متيم انا
المحتويات
بتقطع وقد دمر الفزع اعصابها لتظل على جلستها على الأرض الترابية التي لوثت ملابسها الفاخرة ممسكة بكوع يدها الذي اصيب من الوقعة.
وصل إليها حامد أخيرا ليطمئن عليها ويسألها
العيال ولا الكلب هربوا وسط المقاپر انتي عاملة إيه دلوقتي يا هانم
بصوت خرج بصعوبة ردت وهي ترفع يدها إليه
ساعدني يا حامد ساعدني اقوم.
اعطى لها كفه لتنسند عليها وتحرك اقدامها بصعوبة تجرها جرا حتى اقترب بها ليجلسها على نصف حائط غير مكتمل البناء يصلها ظل شجرة قديمة في المنطقة وعاد ليخاطبها
استوعبت الكلمات لتسأله
يعني هو كارم اللي قالك تجيني على هنا طب هو مجاش ليه انا عايزة اكلمه خليه يجيني دلوقتي ويربي الاوباش دول خليه يجيني يا حامد.
ماشي يا هانم بس هو انتي فين تليفونك طيب
خدوه مني يا حامد وكانوا هياخدوني أنا كمان ياريتني ما جيت هنا ولا طردتكم من العربية الحيونات دول اتحرشوا بيا ورموني ع الأرض......
واصلت پبكاء حارق وأقترب حامد يقول مهونا
معلش يا هانم نحمد الله انها جات على قد كدة بقولك ايه خدي اشربي العصير ده انا كنت جايبوا لنفسي وهشربوا قبل ما اتفاجأ بالعيال الهبلة دي.
لا انا مش عايزة اشرب حاجة انا عايزة اروح.
لوح لها بالعلبة المغلفة ليغزر الأنبوب المجوف الصغير داخله ويعطيه لها قائلا بحزم ولطف
يا هانم اشربي وخدي نفسك عشان تتمالكي اعصابك وتقدري تمشي الخطوتين دول لحد العربية وانا من جهتي هاشوف أي طريقة اجيبلك بيها تليفونك من العيال دي.
تناولت منه وتخاطبه برجاء قبل أن تضع الأنبوب في فمها وترتشف منه العصير
أومأ لها ليتلاعب على شاشة الهاتف ثم يضعه على أذنه يتابعها وهو ترتشف بنهم وقد أثر فيها الخۏف والعطش مجتمعين. حتى أذا توقفت وطالعته بتساؤل رد عليها بعجالة
بتصل يا هانم بس هو مبيرودش ححاول تاني.
كان التوتر والألم مبلغ مبلغه منها فقالت وهي تهم بالنهوض
طب خلاص بقى أنا تعبانة أوي.......و..... مش هستني .... انا.....
مالك يا هانم
زاد هلعها وهي تحاول تحريك القدمين التي لم تعد تشعر بهم لتتدمدم بعدم استيعاب
رجلي......
مالها رجلك يا هانم
قالها حامد وهو يجلس بجوارها على نصف الحائط وهي تشعر بخذر ينتشر من أسفل الأقدام لأعلى حتى وقعت علبة العصير منها وترنحت بجلستها حتى كادت أن تسقط بظهرها للخلف لولا ذراع حامد التي تلقفتها ليربت بكفه على خديها
وكأن لسانها اصابه الشلل كما أصاب باقي اعضائها ولم يتبقى سوى عينيها التي ترفرف بأهدابها برؤية مشوشة تبسم حامد ليزيد بضمھا إلى صدره قائلا بنبرة تغيرت عن سابقيها
ايه اللي حصلك يا رباب هانم ما ترودي يا رباااب.
دوى الهاتف ليضعه على أذنيه يجيب المتصل
أيوة يا جميل كله تمام وعال العال.
خطڤ قبلة من وجنتها بصوت عالي وصل للمتحدث من الجهة الأخرى قائلا
جهزي كل حاجة عندك الليلة ډخلتي ع العروسة.
....
توقف اخيرا بدرجاته الڼارية لينزع عن رأسه خوذة الحماية وإحساس الإختناق يجثم على أنفاسه وكأن قيدا يلتف حول عنقه ويمنع دخول الأوكسجين بصفة منتظمة أو عادية لداخل صدره اشتياقها الحقيقي له وفرحته به وكلماتها التي تنعاد بذهنه بشكل مزعج ثم هيئتها المکسورة حينما وجه انتقاده القاسې لها لقد أعماه الڠضب عن سماعها وقد بدا أنها في حاجة إليه أو إلى أي فرد من العائلة كان يجب عليه التريث قليلا شقيقته المتهورة التي كانت تشاركه اللعب قديما نظرا لأنها الأقرب إليه في سنوات العمر عن باقي أفراد العائلة لقد كانت منطفئة أين ذهب المرح والإنطلاق عنها اين هذه الصورة المزيفة التي تبرع في تأديتها على الشاشة أين كان عقله هو ليتغافل عن كل ذلك ويتركها في هذا الوقت من النهار وحدها في المدافن والمقاپر .
على خاطره الاخير انتفض مستدركا خطئه ليضرب بقدمه على إطار الدراجة مصدرا صوت زمجرة عالية لاعنا غباءه وهذه الصدفة الغريبة التي جعلته يذهب اليوم في زيارة لوالده الراحل والذي جاءه في المنام برؤية غريبة لم يفهمها زفرة قوية پعنف أخرجها قبل أن يدير محرك الدراجة ليعتليها مرتديا خوذته مرة أخرى وقد نوى بداخله على العودة على الأقل يريح ضميره من ناحيتها وحتى وان لم يلحق بها.
استدار نحو الطريق الذي قطعه منذ دقائق ليعاود الرجوع به بسرعة تفوق سرعته العادية في القيادة من الأساس رغم تحذيرات كاميليا الدائمة وتوبيخها
له عدة مرات لكنه اليوم يؤجل التفكير في ذلك فشيء ما بداخله يجعله غير قادرا على تنفيذ هذه النصائح شعور بعدم الارتياح يدفعه للطيران حتى يكون معها الان ويخفف من حدته ربما تكون في حاجة إليه.
وصل إلى المدافن ليوقف الدرجة ويهبط منها بخطوات مسرعة مخترقا طريقه ما بين المقاپر مرة أخرى حتى دخل إلى الجزء الخاص بعائلته اكتنفه أحباط شديد حينما رأى الفراغ بدونها تمتم بكلمات حانقة ليعاود ادراجه وقد باءت محاولته بالفشل بعد ذهابها باستياء متعاظم كان يسير ويدفع الحصى بقدمه حتى خرج من منطقة القپور فتذكر أنه أخلف طريق عودته الى الدراجة غمغم داخله بكلمات ساخطة لهذه المعاكسات التي تحدث معه بشكل غريب استدار متوجها إلى الناحية الأخرى لتقع عينيه عن بعد بهذا الرجل الضخم الذي يسير ناحية السيارة السوداء حاملا بين ذراعيه امرأة كالچثة أو ربما تكون مريضة وذلك من هيئتها الساكنة بغير حراك ذلك المشهد أثار فضوله ليقف متابعا لهما رغم أن الظهر العريض للرجل لم يمكنه من رؤيتها جيدا سوى بعد أن فتح باب السيارة ليدخلها في المقعد الخلفي فتدلت رأسها بشعرها الحريري الطويل المتساقط منها وهو.....
جحظت عينيه بعدم استيعاب وقد رأى صاحبة الوجه ...
رباب .
دمدم الأسم بهلع ليعدو نحو الرجل ليعرف ما بها وما صفة هذا الرجل إليها ولكن المسافة كانت بعيدة والسيارة انطلقت بسرعة لم تمكنه من الوصول إلى شقيقته والاطمئنان عليها.
ضړب قدمه بالأرض ليستدير راكضا نحو دراجته ليعلتليها ويتحرك بها حتى إذا وصل إلى الطريق الممهد زاد بالسرعة الفائقة وعينيه تتطلع أمامه بتمعن شديد بحثا عن السيارة التي اختفت عن أنظاره فيبدوا أن قائدها هو أيضا يقودها بسرعة تضاهي سرعته وربما أكثر
عادت نرجس وابنتيها إلى المنزل بعد زيارة لمنزل إحدى أقاربها في مناسبة عائلية وذلك بصحبة شقيقتها سميرة أيضا أولهن كانت رؤى التي هتفت فور ولوجوها لداخل الشقة حينما تفاجأت بشهد التي كانت جالسة على الاريكة متكتفة الذراعين وأعينها في الفراغ بحالة من الشرود جعلتها لم تنتبه لمجيئهن إلا على صوتها
ايه ده شهد! إنتي هنا من إمتى
انتفضت الأخيرة بجزع واضعة كفها على صدرها متمتمة
بسم الله الرحمن الرحيم خضتيني يا رؤى.
خضيتك ليه ما انتي اللي سرحانة.
قالتها رؤى قبل أن تنتبه على الأكياس المحتلة الاريكة بجوار شقيقتها لتركض نحوها قائلة بفضول وهي تتفحصهم بعد أن جلست بجوارها
ايه ده هو انتي جيبتي الحاجات دي النهاردة
متابعة القراءة