متيم انا

موقع أيام نيوز

ولكن بحساب تضحك وتستمع باستمتاع وشادي يراقبها ببهجة تغمر قلبه لسعادتها رغم ضيقه من العيون التي تتابعها فهي ورغم كل شيء ملتزمة محلها ولا تقف أو تتقصد لفت النظر إليها كما تفعل صديقتها في ناحية أخرى مع هذه المدعوة ميرنا والذي لا يعلم سرها ولا هذه الصفة المميزة لها بالفندق فهو يجدها في كل الأقسام تقريبا.
ايه يا عم شادي سرحان فيه ايه
خاطبه حمدي المسؤل العام ورد الاخر يجيبه بإرهاق
وليك عين تسألني كمان يا حمدي انا هلكت من الصبح يا بني دا غير اني سايب والدتي تعبانة في البيت لولا الست جارتنا والله كنت سيبتك تحتاس لوحدك.
ضحك الاخر يربت على كتفه قائلا بلطف
معلش بقى يا عم شادي هو يوم واحد في السنة روح ريح رجلك وانبسط مع عمر وأغانيه هي خلاص الليلة قربت تنتهي اساسا يعني لو عايز تروح برضوا ولا يهمك.
تمتم بارتياح
الحمد لله اخيرا جات منك.
تحرك خطوتين ليتابع
بس انسى اني اجيلك بكرة اساسا.
ضحك حمدي بمودة قائلا
لا يا حبيبي مش لدرجادي بس جدعنة مني همشي الدنيا على ما تيجي براحتك ان شاء الله حتى لو بعد الضهر. 
تبسم شادي برضا ليتابع طريقه
ماشي يا حمدي الف شكر يا سيدي .
ضحك الاخر يقارعه
لا شكر على واجب يا حبيبي.
خطفت رباب بنظرة سريعة نحو الطاولة السعيدة أو الأصح المحظوظة بوجود الجالسين عليها قبل أن تعود لحديثها مع ميسون التي كانت تثرثر غير مكترثة بالغناء وحالة الصخب المنتشرة في الأجواء حولهم. وذلك بجلستها على الطاولة الرئيسية لأصحاب الحفل والتي ضمت عدي وميسون وأبنائهم الصغار وكارم زوجها وبهيرة شوكت المرأة المتعالية والتي همست بغيظ لإبنها الأصغر
شايف يا عدي اخوك وعمايله بيهيص ويغني زي الرعاع مع شلة الهم بتوعه دا بدل ما يقعد معانا ويتصرف بأصله النبيل ومكانة أهله! 
تبسم عدي بجانبية ساخرة يغمغم
عندك حق هي فعلا شلة هم واحنا اولاد الأصول اللي سعدا بالفعل.
قال الاخيرة ليخطف نظرة جانبية نحو ميسون التي تأبي أن تشعره بلهفتها او ضعفها لوصاله ثم انتقل لاخر القاعدة وهذه الوردة التي تحاوط نفسها بالأشواك وتتحداه ويتذكر معها كلمات كارم مع رؤيته لهذا الذي يجلس بجوارها وقد بدأ يستشعر بالفعل صدق نظرية الاخر.
صاحبتك مودة النهاردة عايشها ع الاخر.
قالتها رحمة وهي تشير بذقنها نحو الجهة التي تتخذها الأخرى وترقص فيها بحرية مع المدعوة ميرنا وردت صبا بعد أن ألقت إليها بنظرة خاطفة
سيبك منها دي بت مخها طاقق بتعمل كدة مخصوص عشان تبين نفسها قدامي لولا بس عارفة انها هبلة وزعلها غبي لكنت روحت سحبتها من شعرها.
ردت رحمة ضاحكة
قلبك أبيض يا صبا هي بتعمل ايه يعني دي اخرها بترقص طب انا ياريت اكون سفيفة كدة زيها وصغيرة لكنت عملت عمايل وكنت ساعتها هكتسح الساحة وقعد الكل في بيوتهم. 
ضحكت صبا لتندمج معها 
يا خسارة ابو الدهون دي اللي خسړت البشرية موهبة خطېرة وخارقة وعابرة للقارات كمان. 
بروحها الجميلة ردت رحمة بدرما تدعيها
رغم انك فكرتيني بالدهون ودي حاجة بتضايقني عشان انا انسانة مرهفة المشاعر بس انتي بتفهمي يا بت يا صبا.
ضحك شادي بصوت مكتوم والذي كان مكتف الذراعين وناظرا للأمام لمتابعة فقرات الحفل وقد سمع بكل الحديث ليسأل بجدية ذائفة
طب يا مرهفة المشاعر يا خارقة احنا يدوب نروح بقى عشان الوالدة وقبل الموهبة الخطېرة كمان ما تلح عليكي للظهور.
ضحكت رحمة قبل أن تجيبه
طب ما نستنى شوية انا اتصلت بوالدة صبا وقالت انها بتتفرج على فيلم مع ماما وبيتسلوا حتى جوزي ربنا هداه ونيم العيال.
التف بنظره نحو صبا ليسألها
تحبي نمشي ولا نقعد شوية
أجابت بابتسامة خجلة وعينيها الجميلة تشغله عن التركيز
يعني لو شوية كمان....
ابتلع ليزيح أنظاره القريبة عنها وعن سحرها الذي يفقده اتزانه ليومئ برأسه وبصوت خرج بصعوبة
تمام شوية تاني بس مش عايزين نتأخر بقى زي ما انتي عارفة. 
متشكرة أوي.
قالتها بفرحة لتلتف نحو الفقرات وعمر يداعب الفنانة وزوجها مالك الفندق مصطفى عزام دون أن يغفل عن الترحيب بجاسر الريان وصديقه طارق.
في اليوم التالي
مع اهتزاز الهاتف المستمر بإصداره صوتا مكتوما على الكمود المجاور لرأسها المثقل من الأساس حتى كاد يزيد عليها بالصداع مما جعلها تستفيق من غفوة كبيرة لا تدري كم الوقت مع الإظلام الكامل في الغرفة عدا اضاءة الهاتف بورود الإتصال به بصعوبة رفعت جذعها قليلا ليمتد ذراعها وتتناول وتجيب على الرقم الغير مسجل بصوت ناعس رغم معرفتها به
الوو..... أيوة .
الوو.. أيوة! ايه عدم التركيز ده هو انتي نايمة
اه يعني بس انت متصل بدري ليه هما العمال لسة ميوصلوش الموقع
!!!!!! شهد هو انت نايمة من إمتى
يعني ايه نايمة من امتى 
رددتها خلفه بعدم فهم قبل أن تنزل الهاتف عن أذنها وترى الساعة فشقهت بصوت عالي وصله عبر الاثير وهى تتمتم بذهول
يا نهار اسود أربعة العصر معقول!
نهضت لتفتح ستائر نافذتها لتتابع
ازاي ده يحصل دا أنا عمري ما عملتها. 
عقب حسن بروية ليهدئها
إهدي شوية يا شهد هو حصل ايه يعني لدا كله
حصل ايه إنت بتسأل يا حسن أكيد وقف حال طبعا معلش هقفل معاك عايز اشوف الشغل....
قاطعها بحدة رغم صخب المشاعر الثائرة بداخله بعد سماع اسمه منها مجردا للمرة الثانية
عبد الرحيم شغال بالعمال يا شهد وكل حاجة عال العال استريحي بقى. 
سمعت
منه لتجلس على طرف الفراش صامتة بارتباك لا تدري كيف حدث ذلك فتابع هو
كنت عايز أسألك عاملة ايه النهاردة
مسحت بكفها على جانب وجهها تجيبه باستدراك
يعني الحمد لله بس انا حاسة البرشام ده اللي كتبلي عليه الدكتور هو اللي خلاني نمت زي القتيلة انا لحد الان مش قادرة أصدق عدد الساعات اللي نمتها.
ليه برضوا نمتي الساعة كام يعني
مش فاكرة بس انا كنت مشغولة بالحسابات امبارح والوقت مر بيا واتأخرت في السهر بعدها شربت البرشامة ونمت.... ثواني. 
قالت الأخيرة وقد انتبهت على دلوف شقيقتها الصغرى بابتسامة مشرقة تلقي التحية
صباح الخير ولا نقول مساء الفل يا ست شهد .
هتفت بها الاخيرة بانفعال
ولما انتي عارفة اني اتأخرت يا ست رؤى سايباني ليه نايمة لحد دلوقت هو احنا ناقصين وقف حال
ردت رؤى تقارعها
وقف حال ليه يا قلبي ما عبد الرحيم سحب العمال ودور الدنيا زي ما انتي موجودة واكتر ثم بالعقل كدة اصحيكي ازاي وانتي نايمة قريب الفجر بعد سهرك على ملفات الشغل بتاعتك .
سهرانة لقريب الفجر يا شهد ع الشغل في نفس اليوم اللي خارجة فيه من المستشفى معقول!
هتف بها حسن بذهول عبر الهاتف بعد أن وصله قول رؤى ليتابع
لا انتي مفيش فيكي فايدة أبدا يا ريت الدكتور ما صرحلك بخروج.
صمتت بحرج لا تعرف بما ترد هذا الإهتمام منه والذي بدأت تستشعره قريبا هي ليست بالغبية لتتغافل عنه ولكنها لا تعرف صفته إن كانت هذه عادته مع الجميع أم تعاطف مؤقت وسوف يختفي مع الوقت أم يكون......
شهد انتي روحتي فين
هتف بها يسأل حينما طال صمتها وهو يتحدث إليها من جهته فردت باضطراب تخفيه
أه اه يا بشمهندس انا معاك..... انت كنت بتقول ايه معلش!
معايا وبتسألي كنت بقول ايه ماشي يا ستي ع العموم انا
تم نسخ الرابط