متيم انا
المحتويات
يعد فيه من طعام.
دلفت للمنزل الممتليء بنساء الجيران والأقارب تلقي التحية بعجالة لتجنب كلماتهم والتهنئة المغموسة بنظرات الشفقة والتلميحات الخبيثة عن وضعها كشقيقة كبرى تقوم بعمل الخطبة الشقيقتها الثانية في الترتيب بعدها.
الله ينور عليكم
قالتها بخطوات مسرعة وردت النساء بعدها كل واحدة بجملتها
الله ينور عليكي يا شهد.... عقبالك يا حبيتي لما نفرحلك... ربنا يتمم بخير يارب وتبقي الدور اللي بعده....
ايوة بقى حبشي انتي في الأكل وسمعي بالروايح الحلوة في قلب الشارع وافضحينا.
واڤضحك ليه بجى هو انت بخيلة يا بت
هتفت شهد بدفاعية
لا والله ما بخيلة انا بس جيوبي فاضية واخاڤ بقى لا الناس تهجم من الجيران ولا المدعوين ع الريحة اللي تهبل دي مع اهل العريس وساعتها تبقي وقعة وانا بس عايزاها تمشي الستر .
رددت خلفها زبيدة بتمني
ان شاء الله ربنا يسترها بس انتي متحمليش هم.
وتحمل هم ليه دي كل حاجة جايبها بزيادة وخير ربنا كتير مع انها اساسا مكنتش محتاجة دا احنا أهل وقرايب في بعض.
اتجهت إليها شهد تخاطبها بوجه جامد وكلمات ذات مغزى
انا مقصرش في واجب عليا أبدا
حتى لو كنا أهل وقرايب زي ما بتقولي.
ابتعلت نرجس باقي كلماتها بحرج لتعود شهد لزبيدة هذه المرة تسألها
أجابت زبيدة بابتسامة ساخرة
تسمعي ولا تشوفي مين هي الجلعانة دي ليها في المطبخ ولا تعرف تطبخ اساسا روحي اوضتك هتلاقيها هناك.
اوضتي!
هتفت بها متصنعة الصدمة لتغمغم بغيظ وهي تغادر وتتركهم
اغيب ساعتين الاقي ست صبا احتلت اؤضتي دا إيه الكلام الفارغ ده
فتحت شهد باب الغرفة بغته بقصد حتى تجفل صبا مع هتافها
انتفضت صبا بجلستها امام المراة مرددة
بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتي دول
صفقت شهد الباب خلفها لتقول بابتسامة شريرة
بيحضروا معايا دايما يا روحي.
تمالكت صبا بغبطة تنهض لتعانق شهد بشوق تلقفته الأخيرة بكل ترحاب وهي تشدد عليها مرددة بمزاحها المعتاد
يا مرحب بالندالة وقلة الأصل وحشتيني يا بت.
طب لزومها إيه وحشتيني دي بعد ما طلعتيني ندلة وجليلة الأصل كمان
لكزتها الأخرى بخفة تدعي الڠضب رغم مخاطبتها بعتاب الأحباب
ايوة ندلة وقليلة أصل كمان لما تقعدي المدة دي كلها متسأليش عليا بكلمة ولا باتصال .
ردت صبا بابتسامة متوسعة تجيبها
والله بسأل عليكي أبويا دايما وبعرف منه كل اخبارك ولو ع التليفون بصراحة بجى انا كنت بتكسف اتصل واصدعك بمشاكلي وانا عارفاكي وعارفة مشاغلك الكتير الله يكون في عونك.
رددت خلفها لتسألها
ويكون في عونك انتي كمان يا ستي المهم بقى مشاكل إيه تاني هو ابوكي رجع يزن عليكي في موضوع الجو از من تاني ويرفض الشغل دا انا خدت منه وعد .
نفت لها على الفور
لا لا طبعا ما انتي عارفة انه ما يرجعش في كلمة جالها أنا مشكلتي نفسها في الشغل نفسه مكنتش لاقية الشغل لحد اما ربنا حلها واشتغلت اخيرا والنهاردة كان أول يوم ليا في فندق كبير جوي في البلد .
قالت الأخيرة بانتعاش وهي تتلاعب في خصلات شعرها من الجانبين.
طالعتها شهد بانبهار لتسألها وهي تجلس على طرف تحتها وتخلع عنها قدميها الحذاء
يا مشاء الله ودا بواسطة ولا كدة بمجهودك.
مجهودي!
هتفت بها لتتابع وهي تعود إلى مراتها
هو احنا بلدنا دي فيها حاجة بالمجهود كله بالواسطة يا حبيبتي وانا الحمد كانت واسطتي ربنا انه سبب الأسباب وخلي جارتنا تعرف حكايتي وتكلم اخوها اللي شغال هناك.
تمتمت خلفها شهد بتصديق
على رأيك فعلا احنا ملناش غير ربنا...
قالتها وانتفضت مردفة
استني هنا عندك هو ابوكي يا بنت انتي مش منبه عليكي مفيش مكياج خالص
صبا والتي أمسكت قلم الحمرة تلوح به أمامها تهتف بغيظ
هو فين المكياج دا بس قوليلي دا قلم لون الشفايف وكريم الأساس...
قارعتها شهد وكأنها أمسكت بالدليل
وعنيكي الحلوة المرسومة دي هتجنني ابوكي ېخرب بيتك.
نظرت صبا لما تشير نحوه الأخرى في المراة لتعود إليها وتقول ببؤس
حتى الكحلة كمان بقت مكياج في إيه يا جدعان دا احنا النهاردة فرح.
هزهزت شهد رأسها تجيبها بقلة حيلة
طب وانا اعملك ايه يا ماما ما انتي اللي بتجيبي المشاكل لابوكي وهو الرجل عنده حق صراحة في تحكماته المهم بقى انجزي كلها نص ساعة ويطب عرايس الهنا. هروح انا اغير بأي حاجة..
استني عندك.
هتفت بها صبا توقفها ثم جذبتها من كفها لتجلسها محلها لتتابع
عايزة تروحي تلبسي فستانك من قبل ما امكيجك.
رفعت لها شفة مستنكرة لتقول باستخفاف
يعني إيه لهو انتي فاكراني يا قمر إن انا مستحملة احط لنفسي عشان تجيني مرارة استحملك انتي تلعبي في وشي اوعي يا بت.
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تنهض ولكن صبا منعتها تشدد بقبضتيها على كتفيها قائمة بحزم
انا مش هعلب في وشك دي بس حاجة ع الخفيف عشان تبقى حلوة ومنورة ولا انتي ناسية انك حلوة صح
سمعت شهد لتلتف وتنظر لانعكاس وجهها بخجل فكلمات الغزل ومشاعر الأنثى التي تكبتها بداخلها جعلتها تخشى النظر إلى نفسها حتى لا تتذكر حالها وتتذكر ما منعته على نفسها منذ سنوات بغرض الحفاظ على إرث والدها والټضحية لأجل أشخاص لا يستحقون الټضحية فخرج صوتها بضعف
حلوة ولا عادية حتى مش فارقة.
تبسمت صبا وهي تنزع رباط الرأس من الخلف لتطلق شعرها الحريري الأسود خلف ظهرها وحول وجهها لتردد
لا والله حلوة وحلوة جوي كمان وانا مش هسيبك النهاردة غير لما اظهر الحلاوة الرباني لملامحك. يعني مش هكوم ولا احطلك في الألوان.
قالت شهد باعتراض واهي وقد أثرت بها كلمات الأخرى
يا بنتي وفايدته إيه بس
تناولت صبا علبة كريم الأساس لتجيبها
من غير فايدة ولا عايدة حتى انا بس عايزاكي تحسي بنفسك وبجمالك فيها حاجة دي
توقفت تغمغم داخلها
والنعمة لا اخليكي أحلى من العروسة نفسها.
ولج لداخل المنزل بعد أن أنهى عمله متأخرا هذا اليوم بعد اجتماعه مع احد اللجان المسؤلة عن موقعه الجديد ليجفل على صيحة من غرفة المعيشة
اخيرا جيت يا حسن ما كنت كملت اليوم برا أحسن
قطب باستغراب لهذا الاستقبال الغير معتاد من والدته قبل أن يخطو نحوها بالغرفة التي كانت جالسة بها وتشاهد على شاشة التلفاز أحد المسلسلات ليسألها بدهشة
ليه يا ماما الزعيق وابات برا انا متأخرتش اساسا دا احنا يدوب العشا.
هتفت مجيدة تردد بغيظ
لا اتأخرت يا حبيبي عشان الميعاد اللي اتفقنا عليه ولا انت نسيت ان عندك مشوار خطوبة عند المقاول بتاعك
مالت رأسه إليها يرفرف بأهدابه ويحاول الإستعياب قبل يسقط بجسده بجوارها ليسألها
وانتي مين قالك اني رايح خطوبة اخت المقاول ثم تعالي هنا صحيح انتي ازاي بتقولي اتفقنا هو انا اتفقت على حاجة معاكي يا ماما
هتفت مجيدة بكذب مفضوح
ايوة انت اللي قولت لما حكيت معاك الصبح وانت بنفسك اللي قولتلي إن الست هي اللي
متابعة القراءة