا شهد اشربي وانتي بتسوقي لجل عيون ست الكل.
شهد متنسيش اللي اتفقنا عليه.
تعقد حاحبي الأخيرة بتفكر قبل ان تتذكر سريعا وتجيبها
حاضر من عيوني.
تسلم عيونك.
قالتها مجيدة وانتظرت حتى وصلت الأخرى لمخرج الباب فهتفت عليه مرة أخرى
أنا كدة اتأكدت إن دي نمرتك يا شهد وانتي كمان عرفتي نمرتي هتقبلي بقا لما اتصل بيكي ولا تتبرعي وتتصلي انتي بنفسك
رددت بها ثم غادرت سريعا قبل ان توقفها مرة أخرى والتف حسن بنظرة خاطفة متوعدة قابلتها مجيدة باستخفاف قبل أن يعود ليلحق بالأخرى لتمصمص هي بشفت يها وتعتدل لترتشف من كوب المشروب الساخن رشفة كبيرة جعلتها تردد على الفور ساخطة
يا ابن الجزمة عامل فيا مقلب ومخليها من غير سكر خالص.... ماشي يا حسن
في غرفة الكشف وأمام الطبيب الإنجليزي والذي كان يلقي بنظره شاملة على الملف الذي امتلاء بالأشعة وصور التحاليل التي طلبها منهم سابقا بتوتر مهيب كانت تتنقل بنظرها من الرجل وإلى زو جها الذي كان متكتف الذراعين بسأم وقد مل من تكرار التعب في شيء يعلم نتيجته سابقا.
مستر مصطفى و مدام عزام
هتف بها الطبيب بلكنته الأجنبية فور ان رفع رأسه عن الأوراق أجابته نور بلهفة وتوتر
نعم يا دكتور.
تنهد الرجل يخلع عن عينيه النظارة الطبية ثم قال بلغته يوصف بشكل دقيق عن نتائج الاختبارت التي طلبها والتي تظهر بشكل واضح السلامة الجس دية لكلاهما من أي عيب يمنع عنهما الإنجاب. فهتفت به نور بعدم تصديق
ازاي يعني لما انا وهو معندناش عيب في أي حاجة أمال مش بنخلف ليه مفيش حمل حصل حتى ولو كاذب لييبه
عصبيتها أجفلت الطبيب حتى جعلته يطالعها پصدمة ارتدت على مصطفي ليهدر بصوت حازم وكفه تطرق على سطح المكتب بينهم
إهدي يا نور الدكتور مغلطتش.
الټفت إليه تسأله برجاء
ولما هو مغلطتش يبقى العيب فين إيه اللي منعني ومنعك عن الخلفة يا مصطفى
زفر الاخير يتمتم بالإستغفار ويناجي ربه بالصبر وتدخل الطيبب يخطابها بهدوء
مدام عزام لا يجب عليكي أن تنفعلي بهذا الشكل نحن الأطباء لا نملك الحيلة أنا أخبرك بسلامة جس دك
ليستقبل طفل والصحة السليمة لزو جك أيضا وهذا يخبرك أن المسألة مسألة وقت.
رددت خلفه بسأم وتعب
تاني هتقولي وقت هو انا معنديش في قاموس حياتي غيرها الكلمة دي
أمال عايزاه يقولك إيه
صاح بها مصطفي ليتابع بصرامة
يطلعلك عيب بالعافية! انا كنت عارف من الأول إن هي دي النتيجة وعشان كدة كنت ممانع المشوار من أوله.
انتبه فجأة على نظرة الطبيب الذي طالعه باستهجان ققال باعتذار
أنا آسف يا دكتور بس ارجو منك تقدر الوضع اللي انا فيه.
قالها ونهض لينهض امرأته والتي كانت على
حافة بوادر اڼهيار ليستئذن منه وينصرفا الاثنان.
بداخل السيارة التي كان متوقفا بها في إحدى شوارع مدينة لندن الخالية إلا من عدد قليل من المارة التي تعدو حولهم كان يجلس صامتا خلف على مقعد القيادة ينتظر پألم انتهاء نوبة البكاء التي انطلقت بها منذ خروجهما من عيادة الطبيب واستقلالهم السيارة ولم تتوقف حتى الان حتى قال بتعب
وبعدين بقى يا نور هنفضل بقى بقية اليوم كله هنا واقفين في الشارع المختصر ده على ما تخلصي انتي عياط.
رفعت رأسها وعينيها المغرقة بالدموع ترد بصوت مبحوح
طب واعمل إيه بقى إن كنت مش قادرة اوقف ولا انت مش زعلان زيي يا مصطفى.
رمقها بنظرة تختزل داخلها بحورا من العڈاب الذي يكتمه بداخله حتى لا يزيد على عڈابها ليقول
وافرضي زعلان! إيه بإي دي أدي الله وادي حكمته عندنا الصحة وعندنا المال لكن رزق الأطفال...... شي مقدر بإي د ربنا. لو رايد تمام ولو مش رايد بقى......
قاطعته مرددة
لا أكيد رايد ان شاء الله بلاش يأس وحياتي يا مصطفى انا فيا اللي مكفيني.
قالتها وانخرطت في موجة جديدة من البكاء لتزيد من شفقته عليها فتناول كفها ليقبلها وقال يخاطبها بحنان
خلاص يا نور يا حبيبتي كفاية بقى انا قلبي بيتقطع من عياطك.
توقفت إليه قائلة
وانا قلبي بيتقطع عليك انت يا مصطفى نفسي تفرح بطفل من صلبك حتي لو هتجيبه من واحدة غيري....
بس بقى.
هتف بها مقاطعا بحزم لم يؤثر فيها لتتابع
اسمع مني يا مصطفى انا اعرف من زمان ناس كانوا كدة مش بيخلفوا غير لما يسيبوا بعض ويتجوزوا ناس تانية......
وانتي عايزة تتجوزي حد غيري عشان تخلفي
سألها بنبرة هادئة بخطړ وردت هي على الفور بدفاعية
أبدا والله انا عمري ما هتجوز غيرك انا قصدي عليك انت يا مصطفى اتجوز وخلف وانا قابلة اكون رقم ٢ في حياتك.....
سمع منها وظل يحدق بها لفترة من الوقت حتى قال
انا دلوقتي بس عرفت المشكلة يا نور الكلام ده لا يمكن يصدر من واحدة بكامل عقلها وهي متأكدة انها سليمة المشكلة عندك في نفسك يا نور انتي لازم تروحي لدكتورة تعرف باللي عندك.
انا مش مريضة يا مصطفى.
لأ مريضة..... ومتزعليش من كلامي دا لو انتي عايزة الحل لمشكلتنا هوسك بموضوع
متابعة القراءة