متيم انا
المحتويات
صحة ما تردف به والدته حينما ابصر بعيناه المذكور وقد اتخذ مكانه على طاولة عقد القران زاد المرار بحلقه فلم يعد قادرا على الصمود أكثر من ذلك.
التف بحدة نحوهن قائلا
خليكم مرزوعين وانا ماشي وسيبهالكم.
قالها وتحرك بخطواته السريعة مغادرا وتبعته أمنية غير أبهة بأي شيء غيره ضړبت سميرة بقبضتيها على فخذيها أسفل الطاولة تقول بحسرة
طالعتها نرجس بأسف لم تتقبله الأخرى لتأخذ دور ابنها في الحقد مرددة
انتي لازم تعمليلك كرامة فاهمة ولا البت دي لازم تعرف ان عندك عزة نفس مش بهيمة ولا خيبة.
بعد انتهاء عقد القران والذي تم في أجواء من المرح بفضل التعليقات التي كان يطلقها رجل الدين المأذون والرد عليه من العريس المعروف أصلا بخفة ظله والتي كانت تجبر العروس على الضحك لتتغلب على خجلها الفطري
مجيدة والتي كانت على حالة من الغبطة فاقت التصور بعد أن أكرمها الله اخيرا بالزوجة الصالحة لابنها الأصغر وحالة من الأمل تزداد كل لحظة بفك عقدة الاخر مع استشعارها بالكيمياء التي حلت جديدا بين أمين ولينا التي بدأت ترى تجاوبها بوضوح.
لما كل هذا الكره نحو شهد
وبعدين بقى هتفصل كدة ساكت لحد امتى يا ابراهيم
سألته بتوجس وقد طال انتظارها لدرجة زرعت بقلبها
الشكوك فحقيقة الوضع حتى ولو كان يحق له الڠضب والأعتراض لا تستوجب كل هذا الجمود والتجهم بشرود وكأن الأمر.......
هذه المرة خرج قولها بانفعال حينما لم تجد تجاوبا منه
على فكرة بقى هي مش مستاهلة الزعل دا كله ايه قيمتها دي كمان عندك دا انا اللي هي اختي مش هاممني وعلى يدك سيبتها وخرجت عشان خاطرك..
انتي شايفة انه ميستحقش بس انا اللي هاممني الكرامة البت دي قلة قيمتنا كلنا لما فاجأتنا بعملتها ولا اكننا ناس غريبة عنها دي عمرها ما حصلت في الدنيا العروسة تعقد في يوم خطوبتها من غير ما تبلغ أهلها إلا اذا كانت مش معترفة انهم أهلها
في ستين داهية انا كمان مش معتبراها اختي.
اصدر صوتا بزواية فمه يبدوا كنصف ضحكة ساخرة ليردف لها
ما هو دا اللي هي عايزاه يا اختي عشان بعد كدة لما تقش الجمل بما حمل ما يبقالكمش حق تطالبوا بيه.
حمق تفكيرها يساعده كثيرا في التفريغ عن غضبه بل ويجعله يكتشف مواهبه الخارقة في برمجتها لصالحه لذلك لم يفاجئه ردها
دا انا كنت اطبق في زمارة رقبتها لو حصل أنا صاحيالها قوي.
قابل انفعالها بضحكة مستهزئة زادت من غيظها لتباغته القول
بس عشان كمان نبقى عادلين ابوك هو اللي مشجعها مع الراجل الصعيدي طيب ابو ليلة واهو غريب ومش مننا انما ابوك بقى يعمل كدة ليه
ضغط بقبضتيه حتى ابيضت مفاصله ليردف كازا على أسنانه
ابويا راجل كبير وهي بتدخلوا من ناحية الصحبية اللي كانت بينه وبين ابوها عقله ميجبش لؤمها معاه ومع ذلك انا لا يمكن افوتها المرة دي لازم اخد موقف يعرفه اني مش موافق على عمايله دي ع الأقل عشان يقدر خاطركم بعد كدة.
سألته بفضول
يعني هتعمل ايه
اجابها بنزق
مش محتاجة سؤال انا النهاردة مش بايت فيها وبكرة لما اقابله مش هسكت له ان شالله حتى اټخانق معاه.
تطلعت أمامها نحو المنطقة التي توقفت بها السيارة منذ قليل لتردف بتفهم
اه عشان كدة بقى انت واقف قصاد المخزن الخلفي للدكان.
ايوة يا اختي فهمتيها لوحدك
قالها ثم انتبه عليها ليمشط بعينيه على وجهها بزينته المتقنة ثم هذا الفستان المحكم على منحانيتها المكتنزة رغم شعورها بوقاحة النظرات لكن ذلك لم يمنع أن تكتنفها دغدة لذيذة تعطيها الثقة بأنوثتها التي تؤثر به حاولت نهره فخرج صوتها مهتزا
شيل عينك يا ابراهيم عيب.
ابتسامة خبيثة ارتسمت على ملامحه وقد كانت أمامه كصفحفة كتاب مفتوح فقال مستغلا ضعفها أمامه
بقولك ايه لسة محدش رجع من الخطوبة الزفت دي تعالي اقعدي معايا الشوية دول ونسيني على ما يجوا.
باعتراض واهي هزت رأسها تقول
لا يا ابراهيم مينفعش الدنيا ليل دلوقتي اخاڤ لتزودها معايا ما انا فاهمة اوي انت عايزني معاك ليه.
نهض فجأة مترجلا من السيارة يأمرها بحسم قائلا
مدام عارفة ايه لزوم الرغي اخلصي ياللا هما دقيقتين مش هيزيدوا.
توقفت سيارة الأجرة على جانب الطريق ليترجل منها العم كريم بعد انتهاء نوبة عمله تاركا السيارة الفخمة لأصحابها كان حاملا على يديه متطلبات المنزل من فواكه وخضروات وبقالة يخترق الطرقات الملتوية الصغيرة من زقاق لاخر مسافة ليست ببعيدة ولكن ما يصعب الأمر هو الصعود والهبوط على الأرض الغير سوية بالإضافة إلى الظلام الذي يقابله كثيرا في عودته ليلا مما قد يجعله عرضة لقطاعي الطريق ومعتادي الإجرام.
يخطوا بتسارع وقد اصبح على مقربة من منزله ولكن وقبل أن يصل اليه بوغت بيد قوية تسحبه بسرعة البرق ليجد نفسه داخل منزل جاره المټوفي منذ سنوات عديدة والذي تصدعت جدارنه وتهدمت معظمها ليصبح مسكنا للأشباح
بسم الله الرحمن الرحيم انت مين
تمتم بها بصوت مرتعش يشعر ببوادر ازمة قلبية من الړعب الذي شل اطرافه وعقله يخبره أنه من أحدهم تكلم الاخر وهو يكشف عن وجهه الملثم.
أنا حامد يا عم اهدى بقى.
شهق العم الكريم يسحب أنفاس كثيفة بخشونة ليستعيد ثباته قبل أن يتمالك ليدفعه بكفيه محتجا
روح يا شيخ الله يلعنك كنت هتجيبلي سكتة قلبية بعبطك ده إنت اټجننت
ضحك بسماجة وهو يرخي قبضته عنه يقول باستظراف
معلش يا اسطا جات شديدة عليك دي بس اعملك ايه بقى ما انا ملقتش طريقة تانية عشان اقابلك ولا انت كنت هتوافق يعني لو دخلت استنيتك في بيتك.
بيت مين
هتف بها ليتابع موبخا رغم الزعر الذي كاد يشل اطرافه
طب كنت اعملها يا حامد عشان كنت بلغت عنك وخلصت من خلقتك انت ايه اللي جايبك اساسا
الهوا هو اللي جابني.
اردف بها حامد ساخرا ليضيف
دي برضوا مقابلة يا عم كريم تقابلني بيها وانا اللي اديتك الأمان عشان اجي اقابلك وابلغك باللي طالبه منك.
ازداد انفعال الرجل ليهتف بسخط
اسم الله عليك وعلى جمالك يعني انتي جاي تقطعني الخلف وليك عين كمان تطلب مني
تغيرت نبرة الاخير ليرد بلهجة راجية
ايوة جاي اطلب منك يا عم كريم عشان بصراحة بقى انا معنديش حد اثق فيه يوصل الأمانة دي لأهلي
ارتد الرجل للخلف بړعب فور أن وقعت عينيه على الظرف الممتلئ بالنقود ليزداد ارتجافه حتى خرج صوته بلعثمة وارتعاش
الله ېخرب
متابعة القراءة