متيم انا
المحتويات
كانت تحمله لحقتها لتجلس على الاريكة المجاورة لها تقول بحرج وأعينها مازلت منصبة على الأشياء الكثيرة التي احتلت الأرضية
كل دا أكل وطلبات يا سوزي هو انا لحقت اخلص اللي في التلاجة
قيمتها المرأة بنظرة سريعة من شعر رأسها المشعث في الأعلى ثم هذه البيجامة الصيفية بقماشها الخفيف بنصف كوم وبنطال قصير حتى ركبتها ثم هذا الخف الملتصق بقدميها فقالت بعدم رضا
التوى ثغر الاخيرة لترد بتهكم ظاهر
وهتزوق ولا اتعدل لمين يا حسرة للحيطان .
مش لأي حد لنفسك يا جيرمان.
قالتها المرأة لتصيح بها الأخرى محتجة
لنفسي كمان هو انا بقى عندي نفس اساسا سيبيني في حالي الله يخليكي.
قالتها الاخيرة واستلقت رأسها بتعب للخلف فعقبت الأخرى بمؤازرة كي تخفف عنها
ضړبت بكفيها على فخذيها تردد بغيظ يقارب الولولة
عشان حظي الهباب بدل ما اخد حقي من بت الجزمة دي اللي كانت حاطة السکينة على رقبتي ينقلب الوضع وتبقى هي الضحېة في عيون جوزها والناس كلها واخسر انا كل الفلوس والعز اللي كنت عايشة فيه وعليهم جوزي والولاد اللي لبسوا ڤضيحة بسببي اه يا انا يا ڼاري.
بصراحة عندك حق دا انا كل ما راجعها في دماغي مخي يشت بس اقول ايه خلينا بقى في اللي جاي وانا بظبطلك الورق المضړوب اللي اتفقنا عليه مع الواد اياه وهسفرك في اقرب وقت وابقى سوزي قالت .
ردت تطالعها بامتنان شديد
تعيشي يا حبيبتي وما نحرم منك ابدا مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه صاحبتي الغالية من أيام الفقر والمرمطة.
ايام الفقر ايام الزفت خلينا في المهم الواد حامد الاهبل كل يوم مصدعني بسؤاله عنك ابن المچنونة مش مكفيه الفلوس اللي اخدها بيقولي عايز تعويض قال عن الوظيفة اللي خسرها والبوليس اللي بيدور عليه.
جاته مصېبة تاخده هو مش مكفيه اللي حصلي
هتفت بها جيرمين وهي تتبع صديقتها والتي دخلت المطبخ بالأشياء التي ابتاعتها لتضع بعضها في الثلاجة والباقي في درفة الخزين وتابعت بشرود وهي تتناول إحدى ثمار الفاكهة من التفاح
تركت المذكورة ما بيدها لترفع سبابتها أمامها محذرة
إياكي تعمليها يا جيرمين وتفتحي التليفون انا مفهمش في التكنولوجيا بس اعرف كويس ان تليفونك بمجرد ما هيتفتح هتلاقي البوليس طب فوق راسك ماتودنيش في داهية الله يخليكي.
لا طبعا مټخافيش انا لا يمكن اضرك....
توقفت فجأة لتردف
بس انا ڼاري قايدة يا سوزي اعمل ايه في القهرة دي يعني تأذيني وفي الاخر برضوا هي اللي كسب كل حاجة.
ضيقت المرأة عينيها وبدا على وجهها التفكير بعمق لتجاريها باهتمام قائلة
سبيها للظروف يا جيرمين مش يمكن تلاقي الفرصة اللي تخليكي ټنتقمي فيها على حق.
في الركن الذي اتخذته مكانا لها منذ سجنها في هذه الغرفة الكبيرة مع عدد من النساء المحتجزة على ذمة قضايا ما بين
مذنبة أو غير مذنبة او متهمة مثلها كانت مودة مفترشة الأرضية منزوية مع نفسها كالعادة وانظارها مرتكزة على من كانت السبب الرئيسي فيما حدث لها وقد علمت بكل التفاصيل من محاميتها التي تبذل الجهد المضاعف لأخراجها من محنتها الآن ټلعن غباءها كل لحظة لقد ثبت لها بالدليل القاطع الآن أن هذه الملعۏنة خبيرة ومعتادة على دخول السجون لقد فرضت شخصيتها منذ دخولها بل وجعلت عدد من النساء لخدمتها حتى من كن متربصين بها لم تتمكن واحدة منهن في الاقتراب منها.
ابلتي ابلتي هي البت دي مش ناوية تشيل عينها من علينا ولا ايه
قالتها احدى الفتيات الصغيرات ممن يجلسن بجوار فراشها الذي كانت مستلقيه عليه على الأرض.
رفعت ميرنا رأسها نحو ما تقصد لتنفث دخانا كثيفا من سيجارتها ثم عادت لوضعها الأول تجيبها
معلش يا سكسكة سبيها لحالها دي على الله حكايتها.
هي مين دي اللي حكايتها على الله
هتفت بها الفتاة ذات العشرين ربيعا تتابع بسخط
دي بت كهينة وشكلها لافقة على واسطة كبيرة دي من وقت ما هلت علينا هنا وما حد فينا قدر يقربلها الظابط عصام موصي عليها بالقوي يعني حتى استقبال المعلمة متعملش معاها ولا طالها اللي طالنا كلنا...
قالت الاخيرة ويدها تتلمس موضع الضړب على ذراعيها وضهرها استدركت لتصحح على الفور بهمس خفيض حتى لا يصل الصوت للناحية الأخرى
إلا انتي طبعا يا ست ميرنا سكتي الكل ولبستيهم طرح.
اظلم وجه الاخيرة وهذه الحقائق التي تتوضح أمامها دون بذل الجهد الأخرى اخذت تعاطف الجميع لينصب البحث عليها هي حتى تم الإيقاع بها القت بنظرة نحو الأخرى بطرف عينيها مدمدمة
والله عال يا ست مودة واحدة هبلة تلبسني قضية وادخل فيها السچن على اساس ان ابقى كبش فدا لكن وديني ومقصوصي ده ما يحصل.
في حديقة المنزل كانت الجلسة التي تجمع زهرة وابناءها مع رباب التي اشتاقت إليها في ضيافة كاميليا والتي كانت لا تكف عن الحديث في مواضيع شتى سعيدة بجمعتهم
طارق خلص الاجتماع من هنا وانا جريت على الحمام بسرعة رجعت كل اللي معدتي وفضلت ع الحال ده اروح واجي ع الحمام لحد اما لمېت نفسي وجيت ع البيت من غير ما اكمل اليوم.
ما يمكن تكوني حامل يا كاميليا
قالتها رباب بتخمين منها ايدتها زهرة هي ايضا
اه والله وليه لا طب ياريت.
ضحكت تردد بشعور مختلط ما بين الرفض وعدم الرفض
ياريت ايه انتي كمان انا اساسا محصنة نفسي يعني....
قاطعتها زهرة بتصميم
يعني ولا ما يعنيش ربنا لو رايد والله لو تعملي ايه هيحصل يعني هيحصل.
عقبت شقيقتها بابتهاج
حقة لو طلع تخمينا صح تشدي حيلك بقى وتجيبيلنا بنت تاني زي فريدة انا الإنتاج دا عاجبني اوي بصراحة
القت زهرة بنظرة خاطفة نحو الصغيرة التي كانت تلعب بالكورة المطاطية حول اكبر ابنها مجد والذي كان جالسا بهيبته يتقبل دعابتها بصدر رحب لتقول بفخر
ديدة دي حبيبة قلبي عروسة ابني ڠصب عن والدها ووالدتها.
طب وڠصب ليه بس ما احنا سلمنا امرنا لله بعد الفرمان اللي اصدره عامر باشا وقولنا امين هو احنا نقدر نعترض.
قالتها كاميليا وانطلقت ضحكات الاثنين قبل ان تقاطعهم رباب سائلة بعدم فهم
فرمان ايه اللي اصدره عامر الريان
تولت زهرة الإجابة وهي تطعم صغيرها الذي كان يتعلم السير حولها
ما تفهمي بقى يا رباب عامر باشا اصدر امره ان فريدة لمجد ومجد لفريدة.
سمعت منها لتهلل ضاحكة
الله حلو اوي القرار ده عشان كدة بقولك يا كاميليا انا كمان عايزة الإنتاج ده عشان اجوزها لابني.
نعم يا اختي.
هتفت بها الاخيرة باستنكار ضاحك لتنطلق عدة تعليقات مختلفة في المزاح والضحك بين الثلاثة قبل أن ينتفضن على صړخة عالية من أحد الصغار.
نهض ثلاثتهن بارتياع نحو الجهة التى صدر منها الصوت حيث كان يتشاجر التوأم ابناء زهرة بجانب عمار الذي كان ما
متابعة القراءة