متيم انا

موقع أيام نيوز

ما يهمكيش الجيب عمران والحمد لله اطلبي اللي انتي عايزاه يا لينا.
أومأت برأسها قبل أن تلتف إلى النادل تشير إليه ليصل إليها وتأمره بالمشروب الخاص بهذا المقهى المشهور 
ها بقى فين حاجتي
عقب ساخرا وقد ادهشه عمليتها
كدة على طول طب خدي نفسك الأول حتى.
طالعته صامتة لبرهة ثم تبسم ثغرها تقول بنبرة حيرته بعض الشيء
وادي نفسي وخدته خلاص ياللا بقى طلع السلسلة .
بادلها الإبتسام ليوميء برأسه لها مستجيبا
ماشي يا لينا هطلعها.
ادخل يده في جيب بنطاله ليخرجها بعد ذلك بالسلسال الذهبي ليرفعه أمام عينيها قائلا
هي دي حاجتك يا لينا.
شهقت تختطفه من يده هاتفة بزعر
هي دي اه سلسلتي بس غايب منها اهم شيء.
بوجه مقلوب يدعي المفاجأة قائلا بدفاعية
ازاي يعني إنتي قولتي ع السلسلة عيار واحد وعشرين واهي قدامك اهي بالكف الفضي والعين الزرقا عشان الحسد زي ما انا شايف ايه اللي ناقص بقى
ناقص القلب دا اهم حاجة فيها. 
يا نهار أبيض هي فيها قلب كمان
أيوة طبعا دا احلى حاجة فيها.
اممم
زم بفمه متصنعا العبوس ليقول بتفهم
ايوة بس انا دورت في العربية ف لقيتهم متنطورين جمعتهم وافتكرت ان كدة تمام .
بتأثر ملحوظ اعتلى قساماتها رددت مرة أخرى بحزن
طب والقلب يا أمين
أدورلك عليه من تاني يا لينا. 
قالها بشهامة يدعيها قبل أن يشير للنادل ويده على الشيء المفقود في جيب بنطاله
قائلا
يا بني هاتلي انا كمان عصير زي الانسة.
في الملهى الذي يجتمعان به كلما سنحت الفرصة للقاءهم ولج كارم بوجه متجهم ليأخذ مكانه على الطاولة المخصصة لهما القى التحية على عجالة يعلو الوجوم ملامحه وهيئته المتخفزة لا تبشر أبدا بالخير انهى عدي حديثه السريع مع إحدى مدراء فندقه يلقي عليه بعض التعليمات قبل أن يصرفه ويعطى انتباهه للآخر
إيه يا كارم شكلك ولا اكنك خارج من خناقة. 
شبك الاخر كفيه ليطقطق اصابعه پعنف قائلا
إنت بتقول فيها دي بتوجعني اساسا عشان كدة عايز افش غليلي واستريح بقى.
فهم عدي مقصده فسأله بصوت جعله منخفضا
هو انت لسة ملقتش الواد اياه ولا الست اللي كانت معاه
رد كازا على أسنانه
ابن الكلب اختفى ولا اكنه فص ملح وداب لا عند قرايبه ولا أي واحدة من اللي كان ماشي معاهم ولا الحقېرة التانية كمان طفشت وسابت أولادها لجوزها واخته يراعوهم بس مسيريهم هيقعوا في أيدي انا مش ههدى غير لما اخلص عليهم.
اومأ عدي رأسه بتفهم قبل ان يبوح عما يفكر به
حقك طبعا تعمل فيهم اللي انت عايزه بس انا اللي مستغربله اللي اسمها جيرمين دي تعمل معاك كدة ليه عايزة ټنتقم من مراتك بالشكل البشع ده هي لدرجادي كانت بتحبك ولا انت هببت معاها ايه بالظبط
تغير وجه كارم ليردف بأنفعال غير قادر على السيطرة عليه
يعني هكون عملت ايه بس يا عدي انا مكانش بيني وما بينها علاقة حب وحتى لو كان هي كانت عارفة بأخرها عندي ولا عمري عشمتها بحاجة دا غير انه اصلا ما ينفعش عشان هي متجوزة نجيب اللي هو اساسا بحالة صحية مش ولا بد يعني في أي لحظة ممكن ېموت وتورث بقى فلوس ماليها عدد وساعتها تتجوز من تاني بشاب يناسبها واصغر كمان. 
اربت عدي بكفه على ذراع كارم في محاولة لتهدئته
خلاص متحرقش اوي كدة في نفسك اللي انت عايزه هيكون الست دي او الراجل اللي معاها مهما اختفوا اكيد هيتجابوا ان مكانش من رجالتك يبقى بالبوليس او رجالة جاسر وطارق.....
لا طبعا انا مش عايز حد يجيبهم غيري.
هتف بها مقاطعا بحدة ليردف مشددا على كلماته
ما حدش هيجيبهم غيري انا بس اللي يخصني الأمر لا جاسر ولا طارق ولا أي زفت في الكون .
هذه المرة تناول المشروب الذي أمامه يخاطبه بمهادنة
ماشي يا سيدي زي ما تحب خد بس اشرب وانا هطلب لي واحد تاني .
تناول منه ليرتشف محتويات الكأس بجرعة واحدة ثم يدفعها على سطح الطاولة پعنف قائلا
واطلبلي واحد تاني كمان انا لسة دمي بيغلي وعايز اهدى عشان افكر كويس. 
اذعن عدي ليشير للنادل حتى يأتي بطلبهم ثم عاد إليه سائلا
طيب ورباب هي عاملة ايه دلوقت
اشتدت ملامحه ليرد كازا على أسنانه
رباب افتكرت ان ليها اخت دلوقتي يا عدي بتقولي ان اعصابها تعبانة وعايزة تقعد عندها بتسيبني أنا في الظرف الزفت ده .
رفر عدي واهتزت رأسه بسأم يعقب على كلماته
طب وفيها ايه بس ما هو شيء طبيعي ان اعصابها تتعب اللي اتعرضتلوا مش هين برضوا خليها تبعد شوية على ما تهدى.
هتف بعصبية ازدادت حدتها
وما تهدى وهي معايا تبعد عني ليه انا اللي اقدر اهديها وانا اللي اقدر اجيبلها كل اللي هي عايزاه انا اكتر واحد فاهمها دي مش مراتي وبس يا عدي....... دي .......
توقف يمرر بكفه على شعر رأسه للخلف مغمضا عينيه بتعب رمقه الاخر لعدة لحظات صامتا يرى الجانب المخفي من كارم هذا الجانب الذي لا يستطيع الفرد كبته مهما حاول ومهما كان متحكما او حتى مستبدا تفضحه مشاعره مع اول اختبار جانب ذكره بأمره وهذه الفتاة التي استحوذت على كل تفكيره فجعلت كل تركيزه منصبا حول الوصول إليها مهما كان الثمن طرد كتلة كثيفة من الهواء من صدره ليعاود النظر في سجل هاتفه والحيرة تعصف برأسه لماذا التأخير في الرد حتى الان ألم يعد يهمها أمر صديقتها!
في اليوم التالي صباحا
خرجت شهد من غرفتها بعد أن تجهزت للذهاب إلى عملها كالعادة القت تحية الصباح نحو المجتمعين على مائدة السفرة بدون انتباه وقد كان ذهنها مشتت ما بين اتصلاتها بمساعدها للاطمئنان على حالة العمل والإتمام بحقيبتها على بعض الأوراق الهامة التي سوف تحتاجها اليوم في المقابلة بخصوص التقديم لإحدى المشروعات الحكومية بمساعدة حسن الذي لا يكف عن استعجالها الان
يا عم والله نازلة اهو روح انت المصلحة بتاعتك واسبقني....... ايوة ما انا بقولك تسبقني هناك عند المدير المسؤل عن المشروع ظبط معاه لحد اما اجيلك...... 
قطعت بضحكة مرحة كعادتها كلما ألقى على اسماعها كلمات الغزل بخفة ظله التي باتت تعشقها لتعقب بيأس
انت مفيش فايدة فيك الست مجيدة دي طلعت فاشلة في تربيتها معاك......... ماشي ماشي يا مؤدب طب استناني بقى مش هتأخر عليك.
انهت المكالمة والټفت نحو الجالسات أمامها يتناولن وجبة الفطور لتبادرها رؤى بغمزة وتشاكسها
ايوة يا عم المشغول عقبالنا يارب.
استجابت لها بابتسامة قبل أن ينعقد حاجبها متسائلة بفضول
دي أمنية كمان لابسة النهاردة وراكي مشوار
ضحكت المذكورة لتنهض عن مقعدها قائلة
هو انتي نسيتي ولا ايه مش انا قولتلك ان انا جاية اشتغل معاكي وهامسكلك الحسابات بصفتي خريجة تجارة. 
انتي بتتكلمي بجد
سألتها شهد بعدم تصديق فهي الأعلم بطبيعة شقيقتها الكسولة والإتكالية في كل ما يخصها من أمور وعلى نفس القناعة تدخلت رؤى ايضا قائلة بتهكم
يا نهار ابيض اختي أمنية هتشتغل دا باين الدنيا اتقلب حالها يا جدعان.
اخرسي انتي.
هتفت بها أمنية نحو شقيقتها قبل أن توجه خطابها لشهد
لما اتكلمت امبارح معاكي مكنتش بهزر عشان انا مصممة اتحمل المسؤلية زيك ولا انتي فاكرانا هنتسنى لما تتجوزي ونتوحل في الهم لوحدنا أو نستنى فضلتك علينا .
ليست كلماتها ولا تفكيرها
تم نسخ الرابط