متيم انا
المحتويات
باضطراب وكأن دلوا من الماء البارد سقط عليها لا تصدق هذا القصف المباشر من شهد أمام زوج أختها ووالد خطيب ابنتها لتتبادل النظر بحرج مع شقيقتها سميرة والدة ابراهيم والذي كان جالسا في جانب وحده يراقب بتجهم مضيقا عينيه.
عابد والذي فهم عليها ليلقي بنظرة غاضبة نحوهن ونحو ولده ليقول بضيق
معلش يا بنتي خلي قلبك أبيض وسامحي دي مصارين البطن بتتخانق.
قالتها لتجلس بثقة أمامهم وقد وضح مقصدها جليا ليزيد من توتر الأجواء فخرج صوت سميرة بابتسامة زائفة تخفي احتقانها بالداخل
حمد الله ع السلامة يا شهد الف بركة انك قومتي على رجليكي.
الله يسلمك.
قالتها شهد مقتضبة بابتسامة صفراء لتلتف برأسها نحو الرجل دون أن تعيرها أدني اهتمام
سيبك مني ومن أخبار صحتي انا جايلك النهاردة وكلي عشم تقبلي وساطتي ابراهيم جاي برجليه لحد عندك عشان تتصالحوا دا احنا حبايب ونسايب ولا إيه
سمعت منه لتنقل بنظرها نحو الاخير تخاطبه
اهلا يا ابراهيم.
اهلا بيكي.
قالها ليتابع بلهجة حادة
بشبه ابتسامة ساخرة تطلعت شهد نحو شقيقتها التي افتر فاهاها ببلاهة لحديثه ثم الټفت إليه قائلة
استشاط ڠضبا لتقريعها الغير مباشر لتشتد ملامح وجهه وعينيه تطلق شررا نحوها فتدخل عابد يقول ملطفا
ما انا قولتلك يا شهد انا جايلك واسطة ما بينكم يا بنتي دول شوية نكد وبيحصل كتير ما بين القرايب.
صدر صوت أمنية بغباء مدافعة
ابراهيم معملش حاجة مش كفاية انه جاي بنفسه يصالحها........
هتف بها عابد مقاطعا لها ليحدجها بنظرة جعلت الخۏف يشل أطرافها الټفت نحو إبراهيم تبتغي الدعم ولكنه تجاهلها عن عمد لتغلق فمها مضطرة بأعين دامعة شاعرة بالقهر وتابع عابد بعدم اكتراث
ها يا شهد هتقبلي واسطتي
بابتسامة اعتلت ملامحها ردت بثقة تجامل الرجل لتزيد من غيظ الاخرين
هلل عابد بامتنان
حلاوتك وحلاوة لسانك اللي بينقط شهد يا شهد انا بقول م الأول بت بمېت راجل الله يباركلك يا بنتي ويحرسك من كل شړ ويرحم ابوكي زين الرجال يا خير ما خلف.
أثناء عمله الميداني داخل الفندق تصادف بها تسير بأحد الأروقة وقد عرفها من ظهرها بخطواته السريعة وصل إليها على الفور يسألها
انتي جاية منين يا صبا
أجفلت لتكتم شهقتها قائلة بضحكة مكتومة
إنت كنت فين وطلعت إمتى
تبسم باتساع لفعلها العفوي يقول
انا في كل حتى ممكن تلاقيني في الفندق عملي متشعب ما انتي عارفة المهم انتي كنتي فين
تحركت لتتابع سيرها وهو تحرك معاها قبل أن تجيبه
أصلي كنت في المطبخ عند الشيف منصور.
وروحتي المطبخ ليه بقى يا صبا عشان تقابلي الشيف منصور
سألها بحدة انتبهت إليها ولكنها تغاضت لترد بلهجة هادئة
ولكن بحرج
بصراحة روحت اخد منه وصفة لأكلة نفسي اعملها وخليته يجولي الطريجة عشان كل مرة بتبوظ مني.
أثارت فضوله ليسألها باهتمام
أكلة ايه دي مش انتي بتقولي ملكيش في المطبخ
بدلال فطري بطبيعتها الناعمة والخاصة في كل شيء ردت تزيد من عڈابه في القرب منها
ما انا بجيت ادخل دلوكت واحاول بس بصراحة دايما بفشل جولت لما اكلم الشيف يمكن يفيدني بشوية نصايح مع الوصفة اللي طلبتها منه.
وفادك
سألها فردت
فادني طبعا دا انا خدت ورجة وجلم وفضلت اكتب كل كلمة من وراه وعبيت في النوتة كذا صفحة وهو جالي تعالي كل يوم وانا هرد عليكي حتى لو شغال.
متروحيش تاني
قالها بحدة وبدون تفكير لتجادله معترضة
وليه بجى مروحش
فاجئته برفضها وسؤالها المباغت له فبماذا يرد أيبرر بأسباب يخترعها من عقله أم ايخبرها بالحقيقة والڼار التي تحرقه لمجرد ذكر إعجابها برجل غيره حتى لو كان بقامة وعمر الشيف منصور فقال بمهادنة
يا صبا افهمي الشيف منصور راجل جميل وزوق مع الناس كلها وعمره ما يكسف حد بس دا مش معناه اننا نستغل كرمه ونلهيه عن شغله ثم تعالي هنا هو المطبخ دا كان فاضي ولا كان مليان بمئات العمال والطباخين المساعدين.
خرجت الأخيرة بانفعال لم يستطع السيطرة عليه فتلعثمت هي ترد بخجل
هو فعلا كان مشغول جدا بس عجبني اهتمامه رغم كدة بس خلاص بقى مش مهم هبجى اكلمه ع الوتس .
انتي خدتي كمان نمرته
هتف بها بعصبية جعلت صوته يعلو في قلب الرواق المؤدي لغرفة عمله وردت هي
أيوة طبعا وفيها ايه دا نمرته مشهورة ومعروفة اساسا بس هو جالي انا هرد على أي سؤال تبعتيه ومش هتجاهل زي ما بعمل مع معظم المتابعين.
ألشيف منصور قالك كدة
قالها وقد توقف فجأة عن السير وتوقفت هي أيضا لتجيبه ببرائة غافلة عن النيران التي كانت تسري بجسده كحمم سائلة تحرقه
ايوة طبعا وفيها ايه دا راجل محترم وكويس جدا.
قالتها لتطالع الجمود الذي تلبسه وقد تسمر أمامها دون حراك انفاس صدره تعلو وتهبط بتسارع مقلق في محاولة قاسېة لضبط النفس يحجم نفسه حتى لا يحتد أو ينفعل عليها في الرواق وأمام المارة وكيف له أن يفعل وسحر عينيها يفقده صوابه واتزانه
مالك ساكت ليه
سألته حينما طال انتظاره ليعود إلى رشده يخاطبها بحزم
أمشي يا صبا أمشي أمشي عشان وقفتنا هنا اساسا متنفعش.
سمعت منه لتذعن لقوله بتفهم كي تتحرك وتسبقه فغمغم هو من خلفها
ماشي يا شيف منصور حسابك عليا .
في غرفة المعيشة وبعد انتهائهم من وجبة العشاء على مائدة مجيدة التي كانت عامرة بكل ما لذ وطاب ليأتي الدور الان على الحلو بعدة اصناف صنعتها أنيسة مع طبق الفاكهة وحديث بمودة صادقة لا يخلو من المزاح والعودة بالذكريات.
اهو انا بقى مضحكتش كدة يا ست مجيدة بقالي زمن .
يا حبيبتي ربنا ما يفرق جمعتنا عن بعض انا وانتي يا أنيسة كان لازم نلتقي مع بعض من زمان بصراحة بقى قلبي حبك من أول ما شوفتك .
وانا كمان ربنا يديم المودة .
قالتها أنيسة لتتدخل لينا بسؤالها الفضولي
طب انا من اول ما دخلت عندكم وعيني وقعت ع بلكونة الصالة وانا هتجنن واسألك عن مشتل الزهور اللي ماليها دا شكلهم يجنن.
ضحكت مجيدة بمرح لتنهض فجأة قائلة لها
تعالي معايا وانا اعرفك على جميع أنواعهم دول ولادي اللي براعيهم بعنيا.
تلقفت لينا الدعوة الكريمة بكل سرور لتنهض فتدخلت رؤى بفعل طفولي
طب وانا ما انا كمان عايز اشوف الورد وانقي واحدة منه.
جلجلت مجيدة ضاحكة لتشير لها بيدها
تعالي انتي كمان معانا واحلى وردة لأحلى رؤى
ذهبت رؤى لتلحق بهن فلم يتبقى سوى حسن وشهد وأنيسة التي أمسكت بجهاز التحكم لتقلب على قنوات الشاشة الكبيرة حتى وجدت أحد الافلام وادعت المشاهدة بتركيز
ألله الفيلم ده حلو اوي.
استغل حسن ليقترب بجلسته نحو شهد ليأخذ فرصته
متابعة القراءة