متيم انا
المحتويات
اخته تبقى جارتها
اردفت الأخيرة ببؤس فقالت الأخرى تدعي الأشفاق عليها
يا حبيبتي دا انتي باينك شقيتي وتعبتي اوي لهو انتي معندكيش اخوات ولا اب يصرف عليكي زي المحروسة دي.
مصمصت بشفتيها تصدر صوتا لتقول
يا حسرة انه خوات ولا أنه أب دا ابويا مشافش وشي من ساعة ما اتولدت طلق امي وهي حامل بيا المسكينة فضلت تعافر عليا وعلى تربيتي لحد اما ماټت وانا عمري تلتاشر سنة وسابتني مع ستي بقى نناقر في بعض انا قليلة الحظ في كله اساسا.
هو انا صعبت عليكي لدرجادي
قالتها مودة حينما طال الصمت وقد اقنعتها ملامح الأخرى بذلك.
اخفت ابتسامتها ميرنا لتقترب نفسها نحوها قائلة
أومات مودة رأسها بلهفة فتابعت الأخرى
يالا بقى احكيلي عن نفسك اكتر وقوليلي ازاي اتعرفتي باللي اسمها صبا دي
خرجتا الاثنتان من خارج المصعد لتحط اقدامهن على الطابق المنشود فقالت لينا التي كانت تفور وتغلي بداخلها
تبسمت شهد تجيبها همسا
وانا كمان والله ما فاهمة ايه اللي خلاني اوفقها بس انتي شوفتي بنفسك زنها وازاي قدرت تلفني بزوقها
ضحكت لينا ساخرة تقول لها
قال وبيقولوا عليكي مقاول قال دا انتي طلعتي خيبة.
يمكن اكون خيبة صح بس بصراحة بقى هي صعبت عليا لما قالت انها وحيدة ونفسها نيجي ونونسها اهو نجبر بخاطرها وخلاص.
هما دقيقتين وبس وهمشي واسيبك بعدها لو فضلتي تقعدي انا مش ناقصة كلمتين في جنابي من طارق ولا يسلط عليا والدتي.
اومأت لها شهد برأسها بموافقة قبل ام تضغط على الجرس في الخارج فلم تنتظر كثيرا حتى وجدت مجيدة تفتح لها بابتسامة من الأذن إلى الأذن مرحبة بلهفة
تبسمت لها شهد تتقبل عناقها والترحيب الحار قبل ام تتركها وتذهب الأخرى قائلة بأعين متوسعة
هي دي بقى لينا
قالت ولم تكد تكملها حتى اجفلت الأخرى ټخطفها بعناق اخر وتقبيل على الوجنتين مرددة
يا ختي عليكم وعلى حلاوتكم نورتوني يا بنات نورتوني
على مقعده بوسط البهو الضخم يباشر التحضيرات ويمارس عمله بالتحدث عبر الهاتف وبالحاسوب وعينبه تجول بلا هواده في انتظارها في انتظار رؤيتها وقد تيبست اقدمه منذ الصباح ليظل محله لا هو بقادر على الذهاب إلى عمله ولا هو بقادر على الذهاب نحو الغرفة القابعة بها رغم ان عملها يحتم عليها الآن عدم الجلوس في مكتبها الا للضرورة إذن ماذا يمنعها
ايوه يا كارم هاجي يا بني متقلقش........ يا سيدي عارف بميعادنا متقلقش....... يا عم نتابع الشغل من الفندق ما انت عارف ان احنا عندنا حفلة ضخمة....... لازم اباشر كل حاجة بنفسي طبعا........ يا سيدي انا مهتم المرة
دي وعايزها تبقي حدث عالمي اقفل بقى عشان جايلي عميل مهم.
انهى مكالمته سريعا فور ان انتبه عليها وأخيرا رأها.
كانت قد خرجت على ميعاد البريك الخاص بالموظفين في هذا الوقت بعد أن انهت جزءا كبيرا من العمل حتى اصاب الصداع رأسها تبحث عن مودة التي اختفت عنها ولم تتصل كعادتها بها منذ الصباح وصلت إلى بهو الفندق فتقابلت عينيها بهذا المتغطرس جالسا في الجهة القريبة منها يرتشف من فنجان قهوته وامامه الحاسوب على الطاولة الصغيرة ف الټفت رأسها بضيق وقد اصبحت تراه كثيرا وبشكل متكرر هذه الأيام في نفس المكان القريب من الجهة التي تذهب وتجيء بها نحو غرفة عملها تشعر بغربة في هذا الفندق الذي يبدوا كمدينة بسكانها وهي لا تجد راحتها سوى في هذه الغرفة التي تجمعها بجارها الغريب... شادي!
اشرق وجهها بمجرد رؤيتها له يتحدث مع أحد الأشخاص لم تدري بنفسها وهي تتقدم بخطواتها حتى هتف بأسمه منادية
مستر شادي .
قالتها ف الټفت الرؤس نحوها حتى اذا انتبه هو استأذن سريعا من الرجل ليقابلها في نصف المساء ثم اشار لها على احد الزويا حتى توقفا بها ليجيبها بغيظ
مالك يا صبا بتندهي ليه قدام الناس كدة
اسبلت أهدابها عنه وقالت بحرج
آسفة لو احرجتك.
تمتم بالاستغفار يهدأ من فوران صدره الذي يغلي مع انتباهه للنظرات المصوبة نحوها وتمالك ليرد بلهجة لينة بعض الشيء
لا مفيش احراج ولا حاجة انا بس استغربتك لما ندهتيني فجأة كدة هو انتي كنتي عايزاني في إيه
رفعت عينيها الجميلتين إليه لتأسره في النظر إليهم فلم ينتبه جيدا لما تقوله
مش عايزة حاجة شخصية بس اصل حضرتك مش باين من الصبح ودي مش عادتك.
لوح برأسه امامها باستفسار حتى تعيد ما قالته وقد ذهب تركيزه بلا رجعة
يا فندم بسألك انتي ليه مجتش مكتبك من الصبح
ابتسامة جانبية اعتلت ثغره وقد أسعده قولها حتى ولو كان المقصد يختلف تماما عما يتمناه بداخله فتحمحم ليجيبها برزانة تختلف تماما عن الصخب الذي يدور بداخله
انا مش فاضي من الصبح يا صبا زي ما انتي شايفة كدة بدور زي النحلة في كل حتة عشان ترتيبات الحفل ما انتي عارفة.
عارفة طبعا ودا اللي مخليني مضايقة عشان انا دوري ان اكون معاك في الترتيبات والتعب ده لكن انت....
لا يا صبا.
هتف بها يقاطعها بحدة متابعا
مية مرة اقولك انتي خليكي في الشغل الاداري انا مطلبتش مساعدتك غير في دي وبس
طب ليه حضرتك
من غير ليه
اردف بالآخيرة ملوحا بكفه امامه لتقطع الجدال كتمت زفرة احتقان امامه لتتكتف بغيظ مرددة
تمام يا فندم زي ما تحب.
اخفى داخله بصعوبة ابتسامة بتسلية وقد بدت امامه كالطفلة المتذمرة بعد أن أزاحت بانظارها عنه لا تقوى على ان تخفي ضيقها منه فقال يناكفها
هتعملي زي العيال الصغيرين بقى لما يزعلوا
عادت لترفع عينيها امامه مشيرة بسبابتها نحوها بتساؤل
انا برضك بعمل زي العيال الصغيرين ليه بجى عملت ايه ان شاءالله
قالتها بانفعال زاد من تسليته وزادت ابتسامته مع عودتها للكنة الجنوبية حتى كاد ان ينسى وضعه بوسط البهو ولكن الأعين الفضولية حولهم جعلته ينتبه فقال مغيرا دفة الحديث
انتي فطرتي النهاردة يا صبا
رغم استغرابها لتبدل الحديث فجأة ولكنها ردت بالنفي بهز رأسها فتابع هو
طب بقولك ايه انا عن نفسي ھموت من الجوع اسبقيني ع المكتب وانا هجيب لنا كام سندوتش نفطر بيهم.
اعترضت على الفور
لا طبعا متجيبيش انا اساسا مليش نفس.
طب
متابعة القراءة