متيم انا
المحتويات
والدتها
طب والست زبيدة ياما مش بعادة يعني متبقاش معاكي
عادت سميرة للمصمصة بشفتيها لتردد ساخرة
ما هي دي كمان يا نور عيني شافت نفسها مرات الصعيدي ابو قصعة عاملة نفسها هانم ودخلت في زواريق اللي اسمها مجيدة وقاعدين على طرابيزة واحدة ومعاهم ام البت الأجنبية صاحبة اختك.
اه قصدك لينا بس دي مش أجنبية يا خالتي.
قالها ابراهيم ليقطع سير حديثهم فقد غلبه طبعه الحاد في إخفاء ضيقه اكثر من ذلك .
هما العرسان هيجوا امتى
صدر السؤال من أنيسة وقد ازعجها تأخرهم لم تنتبه لها مجيدة فقد كانت منشغلة بالحديث مع إحدى النساء من افراد العائلة وتكفلت بالرد زبيدة
هما خلاص على وصول صبا بنتي بلغتني في اتصال من شوية.
انتي يا ست انتي مقعدانا جمبك ليه وانت مشغولة عننا كدة.
سمعت منها لتردد ضاحكة بمرح
وفيها ايه يا اختي لما انشغل عنك مش ام العريس ويحقلي الله.
ضحكت بالتبعية لها الأخرى تشاركها القول زبيدة ايضا
ايوة يا اختي من حجك امال ايه دا احنا عندنا في الصعيد بنطلعلها الأغاني ام العريس
طب ما تسمعيني يا ولية انتي انا عايزة احفظها وادلع نفسي .
رددت زبيدة ضاحكة
وه دلوك .
أيوة دلوك.
قالتها مجيدة قبل أن تجفل مع الجميع على دخول العروسين بتغير الأضواء وانطلاق الأغنية الافتتاحية ليدلفا الاثنان من المدخل بهيئة ټخطف الأنفاس.
العريس كان يرتدي حلة من اللون الأبيض بمظهر شبابي حتى بدا كنجم سينمائي وعروسه التي كانت مفاجأة الجميع بهذا الفستان السماوي والمطرز بحبات لامعة تظهرها الإضاءة كفصوص الألماظ ابتسامتها الرائعة ملأ شدقيها باندماج واضح معه توقفا الاثنان فجأة في ساحة الرقص لتشتعل الساحة بأغنية رومانسية هما وحدهما يتمايلا على أنغامها كما تتمايل الطيور على أغصانها بسعادة تطل من العيون وتترجمها الخطوات المتناسقة بقرب جعل معظم الحضور وقفوا صفوف حولهم متابعين ومشجعين تاركي الجمب الاخر مقهورين!
هتفت بها أمنية بجوراه لتجذب انتباهه نحوها بعد ان تسمرت رقبته على وضعها الجانبي منذ دخولهم فالتف نحوها ليحدجها بنظرة ڼارية ارعبتها لتعقب سائلة
براهيم انت بتبصلي كدة ليه.
استدرك ليرخي ملامحه قليلا قبل أن يجيبها بانفعال
انا مش قصدي عليكي انتي يا أمنية انا بس مستغرب قلة الحيا في الرقص والأحضان عاجبك كدة يا خالتي
انا فاكرة يوم خطوبتنا كانت بتعيب علينا وتقول
مايصحش وعيب واهي دلوقتي بتقلدنا.
رمقها بنظرة خطړة يحجم نفسه عن الانفعال عليها فخرج صوت نرجس تعبر عن ضيقها
انا اللي غايظني ان محدش بيجيب عليها عيب يعني البت رؤى اهي بتهيص واكنه فرحها وجمبها ابو ليلة الراجل الصعيدي بيصقف بكفوفه ولا حتى نقح عليه الډم الصعيدي.
انتي شوفتي بس ابو ليلة ما شوفتيش يا حبيبتي جوز اختك وهو بيهيص لهم من مطرحه اللي قاعد فيه.
تطلع أبراهيم نحو الجهة التي أشارت إليه والدته ليجد والده يتابعهم بابتسامة متسعة وكأنه يزوج ابنته البكر فخورا بها.
زفر مطولا يحاول التماسك والتحلي ببعض الصبر الذي وعد به نفسه كي يبدوا طبيعا أمام الجميع مخفيا ما يكنه صدره.
وإلى صبا التي اقتربت من الطاولة التي تجلس عليها والدتها بطلتها البهية كالعادة بل وتزيد عليها اليوم بزينة اخت العروس كما وصفت نفسها لكل من سألها عن جهة القرابة بينهم مرتدية فستان من اللون الجملي اضفى على بشرتها الخمرية الضياء واللون المميز لعيناها اظهرت جماله الصارخ برسمة للعين ما أروعها مما جعل والدتها تردد الأدعية الحافظة فور أن وصلت إليهن لتقلدها مجيدة لكن بصوت عالي
بسم الله ما شاء الله ايه القمر اللي طل علينا ده
ضكحت بمرح
أمر بالستر ربنا يحفظك يا ست مجيدة مبروك للعريس.
الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك يا رب.
قالتها مجيدة لتردد من خلفها زبيدة
ان شاء الله جريب وهنجيبك تحضري معانا ما انتي بجيتي من أهل البيت خلاص.
ردت بمحبة خالصة وهي تشير بسبابتها أسفل عينيها
من عنيا الجوز بس انتوا شكلكم في موضوع وانا مش هحشر نفسك وهستنى الدعوة.
صمتت صبا تاركة لوالدتها التفسير الذي خمنته من البداية لتخبر مجيدة عن موضوع الساعة في منزلهم وذلك لقدوم هذه العريس المزمع غدا في جلسة التعارف المتفق عليها كما هو معلن لكن كما ترى من والديها يبدوا أن الأمر محسوم.
أخرجتها أنيسة من شرودها بالسؤال عن ابنتها
هو انا ليه مش شايفة لينا من ساعة ما وصلتوا
انزاحت قليلا من أمام المرأة لتشير لها نحو إحدى الزويا من القاعة قائلة
لينا حضرت وجات معانا اهي هناك دي اللي بتهزر مع حضرة الظابط.
تطلعت مجيدة هي الأخرى بتدقيق لتجد اندماجا بين الطرفين النقيضين في الحديث والمزاح بل والضحك لتقطب مغمغمة بذهول
ايه هو ده هو انتوا كنتوا في سيشن التصوير مع العرسان ولا كنتوا فين بالظبط
في جنح الظلام وعلى أطراف أصابعه كان يتسلل بخفة داخل المنطقة العشوائية القديمة مستغلا انطفاء معظم اعمدة الانارة بها نتيجة الإهمال أو عمليات التخريب التي تحدث للمصابيج في كل معركة لمعتادي الإجرام من سكان هذه الأماكن وما يشبهها.
استمر بحرصه حتى اقترب من وجهته بالقرب من المنزل الموصوف والذي كانت أنوار نوافذه خير دليل على استيقاظ السكان بداخله ولم يأت ميعاد نومهم بعد.
القى بنظرة سريعة على ساعته والتي كانت لم تتعد الحادية عشر بعد ليدفع ببعض الزفير من انفه وفمه وقد ارتدت قدميه للخلف حتى وصل الى المنزل المهجور والذي سقط معظمه فيما سبق حتى اصبحت الجدران للنصف وأقل تخفى خلف أحدهم ليجلس منتظرا مجيء من أتى من أجله مخصوص بجلبابه الأسود وغطاء الوجه الذي التف حوله ولم يترك سوى عينيه ليتساوى مع الظلام فلا يلفت إليه الأنظار من أهل المنطقة وإن حدث وراه أحدهم فسوف يظنه صاحب الحظ السئ شبحا.
انتهت الرقصة الرومانسية بين العروسين ليذهبا إلى مقرهم الأساسي في الحفل وهو اعتلاء المنصة التي كانت مصممة بأناقة على هيئة تاج لتناسب الأمير وعروسه.
استغلت رؤى لتعدو بخطوات مسرعة نحو طاولة العائلة لتبادرهم القول بتلهف
ماما يا ماما شوفتي الفرح شوفتي العرسان يا خالتى دا كمان لو روحتوا معانا السيسشن كان يجنن.
التوى ثغر الأخيرة لترمقها صامتة بسخط وردت نرجس
شوفنا يا اختي وشوفنا كمان تنطيطك ولا اكنك عيلة صغيرة ومش عاملة حساب حد مش عروسة وعلى وش جواز.
رددت خلفها بعدم استيعاب مشيرة بسبابتها نحوها
أنا على وش جواز يا ماما
ايوة عروسة وعلى وش جواز يعني ترسي كدة عشان لو شافك حد من الناس اللي هنا وحط عينه عليكي ميقولش هبلة.
قالتها أمنية بتصنع الجدية امام نظرات خطيبها والذي كان جالسا يتابع بصمت مريب ولكن الفضول دفعها لتردف بتساؤل
ثم إيه حكاية السيشن دي كمان اللي اتأخرتوا فيه هو مش منظر طبيعي وخلاص يتنيلوا يا خدوا فيه لقطتين الكاميرا!
تبسمت بشقاوة تحرك رأسها أمامها مغيظة لتقول
مش هقولك هسيبك كدة تتفاجئي وانتي بتتفرجي عليهم دلوقتي ع الشاشة واعرفي لوحدك
متابعة القراءة