متيم انا

موقع أيام نيوز

فيها بغباءها م الاخر كدة هي كانت بتشتري فستان من محل هناك وعلى حسب كلامها يعني هي لقت خاتم مكنتش تعرف بقيمته حطيته في جيبها وتاني يوم الست صاحبة المحل بلغت عنها. 
يعني هي سرقته يا صبا.
قالها بلهجة ماكرة منتبها لهذا التجهم الذي غطى معالم وجهها لترد بقوة
ممكن يكون هو كدة زي ما انت بتقول بس المهم بقى في الموضوع هو أنها عايزة ترجعه ومش عارفة لانها مسجونة طبعا ودا اللي هي قصداك فيه انك لو تقبل يعني تستخدم نفوذك أو علاقتك مع الست وتخليها تخرجها عشان تروح بيتها وتدور على الخاتم بنفسها.
انشق ثغره فجأة بابتسامة أثارت توجسها قبل أن يفصح لها قائلا
صاحبتك دي جريئة اوي يا صبا يعني تسرق وعايزاني أنا صاحب المول كمان اتدخل لها.
إلى هنا وقد فاض بها نهضت تفاجئه برد فعلها قائلة
تمام يا عدي باشا انا كدة عملت اللي عليا وع العموم صاحبتي كان طلبها منك انساني مش جراءة ولا حاجة لكن طبعا انت معاك حق عن إذنك.....
استني هنا.....
هدر بالاخيرة ليوقفها قبل أن تغادر نهائيا فهذه المچنونة كادت أن تضيع فرصته بفعلها ونهض منفعلا ليلتف حول المكتب فيقابلها بقوله
إنت ماشية كدة على طول هو انا لسة اديت رأيي
وترها هذا القرب وهذه النظرات التي لا تريحها منه ولكنها تغاضت لترد بعزة من شيم شخصيتها المعروفة
سعادتك انا عارفة من الأول ان الموضوع صعب وأدخلت فيه مضطرة تحت إلحاح مودة وخۏفي على مستقبلها ولتاني مرة بقولك أنت لك حرية الأختيار في أنك تقبل أو ترفض المهم ان انا عملت إللي عليا.
أنهت جملتها ونزلت بعينيها على الأرض متكتفة الزراعين في انتظار قراره ولا تعلم أنه قد سرح في ملامحها بعد أن تقلصت المسافة بينهم لتزيده انبهارا بها مميزة وفريدة في كل شيء ليته قابلها منذ زمن. 
حينما طال شروده رفعت عينيها إليه بتساؤل جعله يتحمحم مستجمعا نفسه ليرد برسمية لا تخلو من المماطلة
خلاص يا صبا انا هبحث الموضوع ده بنفسي واشوف اتصرف فيه ازاي
اومأت برأسها لتخرج تنهيدة مثقلة وكأنها أزاحت هما من صدرها لتستأذن خارجة فتتركه يراقب سيرها حتى خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها فاستطاع التحرك اخيرا 
ليجلس على حافة مكتبه بانشداه ظل ملازمه لعدة لحظات وهو يعيد برأسه اللقاء من أوله ليردد بعد ذلك بذهول مع ابتسامة ارتسمت على ملامحه
دي حتى مدتنيش فرصة عشان اشد ولا ارخي يا نهار أبيض قال وانا اللي كنت راسم وحاطط خطط.
توقفت بسيارتها في مكان قريب من المدافن لتكمل الباقي سيرا على أقدامها حتى وصلت للجزء المخصص لمقاپر العائلة طربت أسماعها بالصوت الملائكي الذي كان يصدح بترتل أيات القرآن الكريم وكانت المفاجأة حينما علمت بهوية القارئ الذي كان جالسا بالقرب من قبر أبيه يتلو اخر ألأيات من سورة ألرحمن فظلت واقفة محلها تتابعه بقلب يخفق بقوة تقارب القفزات في صدرها لا تصدق أن شقيقها الصغير كبر وتغير في هذه السنوات القلائل التي غابتها عنه ليصبح بهذه الصورة الرائعة وهذه النضج الأخلاقي والديني ايضا لقد اضحى شخصا اخر رغم سنوات عمره الصغيرة يسر العين ويسعد القلب. 
يبدوا أنه قد شعر بها وذلك لالتفاف رأسه نحوها فور انتهائه من القراءة فكانت فرصتها لتهجم عليه بشوقها وفرحها تعانقه بذراعيها وتقبله على وجنتيه مرددة
ميدو يا روح قلبي بسم الله ما شاء الله عليك ايه الجمال ده ربنا يحفظك يا حبيبي ربنا يحفظك 
حينما انتبهت اخيرا على جموده وقد كان كالتمثال يطالعها متوسع العينين بجزع فابتعدت بإجفال تسأله
إيه يا قلبي هو انت هتعمل زي المرة اللي فاتت ولا إيه مش معقول كمان تكون المرة دي معرفتنيش. 
رده خرج بفظاظة لم يقصدها
لا يا رباب عرفتك بس للأسف بعد ما اټخضيت في البداية من هيئة الست الغريبة اللي هجمت عليا تحضني وتبوسني 
ابتلعت ريقها بحرج تستنكر قوله باستهجان
يااه ست غريبة كمان! مش لدرجادي يعني انا اه اتغيرت بس انت أكيد عارفني يا ميدو لو مش بشكلي ولا حتى صوتي يبقى ع الأقل تعرفني بشهرتي ولا انت هتنكر دي
نهض فجأة ليحدثها من مستوى طوله المقارب لطولها الان 
لا يا رباب مش هنكر انك مشهورة حسب ما بسمع بس بصراحة أنا مش متابع حساباتك لأن المحتوى اللي فيها لا هو هادف عشان يعجبني ولا حتى هينفعني في دراستي يبقى اضطر اتابعه ليه
هو صغير ولا يعلم بتأثير كلماته الحادة عليها.
هذا ما كانت تردده بداخلها لتعطيه المبرر لتسامحه شقيقها الصغير الذي تربى على يديها يقرعها بكلمات قاسېة والان يزيد عليها بنظرات غير مريحة تشمل ملابسها حتى ما ترتديه في قدميها في الأسفل ليفاجئها بقوله
ايه اللي انتي لابساه وجاية بيه دا يا رباب
بتعالي مقصود سألته
وماله بقى لبسي ما هو دا استايلي اللي مشهورة بيه ما انت لو متابع هتعرف.
ومش عايز اعرف
قالها بحدة وأعين مشټعلة متابعا
يا ست يا مشهورة إستيالك ده ع الشاشة مش ع الأرض وفي حتة طاهرة زي دي طب قدري حتى رهبة المكان جيالي ببنطلون تحت الركبة وبلوزة محددة معالم....... استغفر الله العظيم يارب.
تمتم بالاخيرة يتنحى بوجهه عنها ليزيد على حزنها فردت بأعين دامعة
على فكرة انت اخويا الصغير وانا اللي مربياك مش انت اللي
مربيني. 
تجعد وجهه بامتعاض وتهكم واضح لجملتها فهتفت بدافعية
ويكون في علمك بقى انا جيت على غفلة من غير تحضير حسيت نفسي مخڼوقة وسوقت عربيتي على هنا يعني مكنش عندي وقت افكر في اللي لابساه.
عاد برأسه إليها وملامح وجهه ما زالت معقدة ليردف في حنق
انتي حرة يا رباب يعني انا ما ليش حق احاسبك .
دنى ليتناول حقيبة مدرسته فتح السحاب ليضع المصحف الشريف بداخلها قبل أن يغلقها ويعلقها خلف ظهره قائلا اخيرا
ارجو منك بس المرة الجاية تديني تنبيه وانتي جاية تسلمي على ما اتعود ع الشكل الجديد يعني.
تحرك خطوتين ثم التف برأسه نحوها قائلا
حاجة اخيرة أحب افكرك بيها للمرة الثانية انا أسمي محمد معدتش ينفع معايا دلع ميدو عن اذنك. 
ختم بالاخيرة ليغادر نهائيا وتسقط هي على عقبيها مڼهارة بالبكاء بجوار قبر والدتها وحيدة منبوزة لا تجد أحد بجوارها يؤازرها بقلب المحب في محنتها إلى من تلجأ وقد ضيعت نفسها بعد ان استبدلت دفأ الأسرة بمال وعشق مزيف هانت عليها نفسها فهانت في أعين الجميع .
بوجه ناعس خرج من غرفته يبحث عن والدته بعد أن 
استيقظ قرب العصر وقد قرص الجوع معدته ويريد سد حاجته بأي لقيمة من الطعام وصله صوتها من داخل غرفة المعيشة ليحدد وجهته نحوها تلتقط أسماعه ما تتفوه به
حلو اوي الطقم الفوشيا يا حسن اشتريه يا حبيبي مهيمكش من اعتراضها........ وهي عايز تجيب إيه........ لا لا يا حسن بلاش الالوان الكاتمة والغامقة متطاوعهاش على جنانها. 
دلف إليها متعقد الحاجبين باندهاش ليجلس بالقرب منها بوجه متسائل رغم أثر النوم عليه يدلك بكفه على خلف عنقه تجاهلته مجيدة عن عمد لتتابع مكالمتها باهتمام
أيوة يا روح قلبي وهاتلها كمان فساتين البت المچنونة دي جسمها مظبوط وبيليق عليه....
جسمها!
خرجت من أمين باندهاش لتحدجه مجيدة
تم نسخ الرابط