متيم انا

موقع أيام نيوز

بشراسة تبرق عينيها نحوه بتحذير بعد أن التقط هفوتها ليعقب متهكما
وانا مالي يا ست ما تنقي انتي كلامك الله.
زفرت بقنوط لتنهي المكالمة على عجالة حتى تفرغ له
تمام يا حسن أي جديد بلغني وابعتلي الصور ع الوتساب اعتبرني ماشية معاكم في السوق....... إيه الحاجات التانية دي ال......
قطعت لتطلق ضحكة رنانة أثارت اهتمام أمين ليتيقن من حدسه بعد قولها
مش دلوقتي يا منيل اصبر شوية للبت تكش منك دا احنا مصدقنا انها فكت شوية...
ختمت بضحكة قبل أن تلتفت نحو الاخر فوجدته يرمقها باستنكار رافعا طرف شفته غارزا سبابته في وسط وجنته كادت هيئته أن تضحكها ولكنها تماسكت لتخاطبه بجدية
نعم يا حليوة وشك مقلوب كدة ليه
بغيظ شديد كان يصدر مع كل حرف يتفوه به رد يجيبها
على فكرة بقى أنا صاحي أوي ووصلني الجزء الأخير من المكالمة قولي لابنك الساڤل قليل الأدب يلم نفسه دا احنا لسة ملبسناش دبل أمال لما نكتب الكتاب هيحصل إيه اللي كنا فاكرينه مؤدب وبيتكسف طلع مية من تحت تبن.
كبحت طيف ابتسامة عابثة كادت أن تفضحها لتتخصر قائلة بمقارعة
اسم الله يا حبيبي واقوله ليه بقى يلم نفسه ما هو قاري فاتحة وكدة كدة هنلبس دبل الأسبوع اللي جاي ووعد عليا يا حسن لاكون كاتبة كتابك في أسرع وقت ثم كمان يعني الشقاوة مطلوبة بين كل اتنين مخطوبين عشان ياخدوا على بعض وكدة.
ردد صائحا خلفها باستهجان
ايه ياخدوا على بعض من دلوقتي! في إيه يا ست الناظرة دا انتي كنتي شديدة زمان ليه بقى جايا ترخي دلوقتي وابنك في سن خطړ والوضع ميسمحش. 
هذه المرة لم تقوي على الكبت أكثر من ذلك لتضحك ملء فمها مرددة له
لأ يا حبيبي يسمح مش هيتجوز ويخلصني من مسؤليته يبقى يعمل اللي هو عايزه قال يسمح قال.
قالت الأخيرة لتنهض مكتفية بهذه الجرعة وقد اعتلى الحنق قسماته لتتمتم ببرائة تدعيها
ها عقبال يارب كل اتنين بيحبوا بعض.
تحركت خطوة لتلتف إليه سائلة
أحضرلك غدا يا أمين اكيد يا حبيبي جعان امال يعني قايم كدة بخلقتك المقلوبة دي ليه
اكتفى بالصمت مضيقا عينيه وزفير سخطه يخرج الدخان من إذنيه وفتحتي منخاريه.
ادعت التغافل لتكمل في الخروج مرددة
هروح احضر غدا بس انت افرد وشك شوية.
وصلت لنصف المسافة لتعود إليه مرة أخرى قائلة
اه صحيح يا أمين انا خارجة بعد شوية لو مش فاضي توصلني معاك اتصلي بتاكسي يجي ياخدني.
ليه رايحة فين
سألها بخشونة يظهر انزاعجه وردت تجيبه بتنهيدة أسى
مشوار مهم والنبي يا بني حكم الست أنيسة لما اتصلت بيها من شوية بلغتني ان ضغطها واطي وحاسة ان عضمها متكسر.
علق على الأمر وكأنه حدث جلل
يا نهار أبيض ضغطها واطي وحاسة كمان ان عضمها متكسر... لا انا هروح معاكي اطمن ع الست ميصحش برضوا.
أومأت بابتسامة جانبية وهي تستدير عنه مدمدمة
اه يا حبيبي ميصحش امال ايه دا كفاية صنية الكيكة اللي هبشتها لوحدك
بسسسس اوقف هنا.
قالتها شهد ليذعن حسن لطلبها ويوقف السيارة بالقرب من الشارع المتواجد به منزلها قائلا
طب ما احرك العربية شوية واوقفها قصاد البيت ولا هو الشارع ضيق ومش هينفع اخرج منه يعني
بابتسامة ردت وهي تتناول الأكياس الممتلئة عن أخرها بالملابس
لا يا حبيبي الشارع يسمح طبعا بس انا مش عايزة الفت نظر الجيران ويمسكوا سيرتي بقى راحت مع خطيبها رجعت مع خطيبها .
اوقف محرك السيارة والتف لها يقول باستهجان
طب وفيها ايه يعني يا شهد ما يقولوا اللي يقولوه.
مش انا خاطبك وقاري فاتحة قدامهم كلهم.
تنهدت تشيح بوجهها وابتسامة عزبة تزين ثغرها قبل أن تعود إليه شارحة
يا حسن افهمني انا بتكسف والله من تعليقاتهم يعني مش كفاية منظري النهاردة قدام العمال لما سحبتني من أيدي قدامهم قال إيه عشان ابعد عن الشمس لا تحرقني انا كدة هبان طرية في نظرهم يا حسن. 
بابتسامة عبثية ارتسمت على ملامحه علق بمكر زاد من خجلها
ومالوا بقى لما تبقي طرية هي دي صفة وحشة يا شهد
ضحكت لتخبئ بكفها على عينيها فجعلته يضحك هو الاخر لتعلق بقلة حيلة
يا عم ارحمني بقى اقسم بالله انا بجد مستغرباك هو انت كدة من الأول ولا انا اللي مكنتش واخدة بالي منك ولا إيه بالظبط
رد بضحكة مشاكسة
ما انا قولتلك يا ست البنات أنا ابن مجيدة يعني تتوقعي مني أي حاجة. 
اضزداد اتساع ابتسامتها لترد ببهجة تغمرها كل ما ذكر لها اسم والدته والتي منذ أن تمت خطبتها به وهي تحاوطها بحنانها والسؤال الدائم عنها وعن أخبارها باهتمام في أقل تفاصيل يومها حتى في انتقاء الملابس الاتي تخصها وذلك بإصرار من حسن ليعيدها إلى عهدها القديم في الدلال الذي تناسته برحيل والدها
ماشي يا بن حضرة الناظرة هنفوت لك لاجل خاطرها بس.
همت أن تترجل ولكنه أوقفها فور أن وضعت يدها على عتلة الباب قائلا
طب مش تخلي عندك ډم بقى وتعزميني حتى على كوباية شاي.
طالعته بتحذير تهز رأسها قائلة
ما احنا قولنا مينفعش دا غير ان احنا اساسا معظم اليوم مع بعض وبالليل
بنبقى ع التليفون خليها قريب بقى نعزم ابلة مجيدة على عشا او غدا.
يفهم وجهة نظرها التي تزيد من قدرها في قلبه ولكنه يصر على منكافتها بقوله
ماشي يا ست شهد نصبر على ما تيجي ميعاد العزومة 
قرب رأسه منها متابعا بهمس ومرح
حتى عشان بالمرة نستعجل بميعاد الجواز ما هو انا لازم الاقيلي منفعة.
ابتعدت برأسها عنه لتترجل على الفور قبل أن تلقي قولها الاخير
خلاص يبقى هنأجل العزومة يا حسن.
اغلقت الباب ليتمتم من محله خلف عجلة القيادة
دا على أساس ان أبلة مجيدة هتسيبك غلبانة والله يا شهد.
تركته وسارت بقلب يخفق بسعادة تحاول جاهدة للملمة ابتساماتها مع تذكرها لكل كلمة جميلة أو مشاكسة منه لها تلقي التحية على هذا وتتلقى سلام هذا من أهل المنطقة برزانة تخشى اهتزازها بسبب ابن مجيدة الذي يدهشها كل يوم بأفعاله المچنونة معها.
حمدت الله أنها وصلت المبنى لتدلف إليه بخطوات مسرعة وما همت أن تضع قدمها على أول درجة من سلم البناية حتى تفاجأت بذراع قوية تجذبها بقوة وقبل أن تستوعب وجدت نفسها في الجزء المظلم المطل على المنور. 
شهقت بفزع بعد أن تفاجأت بصاحب الوجه البغيض أمامها يحادثها
إزيك يا سيادة المقاول ولا نقول يا عروسة أحسن
قال الاخيرة وعينيه هبطت على الأكياس الممتلئة بيدها
بنظرة كارهة حدجته غير مبالية بهذا الڠضب الذي يشتعل بعينيه لترد
عروسة ولا مش عروسة انت مالك لا انا عايزة كلامك ولا عايزة سلامك والحركة الژبالة دي أنا هحاسبك عليها.
قرب وجهها منها وعينيه العميقة تصدح بالتحدي وأشياء أخرى لم تفهمها ليقول
طب ما تحاسبيني دلوقتي على طول يا شهد مستنية إيه
توقف وعينيه تجول على ملامحها قائلا بنبرة متمهلة
يعني لو عايزة ټضربي مثلا اضربي ولو عايزة ټصرخي وتلمي عليا الجيران برضوا اعمليها انا مشتاق أوي لحسابك يا شهد.
لأول مرة ينتابها الخۏف منه لقد رأت به تحفزا لأقل هفوة منها وكأنه على استعداد أو بالأصح مرحبا لغرض ما في نفسه هي منذ البداية تعلم بطبيعته الغير سوية لكنها لم تتخيل أن تطرفه يبلغ إلى هذا الحد
تم نسخ الرابط