متيم انا

موقع أيام نيوز

برضوة ربنا يخليهملك.
أمام الصائغ الذي كان ينتقي أجمل القطع ويضعها أمام العروس بتشكيلة راقية تجعلها تحتار في الأختيار 
ها يا عروسة نقيتي إيه
سألها حسن مشجعا حتى تتكلم بدون حرج فتدخلت نرجس تسبقها بأعين كادت أن تخرج من محجريها من الأنبهار
هتنقي ايه ولا ايه دي كلها حاجات تهبل يا ريتنا جينا هنا يوم البت أمنية ابراهيم الخايب دخلنا عند واحد سكة كل حاجته أي كلام .
صعق حسن من رد المرأة التي احرجت شهد كما احرجته هو ووالدته فجاء رد الصائغ بزوق يخفي ضيقه
معلش يا هانم دي ارزاق ربنا يوسع ع الجميع خلينا احنا مع عروستنا القمر. 
قال الأخيرة مخاطبا شهد التي امتقع وجهها من فعل زوجة أبيها المستفز تشتت تركيزها عن الإختيار الأمثل حتى كادت أن تشير على أي واحدة لولا 
مجيدة التي قالت بمزاح تقصده
عروستنا القمر تنقي براحتها يا عم جورج بلاش تستعجلها وتعالى انت ركز معايا انا .
بفلعلتها الزكية في سحب الرجل نحوها لتتبادل معه الحديث ومع هذه المدعوة نرجس في بعض الأمور الخاصة بعمل الحلي والأنواع الجديدة والقديمة منها تركت المجال للعشيقين حتى يتم الأختيار بدون ضغط بعد هذا التوتر الذي انتشر في الأجواء وقال حسن ملطفا
اللي يشوفك وانتي كيوت كدة ومش عارفة تردي ع الراجل ما يصدقش ان دي سيادة المقاول اللي بتتحكم في رجالة بشنبات. 
استطاع بخفته زرع ابتسامة جميلة على ثغرها لتقول باعتراض
ما بلاش لاطلعلك بالمقاول اللي جوايا وانتي حر ساعتها بقى محدش هيتكسف غيرك..
ضحك بتوسع يقارعها
والله ولو عملتيها في الشارع حتى هعرف برضوا اتصرف وارجعك لأصلك رقيقة وكيوت من تاني انا خلاص بقيت مالك مفاتيحك عرفتيها دي ولا تحبي اقنعك بيها
باندهاش شديد ردت تجادله بمرح 
تقنعني بإيه يا مچنون 
اقنعك بالمفاتيح. 
مفاتيح إيه
مفاتيح قلبك هي دي محتاجة زكاء يا شهد. 
قالها بانفعال مصطنع جعلها تنطلق بضحك مكتوم لا تعرف التوقف عنه وقد استطاع أن يجبرها بخفة ظله على الاندماج معه الأخد والرد بأريحية دون التعب بتفكير مضني فيما يصح أو لا يصح يعلم ما يحزنها وما يضحكها وكأنه بالفعل قد ملك مفاتيحها.
عريس..... لصبا.
تفوه بها وقد اعتلى ملامحه شحوب مفاجئ وجوم غطى على تعابيره زاغت عينيه أم أنه شرد لعالم اخر هذا ما شعرت به شقيقته بعد أن أخبرته بهذا الأمر عن قصد فتابعت
ما هو دا الطبيعي أمال يعني كانت هتقعد كدة من غير جواز العمر كله
دفعة قوية من الهواء الذي انحبس داخل صدره طردها بزفير طويل ليخرج صوته بإحباط متعاظم يردف الكلمات الثقيلة على لسانه بصعوبة جمة
لا طبعا مين قال كدة دي سنة الحياة. 
ومالك بتقولها كدة وكأنها ھتموت مش هتتجوز
تطلع إليها بإجفال يسألها
ليه بتقولي كدة يا رحمة
بأنفعال بدا جليا في كلماتها
إنت عارف انا اقصد ايه يا شادي بلاش يا بن ابويا وامي نلف على بعض هتفضل لحد إمتى ساكت
ابتلع ليردد مستنكرا باضطراب
ساكت عن إيه بالظبط ما تخلي بالك من كلامك يا رحمة. 
واصلت شقيقته ضغطها لتكشفه أمام نفسه
واخلي بالي ليه غلطت فيك مثلا يا خويا جيب م الاخر دا انت ھتموت ع البت......
انتفض كالملسوع يقاطعها عن المواصلة
اموت على مين يا رحمة إنتي اټجننتي ولا إيه دي عيلة.
لا مش عيلة.
هتفت بها لتتابع بإصرار
إنت اللي شيل المسؤلية خلاك تنسى نفسك وسنك الحقيقي مش اللي كبرتوا الهموم انت لسة في عز شبابك يا شادي وهي معدية سن الرشد يبقى ايه المانع 
اعترض يقاطعها للمرة الثانية ولكن بحدة وكأنه كان في انتظار الفرصة ليطلق سراح وحش الكتمان المحبوس بداخله
المانع فيا أنا يا رحمة مش هقولك على القيود اللي حاططها أبوها بس هفكرك بحالي.... مش عايز اشيلها فوق طاقتها عشان انا حملي كبير وهي زي الوردة عايزة اللي يرعاها والدلع اتخلق للي زيها عشان هي تستاهله لكن انا بقى هقدملها إيه
ردت برغبة قوية امتزجت بحماسها
إن كان على أمي أنا معاك ومش هسيبك هي بس شهور الحمل تعدي وهتلاقيني ان شاء الله بشيل عنك أكتر من الاول.....
قطعت فجأة تتطلع إلى هذا الحزن الذي کسى عينيه فقالت بجزع
ليه يا شادي الحزن دا كله لدرجادي إنت معندكش الثقة في نفسك.
مش موضوع ثقة يا رحمة
أمال موضوع إيه
رد بتنهيدة مثقلة خرجت من العمق
مش عارف اشرحهالك ازاي بس أنا...... خاېف يا رحمة.
انت خاېف!
نهض عن مقعده واتجهت أبصاره لخارج نافذة الغرفة التي كان يخطو نحوها يفرج لها عما يجيش بصدره
خاېف اواجهها باللي جوايا ومتقبلش ساعتها مش هتحمل اقعد ثانية قصادها في الشغل أو حتى ابقى جيرانها هنا في العمارة مش هتحمل ابعد عنها بعد ما دوقت قربها بنظرة منها بحس بسعادة في حياتي ما عرفتها يوم ما بتضحك الدنيا كلها بتضحك قدامي أنا مش قادر ابعد ولا قادر اقرب الشوق جوايا بېقتلني ليها وبنفس الوقت خاېف لصورتي تتهز في عنيها ع
الأقل دلوقتي شايف احترامها ليا مين عالم بقى لو واجهتها هشوف إيه
حب .
قالتها رحمة بأعين ترقرت بها الدموع وقد أوجعها الألم الذي ارتسم جليا على صفحة وجهه لتردف بما لمسته بحاسة المرأة منها التف إليها يطالعها باستفسار لا يصدق ما التقطته أذنيه ولكنها عادت تؤكد بيقين نبت بداخلها
أيوة حب يا شادي انا شايفة كدة وانت كمان شايف بس مش مصدق.
لم يرد ولكن ظل على نظرته الساهمة لها عله يستوعب ما تفوهت به يداعبه الأمل في التصديق وتصدمه صخرة الواقع أن ما يتحدث الان هو شقيقته نفض رأسه ليقول برجاء يشوبه الضيق
يااارحمة الله يرضى عنك بلاش الكلام ده انا مش حمل اتعلق بحبال دايبة. 
تبسمت تشاكسه بثقة
لا ما انت اتعلقت واللي كان كان بس هي مش حبال دايبة انا متأكدة منها دي وانت كمان هتتأكد بنفسك وبكرة تقول اختي قالت.
رسم على ملامح وجهه العبوس يتصنع السأم من قولها رغم حفلات الصخب التي كانت تدور بداخله يتمنى أن يحدث.
انتفضا الإثنان فجأة على طرق باب الغرفة وصوت سامية يهتف
قافلين الباب عليكم ليه يا ولاد خالي انا حضرت العشا هاكل لوحدي يعني ولا إيه
التف نحو شقيقته يلوح كفيه أمامها معترضا بسخط طالعته بضحكة مكتومة قبل أن ترد بصوت عالي
حاضر يا سامية حضري السفرة عندك وانا شادي هيسندني ونخرجلك.
طب ما تتأخروش بقى لا الأكل يبرد دا حلاوته وهو سخن وموللع. 
قالتها بنبرتها المائعة تشدد على الأحرف حتى جعلته يزبهل بانشداه نحو شقيقته والتي لم تكن قادرة على التوقف في الضحك.
من شرفة المنزل التي كانت جالسة بها تستذكر من كتابها الدروس المقررة عليها هذا العام وبنفس الوقت تتابع الحركة الدائرة في الشارع من مارة وسيارات تخترق المنطقة وتخرج منها على أحر من الجمر تنتظر بلهفة وترقب حتى إذا ما وقعت عينيها على طيف السيارة التي تقلهم من أول دخولها الحارة انتفضت عن مقعدها تركض للداخل مرددة
وصلوا وصلوا العرايس وصلوا.
أمنية والتي كانت مارة بالصدفة في الصالة بعد خروجها من المطبخ وتناول وجبة إفطارها عقبت تطالع لهفتها بضيق
وافرضي وصلوا بتجري كدة ليه زي الهبلة هتتكنفلي على بوزك.
ضحكت رؤى وهي تتناول اسدالها لتسقطه عليها وترتديه ثم لفت
تم نسخ الرابط