متيم انا
المحتويات
أن تترجل منها بخطواتها الرشيقة حتى وصلت إليه لتنضم في المقعد الأمامي بجواره مبادرة بإلقاء التحية على عجالة
صباح الخير يا حضرة الظابط عامل ايه
صباح النور يا ست لينا عاملة ايه انتي كمان بما اننا بندخل على طول ع الأسئلة.
قالها بلمحة ساخرة لم تسجيب لها حتى ولو بنصف ابتسامة وردت بجفاء
كويسة اوي ممكن بقى تديني القلب
على طول كدة طب خدي نفسك الأول هو انتي زعلانة من حاجة يا لينا
برقت فيروزيتيها كحجر ڼاري تردف بانفعال يخفي من خلفه ڠضب مكتوم
وايه اللي يخليني زعلانة ومين دا اللي يقدر يزعلني اصلا
طالعها مشدوها بعدم فهم فهذه المچنونة المتقلبة على الرغم من استمتاعه بشراستها الا أنها تثير حيرته في البحث عن السبب.
طيب ممكن بس تهدي شوية وانتي بتكلميني انتي جامدة أكيد ومحدش يقدر يزعلك.
أخفت بصعوبة ابتسامة لاحت على ملامحها بشكل واضح لتردف
ما تحاولش تاخذني على قد عقلي يا أمين انا مش مچنونة وهات القلب بتاعي ياللا ياللا هاتوا.
ضحك مجلجلا بصوته ليتناول العلبة المغلقة من جيب سترته ثم قدمها لها قائلا
ظلت زامة شفتيها حتى وهي تتناولها باستغراب ازداد أكثر حينما فتحت العلبة لتفاجأ بسلسال كامل من الذهب يتدلى القلب منه رفعته أمام عينيه متسائلة
إيه ده يا أمين إنت حطيته في سلسلة تانية ليه
توقف عن الضحك يجيبها
رفعت عينيها عن تأمل السلسال وقد وصلها المغزى الصريح فقالت بتوجس
هو انا ليه حاسة ان ورا كلامك ده فيه معنى مبطن.
رد معترفا ببساطة أذهلتها
ما هي دي الحقيقة يا زكية ولا انتي فاكراني يعني برمي فلوسي في الأرض وهجيب دهب كدة لأي واحد تعدي في حياتي.
قصدك ايه يا سعادة الظابط لتكون نيتك رايحة لحاجة غلط
اشار بسبابته نحوها بثقة
أنتي عارفة كويس قصدي ايه فبلاش تلفي وتحوري عليا قولي بقى رأيك
تسائلت تدعي عدم الفهم
في ايه
الله اتعدلي يا لينا.
قالها بانفعال أثار ضحكاتها الشقية رغم مسحة الخجل بها وظل هو يراقبها باستمتاع حتى انقلبت فجأة ثائرة به
ضړب كفا بالاخر يردد بعدم تصديق وقد فهم الان سبب ثورتها
يخربيت دماغك بقى كل القلبة دي عشان السبب ده ومطلعاني انا كمان اللي بغير.
قال الاخيرة بضحكة زادت من حنقها ولكنه تابع بجدية
افهمي بقى مشكلة صبا والفخ اللي كان منصوب لها أنا عارف بيه من فترة دي حكاية طويلة وقضية كنت ماسكها أنا وزميلي.
عقبت بما يشبه الأمر
خلاص يبقى احكيها.
تبسم بمكر يفرض شروطه
تمام اوي ومستعد احكيها بالتفاصيل كمان بس الاول اسمع رأيك واخد منك ميعاد نزوركم فيه انا والست الوالدة.
نننعم كل دا عشان تحكيلي
مش انتي عايزاني تعرفي الحقيقية يبقى لازم بقى يبقالك عندي صفة رسمية عشان احكيلك بيها ولا ايه
.
أسفل المظلة التي تعمل على حمايتها من أشعة الشمس الحاړقة في هذه المنطقة الساخنة بعمل العمال المتواصل لإنجاز المطلوب والإنتهاء من الوحدات السكانية الجديدة كانت هي لم تكف بعد عن محاولات الإتصال بشقيقتها لمعرفة السبب في تأخرها حتى الآن.
رفعت رأسها فجأة على نداء مساعدها
ست شهد تحبي نجيبلك غدا معانا
نفت بهز رأسها تقول بعدم تركيز
لالا متجيبش حاجة يا عبد الرحيم أنا أساسا ماشية بس انت زود السندوتشات وجيب كام علبة كانز ساقعة عشان اللجنة اللي على وصول واعمل حساب أمنية معاهم.
طيب هي فينها مجاتش ليه لحد دلوقتي
سؤاله المباشر أعادها لنفس النقطة وهذا القلق الذي بدأ يتزايد بالوقت الذي يمر في انتظارها بعد أن أخبرتها بقرب الوصول منذ فترة تقارب الساعة.
زفرت لتجدد المحاولة فجاء هذه المرة الرد ولكن بصوت اخر
الوو يا شهد.
قطبت في البداية تكذب الصوت ثم ما لبثت أن تستعيد شراستها في الرد باستهجان
بترد ع التليفون ليه يا أستاذ انت في أمنية أختي خليني اكلمها البت دي
ما هو انا بكلمك عشان كدة يا شهد أمنية أغمى عليها معايا في السكة وانا مش عارف اتصرف ازاي
وصلها الرد بنبرة بدا فيها الجزع مما جعلها تردد خلفه بارتياع وعدم تصديق
اختي أنا اغمي عليها انت بتقول ايه
عاد يضيف لها مؤكدا
والنعمة زي ما بقولك كدة احنا كنا قربنا نوصلك أصلا بس انا اتفاجأت بيها بتسخسخ من جمبي وقفت العربية على ناحية اشوف مالها لقيتها بتشهق ومش عارفة تاخد نفسها خرجت بيها من العربية لتكون مخڼوقة من الحر والسخونة ودخلت بيها في عمارة مبنية جديد عشان الضلة والهوا يعني بس بقالي فترة جمبها بهوي بالورقة وافوق فيها لكن برضوا مفيش فايدة.
بلغ بها الړعب حتى تحركت قدميها نحو سيارتها بدون تفكير
ولسانها يردد بالتوبيخ والاستنكار
ېخرب عقلك وقاعد ساكت محلك طب روح بيها على أي مستشفى مستني يجرالها حاجة انت ايه يا أخي
واصل يردد بدفاعية
واعملها ازاي دي بس يا شهد وانا بصراحة ما اعرفش اي حاجة عن المنطقة الجديدة بتاعتكم دي
دلفت لداخل السيارة تشعل محركها لتنهي الجدال قائلة
خلاص فوضها وقولي انتوا فين دلوقتي وانا جاية اخدها بس اخرج واقف لي في الطريق عشان اعرف مكانكم.
في داخل الحجز النسائي بغرف المراحيض الخاصة خرجت تجفف شعرها الذي تبلل مع اخذها حمام صباحي بميزة تتمتع بها عن باقي المسجونات بفضل النقود التي توزعها بدون حساب على الجميع من أجل خدمتها وتسهيل الأمر لها حتى تخرج من هذا المكان وقد منحها التعويض السخي من عدي عزام الأمل في نيل الحياة التي تتمناها بعد قضاء العقۏبة التي فرضت عليها قصرا
تفاجأت بهدوء غريب يعم المكان ف ارتفعت رأسها تلقائيا تبحث عن رفيقتها المطيعة
بت يا سكسكة انتي روحتي فين
حينما لم تجدها طرقت على عدد من الكابينات المجاورة وحين لم تجد ردا منها أو من أي صنف من النساء الأخريات زاد الارتياب بقلبها بشعور غير مريح على الإطلاق ابتعلت لتأخذ القرار سريعا بالخروج لتستكشف الأمر ولكنها لم تتمكن فقد تفاجأت بزوج النساء الغبيات الاتي حاولن معها في بداية دخول السچن ولكنها أوقفتهن بقوتها وبخبرتها في التعامل مع مخضرمات قبلهن من عتاة الإجرام وذلك ما شجعها لتقابهلن الان بصيحة ساخرة رغم الخۏف الذي زحف بقلبها بوجودها وحيدة معهما في المكان الخالي من الجميع على غير العادة.
اسم الله يا حلوة انتي وهي واقفين متصدرين قدامي كدة ليه عايزين تاخدولي صورة
لم يتفوهن ببنت شفاه بل ظللن على حالة من الصمت المريب يطالعنها بنظرة فهمتها جيدا لا تونبئ بالخير أبدا يتقدمن نحوها بخطوات متأنية تزيد من رعبها ولأنها ذكية وتعلم انها الخاسرة لو حدث واشتركت معهما في الشجار الغير متكافئ على الإطلاق حزمت امرها للهروب تكتيكيا
دا باين فطار الفول تربس
متابعة القراءة