متيم انا

موقع أيام نيوز

هي لو مكنتش أبلة مجيدة شديدة وصعبة في تربيتك على حسب كلامك ساعتها كانت اخلاقك هتبقى ازاي يا حسن
رد مضيقا عينيه يقارعها بمناكفة
يعني انتي شايفاني مش متربي ليه يا شهد واخدة عني الفكرة الۏحشة دي ايه اللي أوحالك بكدة
ضړبت بكفيها ضاحكة بملأ فمها مرددة خلفه بسخرية
إيه اللي أوحالي انت كمان بتسأل وعايز إجابة يا حسن اعقل عايزة اخلص الحسبة المنيلة دي بقالي ساعة بعيد وازيد على نفس البند من أفعالك.
تاني برضوا هتقولي أفعالك
دمدم بها ليباغتها فجأة بخطڤ المستند قائلا بعملية
طب هاتي بقى وخلينا نشوف الحسبة دي حتى عشان نروح بقى كفاية.
ردت معترضة بعند محبب
طيب ما تروح انت يا سيدي حد ماسكك
رد غامزا بعينيه
الهوى هو اللي ماسكني ومثبتني اعمل ايه بقى في قلبي
سلامة قلبك.
قالتها بدلال الأنثى وقد ابهجتها كلماته ومزاحه اللطيف الذي ينزل على قلبها كنسمة رقيقة مرطبة في عز حر الصيف القاسې أو كغيث يسقط على الأرض القاحلة لتزهر وتخضر بالوان مخلتفة للورود.
وجاء رده بزوق لا يخلو من المداعبة
شالله يسلمك يارب ويحفظك وينولك اللي في بالك وتتجوزيني.
وايه
تفوهت بها لتنطلق بموجة أخرى من الضحك المتواصل حتى تخضب وجهها بالحمرة التي كانت تجعلها شهية في عينيه كقطعة فروالة طازجة لتعلق اخيرا
إنت مشكلة يا حسن أقسم بالله ملكش حل.
لا والله في حل اتجوزيني وانا اقولك الحل فين.
قالها متابعا لمزاحه الذي لا ينتهي وقبل أن تتمكن شهد من الرد عليه تفاجأت بالصوت القبيح
بسم الله ما شاء منورييين.
توقفت عن الضحك والټفت رأسها نحوه لتفاجأ به ساحبا معه همها الثقيل شقيقتها والتي القت تحيتها بابتسامة ماكرة
مساء الخير عليكم يا جماعة
ردد حسن خلفها التحية ولكن شهد انتفضت تسألها بقلق
خير يا أمنية في حاجة
تولى ابراهيم الرد وهو يقترب مصافحا حسن بمودة كاذبة
هيكون في إيه بس يا شهد عامل ايه يا بشمهندس كويس
بادله حسن المصافحة بابتسامة صفراء
كويس ولله الحمد أزيك انت
وانا كمان اشطة 
قالها ليتجه نحو شهد التي كانت تطالعهم بتوجس وشعور بعدم الارتياح يكتنفها بمجيئهم فقالت امنية مخاطبة لها
احنا كنا بنتفسح قريب من هنا طأت في دماغي اجي اشوف مكتب ابويا الله يرحمه انتي بتشتغلي فيه لوحدك يا شهد
قالتها بنظرة خاطفة نحو حسن أيضا لتثير حفيظتها 
فهمت شهد على خبث تلميحها المبطن وحدجتها بنظرة محذرة تقول
مشددة على أحرف الكلمات
احنا في مكتب شغل يعني الباب مفتوح لأي حد يدخل زي ما ډخلتي كدة انتي وخطيبك من غير احم ولا دستور حتى هو انتوا كنتوا فين بالظبط
رد ابراهيم وعينيه تتجول في انحاء المكتب لتقف على الصورة المؤطرة الكبيرة على أحد الحوائط لوالد شهد
ما قالتلك كنا قريبين من هنا يا شهد الله يرحمك يا عمي ويبشبش الطوبة اللي تحت راسك كنت طيب وأمير وپتموت فيا.
قال الأخيرة موجها أنظاره نحو حسن الذي ردد خلفه هو الاخر
كان بېموت فيك! ...... طب كويس.
قالها بعدم اكتراث ليزيد من احتقان الاخر وعلقت شهد وهي تنهض لتلملم الملفات والأوراق الهامة من فوق سطح المكتب
معلش هنقطع عليك حبل ذكرياتك مع الوالد الله يرحمه ويحسن إليه عشان يدوب عشان ميعاد المرواح أزف.
تدخلت أمنية قائلة
كدة على طول ماشين هو احنا لحقنا نقعد عشان تمشوا وتسيبونا
صاحت بها شهد وقد كانت على حافة الإڼفجار
تقعدوا فين احنا هنمشي كلنا بقولك ميعاد المرواح أزف.
قالتها وهي تضع الملفات في أحد ادراح المكتب لتغلقها جيدا بالقفل قبل أن ترفع رأسها على قول الأخرى
ربنا يعينك يا أختي بكرة بقى لما اساعدك هشيل عنك كتير اوي.
نعم
تفوهت بها شهد كسؤال وقد ظنت أنها سمعت خطأ لتردف لها بتأكيد
بقولك هساعدك يا حبيبتي يعني تتشطري كدة وتجبيلي مكتب في الأوضة الصغيرة اللي جوا دي أو حتى جمبك هنا عشان امسكلك الحسابات واشيل عنك بقى.
افتر فاهها في محاولة لاستيعاب ما تقوهت به وحركت رأسها باستنكار يقارب السخرية لتردد
نعم يا ختي سمعيني تاني
باباااا 
هتف بها الأطفال بلسان واحد وهم يركضون نحو مدخل باب القصر الذي ولج منه بغتة ليرفعهم إليه ويقبلهم.
ميسون التي تفاجأت بحضوره تسمرت على أريكتها باضطراب افقدها توزانها فبرغم ڠضبها والقهر الذي يشق قلبها منه إلا أنها لا تنكر هذا الصخب الدائر بصدرها الان لوعة الإشتياق التي فاقت ألم الفراق تجاهد لضبط انفاسها المتلاحقة حتى لا تفضحها وهو يقترب منها بحضوره الطاغي والأطفال حتى بلغ منها الإرتباك أن تشعر ببرودة طفيفة بأطرافها ترقبا لتحيته أو ربما عودته أو ربما مصالحتها.
هاي ميسون .
قالها بإماءة خفيفة برأسه نحوها أصابتها بخيبة أمل بدلت بها كل المشاعر التي داعبت خيالها منذ قليل انه حتى لم يكلف نفسه عناء مصافحتها أن تعانق كفه كفها أن تشعر ولو لثواني قليلة بدفء قربه الذي حرمها منه منذ شهور جلس أمامها على أحد المقاعد وهو ما زال يحتضن طفلها الأصغر واليد الأخرى تناكف الاخر بالتمرير على شعر رأسه الكستنائي القصير يتجاهلها عن عمد وكأنها جماد كالأريكة التي تجلس عليها جاف وقاسې معها ومع ذلك يمارس دور الأب الحنون مستغلا عدم نضج الأطفال في السؤال عن بعده.
ابتلعت غصتها وقد تصلب جسدها لترتدي هذا القناع الصقيعي في ادعاء عدم الأكتراث ردا لكرامتها المهدرة لتهتف بتجهم
إياد زياد روحوا انتوا الاتنين على اوضكم وكفاية لعب 
بدا على وجه الأول الاعتراض ولكن الأصغر كان أكثر جرأة في التعبير عن احتجاجه
انا عايز أفضل مع بابي مش عاور اروح اوضتي.
زادت بحدة وشراسة يحركها العند
أنا قولت روحوا دلوقتي...... عايزة اكلم بابا في موضوع مهم.
سمع الاخير لينزل بطفله على الأرض يهادنه ويطالب الاخر لاتباع الأمر
اطلعوا دلوقتي على أؤضكم واجهزوا عشان نص ساعة كدة وهنخرج نتفسح.
هلل الإثنين بكلمات المرح قبل أن يركضا سريعا لتبديل ملابسهم في انتظاره وحين خلى المكان عليهما سألها
نعم يا ميسون عايزة إيه
اردف بسهولة زادت من سخطها لترد بانفعال متخلية عن واجهة القوة التي تتصنعها
عايزة اعرف ايه أخرتها اخرة الهجران دا إيه يا عدي
مط بشفتيه يضع قدما فوق الأخرى ليجيبها ببرود
السؤال ده تجاوبي عليه انتي يا ميسون.
سألته بخفوت وقد توجست من إجابة تحزنها
يعني إيه وضح أكتر.
بلهجة المسيطر الواثق نهض فجأة عن مقعده يصعقها بقوله
لا انتي فاهمة كويس يا ميسون حددي انتي عايزة ايه وانا تحت أمرك في كل اللي تطلبيه عن أذنك بقى اروح اشوف والدتي في جناحها.
بصق كلماته وتحرك ذاهبا نحو مقصده غير عابئا بأثر القرار عليها وقد توقف النفس بصدرها أو هو مفعول الصدمة التي أصابت قلبها فنسي أن يعمل.
بهذه السهولة يخيرها على الفراق! بهذه السهولة يلفظها من حياته وكأن ما بينهم لم يكن شيء ذا قيمة يستدعي المحاولة لإصلاحه وان كان هو كذلك فكيف سيكون وضع الأطفال
وفي داخل مقر عمله بقسم الشرطة وبعد أن عاد من مأمورية سريعة لم تستغرق منه وقتا كبيرا أو جهد مضاعف في القبض على أحد المجرمين المبلغ عنهم في أحدى المدن الساحلية وكأن مزاجه الرائق بهت أيضا على حظه اليوم حتى في العمل جلس بأريحية على مكتبه ليتناول الهاتف لإجراء المكالمة التي يؤجلها منذ الصباح فجاء الرد بعد فترة وليس على الفور
تم نسخ الرابط