متيم انا
المحتويات
فترة عن الفندق مجتيش ليه وقولتيلي انا عن مشكلتها يا صبا
بشهقات أصبحت تزداد وتيرتها ردت من بين بكاءها
عشان كنت اظن ان هو اللي عنده الحل مودة ورطت نفسها في مصېبة كبيرة بسبب غباءها وانا مجدرتش اتخلى عنها عشان ملهاش حد غيري لو اتخليت عنها ومستقبلها ضاع ساعتها انا هعيش حياتي ازاي
رد پغضب متصاعد
ويعني عشان تنفذيها انتي تجيبي على نفسك الكلام يا صبا مفيش اي طريقة تانية لمساعدتها غير عند عدي عزام.
على الكرسي خلفها ليزداد نشيج بكاءها هذه أول مرة تتعرض لهذا الموقف لأول مرة تجد أحد ما يشكك في اخلاقها وهي التي تترفع بعزة عن التحدث مع أي فرد من الرجال سوى بكل احترام وأدب هذا ما تربت عليه ان يأتي هذا اليوم ويحدث هذا في مقر عملها وأمام شادي!
صبا.
رفعت رأسها إليه لتجده يقول
ممكن تقوليلي عن نوع المساعدة اللي طلبتيها من عدي عزام
انا هحكيلك عن الموضوع من أوله وانت تحكم لعد كدة.
على الباب الخشبي المتهالك كان الطرق عليه پعنف يكاد أن يقتلعه من محله عڼف ازعج المرأة العجوز لتنهض عن محلها مجبرة حتى تفتح خوفا على ملكها وحتى تعطي الفاعل درس قاسې بالتوبيخ والسباب إن استدعى الأمر.
صاړخة على الطارق في الخارج
قطعت الباقي من كلماتها فور أن وقعت عينيها على حفيدتها الملعۏنة المتغيبة منذ أيام
مودة!
أيوة يا ستي أنا مودة اتفضل يا باشا اتفضل.
قالتها الأخيرة وهي تتزحزح عن موقعها ليلج أمين بخطوته السريعة داخل المنزل متخطيا المرأة وخلفه رجل الأمن والحفيدة التي صاحت عليها جدتها
مين البهوات دول اللي جراهم معاكي يا موكوسة بقى بتغيبي يومين وبعدها ترجعيلي بجوز رجالة اشتغلتي في الحړام با بت الكلب
دمدم بها أمين مبهوتا لقول المرأة التي قد تسبب له ولحفيدتها بڤضيحة بحماقتها ليحدج مودة بنظرة ڼارية حتى تسكتها فلا يضطر لإسكاتها هو بطريقته والتي من جهتها استجابت بصوت مرتجف تصلح لها ولكن بټهديد حتى تستوعب سريعا
يا ستي خلي بالك من كلامك الباشا ظابط قد الدنيا وممكن يخلي العسكري اللي معاه يحط الكلبشات في إيديكي دلوقتي ويحبسك
وايه اللي يخلي الباشا الظابط يجي بيتنا دا أكيد ملعوب منك يا ملعۏنة انا مش مصدقاكي ولا بالعة الملعوب بتاعك.
طب كدة تقتنعي
هتف بها ملوحا بسلاحھ الميري أمام وجهها بعد أن اخرجه سريعا ليردف بشراسة لا تصدر سوى في أصعب الأوقات
كلمة تانية يا ست انتي وهتلاقيني سأحبك ع البوكس وفي التخشيبة تبلطي فيها كام يوم عشان تبقى تصدقي براحتك.
اطمئن أمين من جانبها ليتلتف نحو مودة يأمرها بحسم
ادخلي بسرعة يالا يا مودة دوري ع الحاجة وانت يا مدبولي ساعدها خلينا نخلص من المشوار الزفت ده.
انصياعا لأمره تحركت على الفور نحو غرفتها ليلحق بها رجل الأمن وتبقى أمين مواجها للمرأة التي غمغمت بتساؤل غبي
هما دخلوا الأوضة يعملوا ايه
زمجر بصوت مرعب افزعها عن التكملة
امممممم
أنكمشت المرأة على نفسها پخوف منه ومن تهديده فخطا ليجلس على الكنبة القريبة من المدخل ليجلس واضعا قدما فوق الأخرى ثم يأمرها
اقعدي.
تحركت بتردد ثم افترشت الأرض متربعة بقدميها لتزيد على جلبابها المهترئ بالأتربة والغبار فصاح يجفلها بصيحته
قعدتي ع الأرض ليه قومي اقعدي على أي نيلة ولا كرسي قدامك ما تقومي.
في غرفة مكتبه التي لم يكون قد فارقها بعد كما أنه كان متوقفا عن العمل والتفكير في أي شيء اخر سوى حسم هذا الأمر لقد سأم من الألتفاف حولها وهي لا تعطيه فرصة للتقرب حادة ولا يصلح معاها غير الطريق المباشر هذا ما عرفه وتأكد منه الان.
ارتفعت رأسه فجأة على اثر طرقة خفيفة على باب الغرفة وقبل أن يعطي الأذن بالدخول وجد الأخرى تطل برأسها بابتسامة ناعمة تلقي التحية قبل أن تدلف بكليتها للداخل
مساء الخير يا باشا.
مالت رأسه بتهكم في الرد عليها
أفندم يا ست ميرنا بتدخلي كمان من غير ما تاخدي الإذن
تفاجأت بجفاء استقباله الغير متوقع فردت بابتسامة مضطربة تدعي الأدب
لا العفو طبعا يا باشا أنا بس دخلت من عشمي.
عشمك!
قالها بحدة وعينيه تمشطها بازدراء جعلها تخرج عن صمتها بمخاطبته بجرأة
في إيه يا باشا معلش يعني حتى لو ماعدتش بتطيقني حاول تفتكر الود القديم اللي ما بينا ع الأقل.
الود اللي ما بينا!
خرجت منه عاليه وللمرة الثانية لا يخفي نظرته المتدنية لها بشكل أشعل مراجل الحقد بداخلها ليزيد عليها بعجرفته واضعا قدما فوق الأخرى مستطردا
كلمة الود والعشم دي تتقال مع أي علاقة متكافئة الأطراف يا ميرنا أما اللي كان ما بيني وبينك فدا اسمه هات وخد انا كنت باخد مزاجي منك وفي المقابل بعطيكي المقابل واظن ان المقابل بتاعي كان كويس اوي معاكي ولا هتنكري
بابتسامة مصطنعة تخفي من خلفها الكثير ارتعشت شفتها في الرد عليه
لا طبعا يا باشا هنكر ازاي يعني دا انت أفضالك مغطياني من ساسي لراسي كفاية بقى ان انت لسة مشغلني.
امممم.
زام بفمه وعينيه على أحد الأوراق يعقب على عبارتها الاخيرة
فكرتيني بالنايت اللي انتي لسة شغالة فيه ياريت تحاولي تمشي ع التعليمات زي باقي زمايلك انا مش عايز سمعة الفندق تضر بسببك مش هقدر اسكت مديرك أكتر من كدة.
اشتعلت عينيها واوغر صدرها بالضغينة نحوه تتمتم بعدم تصديق
كماان النايت الحاجة الوحيدة اللي بقيالي مع الأجانب هو ايه اللي حصل
سألها بتسلط وكأنه ينتظر منها هفوة
يعني سكتي يا ميرنا
ردت وهي تحافظ على تماسكها لتقول بطاعة
ويعني عايزني اقول ايه يا باشا طبعا اللي تؤمر هو انا اقدر اكسر كلامك برضوا.
اوما برأسه يدعي الرضا ليردف
كويس اوي انك فاهمة الكلام ده تقدري تروحي على شغلك دلوقتي وياريت ما شوفش وشك هنا في المكتب او حتى في أي حتة تخصني غير لو انا طلبتك يعني الډخلة من شوية دي متكررش.
أكيييد.
قالتها عن ثقة داخلها وقد تحولت لهجتها للغموض لتردف بانصياع تام
يبقى انا كدة بعتذر يا باشا لو كنت ازعجتك تحب تأمر بحاجة تانية.
نفى بهز رأسه يكتنفه شعور بعدم الاطمئنان استذنت لتخرج ولكنه اوقفها قبل أن تستدير عنه
ميرنا...... حاولي تشوفي صرفة في موضوع الخاتم
انا شايف ان مفيش منه فايدة.
بغليل متعاظم وقد وضحت الصورة جليا أمامها ردت بفحيح
يعني قصدك انه يرجع
اومأ بهزة خفيفة من رأسه قائلا
يعني زي ما عقدتيها حاولي بذكائك ده تحليها.
صفقت باب الغرفة التي غادرتها لتسرع بخطواتها حتى وصلت إلى جزء مختصر عن الأعين لتتوقف ضاربة بكف يدها على الحائط بزمجرة مكتومة بحلقها تود التعبير عما يجيش بصدرها پصرخة عالية تهز اركان الفندق وما يحاوطه من مباني لقد فاق الأمر توقعها وخرج كل شيء عن سيطرتها بعد ان كانت كالملكة بين اقرنائها بمكانة تحسدها عليها الفتيات من زميلاتها سلطة تدعمها حتى أمام مديرها مكاسب خيالية بالعملة الصعبة كانت تنهمر عليها بأقل جهد حتى لقبت نفسها بجارية الملوك التي تأخذ من المنافع المادية وعلاقات السلطة مما يسهل عليها كل أمر صعب يواجهها لقد صدق احساس الخطړ بداخلها
متابعة القراءة