متيم انا
المحتويات
بني اصحى عايزة اللحق احضر الفطار يا واد ما تقوم امتى بقى اترحم من خلقتك والاقي اللي تشيل عني.
تمتم لها بصوت ناعس
كل يوم على نفس الكلام طب ما تغيري مرة حتى.
هتفت بتذمر
ويا ريته بيجيب نتيجة والبعيد جبلة مبيحسش لا هو مش واحد صح دول اتنين أنا عندي اتنين جبلات
اعتدل يواجها بعينيه ويرد بابتسامة جميلة تعتلي ملامحه
أكتر من كدة.
هتفت بها لتتابع بانفعال
يا خويا دا انا إيدي اتختلت من كتر ما برفعها لسما مش انا اللي مقصرة دا انتو اللي تنحين.
ردد حسن ضاحكا خلفها وهي يستقيم ليجلس بجذعه مقابلها
تنحين! جبتيه منين اللفظ دا يا ماما
دا أبداع يا حبيبي وبيطلع لوحده مش محتاجة ادور .
حبيبتي يا مجيدة عروسة ايه دي اللي تحل محلك
مسحت بإبهامها على مكان القبلة تقول بامتعاض مصطنع لتخفي ابتهاجها من فعله
حبتك العافية يا خويا المهم.
قطعت لتكمل بارتباك
يعني مردتش على كلامي من امبارح.
كلام ايه
سألها مستهبلا لتناظره بضيق قائلة
انت هتعمل فيها فاقد الذاكرة يا ولا
لا يا ست الكل منستش أكيد بس.....
بس إيه ما تكمل.
بصراحة يا ماما مش عارف اجيبها ازاي بس انا في المرات السابقة كنت بروح معاكي لبيت العروسة واحضر القعدة بقلب مليان حصل نصيب تمام محصلش مش فارقة لكن في موضوع شهد.....
بدا عليه الاضطراب واحمرار طفيف غزا عدة مناطق بوجهه ليجيبها بحرج
تبسمت مجيدة تطالعه بمكر قائلة
إنت انوي بس وربنا يعدلها .
قال بانفعال
طيب ولو رفضتني
زاد المرح بداخلها لرؤية القلق الظاهر بوضوح على ملامحه فقالت بابتسامة متوسعة
ما انا قولتلك ربنا يعدلها قرر بس انت وسيب الباقي عليا.
اقرر ازاي يا ماما وهي حتى التليفون مبترودش عليه من امبارح.
سألته بتوجس ليهتف پغضب
انا قلبي مش مطمن يا ماما خاېف ليكون الزفت خطيب اختها زودها معاها.
انتقل القلق إليها لتنهض من جواره قائلة
طب انا هروح اجرب واكلمها من تليفوني يمكن ترد عليا .
اومأ لها برأسه وتحركت هي مغادرة الغرفة ليتنهد بثقل ورأسه عادت للأفكار المتزاحمة بها منذ الأمس ليتناول هاتفه ويرى الساعة به ثم ينهض حتى يذهب لعمله تناول منشفة وخرج متجها إلى الحمام ولكن وقبل أن يصل إليه وصله صوت والدته وهي تتحدث في الهاتف
انهت لتستدير نحو حسن الذي شعرت بوجوده خلفها لتجده يسألها بوجه انسحبت منه الډماء
انتو كنتو بيتكلموا على شهد يا ماما إيه اللي حصل لشهد
مبتروديش عليا ليه يا بت
تفوهت بها صبا بوجه حازم فور أن فتحت لها مودة باب منزلها والتي استقبلتها قائلة بلوم
كدا على طول طب ارمي السلام الأول.
قالتها وتراجعت للداخل دلفت خلفها صبا لتصفق الباب پعنف قائلة
لا اسم الله عليكي وانتي بتفهمي أوي في الزوق
الټفت مودة تحدجها پغضب فتابعت صبا بعدم اكتراث
افردي بوزك يا بت دا انا جيالك بيتك ولحد عندك كمان دا وش تقابليني بيه
أمال عايزاني اقابلك ازاي يعني اضحك وانا زعلانة طب ازاي اعملها دي
تهكمت صبا تقارعها
لا يا أختي متضحكيش ارقصي زي ما كنتي مقضياها اول امبارح.
صاحت بها بحنق
ومالوا يا حبيبتي لما ارقص واهيص ولا انتي كنتي عايزاني اتقهر بحسرتي بعد ما صاحبتي نسيتني عشان رئيسها واخته.
مين هي اللي نسيتك
تمتمت بها صبا تزفر بضيق لتحاول التحلي ببعض التريث معها حتى لا تزيد الموقف سوءا بانفعالها فقالت
هو انتي عايزة تشيلي مني وخلاص! يا بنتي والله ما كنت هتحرك من غيرك ليه مش راضية تصدجي ان حضوري الحفلة مكنش في بالي ولا كنت متوقعاه أصلا دي حاجة كدة جات فجاءة.
تكتفت بذراعيها تردد بعدم تصديق
جات فجأة برضوا عليا انا الكلام ده يا صبا.
ايوة يا اختي حصلت وجات فجأة زي ما اتفاجئت بيكي وبعمايلك في الحفلة.
هتفت بها مودة باستنكار
ومالها يا حبيبتي عمايلي لو ع الرقص فدا شيء عادي كل الناس كانت بترقص مع عمر
بابتسامة شاكستها مرددة
ويعني كل الناس لازم تلبس قصير وهي بترقص على أغاني عمر
استشاطت مودة
من الڠضب لتهتف بها مستنكرة
جاية تصالحيني ولا تقطميني يا ست صبا مستكترة عليا اعيش ليلة من نفسي.
صمتت صبا قليلا تطالعها بيأس ثم ما لبثت أن تخاطبها ناصحة ببعض اللطف
لا يا مودة انا عمري ما هستكتر عليكي فرح أو تعيشي زي ما بتقولي من نفسك انا بس بلفت نظرك عشان تفتكري وتاخدك الموجة في حتة بعيدة متعرفيش تعومي ولا تقدفي فيها..... وساعتها ټغرقي.
كلماتها على الرغم من رقتها لكنها زادت من اشتعال الأخرى وعقلها يرفض دور الحكمة والوصاية منها فقالت بنزق
متشكرين أوي على نصايحك يا ست صبا أنا برضوا فيا عقل أميز بيه ليا عين تشوف مش عمية وبطبش.
مطت بشفتيها صبا متمتمة
والله دا اللي بتمناه وربنا يحفظك من كل سوء المهم بقى خلينا نقفل على كدة واخلصي غيري هدومك بقى اتوبيس الشغل على وصول.
بوجه عابس تحركت نحو غرفتها مغمغمة
هغير العباية واجهز نفسي استنيني على ما اخلص.
دلفت مودة لتدلف بإحدى الغرف وخطت صبا لتجلس على الاريكة الخشبية لانتظار الأخرى تتأمل المنزل المتشقق الجدران مساحة الصالة أو المدخل بمعنى أصح صغيرة ولا تصلح لعدد كبير من الأفراد الأثاث القليل بألوانه الباهتة لقدمه منزل محكم ومحدد حتى أن المطبخ كان يظهر أمامها بوضوح من خلف الستارة القماشية الصغيرة المعلقة لتغطي الطرقة المؤدية إليه مع الحمام الذي انفتح بابه الخشبي لتخرج منه المرأة العجوز جدتها وقعت أنظارها على صبا لتخطو بتمايل في سيرها وهي ترتدي جلباب مهترئ كالعادة وتقترب منها مضيقة عينيها ذات الزوايا المجعدة حتى دنت برأسها نحو صبا لتثير بقلبها الړعب قائلة
انتي مين يا حلوة
ابتعلت صبا ريقها لتردف بنفس الإجابة على نفس السؤال المكرر في كل مرة تلج بها في هذا المنزل
أنا صبا بنت الحج ابو ليلة ساكنة في الشارع اللي وراكم يا حجة.
أممم.
زامت بها وهي تومئ بهز رأسها وكأنها فهمت لتعيد بسؤالها الاخر
وجاية هنا لمين بقى
جايالي أنا يا ستي.
هتفت بها مودة وهي تصفق باب غرفتها وقد بدلت ملابسها لتقترب سريعا وتتناول كف صبا التي حمدت ربها برؤيتها كي تهرب من أمام هذه المرأة المريبة فسحبتها الأخرى للذهاب مرددة
الأكل عندك في التلاجة يا ستي لو اتأخرت سخني لنفسك أو كلي حتة جبنة واستنيني على ما ارجع من شغلي.
ظلت المرأة على حالها دون صوت وخرجت صبا مع مودة المعتادة على هذا الفعل من المرأة لتخاطبها قاطبة
هي ستك دي مفيش مرة ترحمني من سؤالها
بابتسامة جافة ردت الأخرى
مش لما ترحمني انا الأول دي طول الوقت بتعمل نفسها مش فاكراني مع انها تعرف ميعاد القبض كويس قوي وعمرها ما تنسى هي حاطة فلوسها فين
سمعت منها صبا لتتمتم بأسى
معلش يا مودة هي الستات الكبيرة كدة ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يعوضك.
بابتسامة ساخرة
متابعة القراءة