متيم انا

موقع أيام نيوز

مجيدة قائلة
اقول الحق يا شهد بصراحة انا من ساعة ما دخلت هنا وانا حاسة البيت دا انتي جزء منه واكنهم عيتلك پالدم مش مجرد صحاب .
دا حقيقي والله انا بحس كدة فعلا.
قالتها شهد لتضيف على قولها أنيسة
شهد اتربت هنا مع لينا يوم بيوم وسنة بسنة بتكبر قدامي دي كانت هتبقى مرات ابني ورمزي كان بېموت فيها.
رمزي مين 
خرجت من حسن الذي اشتعلت الډماء برأسه واحتدت عينيه بشكل ظاهر ردت لينا بعفوية
رمزي دا يبقى اخويا. 
اضافت على قولها أنيسة بتسلية تشير على الإطار المعلق على الحائط
شايف صورة الواد الحليوة ابو عيون فيروزي وشبه لينا ده اهو ده بقى رمزي
بوجه شاحب تطلع لصاحب الصورة الوسيم پحقد وقبل أن يتابع أسئلته سبقته مجيدة التي انتابها القلق هي الأخرى
طب وو ايه اللي حصل ليه مكملتش الجوازة يعني. 
اتوفى.
قالتها أنيسة بابتسامة باهتة اجفلت حسن ومجيدة التي أصبحت تردد بالكلمات الروتينة الداعمة والمترحمة بتأثر قبل أن تنتبه على الوقت لتنهض باستئذان
طب احنا نقوم بقى يا جماعة كفاية كدة .
قالت أنيسة بمودة حقيقية للمرأة
وتمشي ليه يا ست مجيدة ما تخليكي قاعدة ومونسانا دا انتي عشرية وانا ارتحتلك بجد والله.
كلمات المرأة أتلجت قلب مجيدة لتبتسم لها بابتهاج قائلة
مش أكتر مني يا ست أنيسة انا بقيت حاسة ان اعرفكم بقالي سنين. 
تدخل حسن الذي نهض على غير إرادته لكن مضطر
ربنا يديم الود ما بينكم بس احنا لازم نمشي مدام اطمنا على شهد.
نطق اسمها لتلتقي عينيها بخاصتيه بعناق سريع قبل أن يتابع بتنهيدة من العمق
انا عندي اجتماع مهم في المصلحة ولازم احضره
مكشوف مكشوف مكشوف.
غمغمت بها مجيدة داخلها وعينيها تتابع ملامح أنيسة المبتسمة بمكر قبل أن تجفل على قول لينا
طب هو وراه المصلحة انتي وراكي ايه طنت مجيدة خليكي معانا اتغدي دي ماما أكلها يجنن وټموت في اللمة واهو يا ستي نردلك العزومة بتاعتك ولا انتي نسيتي
المچنونة المتقلبة المزاج من يراها في الشجار مع ابنها كالقطة الشرسة لا يصدق هذه الرقة والوجه الصبوح
الان.
كان هذا الحديث الدائر داخل مجيدة بعد أن استجابت لطلبهم قائلة
لا يا حبيبتي ولا عمري انسى خلاص يا حسن روح انت.
ذهب الاخير ليترك والدتها مع هذه الثلاث نساء لينا وشهد وأنيسة التي لم تكف عن الترحيب بها وإدهاشها بكم الحلويات التي تجيدها لتقضي معهن وقتا لا يستهان به من المرح وعقلها الدائر بالأفكار يتسائل كالمنبه يذكرها
ماذا بعد ماذا بعد
تدراكت فجأة لتقول بمكر
يا لهوي صحيح أنا قاعدة معاكم وناسية نفسي عندي دوا لازم اخده قبل الغدا.
تطوعت أنيسة تجيبها
قولي إسمه يا ست مجيدة وانا اتصلك بالصيدلية تجيبه.
باعتراض سريع ردت مجيدة
واجيب غيره ليه ما انا اتصل بابني يجيبه معاه في طريقه وهو رايح على شغله حكم دا ميعاده تقبلي يا لينا بحضرة الظابط يجيبلي الدوا
أجفلتها بالسؤال كما فاجئت أنيسة أيضا لتجيبها باستسلام وهي ترتب الطاولة مع شهد
اتصلي بيه يا طنت أكيد طبعا مينفعش تأخري الدوا بتاعك.
بابتسامة النصر تناولت مجيدة الهاتف على الفور تتصل بابنها
ألوو يا حضرة الظابط ممكن خدمة
..
في غرفة المكتب التي كانت تضمهم بعد الانتهاء من مناقشة عدد من الموضوعات الهامة والمطلوبة لشراكتهم ترك كل شيء ليجلس في الركن الخاص من المكتب كي يحتسي مشروبا باردا بذهن شارد يستجيب بردود مقتضبة على أسئلة كارم التي لا تنتهي حتى مل الاخر ليعبر عن اعتراضه
في أي يا عدي ما تركز معايا يا اخي احنا بنتناقش يا بني يعني تاخد وتدي معايا دي صفقات بملايين.
زفر الاخر بقوة قائلا بسأم
ملاين ولا ملاليم ما تتصرف يا كارم بالسلطة اللي في إيدك انا واثق فيك يا سيدي. 
حتى لو واثق فيا انا برضوا عايز رأيك وخبرتك في العمل مع مصطفى اخوك دا جينيس يا بني بيتكسح في أي موضوع يدخله.
بابتسامة غير مبالي
يا عم ما يكتسح زي ما هو عايز طالما بعيد عن مجالنا احنا مالنا .
مالنا بيه ازاي!
هتف بها كارم ليتابع وهو ينهص عن مكتبه لينضم معه في الركن الخاص
انت ناسي انه مشارك جاسر الريان والمجموعة بتاعتهم في المعمار بننافس اكبر الشركات في البلد ولا اكمن احنا لسة صغيرين مش حاسبها دي .
قلب عينيه عدي قائلا بعدم احتمال وقد فاض به
يادي جاسر الريان يا كارم اهدى شوية احنا مش صغيرين يا حبيبي بالنسبة للوقت القليل اللي اشتغلنا فيه والصفقات اللي خدناها احنا مش قليلين على الإطلاق بس مش في يوم وليلة يعني هنوصل للمنافسة قدامهم مجموعة الريان سابقاك بزمن.
رد كارم بقنوط وهو يدفع القلم من يده ليعود بظهره على الكرسي
عارف ياسيدي عارف انا بس الحماس هو اللي واخدني وعايز احصلهم بقى.
هتحصلهم وتسبقهم كمان يا حبيبي اطمن.
قالها عدي وهو يعود لمشروبه بشرود مما جعل كارم الذي أنتبه عليه أن يسأله بفضول
شكل دماغك مش ريقالي خالص النهاردة أنا مش فاهم يا بني هو إنت إيه اللي شاغلك بس
تطلع إليه بنظرة فهمها كارم ليتابع بفراسة
البنت أياها صح يا بني ارسالك على حل معاها بقى انجز عشان تفوقلي النسوان بتروح وتيجي اهم حاجة الشغل.
سمع منه عدي وتغيرت ملامحه بنظرة مبهمة وكأن الكلمات لا يتقبلها أو هي عكس ما يريده!
قالت ميرنا وهي تدفع الباب الزجاجي للمطعم الذي حجزت به مسبقا للإحتفال بعيد ميلادها المزعم بصحبة الفتيات مودة وصبا التي ترافقهن على مضص
ادخلوا يا بنات ادخلوا خلونا نلحق ترابيزتنا. 
عقبت مودة بالإنبهار كعادتها
يا لهوي يا ميرنا دا المكان باين عليه غالي أوي هندفع تمنه منين
بابتسامة واثقة ردت ميرنا
يا حبيبتي متشليش هم فيها دي انا متكلفة بكل الفلوس انتو بس عليكم تنبسطوا وتروقوا نفسكم.
صبا والتي كانت تتفقد المكان حولها بتفحص اثناء السير سألتها بتوجس
وانتي هتجيبي منين انا اعرف إن الاماكن دي بتبقى الأسعار فيها خيالية وانتي بتقولي حاجزة .
أيوة حاجزة ودافعة كمان دي هي ليلة شالله محد حوش.
قالتها ميرنا لتهلل مودة بمرح
أيوة بقى خلينا نهيص كدة ونفرفرش يا قمر. 
برد سريع من ميرنا وهي تضمها من كتفيها 
فرفشي وانبسطي على كيفك يا قلبى انتي انا بعتبركم زي خواتي يا بنات ربنا يخليكو ليا.
اغتصبت صبا نحوهن ابتسامة بصعوبة لتعلق بنصح
حلو جو الأخوة ده بس ياريت نقلل العواطف شوية واحنا داخلين الناس عيونهم علينا .
اجفلت ميرنا لفعل صبا الصارم رغم ابتسامتها لتزعن مضطرة تاركة مودة التي قالت متفكهة
اه صحيح يا ميرنا خلي بالك العسكري صبا معندهاش الكلام ده.
بابتسامة جانبية رمقتها الأخيرة لتغمغم ميرنا داخلها نحو الأعين المصوبة نحوهن بتركيز نحو صبا
عسكري! وهو في عسكري بيخطف عيون الناس كدة!
أمام باب المنزل وقف متأفافا ليزفر بضيق وهو يضغط على الجرس بعد أن أخبرته والدته بضرورة الدواء رافضة كل الحلول المقدمة لأن يأتي به أحد غيره إن كان عسكري الخدمة في سيارته أو حتى حارس البناية هنا وفي كل مرة لا تغلب في حجة حتى اضطرته للمجيء بنفسه.
وصل لأسماعه الصوت المألوف من داخل المنزل وهي تهتف من قريب
خلاص يا ماما هشوف أنا من ع الباب حاضر. 
وصلت إليه العبارة قبل فتح الباب مباشرة ليجدها أمامه بهيئتها اللعېنة الجميلة
تم نسخ الرابط