متيم انا

موقع أيام نيوز

يستكثر عليها وفاءه وهي التي دفعت من أجله الكثير وخسړت اقرب الناس إليها بسببه.
اهتز هاتفها فجأة بيدها لتجده رقم غير مسجل فتحت بتوجس
ألوو.. مين معايا
داخلة برجليكي الشقة اللي خانك فيها طب ما كنتي استني لما تظبطيه متلبس.
إنت مين
هتفت بالسؤال غاضبة نحو المتحدث من الجهة الأخرى والذي رد بهدوء يجيبها
انا المعجب المتيم انا اللي ببعتلك الرسايل كل يوم.
انتفضت هاتفة به پغضب
إنت اللي بتستفزني وبتستفز الفانز بتوعي بتعليقاتك السخيفة والمنتقدة ليا ولطريقة حياتي ولبسي انت اللي قارفتي برسايلك جيبت نمرتي منين ازاي تتجرأ وتتصل بيا
على نفس النبرة الهادئة وصلها رده بعدم اكتراث
ما انا قولتلك إني معجب وزيدي عليها اني خاېف عليكي وزعلان لزعلك ما هو حرام الجمال دا كله ما يخدتش التقدير اللي يستحقه حرام عليه يخونك يا رباب .
اغمضت عينيها تقبض على ألم كرامتها لترد كازة على أسنانها
وانت مالك يخوني ولا ميخونيش وانت مين اساسا 
ما قولتلك أنا معجب لا مش معجب انا الولهان بمعنى أصح سلام دلوقتي يا جميلة الجميلات. 
أنهى المكالمة ليزيد من حيرتها وتعب رأسها وكأنه كان ينقصها هذا المعتوه وأفعاله
هو انا للدرجادي قلقتكم عليا
قالتها شهد بجلستها في وسط الصالة بين لينا وشقيقتها وأنيسة التي تحاوطها بالرعاية منذ استيقاظها والتي ردت
يا حبيبتي ربنا ما يعيدها احنا بس كنا خايفين عليكي اصلها اول مرة تطولي كدة.
اضافت رؤى
ومتنسيش كمان انتي حالتك كانت ازاي قبلها انتي تقريبا كنتي مڼهارة وبصراحة عندك حق البت أمنية وخطيبها الزفت زودوها أوي المرة دي.
تغضنت ملامح شهد بضيق لتطرق برأسها وقد مر جميع ما حدث أمام عينيها فتدخلت لينا تقول بمرح
بس ايه يا بت شهد البت رؤى دي طلعت تربيتك صح ما سبتكيش ولا دقيقة فضلت لازقة جمبك في الاوضة وانتي نايمة حتى مدرسة ولا درس كانت بتروح .
عبست شهد لتسأل شقيقتها بتوببخ
معقول الكلام ده يا رؤى طب ومذاكرتك ومستقبلك هتحلقي امتى تلمي اللي فاتك دا انتي ثانوية عامة يا بنتي
ردت رؤى بابتسامة تطمئنها
والله بلم ومسبتش حاجة كنت بذاكر وكل حاجة وباخدها اون لاين طمن قلبك يا كبير.
بادلتها شهد الابتسامة بارتياح ومزيد من الإعجاب فرؤى هي الوحيدة من أسرتها من تثلج صدرها بأفعالها معها رغم الجحود والنكران الذي تجده من الباقي. 
طب احنا كدة لازم نتصل بالست مجيدة بقى.
قالتها أنيسة لتسألها شهد باستفسار
ست مجيدة مين هو انتي تعرفي الست مجيدة .
تولت لينا الإجابة عنها 
ست مجيدة ام البشمهندس يا سيادة المقاول دي جات مرتين تطمن وتسأل عليكي مع ابنها دا شكله
قلقان عليكي اوي.
قالتها لينا وهي تطالع بمكر شهد التي تغير لونها لتشوبه حمرة الخجل مع تذكرها للحلم الذي ساهم في استيقاظها. 
وقالت أنيسة بمرح 
ايه يا ست شهد نتصل نطمن الست وابنها ولا لأ
بحرج خرجت كلماتها 
انا مش همانع طبعا بس يعني..... انا بقول ارجع بيتنا بقى عشان الزيارات اللي من النوع دي.
هتفت بها لينا بحزم
بس يا بت انتي انتي مش راجعة البيت غير بعد ما اعصابك تهدى خالص. وان كان ع الزيارات ف اطمني يا ستي احنا مانعين الكل ما عدا الست مجيدة وعبد الرحيم دا بيجي يوميا دا كمان .
بعصبية كانت تعدو بخطواتها ليصدر كعب حذائها صوتا مألوفا يلفت الأنظار إليها بملابسها الافتة اصلا بضيق قميصها في الأعلى وقصر الجيبة في الأسفل ولكنها اليوم لم تكن مهتمة بل لا يعنيها الرجال في أي شيء وهي مھددة في عملها والأهم من ذلك هو ابتعادها عنه بعد أن لفظها پعنف رابطا عودتها إليه بالوصول إلى هذه الفتاة تبا لها لقد أصبحت تكرهها أكثر من أي شي ألا يكفي صورتها البراقة وحظها المضاعف من الدلال والجمال ورعاية الأسرة المحافظة لها لتكون بهذا الغرور تناظرها من علو وكأنها الصفحة البيضاء والتي تخشى على نفسها التلوث بالاقتراب منها.
توقفت فجأة بأعين الصقر وقد رأت غريمتها من زجاج الكافتيريا جالسة مع الأخرى صديقتها يحتسين المشروبات الساخنة. 
بدون تفكير أو تردد اقټحمت وتقدمت حتى وصلت إليهن تلقي التحية
صباح الخير يا بنات ممكن اقعد.
قالتها وجلست دون انتظار الإذن تقبلت مودة تجيبها بمرح
أهلا بيكي يا ميرنا طبعا اقعدي .
عقبت صبا متهكمة
تقعد فين تاني ما هي قعدت يا ست مودة
لدرجادي انتي مضايقة من وجودي يا صبا انا واحدة ست عادية على فكرة مش راجل عشان تكشي ولا تخافي منه وبرضوا لو مضايقك وجودي حالا هقوم .
قالتها وهي تنهض بمسكنة اثرت بصبا مع هذه النظرة الائمة في أعين مودة فقالت ملطفة
خلاص يا ميرنا موصلتش للدرجادي اقعدي بقى.
سمعت الأخيرة لتعاود الجلوس بأعين مترقرقة بالدموع اجفلت صبا ومودة التي قالت بلهفة
ليه البكا يا ميرنا 
رمقتها بحزن لتنقل بانظارها نحو صبا قائلة
أصل صبا بتبصلي نفس النظرة اللي بشوفها في عيون ناس كتير بيفتكروني ساهلة او واحدة مش كويسة عشان متحررة في لبسي حبتين.
قالت مودة بدفاعية
لا يا ميرنا متقوليش على نفسك الكلام ده صبا أكيد متقصدتش كدة والناس اساسا ما بتسيبش حد في حالها
صمتت صبا تطالعها بريبة وعدم فهم لتردف ميرنا
اتكلمي عن نفسك يا مودة لأن صبا شكلها بيقول غير اللي انتي بتقوليه خالص. 
هزت كتفيها الاخيرة بحرج لتجيب وهي تتناول كوبها وتدعي الانشغال في الارتشاف منه
أنا طبعا مقصدتش وحكاية القبول دي من عند ربنا بس حتى لو كان يعني من المؤكد انك پتبكي لسبب يخصك أنا مليش دخل بيه.
إجابتها العفوية كانت من الذكاء لتوقف ميرنا عن تصنع البكاء لتبحث سريعا عن رد اخر والذي لم تغلب فيه.
انتي عندك حق يا صبا انتي مش السبب الحقيقي ولا حتى نظرة الناس اللي قولت عليها دي كلها حاجات ورا السبب الحقيقي أنا اللي واجعني هو الوحدة يمكن مودة مقالتلكيش انا يتيمة الاب والام وخالي اللي رباني في بيته رفع ايديه عني اول اما اتجوزت ولما جوازي فشل واطلقت مرديش يرجعني لبيته دا طردني كمان وحظي القليل خلاني اطلق حتى في جوازتي التانية عشان اقعد بطولي في شقة طويلة عريضة محدش بيسأل عليا ولما أتعب محدش يحس بيا ولما اموت برضوا محدش هيعرف بمۏتي.....
ختمت پبكاء خرج هذه المرة حقيقيا فبدون أن تقصد وجدت نفسها تصف حالتها بالفعل
ظهرت الشفقة على وجه الفتيات وربتت مودة على كفها بدعم أما صبا التي طالعتها لأول مرة ببعض التفهم فهي ليست بحجر حتى لا يؤلمها كلام المرأة حتى لو كانت بهذه الهيئة التي تصنفها داخلها بالابتذال فربما هذه الهيئة تعوض النقص بداخلها نقص الاهتمام بلفت النظر إليها فقالت برقة
خلاص يا ميرنا انا أسفة لو كنت جرحتك بأسلوبي الناشف بس دي طبيعتي تقدري تقولي عليا دبش في كلامي واسألي مودة.
سمعت الاخيرة لتهتف بحماس
دا صحيح يا ميرنا والله البت دي ياما ادتني على دماغي اصلها صعيدية وطبعها زي السيف قاطع من غير رحمة.
عقبت صبا بدهشة
أنا برضوا معنديش رحمة الله يسامحك. 
ضحكت مودة بعفوية جعلت صبا تتغاضى عن وصفها أما ميرنا فعلى الرغم من شعور الانتشاء الذي اكتنفها وقت الاعتذار إلا أنه قد تلاشي سريعا عقب كلمات مودة فقالت لتستغل هذه اللحظة
تم نسخ الرابط