متيم انا
المحتويات
اخيرا في الإنفراد بها
انا مبسوط اوي يا شهد انك قبلتي العزومة لا يمكن تتصوري فرحتي بقعدتك كدة ع الكنبة جمبي وفي بيتنا دي تسوى عندي إيه.
ابتسمت بخجل وقد أجفلها بقوله وصدق ما يردف يبدو جليا على ملامح وجهه الوسيم فحاولت الرد بلهجة عادية لتتجنب الإنزلاق معه في حديث بدأ يتخذ منحنى اخر
العفو يا بشمهندس الكلام ده كان واجب عليا لكن الست الوالدة بطيبة قلبها سبقت بس ملحوقة المرة الجاية عندي ان شاء الله
وأنا في أي وقت هلبي الدعوة يا شهد حتى لو العزومة حصلت بعد الشغل ما بينا ينتهي.
ربنا يبارك فيك.
قالتها بحرج وابتسامة باهتة لتتناول طبقها هي الأخرى تلهي نفسها بالتناول منه قبل أن تنتبه على نداء مجيدة التي تركت الفتيات في الشرفة
بعد أن انتهى دوام عملها وبدلت ملابس العمل للعادية الأخرى فكانت في طريقها لمغادرة القسم الذي تعمل به حتى تعود إلى منزلها برفقة صديقتها وجارتها صبا.
إزيك يا مودة.
قالتها ميرنا تفاجأها وقد اعترضت طريقها توقفها بأن تصدرت بجسدها أمامها تمنعها عن مواصلة السير حدقت بها مودة بتوتر واستغراب لأمرها قبل أن تجيبها بعد مدة من الوقت
انا زعلانة على زعلك يا ستي وحاسة نفسي حمارة اني لبخت معاكي في لحظة ڠضب وطلعت عن شعوري .
استرسلت بهم مرة واحدة لتجفل مودة التي كانت تنوي على صدها وقطع الصلة معها وقد اقتنعت بكلمات صبا بعد شجارهم الاخير فقالت بحرج
متقوليش كدة عادي يعني الخناق ده بيحصل دايما مع الزملا والأصحاب.
تلعثمت تردد بأعين تهرب من المواجهة أمام امرأة حددت طريقها واتحذت منهجها الخاص بها فلا تفعل حساب اصول أو اعراف أو حرام أو حلال بل وتتحدث بثقة عكس من ضاعت بها الثقة لضعف شخصيتها وترددها في اتخاذ القرارات الحاسمة
اا أكيد صاحبتي يا ميرنا دا انا أكلة في بيتك عيش وملح وانا بنت أصول وافهم اوي في الحاجات دي.
بس انا عمري ما اعتبرتك صاحبتي بالعكس يا مودة انا من اول ما اتعرفت عليكي وعرفت بظروفك اللي هي مقاربة لظروفي في حاجات كتير اعتبرتك اختي عمرك شوفتي اخت عايزة الضرر لاختها حتى لو حصل سوء تفاهم أو خناق او حتى قطعوا هدوم بعض برضوا بيرجعوا ويصفو وينسوا انتي بقى ليه شايلة مني وعايزة تبعدي شايفاني ست وحشة على كلام الست صبا اللي قررت من دماغها ونصبت نفسها حاكم عليا عشان ترميني پتهم باطلة طب انتي شوفتي عليا حاجة بعينك
لتنفي بهز رأسها بتونر
لأ بصراحة ما
شوفتش حاجة.
تبسمت بانتعاش وهي تفرد نفسها لتخفف الحصار عنها وقالت ملطفة بعض الشيء وهي تتلاعب بخصلات شعرها الحريري الغزير
انا يمكن اكون شقية ودي حاجة متعبنيش على فكرة مش احسن ما ابقى خام وساعتها أي حد ممكن يضحك عليا بكلمتين ويستغلني ساعتها مين هيعوضني خسارتي بقى وانا واحدة وحدانيه ومليش ضهر اتسند عليه لا ليا أب يدلعني ويصرف عليا ولا جار يشيل ويغطي عليا في الشغل.
مقصدها الاخير كان جليا بقوة لتفهمه مودة فتطرق رأسها بحزن وقد لامست كلمات الأخرى الجزء الموجع لها دائما وهو الوحدة وغياب الأهل وقلة الحظ أيضا فخرج صوتها بضعف
ما خلاص يا ميرنا هو انتي لازم تفكريني بوكستي.
اخفت الأخيرة ابتهاجها لترسم الجدية وقد وصلت لنقطة جيدة معها فقالت بانفعال تدعيه
افهمي بقى هو انا لو قصدي اقلب عليكي المواجع هقولك ان انا زيك فكي كدة يا بت وبطلي انا جاية اساسا عشان اصالحك رغم عتبي عليكي برضوا.
ابتسمت مودة بضعف ودون رد فتابعت بتحفيزها يالا بقى خلينا في المهم قبضتي مرتبك ولا لسة
هذه المرة اشرق وجهها بابتسامة حقيقية بفرح وحماس تجيبها
ايوة قبضت المرتب حلو اوي وهقدر اجيب منه حاجات كتير.
الف مبروك يا ستي وتتهني بيهم
قالتها ميرنا بابتسامة واسعة لتردف
لو لسة باقية ع الاتفاق انا مستعدة من بكرة او النهاردة حتى اتسوق معاكي واجيبلك كل اللي يليق عليكي ويخليكي قمر
توقف بسيارته ليترجل منها عائدا من عمله بهيبة اكتسبها بحكم وظيفته وحسن أخلاقه قبلها يسير برزانة متخذا طريقه نحو مدخل البناية التي يقطن بها مع عائلته وقد تأخر اليوم بدون قصد منه وذلك لاجتماعه الهام مع رئيسه لفت نظره فجأة بعض وجوه المارة وبعض الشباب الواقفين حتى حارس البناية رؤسهم للأعلى في اتجاه شرفتهم غلت الډماء برأسه برؤيته للسبب المؤدي لذلك وهذه المچنونة الشقراء تتشمم حزمة من الورود بيدها بانتشاء جعلها غير منتبهة لهذه الثورة بالأسفل ومشهدها يبدو كلوحة فنية ابدع في صنعها فنان مخضرم زفر حانقا ليتحمحم فخرج صوته بزمجرة شرسة أجفلت الحارس ليخفض رأسه ملوحا له باحترام فظل هو على نظرته الخطړة يحدج الرجل بها حتى تخطاه ليدلف داخل المبنى ويختفي داخل المصعد فيلتقط الرجل أنفاسه اخيرا متمتما بالحمد انها مرت على خير.
فتح بمفتاحه ليلج داخل المنزل وبخطواته الواسعة اتخذ طريقه نحو الشرفة وبغضبه يقتحمها لتشهق رؤى التي كانت جالسة على عقبيها تتأمل أحد الزهور النادرة وقد فاجئها الظل الطويل لتجفل منتفضة حتى انكسر واحد اخر خلفها مع ارتدادها للخلف أسفل أقدام لينا لتهتف بزعر
يا نهار أبيض دا القصرية انكسرت.
خرج صوت رؤى بارتعاش وقد اصابها الجزع لتسببها عن غير قصد في ټحطم هذا الشيء الثمين
أنا أسفة والله مكنتش اقصد.
زفر أمين يجلس على عقبية ليلملم المكسور وينقذ النبتة بزهورها مرددا
متتأسفيش يا رؤى الغلط كان مني أنا .
غلط ايه
هتف بها حسن وقد أتى على صوت التهشيم بصحبة أنيسة التي ضمتها على الفور إليها فتولت لينا الإجابة بانفعالها المعتاد
الباشا طب علينا زي العفريت من غير احم ولا دستور خض البنت فوقعت القصرية وراها.
انتي تستكي خالص عشان انتي السبب في كل اللي حصل.
صدرت منه بعصبية وهو يضع النبتة بطينها داخل احد الاصايص الفارغة فصاحت به معترضة
وانا السبب ليه بقى ان شاء الله
عشان وقفتك في البلكونة لمېتي علينا الشارع كله بيتفرجوا ع الأجنبية الحلوة التي بتشم الورد ومستكنيصة بريحته في بيت الظابط وآخوه المهندس.
قالها سريعا فلم ينتبه لما سقط منه في الوسط دون أن ينتبه بأنه غازلها دون أن يدري اخفت أنيسة ابتسامتها وخرج صوت لينا بارتباك رغم عنادها المعتاد
انا مخدتش بالي م اللي انت بتقوله بس حتى لو كان يعني دا ميدكش الحق انك تخضنا كدة.
تحرك فمه بنية أن يرد ولكن حسن كان الأسبق
خلاص يا جماعة حصل خير انسو كل حاجة يالا بقى نكمل قعدتنا تعالي انتي متخفيش.
تفوه بالأخيرة نحو رؤى ليقبلها بحنو أعلى رأسها مخففا عنها قبل ان تذهب مع أنيسة وتلحق بهم لينا التى رمقته بغيظ كعادتها وهو لم يقصر في مبادلتها
متابعة القراءة