متيم انا
المحتويات
وهي تشيح بوجهها
خلاص بقى مدام قعدتي.
في وضع اخر كانت ستضطر نور إلى الإنسحاب بحرج لتتلافاها وتتلافى الجلوس معها ولكنها لم تقوى على التحرك ولم يطاوعها قلبها على تركها وقد تسرب إليها شعور غريب بالإشفاق عليها رغم هذا الجمود الذي تدعيه والصلف المعتاد منها دائما في التعامل مع الجميع سوى بهيرة شوكت التي تدللها على الدوام فقالت تخاطبها
اعتدلت لتواجها بحدة قائلة
وانتي بتسألي ليه يهمك اوي تعرفي باللي مزعلني
طبعا يهمني يا ميسون هو انتي فاكراني جبلة مبحسش او مش هتأثر لزعلك مثلا ليه بقى هو أنا عدوتك
قالتها بصدق وصل للأخرى لتتمتم بالرد
لا يا نور انتي مش عدوتي
بس كمان مش صاحبتي ولا عمرك هتحسي بيا عشان مش في مكاني.
طالعتها باستفهام سائلة
ردت بصراحة أجفلتها
يعني انتي معاكي جوزك اللي بيحبك وبيعشقك دا غير جمهورك اللي بيعمل مهرجان في أي مكان تروحيه لكن انا واحدة مسكينة سيبت بلدي واهلي عشان اتجوز هنا واخلف من واحد ما بيحبنيش وفي الاخر سايبني كدة وحدي اربي الولاد كل يوم اضحك واهزر معاهم عشان اشحت نظرة حب في عيونهم مش بلاقيها بصدق غير منهم.
خرج صوتها اخيرا بعد تنهيدة مثقلة
صمتت برهة ثم تابعت
انا متأكدة ان في نقطة وصل بينك وبين عدي أكيد لو حاولتوا انتوا الاتنين هتلاقوها وترجع المية لمجاريها يعني ما تنتظريش انه يجي لوحده لازم انتي كمان تحاولي..... عن إذنك
على مدخل غرفة نومه كانت واقفة لمدة من الوقت تراقب شروده بابتسامة حالمة تعلم أنه يفكر بها هو ابنها الذي تفهمه أكثر من نفسه وتحفظ خطوط وجهه والتعابير التي ترمز بها لكل انفعالاته إن كان بالفرح او الحزن او العشق كما تراها الان وبكل وضوح طرقت بخفة على الباب ليشعر بها اخيرا ويعتدل بجلستة على الفراش منتبها لها وهي تتقدم بخطواتها حتى جلست بجواره قائلة
تناول الطبق الذي كانت تحمله بيدها وقد سهت عن تقديمه في غمرة شرودها به ليقول بابتهاج
زي الفل يا ست الكل بس ايه الجمال ده.
قالها ليتناول بالملعقة منه قائلا بتلذذ
الله يا ماما حلو اوي الرز باللبن ده عملتيه ازاي
تبسمت بمرح تجيبه
دا طريقة جديدة عملتها بوصفة من الست أنيسة مش معقولة بجد الست دي استاذة حقيقي في الحلويات.
لا دي تستاهل جايزة بقى مدام عرفتك تعملي بالطريقة اللي تجنن دي.
قالها حسن وهو مندمج في اسقاط ملاعق الحلو داخل فمه بنهم لتغزوا ابتسامة سعيدة وجه مجيدة قائلة
شهد برضوا قالت حاجة زي كدة دا باين القلوب عند بعضها.
توقف ليردد خلفها باستفسار سائلا
شهد قالت كدة ازاي يعني
طالعته بمكر قائلة
وانت لازم تعرف باللي قالته بالظبط اهي قالت زي ما قالت حاجات كتير معايا ما انت عارف انا قضيت معاهم نص النهار والست أنيسة الله يباركلها مكانتش عايزة تسيبني.
لوك بفمه ليعود للطبق بعدم تركيز يتلاعب بالملعقة فقالت تلاعبه
تحب اعرفك قالت إيه
ايه
مش هقولك.
قالتها لتطلق ضحكة مدوية بتسلية لهيئته الحانقة بغيظ من فعلها وتابعت بمناكفته
ما انت لو تطلع إللي في قلبك وتقول الصراحة انا كمان هتكلم وقول حكاوي.
هذه المرة لم ينفعل أو يغضب بل طالعها صامتا لعدة لحظات بتفكير قبل أن يجيبها
طب لو قولتلك اني موافق على عرضك هتعرفي تتصرفي
عرض إيه
سألته متناسية ليقول على الفور
انا فعلا عايز اتجوز شهد بس بصراحة مش عارف ادخلها ازاي
هللت بفرح مرددة
يا صلاة النبي احسن يا صلاة النبي أيوة كدة خليني افرح.
هتف بها حازما يوقفها
يا ماما بقولك مش عارف ادخلها ازاي يعني لازم اعرف مشاعرها ناحيتي الأول وانها ممكن توافق ع الارتباط ولا لا ولا انتي نسيتي ظروفها واللي بتمر بيه مع اخواتها وعيلتها
باستدراك متأخر فهمت مجيدة قصده لتخبو ابتسامتها مرددة بحيرة
اه صحيح دا انت عندك حق....... مكدبش عليك انا كان كل همي عليك انت والحلوف التاني اخوك...... نسيت أمر البنات نفسهم...... دا كدة عايزة تخطيط من أول وجديد .
.... يتبع
الفصل الثالث
وسط ترحيب الجيران والمعارف وتساؤلات عن الصحة وكلمات ود تخرج من القلب لها وكأنها غابت شهور وليس عدد من الأيام وهي تبادلهم الرد بابتسامة ممتنة ورزانة اعتادت عليها خطواتها تبطئها بقصد وتتوقف عن السير عدة مرات حتى لا تغفل عن إجابة أحد بصحبة شقيقتها المؤازرة لها دائما رؤى.
حمد الله ع السلامة يا شهد ربنا ما يجيب حاجة وحشة أبدا
الله يخليكي يا ام كريم.
احنا كنا بنسأل عليكي دايما الست نرجس وكان بودنا نيجي ونزورك بس منعرفش العنوان.
تسلم يا عم عادل دا العشم فيكم والله.
لا بس انتي وحشتينا اوي والبت رؤي دي عايزة قرص في ودانها عشان مفيش مرة ريحتنا بكلمة.
انا يا ام حسين الله يسامحك.
هيسامحني يا ختي عندا فيكي هيسامحني.
قالتها المرأة وانطلقت الضحكات ليتبعها بعض المزاح والتفكه بالعبارات ليشيع جوا من المرح ويزيد من تعطليهم وفي الأعلى كانت أمنية تراقب من الشرفة والهاتف على أذنها تتحدث إليه
بقولك وصلت يا عم والجيران ولاد الكلب عاملينها استقبال ملوكي ولا اكنها ملكة بين راعاياها وهترش عليهم بالدنانير والدراهم........ ايه عايزانى انا كمان استقبلها واكلمها....... ليه يا حبيبي هو انت ناسي ان الخناقة كانت عشانك وانا بدافع عندك........ ما تقولش حمارة يا ابراهيم.........
هتفت بالأخيرة محتدة وهي تدلف لداخل غرفة نومها وتترك الشرفة وتابعت بالرد
لأ يا ابراهيم البت دي هتشوف نفسها عليها أنا عارفاها مش هترضى ترد وهتكسفني........ تاني يا ابراهيم هتزعق فيا....... خلاص يا سيدي سكت وهسمعك...... اممم........ سياسة!......... حاضر هجرب واما اشوف هتعمل ايه انت كمان في الاستراتيجية الجديدة الي بتقول عليها دي......... سلام .
شهد انتي وصلتي حمد الله على سلامتك يا بنتي.
تفوهت بها نرجس فور ان وقعت عينيها عليها وهي تلج لداخل المنزل وخلفها رؤى كانت تحمل حقيبتها وبعض الكتب المدرسية على يديها والتي تكفلت هي بالرد مع صمت الأخرى
لا موصلناش لسة يا ماما استني لما نيجي وبعدها سلمي.
عبست نرجس تهتف حانقة نحو ابنتها
عنك ما جيتي بنت قليلة الحيا بصحيح.
كانت قد وصلت إلى شهد لتجذبها من ذراعيها وتقبلها على خديها بمداهنة تردد
نورتي بيتك يا حبيبتي نورتي بيتك يا أحلى شهد.
ابتسامة باهتة اڠتصبتها شهد بصعوبة لتوميء لها بهز رأسها حتى تتركها لتدخل غرفتها قبل أن تفاجئها أمنية بقولها
الف سلامة عليكي يا شهد.
قالتها وقد ظهرت إليها من العدم متصنعة الأدب والمسكنة قطبت شهد تطالعها بريبة
متابعة القراءة