متيم انا

موقع أيام نيوز

تنتهي بعد من موضوع مودة والمشكلة التي تطوق رقبتها بها شعور بالاختناق يحجب عن صدرها الهواء وهذا الحمل الثقيل لا تجد منه مهرب.
تنهيدة متعبة صدرت منها حينما وقعت عينيها على غرفة هذا الرجل مالك الفندق ماذا ستفعل وبماذا تخبره عقلها توقف على الإطلاق حتى تحركت يدها على غير إرداتها وبجرأة لم تتخيل أن تصدر منها قبل ذلك في الاتصال برقم رجل غير أباها واخوتها الرجال بقلب وجل كانت تنتظر الرد حتى انتهت نغمة الاتصال دون رد همت لتعاود الكرة لتفاجأ هذه المرة بإغلاق الهاتف.
أغمضت عينيها لتفتحهم على وسعهم بعد ذلك وقد حسمت أمرها فلا داعي للإنتظار أكثر من ذلك في أمر منهي وهي تعرف من البداية انه لا مناص من التهرب أو التأجيل.
سحبت شهيقا طويلا حتى تتمالك وتفكر بعقلانية في خطاب هذا الرجل سارت ببعض الثقة وقد أجمعت أمرها أن نيتها الأساسية هي المساعدة في فك كرب صديقتها ومن قصد الخير ف الله المستعان في توفيقه .
..
على مقعد له وحده جلس خلف السور الحديدي لشاطئ النيل بعد أن تعب من سير طويل دون تحديد وجهة له من وقت أن تركها وترك العمل بعدم تحمل وهو على هذه الحالة من الوجوم والشرود يلوم نفسه لا يلومها فتصرفها كان طبيعيا لتدخله في شأن خاص بها بعصبية وانفعال جعل مخزون اللطف لديها نحوه ينفذ لتضع الحد الفاصل حتى يعود لصوابه وقد بدا أنه نسي نفسه ونسي الفارق الذي يمنعه من التقرب هو المتعوس المبتلى بالمسؤولية من وقت بلوغه وهي الصغيرة الجميلة التي لم ترى من هموم الدنيا سوى شجار الرجال من ابناء عمومتها للفوز بها وإصرار أبيها على العودة إلى القرية التي تكرهها وتكره أن تكون نسخة مكررة من أخواتها.
زفرة متعبة اخرج بها كتلة كثيفة من الهواء من صدره وعينيه اتجهت نحو المياه الزرقاء الراكدة بهدوء يتمنى أن يجد السکينة ليستريح لقد تشعب هذا الوباء الخطېر بقلبه حتى جعله لا يرى من النساء غيرها رغم كل التحذيرات التي يتخذها على نفسه لا هو بقادر على المضي قدما بحياته واختيار امرأة أخرى تشاركه رحلته ولا هو يملك الجرأة لاقټحام حصونها لو كان الأمر مرتكزا على المواجهة مع أبيها فقط لاستطاع التحدي بكل قوة للدفاع عن حقه بها وحقها في الحياة باختيار الشريك المناسب لها هذا لو كان مناسبا فهو الأعلم أنه أبعد ما يكون عن هذه الصفة حتى وقلبه يحدثه أحيانا بوجود مشاعر تطل من عينيها نحوه فتجعله ينتشي بسعادة وقتية قبل أن يستعيد عقله مذكرا نفسه أنها مجرد خيالات يرسمها من الا شيء حتى لا يصدم بواقع يخشاه كالذي حدث صباح اليوم نزل بعينيه نحو الهاتف الذي يمسكه بيده وقد فتحه بعد غلقه علها تعاود الكرة والاتصال به هذه المرة سوف يرد حتى وهو يعلم انها تتصل بدافع بعيدا تماما عما يتمناه ترى هي الان ماذا تفعل في غيابه أتكون حزينة لحزنه ام أنها تتابع عمل رئيسها الذي اهمله برعونته
يا لهذا العڈاب الذي لا ينتهي ارتفعت عينيه للسماء برجاء مدمدما لرب الكون عله يجد الخلاص
يارب يااارب.
إدخلي يا صبا.
قالها عدي بلهجة تبدوا طبيعية ولكنها تخفي من وراءها سعادة ممتزجة ببهجة لا مثيل لها لا يصدق أنه نجح هذه المرة لتأتي إليه بقدميها رغم عدم استحسانه لهذا الأسلوب الرخيص في البداية إلا أن النتيجة تستحق هذه العنيدة المتمردة تدخل إليه الان طالبة المساعدة وهو لن يتأخر معها يتابعها بعينيه وهي تخطو بتردد ويجاهد بكل قوة حتى لا ټخونه تعابير وجهه جميلة وبهية لدرجة تحبس الأنفاس بالصدر فتجعل رؤياها قبلة للنظر.
توقفت فجأة وقبل أن تصل للمكتب على وسط السجادة التي تغطي الأرضية لتجعله يجفل پخوف أن تغير رأيها وتعود أدراجها فقال مشجعا
نعم يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
همت لتتكلم ولكنه سبق بقوله
طب اتفضلي اقعدي الأول وبعدها اتكلمي انتي مش هتاخدي اوامرك مني وتمشي دا انتي طالبة رؤيتي في طلب على حسب كلامك ولا إيه
اومأت برأسها صامتة وتقدمت تقطع الخطوتين لتجلس أمامه خلف المكتب فعاد بجسده للخلف يبادرها بالحديث حتى يسهل عليها المهمة
اتفضلي يا ستي انا سامعك كويس اهو 
رفعت عينيها الجميلة إليه بتشتت في اختيار بداية مناسبة للحديث وهو يتابعها بوله صامتا حتى همست قائلة
يا فندم انا طالبة حضرتك في أمر... يخص واحدة صاحبتي
صاحبتك مين يا صبا اتكلمي انا سامعك ولا اقولك ثواني لحظة. 
انتظرت لتجده يتصل بأحدهم قائلا
ايوة يا بني اتنين عصير لو سمحت تحبي تشربي إيه يا صبا
قال الأخيرة بسؤال مباشر لها وكان ردها باعتراض واضح
لا ما انا مش عايزة اشرب حاجة.
تجاهل حدتها وتابع لمحدثه في الهاتف
هات اتنين لمون.
بس انا حضرتك قولت مش عايزة. 
انهى المكالمة ليرد بحزم
وانا مطلبتش غدا دا مجرد عصير يا صبا.
ادهشها هذا الهدوء المبالغ فيه وهذه الأريحية في خطابها قبل حتى أن يعرف السبب الحقيقي لقدومها وكأنه شخص عادي ومتفرغ لديه من الوقت ليستضيف موظفيه ويطلب العصائر لهم أيضا.
ها يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
سألها لتستفيق من شرودها متذكرة أمرها الجلل فخرجت إجابتها هذه المرة بشكل مباشر ودون مماطلة حتى تنهي هذه الزيارة
حضرتك انا كنت طلباك في أمر مودة. 
رد مستهبلا يدعي عدم المعرفة
مودة دي اللي البنت بتاعة النظافة صاحبتك مالها بقى
اشاحت عينيها عنه بحرج ټلعن الأخيرة لتسببها في هذا الوضع المخزي الذي وضعتها به فخرج
صوتها بصعوبة تجيبه
بصراحة انا مش عارفة اقولهالك ازاي بس هو أصل......
توقفت تبحث عن كلمات فتابع يحفزها وعينيه تنهل عن قرب من جمالها فلا يفصله عنها سوى مسافة المكتب
قولي يا صبا متتكسفيش لو صاحبتك عايزة أجازة مرضية ولا سلفة انا على استعداد...
لأ هي مش عايزة سلفة ولا أجازة مرضبة.....
قالتها سريعا لتبتلع ريقها قبل أن تتابع وهي تنهج بانفعال
حضرتك مودة طالبة مساعدة مختلفة خالص وانت ممكن ترفض عادي على فكرة دا شيء انا متوقعاه بس انا جيتلك بناءا عن رغبتها.
تقلصت تعابير وجه ليبدوا أمامها مفكرا بحيرة قبل أن يسألها
صبا جيبي م الاخر بجد أنا مش فاهم حاجة. 
عاد بها لنفس النقطة التي تجعلها تكره مودة وتكره اليوم الذي عرفتها به ظهر الإضطراب على قسماتها ورأسها مطرق نحو الأرض بضيق وانزعاج فقال ملطفا ليخفف عنها
ليه التفكير الكتير ده يا صبا قولي عن مشكلة صاحبتك وانا مستعد للمساعدة مهما كان الأمر كفاية انها من جهتك.
قال الاخيرة لترفع عينيها إليه غير مستسيغة الجملة مما جعل الرد هذه المرة يكون بسؤال
صحيح هو انت ازاي حضرتك مش عارف بالمشكلة وهي تمت في المول بتاعك
ببراعة اخفى ارتباكه ليرد بلهجة عادية قاربت الإقناع
المول دا مجرد رقم في أملاك العيلة يا صبا وانا راجل بدير مية حاجة تانية معاه يعني مش بتابعه يومي زي الفندق مثلا عشان اعرف كل اللي بيحصل فيه المهم دلوقتي بقى ايه المشكلة اللي عملتها صاحبتك في المول بتاعي
عبارته الاخيرة كانت مستفزة لتجعلها ترد على الفور
صاحبتي معملتش مشكلة في المول دي هي اللي اتحطت
تم نسخ الرابط